· لا توجد مؤسسة في مصر تقوم علي تشجيع الاستثمار الفني ما تقييمك لأداء وزارة الثقافة في التعامل مع حدث مهم كوجود مصر ضيف شرف مهرجان كان؟ - ماذا ستفعل وزارة الثقافة في ظل غياب مؤسسات تدعم السينما؟، لا نتوقع شيئا من وزارة بلا مؤسسات ليست فعالة، فعادة في المهرجانات الدولية لا نسمع عن استفادة وزارات ثقافة من المهرجان لكننا نسمع ونري دور مؤسسات تدعم السينما وتستفيد من المهرجانات، فهناك مثلا المركز البريطاني للسينما والمركز القومي للسينما الفرنسية والمعهد النيوزيلندي وهذه المؤسسات لا يعادلها في مصر شيء.. لا توجد مؤسسة في مصر لها علاقة بإقامة وتشجيع الاستثمار في السينما، هل يعقل أن مصر لا يصور فيها أي فيلم أجنبي؟ فأنت طارد للاستثمار السينمائي! فنظام ديكتاتوري فاسد يعني نظام بلا مؤسسات فلابد من وجود مؤسسات فعالة وعندما يحدث ذلك ستذهب لمهرجان كان والمهرجانات العالمية بقلب جامد. كيف تري المشهد السياسي حاليا في مصر؟ - المشهد السياسي كان توحد الثوار أثناء 18 يوماً حول شعار محدد وهو اسقاط مبارك وعصابته وبعد تحقيقه أصبح لكل واحد تصور مختلف لبناء مصر وكل اتجاه سيصارع من أجل تحقيق رؤيته ولكن كل الاتجاهات مشتركة في مأزق وتحد، المأزق هو غياب المؤسسات، والتحدي هو خلق مؤسسات قوية لأن النظام السابق نجح في تخريب المؤسسات حتي ينفرد بالحكم. ما تعليقك علي دخول «الإخوان» مجال الإنتاج السينمائي وهل تقبل أن تعمل معهم؟ - من حقهم دخول مجال الإنتاج السينمائي فهم أحرار ولكنني لن أعمل معهم لأنني لا أقبل أن أتحول في أي لحظة لبوق لحساب أي جهة وآفة المجتمع أن يتحول المثقف إلي بوق لأي سلطة. وهل تخشي وصول الإخوان للحكم؟ - أنا سأقاوم وصول الإخوان للحكم من خلال الاختيارات السياسية فالمؤشرات التي تأتي عبر قيادات الإخوان سلبية كقولهم إن الإخواني لابد أن يتزوج من إخوانية وبشكل عام أنا ضد مزج السياسة بالدين والتاريخ يذكرنا بأن الأوقات التي امتزجت فيها السياسة بالدين في الحكم كانت فترات سيئة فعقيدتك شيء يخصك وإذا وصل الإخوان للحكم وإذا منعوا أفلامي سأقاومهم. ماذا تحتاج نقابة السينمائيين من آليات لتكون نقابة قوية؟ - هناك بعض القوانين يجب إلغاؤها، هذه القوانين أفسدت الحياة النقابية وقد حولت القائمين علي النقابة إلي عبارة عن موظفي حكومة فلا يعقل أن يترشح النقيب عدة دورات مفتوحة، كما أن هناك قوانين مفصلة لإقصاء السينمائيين الحقيقيين عن منصب النقيب وهو منع من لديهم شركات إنتاج أن يتولي أحدهم منصب النقيب في الوقت الذي اتجه كثير من السينمائيين بعد حل القطاع العام إلي إنشاء شركات إنتاج سينمائي فهذا اقصاء لقطاع من السينمائيين.. أضف إلي ذلك أن النقابة بها عناصر ليس لها علاقة بالسينما وأيضا هناك بعض الأمور الغريبة وهو وقف عرض الأفلام لعدم دفع الرسم النسبي وأنا مع اتجاه أن تكون عضوية النقابة اختيارية كما أنني مع تطهير النقابة. ما رأيك في مهاجمة بعض السينمائيين وإصدار بيانات ضد بعض المخرجين ممن مثلوا مصر في مهرجان كان وهم «شريف عرفة ومروان حامد» بسبب عملهم في برامج دعائية لمبارك عام 2005؟ - أنا ضد هذه البيانات وضد وجود محاكم تفتيش ولكن الأهم أن ننظر كيف نتخلص من الإغواء والسيطرة الدائمة من السلطة والتي تشبه مطاردة الساحرات فعلينا أن نتخلص من سيطرة السلطة كما علينا أن نتخلص من لهجة التخوين التي نمارسها علي بعض. هل تري أن الوقت الحالي يسمح بعمل أفلام عن الثورة؟ - لو عندك حاجة عدلة تعملها اعملها إنما لو عاوز تعمل فيلم يتمسح في الثورة هيطلع فيلم سييء ففي الآخر سيكون هناك فيلم نحكم عليه وأنا لا أقول فيلم عن الثورة بل تعريفي أن الفيلم الذي سيصنع هو جزء من الثورة بمعني إنك بتعمل فيلم علشان ترد به علي أسئلة كما أنك تجعل المتفرج يفكر معك من خلال الفيلم. لماذا لا تحصل الأفلام المصرية علي جوائز عالمية مثلما تحصل الأفلام الإيرانية؟ - لأن الأفلام الإيرانية تخاطب الإنسانية كلها إنما أنت بتكلم نفسك مش بتكلم العالم ومثال علي ذلك الأفلام الكوميدية التي نصنعها لو شاهدها متفرج غير عربي لن يضحك لأنها تعتمد علي النكتة اللفظية وليس علي اللغة البصرية التي يفهمها العالم كله.. النهارده العالم كله بيقول أتعلموا من مصر وقد حان الوقت كي نستطيع أن نخاطب العالم بأفلامنا. في رأيك أيهما أولا الدستور أم الانتخابات؟ - طبعا الدستور، لأنك محتاج مبادئ يرتضيها الشعب ولو أتي أي رئيس لا يستطيع أن يخالف هذه المبادئ.. فنحن نحتاج إلي ركائز أساسية لا يستطيع الحاكم أن يعبث بها وهي الدستور والتعليم والصحة والأمان وحق العمل. ما أبرز ملامح شخصية مبارك من وجهة نظرك؟ - واحد مافيش في دماغه غير حاجة واحدة وهي ازاي يفضل علي الكرسي لذلك كان دائما يختار الحلول الذيلية التي يكون فيها ذيلا لأمريكا والغرب لأنهم هم من يضمنون له البقاء، ومن هنا كان يمارس الجبروت علي الشعب وأنا أراه واحد بيموت وعاوز يمّوت الناس كلهم معاه. ماذا تقول عن محاكمة مبارك؟ - أنا مع المحاكمة ولابد أن يأخذ الحكم الذي يستحقه ولكني أيضا أريد أن أعرف رده أثناء المحاكمة وإذا كان هذا الرد به إنكار إم به اعتراف يسري نصرالله مخرج صاحب رؤية سينمائية مميزة، استطاع بأفلامه ومنها المدينة وباب الشمس وجنينة الأسماك واحكي يا شهرزاد أن يصنع حالة فنية مختلفة عن السينما السائدة، كما أنه شارك بأفلامه في مهرجانات عالمية عديدة، وفي حوار يمزج ما بين الفن والسياسة حاورته «صوت الأمة» لتتعرف علي آرائه للوضع السينمائي الحالي والتطورات السياسية الجارية..