كنت أود أن أبدأ مقالي بذم السادة الرجال أصحاب الثروات المصرية الكبري الذين لا يوجهون فوائضهم ناحية الأنشطة الثقافية في بلد مميز بثقافته كمصر. ولكنني لن أفعل هذا في افتتاحية الكلام عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. زينة المهرجانات في العالم العربي والشرق الأوسط كله. والذي يبذل العاملون به والمحبون له جهداً جباراً بميزانية أقل من متواضعة من أجل استمراره قويا عفيا ومؤثرا بما يقدمه من برامج وما يختاره من أفلام وما يضيفه كل عام من إضافات هامة مثلما فعل هذا العام. بإضافة ملتقي لدعم السيناريوهات ومشروعات الأفلام الجديدة التي يبحث أصحابها عن تمويل. تلقي المهرجان 28 مشروعا واستمرت لجنة تقرأها واستقرت علي عشرة سوف يتناقش أصحابها مع لجنة تحكيم طوال أيام المهرجان ليحصل البعض منهم علي دعم لبداية صناعة فيلمه. المشروعات بينها 17 مشروعا مصريا أي حوالي 70% منها وهذا لا يعني شيئا إلا وجود جيل جديد من المبدعين والمبدعات وعدم وجود من يرحب باستثمار أمواله في صناعة السينما علي الرغم من أنها -بعد عصر الفضائيات- لا تخسر أبداً. وقد افتتح المهرجان مساء أول أمس في القاعة الكبري بدار الأوبرا المصرية والتي تحول المدخل إليها إلي لوحة فنية بديعة ازدانت بصورة "نفرتيتي" تميمة هذه الدورة ورسوم فرعونية وبعد عرض فقرات الافتتاح واستعراض النجوم والنجمات من مصر وخارجها. وخاصة جوليت بينوش الفرنسية التي حصلت هذا العام علي ذهبية مهرجان "كان" عن فيلمها "نسخة طبق الأصل" الذي يعرض في القاهرة مع فيلمين آخرين عرض فيلم الافتتاح للمهرجان "عام آخر" لتبدأ مع صباح الأمس الأربعاء -عروض المهرجان في خمس من قاعات العرض السينمائي هي: كوزموس بوسط المدينة وجلاكسي بالمنيل وستارز بمدينة نصر. ونايل سيتي بكورنيش النيل شبرا ثم قاعات مركز الإبداع والمسرح الصغير والمجلس الأعلي للثقافة.. وأخيراً أعطي ممدوح الليثي سينما فاميلي في المعادي للمهرجان لتصبح دار العرض للأفلام المصرية المشاركة في مسابقاته الثلاثة وهي أفلام "الشوق" للمخرج خالد الحجر والذي يعرض مساء الأحد. وفي مساء الثلاثاء يعرض "الطريق الدائري" إخراج تامر عزت. ومساء الأربعاء القادم يعرض "ميكرفون" إخراج أحمد عبدالله والذي حصل منذ أيام علي ذهبية مهرجان قرطاج. وتشارك الأفلام الثلاثة في مسابقة الأفلام العربية بالمهرجان ضمن 11 فيلما من تونس والمغرب والبحرين وسوريا. ولكل منها فيلم واحد. بينما يشارك من لبنان فيلمان هما "رصاصة طائشة" لجورج هاشم و"شتي يا دنيا" لبهيج حجيج. ومن العراق أيضا فيلمان هما "ابن بابل" لمحمد الدراحي و"حي خيالات المآتة" لحسن علي. "الباب" فيلم مصري رابع * وفيلم رابع لمصر في مسابقة أخري هي مسابقة أفلام الديجيتال التي تضم 16 فيلما بينها فيلمان عربيان. الأول "متشابك باللون الأزرق" إخراج حيدر رشيد وهو عراقي بينما يحمل الفيلم أربعة جنسيات لجهات انتاجه تعبيرا عن رحلة مخرجه من أجل البحث عن تمويل. والفيلم المصري عنوانه "الباب" أول أفلام مخرجه محمد عبدالحافظ الطبيب بقصر العيني قسم المناظير وهاوي السينما حتي استطاع إنجاز