صور النظام منذ قيام الثورة قبل اكثر من نصف قرن الاخوان المسلمين بالشيطان الاكبر والاشد خطراً على الوطن اكثر من عدوه الخارجى وقد جند لذلك آلاته الجبارة لنشر هذه الفكرة داخل الوطن بحيث انك تجد كثير من ابناء هذا الوطن قد ترسخت لديهم تلك الفكرة واذا سألت احدهم هل تعاملت مع شخص ينتمى لفكر الاخوان ؟ فيرد عليك بلهجة حادة بالطبع لا حاشا وكلاً , ومن هنا يكون المجهود الجبار الذى قام به النظام قد اتى أوكله وبدون الخوض فى تفصيلات ما يمكن ان يبرىء او يدين الاخوان فمن منا بلاخطيئة ومن منا يشابه الملائكة قولاً وفعلاً اعتقد انه لا احد والمتابع لمجريات الاحداث ومن خلال الشارع المصرى نجد الاخوان ميالون الى مساعدة الفقراء ودائمى التواجد فى الشارع ولم يأت احدهم بتصرف او فعل يؤكد ما دأبت الالة الفاشية على الصاقه بهم من خطايا ضد الوطن بل كان العكس صحيحا فقد كشف نوابهم فى قبة البرلمان سوءة النظام , صحيح ان اعتراضهم على الكثير من الجرائم التى ترتكب فى حق الوطن لم يحرك ساكن ولكنها فضحت النظام ليتحول بُغض الناس لهذه الفئة الى محبة وتقدير وفى السنوات السابقة منذ حصار غزة وحتى اليوم التهم الموجة الى الاخوان تدور فى فلك واحد وهو انهم مع حماس واتساءل بدورى من منا ليس مع حماس فإذا كانت هذه تهمة فسوف نفخر معاً بها , وفى خلال الفترة الماضية التقت افكار الاخوان مع دعاة التغيير وكان ثمرة ذلك التأكيد على الدولة المدنية من خلال تصريحات من السنة اقطاب الاخوان و بالتالى ضاعت وتفتت اجندة الاتهامات التى دأب النظام على الصاقها بهم وهى رغبتهم فى اقامة دولة دينية على غرار ايران كمثال يثير الشفقة اكثر ما يثير الضحك , وبغض النظر عن طبيعة الحكم الايرانى دعونا نتأمل كيف نجت ايران وهى محاصرة اقتصاديا منذ سنوات ودعونا نتساءل مصر بلد مستأنس وليست تحت الحصار ومع ذلك انحدرت صوب الهاوية الاقتصادية ولولا بيع القطاع العام لكانت خزائن الدولة مفلسة تماما إذن المقارنة الطبيعية ليست فى طريقة الحكم ولكن فى ادارة الحكم فلدينا منظومة من اللصوص اشبه بالمافيا احرقت الاخضر واليابس وبالتالى فنحن امام ألة جبارة من النهب والتربح من دماء المصريين وكى تستمر هذه الحلقات الدموية ويمر التوريث فى سلام قدم النظام الولاء والطاعة لامريكا واسرائيل ولم يكتف بذلك بل راح يروج ويؤكد لهم ان الاخوان هم الوجه الاخر لاسامة بن لادن فإن اردتم طالبان اخرى لا تدعموا التوريث واذا كان العكس فعليكم تحمل ما ترونه من خنق للحريات والقضاء على حقوق الانسان وقد اشار الى ذلك د/ البرادعى فى حواره الاخير مع احدى الصحف الالمانية حول تصوير النظام للاخوان بأنهم بن لادن فى مصر وهذا تصور باهت ولا يستحق ان نؤمن به نحن الان امام وقفة مع النفس فالاخوان هم جزء من نسيج هذا الوطن ولا ينبغى بأى حال تهميشهم وتقزيم دورهم الذى هو بالطبع عملاق ولا يحتاج لان ننفخ فيه ليكبر , وقد دشن الاخوان قبل خمسة ايام موقع خاص بجمع التوقيعات على بيان التغيير مع ذكر انهم مع التغيير ومع كافة القوى الوطنية وبالطبع على رأسهم د / برادعى والمثير للدهشة ان عدد الموقعين على البيان من خلال موقع الاخون قد اقترب من الخمسة وثلاثون الفاً فى خلال خمسة ايام فقط وهذا يدلل على انه ان الاوان لان نعترف بالحق بأن الاخوان قوة مؤثرة فى هذا المجتمع وباتت السهل الممتنع ... دمتم بخير مصطفى الجوهرى