الرأي العام يسأل ويتساءل الآن عن العديد من الصحفيين والإعلاميين الذين تحولوا فجأة من النقيض للنقيض.. فتبدلت مواقفهم في لحظة أو قل في ثانية بعد أن كانوا يسبحون بحمد الحزب الذي سقط وهوي ويقدمون فروض الطاعة والولاء حتي لو قاموا بتقبيل الأيادي والانحناء لأي مسئول حتي لو كان فرفور أو طرطور تأكيداً للنفاق، وهذا ما كان يفعله كل أفاق! والنماذج لا حصر لها ولا داعي لذكرها لأن سوق الإعلام الآن ابتلي بنماذج كئيبة ومستفيدة وبالدرجة أن كل من هب ودب هو بالفعل «المدب».. ومثل هؤلاء يتصورون أنهم الدببة التي تستطيع أن تخدش أصحاب الفضائل فيكتشفوا بأنفسهم أنهم هم ذاتهم الرذائل.. وأنا لا أدري لماذا يحرص الدكتور «شرف» رئيس مجلس الوزراء أو حتي المجلس العسكري الموقر علي استضافة العديد من هذه النماذج وكأنهم هم لسان هذا الشعب الأبي الذي قام شبابه بالانتفاضة الثورية يوم 25 يناير! البعض من هؤلاء كان ضد الثورة وعندما أدركوا الحقيقة أيدوا هذه الثورة.. هؤلاء من أقصدهم بالمنافقين والمخادعين والمضللين بل من الكاذبين.. وياليت الأمر اقتصر علي العديد من الإعلاميين والصحفيين، بل كان هناك من يقدم البرامج علي الشاشات الفضائية وعلي موجات الإذاعة المصرية، ويحضرني ما سبق وارتكبه أحد مسئولي إذاعة الشرق الأوسط وحكايته معروفة لدي كل المذيعين والمذيعات حيث كان في البدايات معارضا ومهاجما ومنتقدا للثوار وعندما خاب ظنه تحول 360 درجة وأصبح مؤيدا ومدافعا ومحييا للمجلس العسكري.. هذا النموذج يريد أن يتسلق علي حساب الأوفياء والشرفاء والجادين بإذاعة الشرق الأوسط.. فمن يصدر القرار الحاسم لتكون الأولية في تولي الأمور لمن يستحقون شرف القيادة لسندريللا الإذاعة المصرية وأعني بها إذاعة الشرق الأوسط!! أيضا من يرحم المشاهدين من وصلات النفاق واستعراض المعلومات والحقائق المستجدة بعد ثورة 25 يناير من صحفيين تحولوا وبقدرة قادر إلي مقدمي برامج أصبحت وكأنها خاصة بهم وحدهم واعتقدوا أنها مورثة وللأسف أصبحت الآن موكوسة لمقابلات ولقاءات تميزت «بالحوسة» أو قل «الكوسة» برامج استعراضية تتميز بالملاغية وكانت في السابق تتميز بالكياسة وذات «بريق» وأصبح الآن حالها «كالغريق»!! برامج لا تراعي الأصول وتتميز الآن بالشماته والتجريح لاعتقاد من يقدمونها بأنهم من أصحاب «اللسان» الفصيح مع أن ما ينطقونه هو «القبيح».. عموما لا داعي للتجريح.. والأقبح أن يتغاضي المجلس العسكري عن ممارسات رئيس حزب فاسد وكاذب وموصوم السمعة والسيرة وكان أداه طيعة لمسئول كبير في أمن الدولة ومسئول حزبي كبير في نادي ليمان طرة الآن!! هو الآن يتمسح في الثورة مع أنه «عورة» وممارساته وتصرفاته وجرائمه مازالت مستمرة.. والسؤال من يمنع تقديمه للمحاكمة وحتي الآن؟ خصوصا أن البلاغات ضده لا حصر لها وأسأل من يتعمد حفظ البلاغات المقدمة ضده؟ نريد جوابا لأن هذا الدكتور المزيف سنعريه أمام محكمة الجنايات ويدعي أنه «مسنود» رغم أنه المزور