فيلمه الأول بممثلين جدد تماما ويعرض الفيلم الساعة السادسة مساء الاثنين القادم بقاعة المجلس الأعلي للثقافة. بل تعرض أفلام المسابقتين ما بين قاعات الأوبرا الثلاث ابتداءً من السادسة وحتي حفل التاسعة مساءً. وكأنني لم أكن هناك * 16 فيلما أيضا تشارك في المسابقة الدولية للمهرجان بينها فيلم مصري هو "الشوق" وفيلم لممثل مصري هو عمرو واكد وتشاركه نادين لبكي المخرجة والممثلة اللبنانية مع الايطالي الكساندر جاسان في فيلم المخرج الايطالي ريكي تونياتزي "الأب والغريب" الذي يطرح قضية من قضايا الساعة الآن في العالم الغربي حول علاقات العرب المهاجرين والمتوطنين في المجتمعات الاوروبية بأهل البلاد وهل من الممكن أن تصل هذه العلاقة لنوع من الصداقة الخالصة التي تتجاوز كل الاختلافات بينهم؟ .. ومن أفلام المسابقة الهامة أيضا "خطاب لم يستكمل" والهند إخراج أبارناش حول ممثلة شهيرة تكتب خطاب موتها الذي قررت أن تتحكم في موعده بعد أن جاءت للحياة في ظروف مأساوية ومع هذا تتراجع وترتبك حين تهاجمها الذكريات. "...." حاصلا علي 8 جوائز دولية بالإضافة لجوائز المهرجان القومي للسينما في الهند. وأيضا يقدم المخرج الأرجنتيني الكبير اليسيو سوبيلا فيلمه "أسير الأوهام". وفيلم عن حرب البوسنة إخراج جوانيتا ويلسون شاركت في انتاجه أيرلندا والسويد ومقدونيا حول شجاعة امرأة في الحرب وعنوانه "وكأنني لم أكن هناك". وتكريم قناة مهمة * عام 1993 قدمت السينما المكسيكية رواية "بداية ونهاية" لنجيب محفوظ في فيلم من إخراج ارتورو ريبشتاين حصل علي جائزة مهرجان فالنسيا الكبري. ريشتاين يرأس لجنة التحكيم الدولية للأفلام الطويلة هذا العام مع عشرة أعضاء آخرين "لماذا؟" أما أقسام المهرجان فتضم برنامجاً عن مصر كما قدمتها السينما العالمية يضم 12 فيلما تبدأ من "قيصر وكليوباترا" الإنجليزي الذي أنتج عام 1946 إلي فيلمين عام 2009. من كندا. هما "وقت القاهرة" و"البحث عن ديانا" ويضم القسم الرسمي "خارج المسابقة" 11 فيلما من أهم أفلام العالم. من بينها فيلم الافتتاح وسبعة أفلام حديثة ضمن برنامج "السينما التركية الجديدة" ومثلها ضمن برنامج للسينما الافريقية و44 فيلما اختيرت من بين أفضل أفلام المهرجانات هذا العام "في مهرجان المهرجانات" ثم تكريم قناة تليفزيونية مهمة هيARTE الفرنسية الالمانية وعرض 8 من الأفلام التي مولتها والتي حصلت كلها علي جوائز دولية ومن بينها الفيلم المصري "جنينة الأسماك" ليسري نصرالله والفيلم الفلسطيني "الجنة الآن" لهاني أبو أسعد .. بعد ذلك كله يتبقي ان يستطيع المرء الاختيار من هذا كله.. فإذا أفلح.. يصبح محظوظاً.. ولو انصلحت الأحوال لوصلت أفلام المهرجان إلي كل دور العرض بالعاصمة .. بدلاً من القلب فقط. فليست المشكلة هنا في عدم وجود جمهور لهذه الأفلام. وإنما في قلة دور العرض. وفي صيغ تسويقية مبتكرة تخفف العبء عن هذا الجمهور كما يفعلون في مهرجانات أوروبا. وقد أعلنت مديرة المهرجان سهير عبدالقادر انه توجد تذكرة مجمعة لعدة عروض بثلاثين جنيها فقط. وهي خطوة رائعة.. لكن بشرط أن يعرف هذا من يريدها. [email protected]