Edit عندما يفزع المثقفون من الحوار by Ibrahim Elsalamoni on Sunday, November 21, 2010 at 8:06pm في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي كانت المبارزات الفكرية في أوجها من أحمد لطفي السيد للعقاد لطه حسين ولم تسلم تلك المبارزات من التراشق بالالفاظ والتجريح والتشكيك في الذمم بل وصلت حد التكفير والاتهام بالعماله في بعض الأحيان !! وحتي النصف الأول من التسعينيات كانت تطالعنا العريقة الأهرام كل ثلاثاء وفي نفس الصفحة وعلي عمودين بنفس المساحة وبذكاء وبحرفية ومهنية عالية من ابراهيم نافع رئيس التحرير في ذلك الحين مباراة فكرية سياسية بين رحمة الله عليهما سعد الدين وهبة ولطفي الخولي ( رائد تكفير المطبعيين وشيخ المطبعين ) فيستمتع القاريء ومريد التعلم من مدرستين علي النقيض تماما في المنهج والمنطق وكأن مخرج الصفحة يكاد يقول لا تعرف الأشياء إلا بأضدادها كانت الأهرام هكذا إلي عهد قريب تذكرت ذلك بعد أن أسعدني الحظ بالتواجد في صالون ثقافي لأحد فرسان العصر المستنيريين من غزيري العلم و المعرفة وفيري الاطلاع بحكم المناصب وتعدد الأسفار والرغبة في الألمام وان لم أكن مدعوا لصالونه بل تواجدت واقحمت نفسي كي أنال شرف الجلوس في حضرته و أستنير من نور علمه ،دار الحوار عن التدين السطحي وتأثيره علي الفرد والجماعة وما أن انتهي صاحب الصالون من اطروحته إلا وانهال الحضور تصفيقا وتهليلا لسيادته موءيدين لفكره واطروحته بلا زيادة أو نقصان أو رغبه في الزياده أو الاستزادة !! إلا أني لم أتي لهذا --أي لحوار من طرف واحد نظرت حولي في الحضور وجدت من أصحاب القيمة والمقامات الرفيعة فكريا وثقافيا فغالبتني نفسي لاستفز أذهان الحضور بسوءال يبدو استنكاري لما طرحه المضيف ولكن كان في حقيقته استفهامي(رغم عدم استخدامي هل كي لا تقتصر الأجابة بنعم أو لا ) كي استزيد من علم الحضور و محاولا طرح حاله حوار لا حاله موافقة تامة كالتي يستهجنها المثقفين في مجلس سيد قراره فما أن انتهيت من سوءالي إلا وانبري لي الحضور احدهم بعد الأخر مهاجمين للسائل غير عابئين بالسوءال متناسيين تماما لابسط قواعد الحوار والاخذ بيد الجاهل مثلي لبر المعرفة والأمان فحاولت تاره بعد أخري توصيل مرادي من سوءالي فانبري لي الجميع مهاجما إلا المضيف فقد وقف صامتا متابعا ويبدو أنه حقا قد أدرك مرادي من سوءالي فأراد أن يراقب وقد أشار إلي بيده مبتسما بما يعني موافقته علي الأسلوب وعينة تقول أعلم ما تريد وفطنت له يا لئيم
ولم تمضي لحظات حتي أتانا صوت بغته يتلو علينا من ايات الذكر الحكيم اختصنا ب "قل يا أيها الكافرون " علي اعتبار أن موضوع الحوار التدين الظاهري دون تطبيق الجوهر لتحقيق المقاصد ورغم إيماني والحضور بأن أهم أسباب الأرهاب عدم الحوار والانغلاق وانعدام روافد التعلم والاستنارة فلا يكون هناك بديل لهم إلا صائديهم من غلاة الأرهابيين فعقل بلا وعي ولا تأسيس من السهل أغوائه وتشكيله كما يشائون الكارثة أني والحضور وعلي رأ سنا المضيف نعلم ذلك بل وان المضيف ذاته له من المقالات والكتب الكثير محللا أسباب التطرف والارهاب أخص بالذكر منها مقاله اعمده الأرهاب السبعة أي اننا جميعا علي يقين أن غلق باب الحوار يوءدي للعنف والانغلاق والتطرف والارهاب فباغته الجميع مهاجمين له مدعين أنه بمداخلته تلك يمارس ارهابه الفكري عليهم وبدلا من احتوائه ومناقشته ومحاولة اقناعه بأداب الحوار أولا حيث أنه من الدين الذي يهاجمنا بأياته وأختصنا منها بتلك الأيه التي نعوذ بالله أن نكون المخاطبون بها وان يقبلنا مع الموءمنين وتم طرد الشاب شر طرده دون محاوله أحدنا مساعدته والتحاور معه واخشي أن نكون بذلك اسهمنا في خلق ارهابي جديد