إلي الآن لم تحسم الدبلوماسية المصرية اختيارها حول شخصية مصرية مرشحة لمنصب أمين عام جامعة الدول العربية و الحقيقة أن ما يدور من تباطؤ في كل ما هو هام هذه المرحلة يثير علامات التعجب و الدهشة لدي الشعب المصري متسائلاً ماذا وراء صمت الدبلوماسية المصرية أمام ترشيح دولة قطر اسم "عبدالرحمن العطية" الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي؟! الوقت يمضي ولا زالت أساليب التراخي والمماطلة هي سمة تسيير الأحداث في مصر في حين قد جري الُعرف منذ عام 1945 علي تواجد جامعة الدول العربية في مقرها بالقاهرة و لا أعلم معني التباطؤ في شأن هام مثل ريادة مصر بين الدول العربية بينما يحظي الدكتور " مصطفي الفقي " رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشوري السابق بقبول عربي عام نظراً لكونه مفكراً قومياً وشخصية مقبولة لدي الأوساط الدبلوماسية العربية و لم نسمع أو نري أي اعتراض علي شخصه كما أنه مثل بلاده مندوباً في وكالة الطاقة الذرية ثم جامعة الدول العربية وكان سفيراً ناجحاً يتمتع بقبول و تقدير الجاليات المصرية بالخارج قد يكون ذلك أحد أسباب عدم تصعيده و يبدو أن المصعد الذي تحدث عنه دكتور مصطفي الفقي في مقاله الشهير عن الجيل المسروق لا يريد التوقف عند الدور المسحور في حين أن الدكتور مصطفي الفقي هو نائب رئيس البرلمان العربي الذي يعقد جلساته في مقر جامعة الدول العربية و أقدم أعضائه ! إذن ليس هنالك مبرر لهذا التقاعس خاصة أن مصر تمر بأوقات حرجة للغاية بينما نحن بحاجة إلي ترشيح شخصية لها باع طويل في مجال الدبلوماسية العربية للمنافسة علي الاحتفاظ بمنصب أمين عام جامعة الدول العربية كما بقي في مصر منذ ستة عقود باستثناء التونسي "الشاذلي القليبي" الذي تولي المنصب إبان تعليق عضوية مصر بجامعة الدول العربية الأمر الذي يؤيده أيضاً ممثلو الدول العربية لتوجهات " د. مصطفي " العربية و القومية. في حين لاقي طرح أسماء دكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية و السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية السابق تحفظات من قبَل مندوبي و أعضاء الجامعة و الشعب المصري أيضاً ثم تكرر طرح أسماء أخري بعيدة عن العمل الدبلوماسي مثل الدكتور يحيي الجمل و الدكتور حازم الببلاوي ولهما كل التقدير و الإحترام إلا أنهما لم يعملا بالسلك الدبلوماسي غير أن ذلك ما يثير تساؤلات عدة و علامات استفهام حول بحث وزارة الخارجية المصرية في إطار أسماء ليست علي قدر من الشعبية و الخبرة في العلاقات الخارجية و العربية معاً مثلما حظيت شخصية المفكر و الدبلوماسي المخضرم الدكتور " مصطفي الفقي " !! أتصور أن رفض النظام السابق تصعيد " مصطفي الفقي " لا يزال ميراثاً مستمراً حتي الآن! اتضحت ملامحه في تضييق نطاق تقلده أية مناصب تليق بتاريخه الدبلوماسي الذي امتد حتي خمس و ثلاثين عاماً ثم عشر سنوات أخري قضاها في الدبلوماسية الشعبية الأمر الذي يتطلب تدخل السيد المشير "حسين طنطاوي" القائد الأعلي للقوات المسلحة بعد تأهب بعض الدول العربية لترشيح أسماء بعينها لتحقق فكرة تدوير منصب الأمين العام علي البلدان العربية في حين احتفظت مصر به دوماً و رغم ما تمر به البلاد إلا أن الفرصة لا زالت تنتظر قراراً سريعاً من السيد المشير" طنطاوي " تبقي معه الريادة العربية في الأراضي المصرية .. حنان خواسك