غدا مساء يختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدورة بتوزيع جوائز الأفلام الفائزة في المسابقة الدولية للأفلام الطويلة وأيضاً مسابقتي الأفلام الرقمية والمسابقة العربية وقد شارك في المسابقات الثلاثة 43 فيلماً من أهم الأفلام التي أنتجها العالم عام 2010 منها 16 فيلما لكل من المسابقتين الأولي والثانية و11 فيلماً في المسابقة العربية بينها ثلاثة أفلام مصرية هي "الشوق" لخالد الحجر و"الطريق الدائري" لتامر عزت و"ميكروفون" لأحمد عبدالله ونتمني ان يحصل أي منها علي جائزة من جوائز المهرجان بالطبع غير جائزة التمثيل خاصة في ضوء حصول "ميكروفون" علي جائزة قرطاج الذهبية مؤخراً وحصول "حاوي" لإبراهيم بطوط علي جائزة أفضل فيلم في مسابقة مهرجان الدوحة ومشاركة أكبر عدد من الأفلام المصرية الجديدة في مهرجان "دبي" السينمائي الذي يبدأ يوم الاثنين القادم ومن المؤكد ان مهرجان القاهرة السينمائي في هذه الدورة سوف يكون سببا في زيادة عدد الأفلام المصرية الروائية الطويلة في العام القادم بعد إقامته لهذا الملتقي المهم "ملتقي القاهرة السينمائي" كرافد جديد لبرامجه لدعم المشروعات السينمائية الجديدة حيث اختيرت عشرة مشروعات للدعم من 30 تقدمت للملتقي جري الحوار بشأنها بين لجنة تحكيم الملتقي التي رأسها المخرج الكبير سمير سيف وبين المخرجين والمخرجات الجدد وربما تعتبر قضية التمويل هي قضية الساعة للسينما المصرية التقطها المهرجان بذكاء ليقدم هذا الدعم وأيضاً ليطرح علي الجميع تجربة التليفزيون في دعم السينما من خلال استضافة قناة ARTE الفرنسية الألمانية الثقافية التي تدعم منذ 20 عاماً السينمائيين من أوروبا والعالم العربي وبينهم مخرجنا الكبير يسري نصرالله وفي الحوار بين ممثل ARTE وحضور المهرجان كانت الأغلبية من الحاضرين من السينمائيين الشبان والشابات الباحثين عن فرصة دعم ومعرفة طرق الآخريين في تقديم هذا الدعم في ندوة من أنجح ندوات المهرجان الذي حفل بمجموعة ندوات مهمة للغاية منها ما يخص القرصنة وتأثيرها علي الفيلم السينمائي ومنها ما يخص الحقيقة والادعاء فييما قدمته السينما العالمية عن مصر الفرعونية وعلاقات المهرجان العربية بصفتها ببعض والسينما التركية والأفريقية هناك أيضاً تلك الندوات الناجحة للغاية مع ضيوف المهرجان المكرمين من خارج مصر ريتشارد جير النجم الأمريكي المثقف وجوليت بينون فنانة السينما الفرنسية الكبيرة وخالد عبدالله النجم المصري البازغ في السينما العالمية معبرا عن شخصية العربي والشرق الأوسط وأيضاً المسلم كما قدم ورأيناه في فيلم "طيارة ورق" وفي ملحمة تكريمه قال انه ينتمي لسلسال من الممثلين العظام في السينمائي المصرية أما مفاجأة التكريم حقا فقد كانت فؤاد سعيد السينما المصري الأمريكي المخترع الذي حقق اختراعه لعربات الأجهزة المتنقلة لمعدات السينما الكثير للسينما الأمريكية فحصل علي أوسكار الإنجاز الفني وأيضاً ميلاد بسادة المخرج القدير الذي بدأ رحلته مع بداية التليفزيون المصري قبل الخروج إلي العالم كنت أتمني ان تسجل القناة الثقافية للتليفزيون المصري ندوات هؤلاء جميعا وتعرضها كاملة فهي مادة قيمة ومدهشة ومتفردة نحتاجها كمشاهدين ويحتاجها السينمائيون ومحبو الفن في مصر وهم كثيرون وبرغم أهمية تغطيات قناة "نايل سينما" من بداية حفل الافتتاح المبهر الذي استطاعت نقله وربطه بليل القاهرة ونيلها الساحر فإن هذه التغطيات جاءت أقرب إلي الاحتفاء بالمناسبة وتقديم الحدث وهذا مهم في حد ذاته لكن الجانب الثقافي والأكثر عمقا هو ما كان يجب ان تقوم به قناة النيل الثقافية وهي تستعد لانطلاقة جديدة بالشراكة مع وزارة الثقافة فماذا تعني هذه الانطلاقة بدون تقديم الندوات الهامة والأجزاء ذات الطابع الأكثر عمقا من الحوارات واللقاءات السريعة؟ ولن أسرف في الأماني فاطالب التليفزيون مثلا ان يشتري من مهرجان القاهرة بعضاً من أفلامه خاصة تلك التي لا توجد عقبات في توزيعها وعرضها ليقدمها علي شاشاته العديدة ويعيد إلينا مبدأ رؤية السينما الثقافية وليس ترفيها فقط كما كان الأمر في السابق مع برامج مثل "نادي السينما" و"ذاكرة السينما" وغيرهما فوجود كل هذه الأفلام والشخصيات والندوات والأنشطة في هذا المهرجان الكبير ليست فقط شهادة علي حجم الجهد الذي قامت به أسرة المهرجان من رئيسه عزت أبوعوف لنائبة الرئيس سهير عبدالقادر ولفريقه الفني وكل العاملين به وإنما يجب ان تكون أيضاً شهادة علي قدرة المؤسسات الأخري في مصر علي الاستفادة منه ودعمه فأوعية الثقافة المصرية لابد ان تفتح كلها الطرق لبعضها البعض حتي يصل العائد للجميع. [email protected]