مؤسس «تمرد الجماعة الإسلامية»: طوال الصراع بين الجماعة والأمن لم يحدث اقتحام لبيت ضابط إلا فى واقعة دمياط «الوش بعد الوش بعد الوش الكل طلع مقلب ووطنى الخاسر الكل متربى فى عش الغش وألف رحمة عليك يا عبد الناصر» الخال/ عبد الرحمن الأبنودى سألنى كثيرون من زملاء المهنة ومن أصدقائى أن أكتب عن الجماعة الإسلامية، وعن أحداث التسعينيات، وعن مبادرة وقف العنف التى أطلقتها الجماعة، هل هى حقيقة أم خداع للخروج من السجن؟ وكان الطلب يزداد كلما ذكرت لهم بعضًا من هذه الذكريات، وكلما ظهر على الساحة أحد الإسلاميين يسألوننى هل تعرفه؟.. فإذا أخبرتهم عنه، وأوجزت لهم شخصيته وأفكاره، وأكدت لهم الأيام صدق رؤيتى، وصحة نظريتى، زاد إلحاحهم. وما منعنى من الكتابة هو أنى أحتسب فترة الاعتقال عند الله عز وجل، فهو من أنعم بالمحنة، وتفضل وجعلها منحة، فلله الحمد فى الأولى والآخرة. ولكن تراكمت أسباب وراء أسباب جعلتنى أكتب قصة الجماعة الإسلامية من البداية إلى النهاية. «الداخلية» تتبعت السيارة رقم 2025 ملاكى دمياط.. وصاحبها سلّم نفسه بعد القبض على والده وعمه وشقيقه المصابون المصاب الأول: عوض الحطاب توجه عوض فور هروبه من مكان العملية إلى عيادة الدكتور عاصم سعيد أخصائى الجراحة الذى طلب منه عمل أشعة، فتوجه إلى عيادة الدكتور إبراهيم حنا أخصائى الأشعة بميدان سرور بدمياط، ثم حصل على الأشعة، وذهب بها إلى الدكتور أيمن شبكة أخصائى العظام، فقام بتجبيره، وقال له: - هناك شىء غريب فى كتفك المصاب. فقال له: إنها قطعة خشب خرجت من ماكينة شق الأخشاب واخترقت ذراعى. ثم اختبأ عوض عند السيد عثمان النجار بشارع الشرباصى، وهو عديل خاله أبو الفتوح حمود الترزى، فمكث عنده ليلتى الخميس والجمعة، وفى صباح الجمعة نشرت جريدتى «الجمهورية والمساء» أخبار الاعتداء على الضابط مطاوع، ووجد اسم عوض ضمن المتهمين بالاعتداء، فقام بالإبلاغ عنه، وألقى القبض عليه يوم السبت 21/12/1991 م، وقد تعرض عوض إلى تعذيب شديد، لأنه كان أعلى المقبوض عليهم تنظيمًا فى الجماعة. يقول فى تحقيقات النيابة: «هددونى بالقبض على أمى وإخواتى، وانتهاك عرضهن أمامى، وقلعونى هدومى خالص، وعلقوا الكهرباء فى أجزائى الحساسة من الجسم، وجاب خرزانة، وحطها فى دبرى وهددونى بالقتل لو ما قلتش على اللى عايزنى أقوله فى النيابة». المصاب الثانى: يحيى عصعوص: توجه المحلاوى والفواخرى والجمال بالمصاب يحيى عصعوص بسيارة أحمد عشعش إلى مركز الجمالية بالدقهلية المجاور لدمياط من ناحية الشرق، وتركوا المصاب هناك عند عماد الدسوقى عاشور والسيد صقر عضوى الجماعة هناك، فقام هذان العضوان بإخفائه عند أحمد عبد الوهاب وصالح محمد هلال عضوى الجماعة، ثم بعد ذلك قاموا