الأسواق العشوائية والباعة الجائلون ظاهرة باتت الأخطر ومرض يهدد الشارع المصري وصداع حقيقي في رأس المجتمع سطوتهم علي الشارع أصبح أمر واقع، قبح اللسان وسوء الخلق من علامة مميزة و المشاجرات بينهم وبين أصحاب المحال والمارة من طبائع الأمور. وبمجرد حدوث مشاجرة، ما هي إلا لحظات لتظهرا لأسلحة بكافة أنواعها ويتحول الموقف إلي ما يشبه المعارك الحربية بالإضافة إلي تسوقهم بضائع لا تخضع لأي رقابة وغير معرف تاريخ إنتاجها ولا مدة صلاحياتها للاستخدام، ففي مدينة الزقازيق وأمام محطة القطار تجد المنطقة وقد أغلقت بسبب انتشار الأسواق العشوائية والباعة الجائلين بها فلم تعد ترهبهم البلدية بعدما كانوا يسارعوا بالهرب فور رؤيتها. قال محمد عبد الهادي 50سنة أن الكثير من هؤلاء الباعة كانوا مما يمتهنون البلطجة في العصر السابق وبعد تراجع دورهم بدءوا في ممارسة بزى جديد وبشكل أخر في صورة باعة جائلين يملكون الشارع بالقوة والبلطجة ويفرضون الأمر الواقع. واضاف محمد اسعد فني بأحد الشركات أن الوضع في مدينه بلبيس أسوأ مما يتصور البعض فالباعة يحتلون الشوارع ويملأون الأرصفة مما جعل مجرد عبور الشارع من الأشياء الصعبة وإذا تجرأ احد وطلب منهم الابتعاد يكون جزاؤه الضرب والإيذاء متسائلا أين القانون. أما في مدينة مشتول السوق فبمجرد حديثك مع احد هؤلاء الباعة أصبح شراء السلعة أمر واجب ولا تستطيع أن تفعل غير ذلك وإلا ستجد مالا يحمد عقباه وهذا ما أكده مصطفي توفيق مهندس وصفا الباعة الجائلون أنهم فوق القانون ولا يستطيع احد إنكار ذلك. وتضيف هناء محمد مدرسة خطورة الباعة الجائلين ليست فقط في احتلال الشوارع ولكن أيضا في ما يروجون من سلع من الممكن أن تؤثر علي صحة المواطنتين مثل مستحضرات التجميل التي لم تخضع لأي من أنواع الرقابة مع العلم أنها مجهولة المصدر ومن مشتول السوق إلي الطرق السريعة التي لم تسلم أيضا من تواجد الباعة الجائلين مثل طريق بلبيس العاشر من رمضان حيث اتجهت مجموعات من الباعة الجائلين لاحتلال جانبي الطريق لبيع بعض أنواع الفاكهة مما يعوق حركة السير ويؤدي إلي العديد من الحوادث. وفي مدينة العاشر من رمضان أصبح من الصعب أن تجد احد الميادين خالية من الباعة الجائلين خاصة ميدان الأردنية الأشهر في المدينة فلم يعد مكان لقدم من كثرة الباعة بهذا الميدان كما احتلوا هؤلاء الباعة مداخل معظم المصالح الحكومية فتحولت المنطقة المحيطة ببنك الإسكان والتأمينات الاجتماعية والسجل المدني إلي سوق عشوائي معرف للباعة الجائلين رغم أن هذه الأماكن لم تبعد غير خطوات عن قسم الشرطة.