قامت مكتبة «الشروق» السبت الماضى باستضافة الكاتب عمر طاهر لمناقشة مجموعته القصصية «طريق التوابل»، أدار الندوة مصطفى الفرماوى، مدير تزويد مكتبات «الشروق»، وشارك بها رسّام الكاريكاتير مخلوف، والناشر حسام حسين، والشاعر مصطفى إبراهيم، ومجموعة حاشدة من قرَّاء ومحبِّى الكاتب. عمر طاهر قال إن الكتابة تدخل فى كل شىء، موضّحا أنه كتب فى شتى المجالات، وبحث فى مناطق جديدة، وهو يُناقش أفكاره من خلال إسقاطها على شخصيات وأبطال أعماله، وتطرق إلى «برما» الشخصية المحورية التى صنعها، وكان يُناقش بها أفكاره عن طريق صنع حوار معه فى مقالاته. وعن مقالات باسم يوسف قال: «قرأت له، ولا أحمّله أكبر من قدره، وهو موهوب فى تقديم ومناقشة المواضيع بطريقة ساخرة، ولكن فى كتابته لن أتوقّع منه شيئا عظيما»، وأضاف: «مَن ينجح كمذيع تستقطبه الصحف للاستفادة من شهرته، والعكس صحيح». وعن طقوس كتابة المقال أوضح أنها أصبحت أصعب من أى وقت مضى، لأنه ملتزم بتصفّح ومتابعة مقالات الزملاء وأخبار الصحف والبوابات الإلكترونية، إضافة إلى القضايا المطروحة للمناقشة عبر «فيسبوك» و«تويتر». وعن مجموعته «طريق التوابل» قال إن هذا النوع من الكتابة يستهويه ويرضيه وهو يكتبه بسعادة، على عكس ما كان يكتبه خلال الفترة الماضية، لأنه بحسب ما ذكر كان يكتب فى إطار تجارى، وقال إنه سعيد ب«طريق التوابل»، لأنه أنجز شيئا يتوقّع له النجاح، وذَكَر أنه يراجع أعماله أكثر من مرة قبل النشر، إضافة إلى اهتمامه بتوثيق المعلومات والرجوع إلى المراجع التى تؤكّد ما يكتبه، خصوصا فى ما يخص الشخصيات التاريخية التى من الممكن أن يتناولها فى أى عمل يكتبه، وبالنسبة إلى النقد أشار إلى تعرضه للانتقاد طوال الوقت، وأن النقد لا يُسىء للكاتب بقدر ما ينبهه إلى السلبيات التى من المفترض تجاوزها، وقال: «أعتبر النقد دافعا قويا لكى أجتهد وأستفيد وأطوّر من كتابتى، ولكى أكون مختلفا ومتميّزا عن الآخرين». إلى جانب ذلك، أكد طاهر أن القيمة الفنية والبلاغية هى المحك فى أى نص مكتوب، حتى وإن كان مكتوبا بالعامية، وأضاف: «أعتبر أن عامية صلاح جاهين فى منتهى الفصاحة والبلاغة، وقد استطاع توصيل المعنى بحرفية ووضوح»، فالكتابة الجيدة تفرض نفسها بغضّ النظر عن اللغة العامية وجنس الكاتب. وعن صناعة الديكتاتور والتمجيد المبالَغ فيه، أوضح طاهر أن من أبرز عيوب مجتمعاتنا العربية والمصرية تحديدا، المبالَغة، مؤكدا أنها ثقافة عامة، وقد اعتدنا أن نرفع مَن نحب نحو عنان السماء، وأن نسقط مَن نكره إلى أسفل السافلين، ولا توجد لدينا مناطق وسط. من جانبه، قرأ الشاعر والناشط السياسى مصطفى إبراهيم بعض الشعر، ثم قال إننا بحاجة إلى الوعى والتحرّك الجماعى نحو بناء الوطن إلى الأفضل، وأضاف أن كل ثورات العالم ميَّزتها طبائع مختلفة، وثورة 25 يناير تميّزت بأنها ثورة كل الشعب ولم يكن لها قائد، مؤكدا أننا بحاجة إلى رئيس مخلص فى المرحلة القادمة، يمتلك أدواته للصعود وبناء الدولة، مشيرا إلى مشكلة أساسية فى أنظمتنا السياسية وهى البيروقراطية. على صعيد متصل، أشاد فنان الكاريكاتير مخلوف بأعمال عمر طاهر، وقال إنه اهتمّ باختيار فنانين قادرين على تصميم أغلفة كتبه بشكل مبتكر ومختلف، لتزيد من قيمة الكتابة وتكون معبّرة عن مضمونه، وتتميّز فى نفس الوقت بأنها لوحات فنية مبهرة.