بنقله إلى عيادة الدكتور هارون طلحة صالح لعلاجه. تقول السيدة مجدة محمد مصطفى جبريل، 47 سنة، تمرجية تعمل لدى الدكتور هارون طلحة فى التحقيقات: «فى يوم الخميس اللى فات 19/12/1991م كنت قاعدة فى العيادة، لقيت الدكتور جه عيادته، ولقيته طلع العيادة دور أرضى، وبعدها ركن عربيته، حيث عربية ثانية واقفة قدام باب العيادة، ونزل منها اثنان، واحد عيان، وواحد سانده اسمه عماد عاشور من الجمالية، ودخلوا أوضة الأشعة، وقفلوا على نفسهم الثلاثة، وعملوا علاج، وقعدوا فى العيادة، ومشوا فى الساعة الثامنة تقريبًا، والدكتور، ولما سألت عن المصاب، قال: إن الحكومة كانت عاوزه تاخده وضربوا عليه نار، وهرب وجِه هو مصاب، وهو من ناحية العصافرة، وقال لى: ما تتكلميش مع حد فى الموضوع ده». وقال الدكتور هارون طلحة صالح، 42 سنة، طبيب بشرى بالصحة المدرسية بالجمالية: «حضر لى فى أثناء وجودى بمنزلى بالجمالية عماد عاشور من الجمالية نفسها، وأخبرنى أن معه أخًا مضروبًا بالنار فى أثناء القبض عليه من قِبل الحكومة، وأنه تمكن من الهرب، وقال: إنه يحتاج للعلاج، ونزلت على العيادة، وبعدما وصلت بنحو خمس دقائق، دخل المصاب وعماد ساعده، وبعد كده فحصته فلقيت فيه جرحًا سطحيًّا فى كتفه، وإصابة ثانية فى ذقنه من الناحية اليسرى، وكان دائخًا ومحتاجًا لإسعافه، فأنا فضلت أعمل له أشعة، والأشعة وضحت إن فى نحو أربع أو خمس شظايا بالرقبة وأعلى الصدر، وقمت بتضميد جراحه وحالته اتحسنت بعدما ركبت له جلوكوزًا، وبعد كده جاء الأخ محمد أحمد عبد القادر، فقلت له: إن الأخ ده مصاب وماحدش لغاية دلوقتى جه أخذه، فقال لى: آخذه عندى بدون ما يعرف شخصيته، وأنا قلت له: إنه مصاب فى ظروف هروبه من الحكومة فى أثناء القبض عليه، وخده وأنا وصلتهم للبصراط». وقام محمد أحمد عبد القادر بنقل المصاب بعد علاجه إلى قرية العصافرة خوفًا من مداهمة الأمن للجمالية، ولكن المصاب رفض الإقامة هناك، فكلف محمد أحمد عبد القادر عضو الجماعة السيد مصطفى خليل صياد من العصافرة بتدبير مكان لإيواء المصاب، فاتفق مع أحمد مسعد صبح المحامى، بالبحث عن مكان لإيوائه، فأخفياه بمنزل عبده محمد التميمى بقرية مجاورة من مساء الخميس 19/12 وحتى فجر السبت 21/12، وفى الصباح قام إبراهيم مختار المكاوى باصطحاب المصاب إلى منزله خشية أن يقبض عليه، وفى المساء قام بتوصيله إلى محطة القطار بالمطرية، وترك المصاب البلدة، وسافر إلى القاهرة، والتقى الهارب الآخر درويش المصرى واللذين قبض عليهما هناك. ترك البلدة بعد أن كان سبب بلاء لكل من قابله هناك، فكل من قابله فى الجمالية والمطرية قبض عليه، وعذب تعذيبًا شديدًا، واعتقلوا جميعًا وأُدخلوا جميعًا متهمين فى قضية الاعتداء على الضابط