يعاني سكان سوهاج من الضوضاء والتلوث بسبب حصار الباعة الجائلين وأصحاب عربات الخضر والفاكهة وباعة الأسماك للشوارع بعد أن اصبحت الأسواق العشوائية أحد أهم ملامح الانفلات بالشارع السوهاجي حيث احتل الباعة الشوارع الرئيسية والجانبية وتحولت المدن لسوق كبير ة تمارس فيها كل أنواع الانتهاكات من تحرش وبلطجة ومشاجرات ومشاحنات وتنتشر فيها كل السلع المعروفة والمجهولة المصدر والمثير للعجب أن هذه الأسواق نشأت تحت سمع وبصر الأجهزة المعنية دون اتخاذ أي إجراءات ضدها خوفا من المواجهة. في البداية يقول إبراهيم عبد الفتاح من منطقة مدينة ناصر إن الإشغالات تزداد يوما بعد آخر فالباعة الجائلين سيطروا علي الشوارع الرئيسية والجانبية بالمنطقة وخاصة الشارع المواجهة للمحافظة خلف مديرية الشئون الصحية القديمة ولا يستطيع أحد أن يتحدث معهم سواء من مسئولي الإشغالات بالوحدة المحلية أو شرطة المرافق بالإضافة إلي احتلالهم لشوارع المخبز الآلي ومنطقة الشهيد عبد المنعم رياض والحميات وغيرها من الشوارع الرئيسية بالمدينة واصبحت شوارع المدينة سويقة كبيرة في قبضة الباعة الجائلين في غياب تام للمسئولين. ويضيف هاني محمد هاشم لا يختلف الحال كثيرا في مدينة أخميم حيث أن الباعة الجائلين احتلوا ميدان الست عزيزة وأمام القسم وشارع أبو القاسم وشارع المدارس بخلاف كارثة السوق الاسبوعي للمدينة الذي يعتبر مشكلة مزمنة فنحن نعاني الأمرين من شدة الزحام والتكدس المروري ما بين الباعة الجائلين وسائقي التوك توك وللأسف بعد انتهاء السوق ورحيل الباعة يخلفون وراءهم أطنان من القمامة في غفلة من المسئولين. ويشير أحمد أبو الوفا من منطقة العارف بالله إلي إن الباعة الجائلين افترشوا حرم السكة الحديد مما يشكل خطورة بالغة ناهيك عن الزحام الذي يتولد عنه المشاكل والمشاجرات بين الناس وسائقي السيارات وانتشار السرقات. ويقول علي عبد الرحيم من مركز المراغة إن انتشار الباعة الجائلين والأسواق العشوائية في يوم الثلاثاء السوق الأسبوعي للمدينة يشكل أزمة طاحنة حيث لا يستطيع أي مواطن التحرك بسهولة بسبب الزحام الشديد إضافة إلي إصابة حركة السير بالطريق الزراعي السريع بالشلل التام لمدة تزيد عن النصف ساعة. ويقول محروس جاد الكريم من مدينة المنشأة لا يكاد الحال يختلف في المنشأة عن غيرها من مدن سوهاج فالباعة الجائلون احتلوا مدخل المدينة والشارع الجديد وسوق السمك وميدان جمال عبد الناصر وأمام مجلس المدينة ومسجد علي ابن أبي طالب ولم يتركوا مكانا إلا واحتلوه حتي المدارس لم تسلم هي الأخري حيث افترشوا بضاعاتهم أمامها وعادة ما تحدث المشادات والمشاجرات بين الطلبة والمدرسين وبين الباعة الجائلين الذين يؤثرون علي سير العملية التعليمية بسبب أصواتهم العالية إضافة إلي عرقلة وصول سيارات الاسعاف أو الاطفاء في حالات الكوارث بعد أن اغلق الباعة الجائلون الطرق. وأوضح محمود علي موظف أن الظاهرة ازدادت سوءا بعد ثورة25 يناير لعدم وجود رقابة علي الأسواق العشوائية التي انتشرت بصورة واضحة بكل مدن المحافظة ويؤكد علي ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للأجهزة التنفيذية لإزالة هذه الأسواق العشوائية لأن أغلب هذه الأماكن يسطو عليها بلطجية الأسواق وهي مشكلة أكبر. ويؤكد ممدوح أبو الحمد موظف من مركز جرجا أن ظاهرة السويقات العشوائية لم تقتصر علي الشوارع والمناطق السكنية بل أصبحت تحاصر المصالح الحكومية واستغلال أرصفتها في عرض بضاعاتهم وتسببت هذه السويقات في تلوث البيئة وانتشار أكوام القمامة في الشوارع والميادين الرئيسية وأصبح المواطن بين مطرقة البلطجية من الباعة وسندان التلوث والشلل المروري. ويشير عبد الناصر فؤاد موظف إلي أن الأسواق العشوائية بكل مدن المحافظة مازالت تنتشر بمعظم شوارعها مما يؤدي إلي تعريض حياة المواطنين للخطر نتيجة انتشار الاسواق العشوائية وسيطرة الباعة الجائلين علي الشوارع مما ينتج عنه المشاحنات والمشاجرات المستمرة بينهم وبين المواطنين من قاطني هذه الشوارع والمناطق والمارة.ومن أبرز معالم الفوضي والإهمال الأسواق الأسبوعية للمدن التي تصيب شوارع المدن وميادينها بالشلل التام نتيجة الازدحام الشديد للباعة الذين احتلوا الشوارع وأقاموا تنداتهم في ظل غياب تام للرقابة والأجهزة الأمنية. ويقول أشرف أحمد من مدينة سوهاج إن ظاهرة احتلال الباعة الجائلين للشوارع تستنزف مرافق المدن وتدمر بنيتها الأساسية خاصة رصف الشوارع الذي يتآكل بسرعة فضلا عما يخلفه الباعة الجائلين من كميات كبيرة من القمامة بالشوارع والتي تكون سببا رئيسيا في تشويه الوجه الحضاري للمدن وتؤدي لتلوث البيئة ويطالب بضرورة حصر الباعة الجائلين بكافة مدن المحافظة الذين اعتادوا مزاولة انشطتهم بصفة دائمة لإخضاعهم للضرائب حتي تسترد الدولة علي الأقل جزءا من حقوقها لإصلاح المرافق التي تدمر بسبب هؤلاء الباعة الجائلين. ومن جانبه أكد اللواء محسن الجندي مساعد الوزير مدير أمن سوهاج أن هناك حملات تقوم بها شرطة المرافق بالتنسيق مع الوحدات المحلية لمنع وجود الباعة الجائلين بسوهاج حفاظا علي المظهر العام وعدم إعاقة الحركة المرورية بالمدن والشوارع وأن المرحلة المقبلة ستشهد عودة شرطة المرافق بكامل قوتها لكي يشعر المواطن بالوجود الشرطي رابط دائم :