· النظام السابق دفن خلهم عمل في ميدان التحرير وكان يجدده بإستمرار · بعد الثورة اهتزت أرض التحرير فخرج العمل المدفون تحت الأرض وبطل عمله ياسبحان الله وبقدرة قادر تصالح الطرفان فتح وحماس، بعد فترة ليست بقصيرة من الخصام والجفاء فبعد ثورة التحرير الطاهرة قال أبومازن: إذا أرادت حماس مقابلتي، سأكون في غزة غداً فردت حماس: أهلاً وسهلاً، هذه المصالحة ذكرتني ولكن مع الفارق وحسبما سمعت عن العملاقة أم كلثوم والرائع أحمد رامي بأنهما تخاصما ما يقارب في السنتين فبادرت أم كلثوم بالاتصال به ودون كلام كثير، رامي تعالي أنا عاوزاك فرد رامي: حاضر أنا جاي، وكان التصالح الذي اتحفنا برائعة «جددت حبك ليه»، والفارق أن بينهما عشقاً من طرف رامي لأم كلثوم ومعزة وصداقة من أم كلثوم لرامي فصدرا لنا الفن الجميل، أما في السياسة الوضع يختلف فقسوة السياسية تختلف عن قسوة الحب، فالحب أنا وأنت، أما السياسة نحن والكل فهي عملية معقدة بيدها مصائر الشعوب. هل تعتقدون أن التصالح بين فتح وحماس تم بهذه السهولة والسلاسة بعد ثورة التحرير وفي ليلة وضحاها، فلم لم يتم قبل الثورة؟ لسنوات طوال كنا نسمع ونري علي مدار العام في ظل النظام السابق فتح حضرت إلي مصر، حماس غادرت إلي غزة، فتح غادرت إلي غزة، حماس حضرت إلي مصر، حضرتا الاثنتان إلي مصر، غادرتا الاثنتان مصر وكلما حضرتا حماس وفتح إلي مصر، كنا نقول ربنا يستر، فتتفاقم الفجوة والخصام بينهما إلي أن اشتعلت الأمور وطفشت فتح إلي رام الله وبقيت حماس تحكم غزة وانقسم الجزء الذي يسيطر عليه الفلسطينيون إلي دولتين دولة حماس ودولة فتح. وأدركت مؤخرا أن النظام السابق قد عمل لها عملاً دفنه في ميدان التحرير ومع كل دعوة منه لزيارة مصر كان يجدد العمل حتي لا يبطل مفعوله فعند وصولهما إلي مصر كان النظام يأمر سائق السيارة التي يستقلونها بأن يذهب بهما أولاً إلي ميدان التحرير وتسير السيارة فوق العمل المدفون تحت أرض ميدان التحرير ولم يكتف النظام السابق بالجفاء الذي سأعد بخلقه بينهما بل وجه الإعلام المصري الذي هو توأمه وصوته الأوحد والذي من خلاله يحقق أهواءه ومصالحه بكل قنواته المرئية والمسموعة والمقروءه لترويج الأكاذيب والشائعات ضد حماس وأطلق العنان لبعض الأقلام المنساقة وراءه والتي سقطت بسقوطه إلي النيل من سمعة حماس ووضعها في دائرة الإرهاب وحاول اقناع الشعب المصري بأن غزة وما فيها هي تهديد لأمن مصر القومي حتي يعطي نفسه الحق بقطع الماء والهواء عنها، وكان هذا واضحا إبان أحداث غزة، فلم لا وهو الذي أذل شعبه، وربما لم يعي البعض من المصريين أن أمنه القومي هو كرسيه الذي سيورثه وإن كان أمنه القومي هو الكرسي فكان معه كل الحق أن تكون إسرائيل هي صديقته وربما هي التي ستحافظ علي أمن مصر. وبشائعات النظام السابق المغرضة نجح في أن يعبئ نفوس بعض المصريين ضد الفلسطينيين وخاصة حماس وحتي أخر لحظة ولا ننسي علي سبيل المثال تفجير كنيسة القديسين في الاسكندرية قبل الثورة التي ألبسها للفلسطينيين في حماس، لن أستوعب حتي هذه اللحظة كيف هان عليه أن يفجر الكنسية ويقتل شعبه ويتهم الآخرين من أجل ارضاء الأعداء ولن يكتفي بهذا فتارة حماس تحرض الإخوان في مصر وتارة حماس ترسل أسلحة للإخوان وأخري حماس ستحتل مصر حتي في أول أيام الثورة كان لحماس يد فيما حدث من دمار، لم يسعد النظام السابق عندما اختار الفلسطينيون في غزة حماس لتحكمهم، في ظل انتخابات نزيهة شهدت عليها مصر كما شهد عليها العالم، ولكن مصالحه الشخصية جعلته يحارب ليس حماس فقط التي هي حركة مقاومة بل سعي لمحاربة كل حركات المقاومة في بعض الدول العربية كل بطريقة مختلفة وبكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والتقليل من شأنها خوفا من صحوة شعبه فالنظام الديكتاتوري والحاكم الديكتاتور عادة ما يخاف من صحوة الشعب ولن يحكمه رادع بأن يسلك أي طريق غير شريف لقمع شعبه ربما لم يكن يفكر أو حتي يتوقع النظام السابق أن هذا الشعب المصري الطيب الصابر سيستيقظ من غفوته يوما من الأيام، فكما حارب النظام السابق حركات المقاومة في بعض الدول العربية، جاءته أكبر حركة مقاومة في مصر هزت العالم وكأن كل حركات المقاومة في العالم اختزلتها مصر لتكون ثورة التحرير والتحرر السامية بشهدائها الأبرار. هنا اهتزت أرض التحرير، انتفضت وقذفت بحجم الظلم البركانية خارجها فكان من الطبيعي أن يخرج العمل المدفون تحت الأرض بين فتح وحماس والموثق بختم النظام لتتلقفه حمم الظلم ولتحرقه في الهواء. وبالتالي يبطل مفعوله فكان التصالح في مصر، شهدت عليه مصر واحتفت به وبسعادة غامرة، انقشعت مع هذا سحابة الجفاء، فظهر تعاطف المصريين مع أشقائهم العرب ورجعت مصر أحسن حالا في قلوب محيطها العربي، حتي لغة الحوار