مطاوع أبو النجا. نعود إلى دمياط، كانت مفاجأة قاسية لأمن دمياط، وإن شئت الدقة لوزارة الداخلية، فطيلة الصراع بين الجماعة فى مصر والأمن لم يحدث أن اقتحمت الجماعة بيت ضابط، لقد وصلت الجماعة فى دمياط إلى عقر دار الضابط فى واقعة هى الأولى والأخيرة من نوعها. تحركت فرقة من وزارة الداخلية لإدارة التحقيقات فى دمياط، وكان أول خط يسيرون وراءه هو السيارة رقم 2025 ملاكى دمياط، تبين أنها تخص فوزى رفعت عشعش، فذهبوا للقبض على ابنه أحمد، فلما لم يجدوه قبضوا على والده صاحب السيارة وعمه وشقيقه أحمد، فلما عاد أحمد من الجمالية، وعلم بما حدث لأبيه وعمه وشقيقه بادر بالتوجه لمديرية الأمن وسلّم نفسه، وأفرج الأمن عن الرهائن من عائلته، وتعرض للتعذيب الشديد الانتقامى، لأنه كان أول من حقق معه. وبدأ فى الاعتراف التفصيلى، وكلما ذكر اسم عضو اشترك فى العملية نزل ضباط المباحث وقبضوا عليه. وذكر اسم محمد حمام أبو كريم، فنزل ضباط المباحث وقبضوا على أخ سلفى اسمه محمد كامل حمام طبيب بيطرى لا شان له بالقضية سوى تشابه اسمه، محمد عسل الشهير بمحمد حمام أبو كريم، عضو الجماعة الذى قبض عليه بعد انتهاء القضية واعتقل لمدة سنوات. وذاق الطبيب العذاب ألوانًا ليعترف بجرم لم يفعله، ولكنه أنكر وكان صادقًا فى أقواله. وقال: أنا ماحضرتش الاتفاق ده، يقصد الاتفاق على تكسير شقة الضابط، وفكرهم كله عنف ويأخذون الدين من جانب واحد، وأنا غير مقتنع بالفكر ده ولا أشاركهم أيًّا من أمورهم وأنا أتجنبهم. ونزل الأمن إلى قرية السواحل وقبض على كل من عبد الرازق صابر ومحمد محمود يوسف وأشرف أبو حلوة. ولم يكن الأمن يعرف أن سعد منيعم اشترك فى العملية، ولكنه ثرثر بالكلام فى مكان سكنه بالأعصر، وقال: ضربنا الضابط، فقاموا بالقبض عليه. وقال فى التحقيقات ردًّا على السؤال: من الذى دعاك إلى لقاء الثلاثاء بزاوية الملقا؟ أجاب: عز الدين الأشقر هو اللى دعانى للقاء الثلاثاء لجلسة علم، زى ما احنا متعودين بمسجد الملقا، وعز تكلم وقال: إن فيه هجومًا على بيت مطاوع، وبعد اللقاء لقيت طه الجنيدى قال: إن دورك تيجى يوم الخميس تقف على الكوبرى العلوى، لو حد جه من الأمن تبلغنا، فأنا قلت له: أنا مش هاجى، لأنى مش موافق على اللى هاتعملوه، فقطه قال لى: لو ما جتش هاعورك، فرحت أورِّى نفسى لهم علشان طه كان مهددنى وماحدش يتعرضله، وقمت واقفًا خمس دقائق بس وقمت جريت بعدما دخلوا ناحية السنانية وماعرفش إيه اللى جرى بعد كده. ولقد اعترف أحمد عشعش بأن دوافع هذه العملية هى: «هو فيه عدة دوافع هى اقتحام زاوية الرحمة بشط جريبة بمعرفة مطاوع أبو النجا وضربه للإخوة، وكان الاقتحام بشكل رهيب، حيث إن ذلك جعل أرضية المسجد مملوءة بالدماء، وكذلك