لماذا أنا وحدى الآن أقف وسط الميدان عندما حانت اللحظة وآن الأوان و أصدقائى كلهم إما محذر أو مشجع وإما ساخر أو مترقب ؟ يقتلنى هذا السؤال عندما أفكر فيه ولا أدرى : - هل أنا مخطىء ؟؟ - أم هل كان أصدقائى ومثل كثيرين .. بياعين كلام ؟؟ ذهبت إلى والدتى كى أزورها كالعادة - وكالعادة كنت مستعدا لتلقى كيلا من التأنيب والترهيب وأخيرا التهديد بأننى سوف أكون مسئولا عما يحدث لها من مكروه لا قدر الله إذا تم القبض على أو إحتجازى بسبب نشاطى السياسى فى الفترة الأخيرة ...... - وعندما جلست بجوارها بعد تقبيل يدها الحانية ورأسها الشامخ دوما نظرت إلى نظرة كلها حدة وقالت : - هما شلة صحابك وحبايبك إللى من إبتدائى وحتى الجامعة ولحد دلوقتى مش بيحبوا مصر ؟؟ قلت لها : طبعا بيحبوها قالت : طب هما جبنا ومش رجالة قلت : طبعا رجالة وإنتى عارفة كدة دول تربيتك . قالت : طب ليه ما فيش حد منهم بيعمل زيك ؟؟ أربكنى سؤالها المفاجىء فلم أستطع الرد وكأنها كانت تتوقع إرتباكى فأكملت بحدة أكبر : - شوفت ... علشان تعرف إنك ماشى غلط ماهو مش معقول كل الناس دى مش بتحب بلدها وإنت بس إللى بتحبها ومش معقول كلهم ما بيفهموش وإنت إللى بتفهم ومش معقول كلهم جبنا وخوافين وإنت لوحدك إللى بطل ... - يابنى علشان خاطرى خلى بالك من نفسك وبيتك وإبنك إللى جاى فى الطريق علشان تعرف تربيه .. يابنى إحنا غلابة .. - لا أعلم لماذا لم أستطع الرد ولا أدرى كيف ألتبستنى هذه الحالة من الإرتباك والتوهان ولا أفهم كيف قلت لها : خلاص ..حاضر يا أمى خلاص ماشى هأسمع كلامك حاضر ..... - خرجت من عندها وكأن على رأسى الطير - فعلا لماذا أنا وحدى من بين حوالى ثمانية أشخاص نشأنا سويا وتعلمنا سويا وقرأنا روائع الأدب والشعر والتاريخ والسياسة سويا وحبنا لوطننا كان دوما شغلنا الشاغل ..؟؟؟!!! - لماذا أنا وحدى الآن أقف وسط الميدان عندما حانت اللحظة وآن الأوان وكلهم إما محذر أو مشجع وإما ساخر أو مترقب ؟ يقتلنى هذا السؤال عندما أفكر فيه ولا أدرى : - هل أنا مخطىء ؟؟ - أم هل كان أصدقائى ومثل كثيرين .. بياعين كلام ؟؟