خرجت مصر أمس عن بكرة أبيها فى ميدان التحرير، وميادين المحافظات، تريد رد شرف بنات مصر، وحرائرها الذى انتهك طوال أسبوع كامل، وميدان العباسية وحده، قبل بالانتهاك، وطالب بالحفاظ على المجلس العسكرى. ميدان التحرير الذى امتلأ عن آخره، جاءته المسيرات من كل مكان، مسيرة تزيد على 30 ألف متظاهر، انطلقوا من الأزهر، عقب خطبة الشيخ نصر فريد واصل، يحملون الغضب، والرغبة فى الثأر ممن انتهك عرض بنات مصر، وقتل الشيخ عماد عفت، ثم التحمت بالتحرير، عشرات المظاهرات التى انطلقت من كل ميدان ذهبت إلى التحرير، من ميدان مصطفى محمود، من جامعة القاهرة، من أمام دار القضاء العالى، كانت الهتافات متعددة، لكنها كلها كانت غاضبة من انتهاك شرف حرائر مصر، وقتل الثوار. طلبة الجامعات كانوا فى الميدان، بملابس كلية الطب البيضاء. الأزهر كان موجودا لتأبين الشيخ عماد عفت. البنات كن يهتفن ضد من انتهك شرفهن، لكن كالعادة، غابت القيادات، وحضر مئات الشباب والفتيات، من جماعتى «الإخوان المسلمين» و«الدعوة السلفية»، من دون التزام بقرار قياداتهم، مرجعين مشاركتهم إلى الضمير الوطنى والإنسانى، وقالوا إن كل فتاة معرضة لانتهاك عرضها، إذا لم تكن هناك «وقفة حازمة» ضد عنف المجلس العسكرى مع المتظاهرين. الغضب كان فى خطبة الجمعة، كان فى الهتافات، كان فى اللافتات، كان فى موافقة الميدان، كما جاء فى بيان تم توزيعه، على مجلس رئاسى مدنى. الهتافات جاءت بطعم الغضب: «ارحل يعنى امشى.. يا اللى ما بتفهمشى»، و«علّى صوتك فى الهتاف.. بعد مبارك مش هنخاف»، و«انزلوا من بيوتكم.. طنطاوى عرى بناتكم»، و«يا مصر ثورى ثورى.. لا طنطاوى ولا جنزورى»، و«الشعب يريد إعدام المشير.. يسقط يسقط حكم العسكر»، و«بنات مصر خط أحمر»، و«يا عساكر يا أوباش.. بنات مصر ما تتعراش»، و«احلقوا شنباتكو المجلس عرى بناتكو». العباسيون، خرجوا بالقرب من مستشفى الأمراض العقلية، وعلت أصواتهم بهتافات ضد العقل. هتافات محفوظة ومكررة «لا إله إلا الله.. الجيش المصرى حبيب الله.. يا مشير يا مشير إحنا وراك يا مشير»، و«يا مشير قول لعنان مصر أكبر من الميدان»، و«يا برادعى يا خسيس يا زعيم الجواسيس.. يا برادعى اتلم اتلم ليه عاوزها تقلب دم». شعبان، الذى خطب نيابة عن الشيخ محمد حسان، قال إن الشعب ينبغى أن يمنح الجيش فرصة، حتى يستطيع تحقيق ما وعد به «اتقوا الله فى مصر، فقد حان الوقت الآن، للعمل والجد والإخلاص. الجيش لن ينهض إلا برجال يبحثون عن كل ذلك»، مشددا على ضرورة الوقوف مع «العسكرى» ضد أعدائه، الذين يريدون الخراب لمصر. خطيب مسجد «النور»، وصف ما قامت به الفتاة، التى تم سحلها أمام مجلس الوزراء، بأنه «أمر مدبر»، مفسرا «لا يتصور أو يتخيل عاقل، أن ترتدى فتاة عباءة، من دون أن ترتدى ملابس تحتها، فى ذلك البرد الشديد»، متسائلا «لماذا خرجت تلك الفتاه من بيتها؟»، مؤكدا أن نزول الفتاة مخالف شرعا، وأنها تستحق ما حدث لها، وقال «يبدو أن بيتها بلا رجل». أغلب محافظات مصر شهدت تنديدا بالانتهاكات التى تعرضت لها الفتيات والمتظاهرون فى أحداث مجلس الوزراء وميدان التحرير، واستجابة لمليونية «رد الشرف» التى دعت لها القوى السياسية. فى الإسكندرية، انطلق مئات النشطاء للمشاركة فى مسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد القائد إبراهيم، بمنطقة محطة الرمل، فى اتجاه قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، وطالب المتظاهرون برحيل المجلس العسكرى وإسقاط حكومة الجنزورى وتشكيل مجلس رئاسى مدنى، وحكومة إنقاذ وطنى، محاكمة قتلة الثوار. وردد المتظاهرون «إحنا بنات مصر الأحرار، مش قابلين الاعتذار»، «بنقولها لكل الأوباش، بنت مصر ماتتعراش».