منذ أكثر من 30 عاما حضرت إلي مصر شركة نصابة قيل إنها عالمية ودولية واستطاعت أن تخدع الشركات والهيئات وبعض الإدارات بمنحها لجائزة «الكوكب الذهبي»!! ووجدها بعض عاشقي المظاهر فرصة للتأكيد علي أنهم من الرجال الذين يشار لهم بالبنان! واكتشف العقلاء والنبهاء أن هذه الشركة أو المنظمة الدولية وهمية ولا تسعي إلا لجمع الأموال عن طريق شهادة مكتوبة ومختومة وموقعة باللغة الإنجليزية، وإعطاء تمثال أطلقوا عليه الكوكب الذهبي كدلالة علي الأهمية ثم تبين أن العملية ما هي إلا ضحك علي الذقون بهدف قبض المعلوم! وفي السنوات الأخيرة ظهر نوع جديد من النصب العلني من خلال منظمات للبكش والأونطة لا تتحرج حتي في منح شهادات الدكتوراة وكان الحاصل عليها دكتور «حقيقي» مع أنه دكتور أرديحي! بل وللغرابة أن بعض الجهات ولو كانت منظمة الأممالمتحدة استنت طريقة عجيبة ومريبة بأن سرقت اسم «السفير» ولا تتحرج في منحه لأي شخص حتي لو كان خفيراً!! وفي مصر وجدنا فنانين كبار حتي ولو كان البعض منهم من فضيلة «الأقزام» قد تم منحهم لقب «السفير» المقترن بالنوايا الحسنة وكأنه يقدم أعمال الخير ويقوم بدور طليعي لصالح شعبه حتي لو أسس جمعية لألعاب الكرة «الشراب» وهذا من عجب العجاب.. فمن المسئول عن هذه المهزلة أو المسخرة؟ وكيف يسمح أعضاء السلك الدبلوماسي المحترمين للبعض بانتحال صفة «السفير» لأن السفير ليس كالخفير ويمارس العمل الدبلوماسي ولا يقول «مسا التماسي ياورد قاعد علي الكراس»! والملاحظ أن العديد من معدومي الفكر والثقافة وممن يتميزون بالتفاهة والسخافة يسعدون بإلصاق الألقاب الوهمية لتسبق أسماءهم وكأنهم رموز حقيقية ولهم دور رائد وعظيم وممن يتميزون بالنباهة والكفاءة رغم أنهم في منتهي السذاجة والبلاهة ويعيشون حياة الخلاعة! ولولا الحياء الصحفي التعاملي لعددت الاسماء وفضحت البلهاء ممن يرتكبون الجرائم ومن لهم سوابق ويفتخرون بأنهم سفراء للنوايا الحسنة.. ولا أدري ما هي كنية النوايا الحسنة سوي الحصول علي أي «حسنة» حتي لو كانت من منظمة وهمية وشكلية تدعي الصفة الدولية لتكون مثار اهتمام الجهات التنفيذية أو المحلية! وعليه ألا يخجل أي صحفي أو إعلامي أو حتي مقدمي البرامج في ترديد الصفحات الوهمية لمن يتم منحهم المناصب والألقاب الشكلية..! المفترض أن لا تتمادي أجهزة الإعلام في خداع الرأي العام بإضفاء الأهمية علي النماذج السطحية التي تعشف حب الظهور والملاغية. ومن الأولي أن يبتعد هؤلاء الموهومين عن الساحة لأن سمعتهم من طين.. ولا داعي لكشف المستور لربما يلف كل فرفور ويدور، وبالدرجة أن هناك من يتمني دفن مثل هؤلاء في القبور.