اقتحام زاوية الخليل بجوار الكباس ملك إبراهيم فشور، وضرب أحمد الإسكندرانى بالرصاص عند القبض عليه، وإشاعة على لسان من خرج من الإخوة بأن مطاوع قال: «إن هناك ستة إخوة سيقوم بضربهم بالنار وهم أحمد الإسكندرانى ومحمد المهدى وعوض بربر وعوض الحطاب وعز الدين الأشقر والشيخ إبراهيم فشور، وفعلًا أطلقوا النار على أحمد الإسكندرانى، وعلمًا بأنه ما متش بس هو غير معلوم المكان وده دليل على صحة التصريح، وفيه بنات كانوا بإحدى المدارس، وطلبوا أهاليها ونبهوا عليهم بخلع النقاب، وتكسير شقق الإخوة، مثل شقة محمد المهدى وعوض بربر وعوض الحطاب، والتضييق على الجماعة بعد تكسير المقاهى اللى قام بها الإخوة، لأن المقاهى دول وأصحابها مرشدون لمباحث أمن الدولة، والقبض على الإخوة الملتحين بشكل عام، وحصار مسجد التوحيد، وكل ده لا بد من الرد على الأمن للحد من التصرفات اللى بتحصل منهم، وإحساس بقتل القيادات التى ستهدم الجماعة». ما قولك فى ما قرره المجنى عليه مطاوع بقيام الجماعة بتهديده بالقتل والانتقام منه؟ أجاب: «ما قاله أحمد الإسكندرانى إن أمن الكنائس متعلق بأمن المساجد وردود الفعل دى كان فيه كلام تهديد وكان بيوصل لمطاوع». وقد اعترف عوض الحطاب فى تحقيقات النيابة: «منذ اقتحام مسجد الرحمة بشط جريبة والمسمى التقوى بتاعنا من الضابط مطاوع أبو النجا وقوة معاه من الشرطة، وقام بعد الاقتحام بالضرب فينا يوم الجمعة بعد صلاة المغرب، وتعدوا بالضرب، وأنا كنت واحدًا من الناس اللى انضربت، وأخذونا هناك فى مديرية الأمن، وبعدين رحنا فارسكور واتحبسنا، وبعد كده أُخلى سبيلى من النيابة، واعتقلت فى 7/9/1990م، وقمت بعمل تظلم وقُبل، بعدما قعدت خمسة وثمانين يومًا فى استقبال طرة، وكنا سبعة وعشرين واحدًا، وبعدما خرجت من الاعتقال فى شهر نوفمبر 1990م، مارست حياتى الطبيعية، وبقيت ألتقى الإخوة، وكان كلامنا فى الدين ونلتقى فى مسجد الشيخ أصيل، وتركنا مسجد شط جريبة، إلى أن جاءت أحداث السيالة فى الصيف اللى فات، وفيه مجموعة من الإخوة عرفت إن فيه غرزة، وكان بيتعمل فيها منكر فقاموا بتكسيرها بغرض تغيير المنكر، وإن هذه الزانية ليس لها أب- يقصد الموجودة مع الشباب فى الغرزة- فرحنا كسرنا الغرزة، وأدوات الفساد اللى فيها، وتم القبض علىَّ وودّونى مديرية الأمن وعذبونى، ولم يتحرر محاضر، ولم أعرض على النيابة، وبعد أربع وعشرين ساعة سابونى، وبرضه مطاوع هو اللى أخذنى وهو اللى ضربنى، ومن هنا بدأت العلاقة العدائية بينى وبين مطاوع أبو النجا علشان مسألة اقتحام مسجد التقوى بشط جريبة. وكان من نحو شهرين تقريبًا قبض على بعض الفتيات بمدرسة اللوزى الثانوية بحجة أنهم منتقبات، وعرفت أنهن قُبض عليهن، وودوهم أمن الدولة، وقلت