الجامعات تنتفض ضد القوة الغاشمة، التى يتعامل بها جنود المجلس العسكرى مع المتظاهرين فى شارع قصر العينى، التى خلفت 16 شهيدا ومئات المصابين حتى الآن. جامعة عين شمس، قدمت الشهيد الثالث وهو محمد مصطفى، طالب الهندسة، وبطل منتخب مصر فى لعبة التنس، الذى وافته المنية، أول من أمس، فى مستشفى الهلال متأثرا بنزيف حاد إثر إصابته برصاصة فى الظهر. الآلاف من طلاب الجامعة، خرجوا فى مشهد اختلط فيه الحزن بالغضب لتشييع جثمان الشهيد، من مسجد رابعة العدوية، فى مدينة نصر. بينما قام طلاب آخرون بحمل نعش رمزى فى مسيرة من كلية الهندسة إلى المسجد، مطالبين بالقصاص لدماء الشهداء، ومحاكمة من تسبب فى إراقة دماء المصريين. بعد تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير، خرجت مسيرة متجهة إلى وزارة الدفاع، تندد بأعضاء المجلس العسكرى، وتتهمهم بإزهاق أرواح المصريين، ودوى هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر». وتحولت المسيرة إلى مشهد بعد انضمام الآلاف من طلاب كلية الطب، التى قدمت هى الأخرى الشهيد علاء عبد الهادى، وبعض الكليات الأخرى، رافعين صور شهداء أحداث مجلس الوزراء، ولكن الأسلاك الشائكة و«الكردون» الأمنى والحواجز الحديدية، منعت المتظاهرين من الاقتراب من المبنى. ولكن بالتأكيد أصواتهم وصلت إلى أعضاء المجلس، ويبدو أنهم لا يسمعون. الوضع لم يختلف كثيرا، فى جامعة القاهرة. المئات خرجوا أيضا فى مسيرة إلى ميدان التحرير. كانت مشرحة زينهم قد استقبلت صباح أمس، جثمان الشهيد محمد مصطفى السيد، وسط حضور المئات من الناشطين السياسيين وأصدقاء وأقارب الشهيد وأعضاء الألتراس، وسط حالة من الصراخ والهتاف ضد الحكومة والمجلس العسكرى. رئيس مصلحة الطب الشرعى، وكبير الأطباء الشرعيين الدكتور إحسان كميل جورج، كشف أن المشرحة استقبلت جثتى شهيدين أمس، الأولى لمصطفى، والثانية لسامح أنور عواد، الذى توفى فى مستشفى قصر العينى، موضحا أنه لم يتأكد من كونهما ضمن أحداث مجلس الوزراء أم لا، مشيرا إلى أن الأوراق التى تلقتها المصلحة لم تشر إلى كونهما ضمن الأحداث من عدمه، لافتا إلى أنه سيتم التعرف على هويتيهما من خلال الملابس التى كانا يرتدينها وأوراق العلاج. وعن الشهيد محمد مصطفى، قال كميل ل«التحرير» إنه توفى فى أثناء إجراء عملية جراحية له، مشيرا إلى أن ملامح الشهيد قد تغيرت بشكل كبير، مؤكدا أن جسد الشهيد جاء عاريا دون أى ملابس. وأضاف كميل أنه تم الانتهاء من ستة تقارير لشهداء الأحداث، وتم إرسالها إلى نيابة السيدة زينب، وسيتم إرسال أربعة تقارير أخرى. وفى سياق متصل، قال كميل، إن قضية الشيخ الشهيد عماد عفت، التى أثير حولها كثير من الجدل محسومة، جازما أنه لا يمكن التعرف على نوع السلاح إلا إذا كان المقذوف مستقرا.