لنفسى: إن دى إهانة، واللى عمل الموضوع ده مجرم، ويستحق القتل من المسلمين، وقبل كده اتقبض على أخ لنا اسمه عوض بربر وزوجته، وأصبح اللى بيننا وبين مطاوع شقاقًا مستحكما، ولم أحدِّث بذلك أحدًا، سواء من الجماعة أو من العامة، ومن نحو يوم السبت اللى فات 14/12 يعنى من أسبوع علمت أن زميلى اسمه أحمد نصر الإسكندرانى كان بيتقبض عليه، وكان بيهرب، فأخذ طلقة فى كتفه ومسكوه (ثبت بعد ذلك أنه لم يطلق عليه النار، وبالتالى لم يصب بطلق فى كتفه، وإنما من اخترع تلك الكذبة هى والدته). ومانعرفش حاجة عنه بعد كده، وشقق الإخوة محمد المهدى وعز الدين الأشقر وأنا اتكسروا من أحداث السيالة من الصيف اللى فات، وكان فيه حملات باستمرار علىَّ وعلى الإخوة، وبعدما حدث لأحمد الإسكندرانى، الإخوة قرروا إن الشقة بتاعت الضابط مطاوع لازم تتكسر كرد فعل لتكسير شقق الإخوة واقتحام مسجد بلال وضرب أحمد الإسكندرانى. وجانى إخطار مع أخ اسمه عز ولازم تكون موجود يوم التلات الموافق 17/12/91 فى زاوية شط الملح بعد صلاة العشاء، ورحت اتقابلنا مع الأخ عز الأشقر وإخوة تانيين فى حدود عشرين واحد تقريبًا، واتكلم الأخ عز وقال: لازم نقتص من مطاوع علشان الحاجات اللى عملها ونكسر شقته، واستمر اجتماعنا نحو ربع الساعة تقريبًا، ووجّه لنا كلامًا بأن كلنا نصلى الظهر فى جامع التوحيد بالسنانية، ورحت صليت فعلًا يوم الخميس 19/12/1991م الظهر، وفى المسجد لقيت الإخوة قاعدين، وصلينا كلنا، وكنت أنا وواحد اسمه زكريا سنه نحو 24 سنة ومحمد المحلاوى وسنه نحو عشرين سنة، وواحد اسمه يحيى عصعوص سنه نحو 30 سنة، وسمعت منهم واحدًا اسمه عصام، ماعرفش باقى اسمه، وفيه واحد اسمه عطية، وكان عددنا فى المسجد نحو عشرين واحدًا تقريبًا اللى كانوا مجتمعين فى زاوية شط الملح، وخلصنا الصلاة، وتوجهنا إلى شقة مطاوع، ومحمد المحلاوى خبط على واحدة تحت فى الدور الأرضى، وسألها عن شقة الضابط، فقالت له: فى الدور الرابع، وقالها: ادخلى جوه، فدخلت وقفلت الباب، والشقة بتاعت الست فى الدور الأرضى على اليمين ومحمد المحلاوى طلع وإحنا طلعنا وراه، وخبط على الباب، فالباب اتفتح فمحمد حط رجله فى الباب وأعطى إشارة البدء، فدخلنا وكل واحد شايل ساطور، ودخلنا الشقة وكسرنا كل محتوياتها، وده كل حصل فى ثوانٍ، تم التكسير ولقيت صوت وحسيت بحاجة فى دراعى، نزلت على السلم على طول، وسبت المعركة شغالة فوق. وناس قابلونى تحت وقالوا: فيه إيه. قلت: إن فيه أنبوبة بوتجاز ضربت وده اللى حصل». النيابة: ما مضمون الاتفاق الذى تم بينكم؟ عوض: كان مضمون الاتفاق إن إحنا نكسر الشقة، وحد يكسر الباب ونكسر محتويات الشقة، وإحنا ما كناش متوقعين إن هنلاقى حدّ فى الشقة. النيابة: هل توقعتم وجود أحد بالشقة. عوض: لا ماتوقعناش وجود حد ولا الضابط، لأن اختيارنا لوقت الكل فى عمله. النيابة: ما الشأن فى ما اتفقتم عليه فى وجود من يعترضكم فى دخول الشقة؟ عوض: ماعملناش حسابها، وسقطت سهوًا من حساباتنا. النيابة: ما قولك فى ما قرره المجنى عليه مطاوع أبو النجا من أنك وآخرين قصدتم قتله بدخولكم الشقة وإتلاف محتوياتها حاملين أسلحة قاتلة «سكاكين وبلطًا» وأنتم لم تتركوه إلا بعد أن أغمى عليه؟ عوض: لأ مانكش فى حسابى القتل ولا اتفقت عليه، وكان كل اللى حسبناه هو تكسير الشقة والأدوات اللى كانت معانا بقصد تكسير الشقة. النيابة: هل كان هذا الاتفاق يتضمن سرقة سلاح المجنى عليه الميرى. عوض: لأ، وكانت سرقة السلاح مستبعدة. النيابة: من الذى قام بفتح الباب الشقة لمحمد المحلاوى؟ عوض: العيل الصغير هو اللى فتح الباب، والست جت تجرى على الولد وأخذته وسمعته بيصرخ. النيابة: هل كان فى إمكانكم كمجموعة قتل المجنى عليه مطاوع أبو النجا أو أحد من ذويه الموجودين داخل الشقة؟ عوض: كل الكلام ده مستبعد، لأن كله كان فى إيدينا بس كان فيه خطة محددة وهى تكسير الشقة. قبض الأمن على باقى أعضاء الجماعة المشتركين تباعًا، وقبض على عضو اسمه شكرى أبو حسين من قرية الخياطة طالب بالثانوى، وأقر فى التحقيقات أنه اشترك فى تكسير المقاهى الأسبوع الماضى ولم يشترك فى اقتحام شقة الضابط، وأنا ما اشتركتش فى موضوع الضابط، واشتركت فى القهاوى وتكسيرها بس أنا ما اشتركتش- يقصد فى التكسير نفسه- لأنى كنت فى المسيرة، والسبب إن القهوة مسكت أخ، يقصد خالد بركة، وسلموه للحكومة واللى كان دا عينى للمسيرة دى هشام أبو عيسى». وسئل فى تحقيقات الأمن عن مكان المحلاوى والفواخرى؟ قال: لا أعرف. فلما زادوا من تعذيبه.. قال: هم فى بورسعيد. قالوا: ليسوا فى بورسعيد. قال: فى الإسماعيلية. قالوا: أين بالتحديد؟ فذكر لهم عنوانًا تفصيليًّا فى مدينة الإسماعيلية. فتم تجهيز قوة من قوات الأمن بدمياط بقيادة الضابط عبد العزيز النحاس ضابط أمن الدولة بدمياط، وانطلقوا مع شكرى إلى الإسماعيلية حتى وصلوا إلى العنوان الذى دلهم عليه، أخرجوه من عربة الترحيلات، وأنزلوه، وفكوا العصابة من على عينيه وصعدوا إلى الشقة المحددة، وطرق الباب، ففتح له خاله الباب!! اندهش خال شكرى من قوات الأمن التى داهمت الشقة وفتشتها واقتادوا من فيها خارجها، ولما لم يجدوا أحدًا سألوا شكرى: أين المحلاوى والفواخرى؟ قال: لا أعرف، فقد كذبت عليكم من التعذيب، وهذه هى شقة خالى وهو لا يعرف شيئًا. فأمر الضابط الجنود بفك كلابشات شكرى من يديه، وأمره بالهروب، ولكنه تسمر فى مكانه، قال لى شكرى: لو هربت كان الضابط النحاس قتلنى، وقال: هرب وقتلناه فى أثناء هروبه.