تواجه مصر مأزقاً حقيقياً يهدد سيطرتها علي منصب الأمين العام للجامعة العربية الذي لم يخرج من يدها منذ انشاء الجامعة إلا عندما تم نقل مقر الجامعة العربية من مصر إلي تونس بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام. ومقاطعة العديد من الدول العربية لها.. رغم التأكيدات المستمرة للمسئولين المصريين بتمسكهم بمنصب الأمين العام للجامعة إلا انهم يتكتمون تماما الاعلان عن مرشحهم البديل لعمرو موسي في الوقت الذي تحشد فيه قطر كل جهودها وامكانياتها الدبلوماسية وراء دعم مرشحها. وتحرك سفراءها في الدول العربية لاقناع العواصم العربية بضرورة تدوير المنصب بين جميع الدول واختيار مرشحها عبدالرحمن العطية الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي. الصراع الخفي بين مصر وقطر فقد تخلت جميع الدول العربية عن طموحاتها وأمنياتها بأن يكون لها مرشح للمنصب وعلي رأسها الجزائر واليمن وليبيا الذين لطالما طالبوا بتدوير المنصب بسبب الأوضاع الداخلية في تلك الدول ليتركوا الساحة خالية أمام مصر وقطر. فرغم العلاقات المتوترة التي سادت بين البلدين ابان النظام السابق إلا أنه يبدو ان كلا منهما علي حافة صراع جديد بسبب منصب الأمين العام للجامعة. ورغم ان ترشيح الوزير السابق مفيد شهاب لاقي رفضا كبيرا من الدول العربية نفس الأمر بالنسبة للدكتور مصطفي الفقي الذي فشل فشلا ذريعا من قبل في الحصول علي منصب رئيس البرلمان العربي. ورغم محاولاته المستمرة واليومية الان مع المسئولين بوزارة الخارجية لطرح اسمه رسميا لتولي المنصب وتمثيل مصر إلا أنه أيضا مرفوض حتي الساعة. أكدت مصادر عربية ل "المساء" ان العرب ابلغوا المسئولين المصريين أنهم سيدعمون المرشح المصري خاصة بعد نجاح ثورة 25 يناير ولكن بشرط ان يكون شخصية مرموقة. ولا يقل عن منصب وزير سابق وألا يكون مصطفي الفقي أو مفيد شهاب أو أحمد أبوالغيط. وتعيين د. نبيل العربي وزيرا لخارجية مصر بحيث يتولي بعد ذلك منصب الأمين العام للجامعة. كان أحد السيناريوهات المطروحة للاحتفاظ بالمقعد الرفيع لمصر. إلا أن نفي العربي لخلافته عمرو موسي جاء قاطعاً ليفتح باب السؤال والتكهنات حول من هو المرشح المصري الذي لا يعلم احد شيئا عنه حتي الآن رغم ضيق الوقت قبيل انعقاد القمة العربية القادمة في بغداد في 11 مايو القادم والتي ستحسم الصراع وتحدد شخصية الأمين العام الجديد. هذا الصمت فتح الباب للطامعين المصريين وعددهم يقرب من 6 يحاولون بشتي السبل اقناع المجلس العسكري ووزارة الخارجية والأجهزة السيادية بمساندتهم في عملية الترشيح. وبورصة الترشيحات تتغير بين يوم وآخر لا تبدأ بالدكتور مصطفي الفقي الذي لم يصل إلي مرحلة اليأس من عملية ترشيحه ولا تنتهي بأحمد أبوالغيط وزير الخارجية السابق وما بين هذا وذاك تتردد اسماء من نوعية نبيل فهمي السفير المصري السابق في واشنطن والذي كثف من وجوده الاعلامي في الفترة الأخيرة للفت الأنظار إليه والسفير أحمد العرابي سفير مصر السابق في المانيا. سفيرنا الحالي في واشنطن سامح شكري أحد الموجودة اسماؤهم علي القائمة.. بها هو معروف عنه من مواقفه العروبية وتصلبه ضد المواقف الامريكية في الهيئات الدولية رغم انه سفيرنا في الولاياتالمتحدة. ورغم فرحة موظفي الجامعة العربية بالترشيح القطري للمنصب وتأكيدهم انهم يريدون التغيير. إلا ان هناك حالة من الترقب والتخوف لدي موظفي الجامعة المصريين الذين يخشون خروج المنصب من يد مصر. الورقة الرابعة لاتزال في يد مصر المملكة العربية السعودية أعلنت مساندتها للمرشح المصري وهو ما أكده السفير السعودي بالقاهرة لدي الجامعة العربية السفير أحمد قطان ل "المساء الأسبوعية" وهو ما أكده أيضاً السفير قيس العزاوي مندوب العراق لدي الجامعة العربية الذي قال إن العراق تؤيد المرشح المصري وفي انتظاره. ولكن متي يتم الاعلان عن المرشح المصري وما اسباب التأخير في ظل ضيق الوقت؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه علي الساحة الآن. ففي الوقت الذي أكد فيه مندوب مصر لدي الجامعة العربية السفير عفيفي عبدالوهاب ان المنصب سيكون مصريا. وان هناك نوعا من الاجماع العربي علي أن تحتفظ مصر بهذا المنصب. وان معظم المندوبين الدائمين العرب لدي الجامعة العربية يرون ان مصر تستحق الوقوف بجانبها في ظل الظروف والتطورات الأخيرة. إلا أن الجميع لايزال يتطلع إلي اسم المرشح المصري الذي لايزال غامضا. وكانت مذكرة الترشيح القطري للمنصب التي قدمها السفير القطري إلي الجامعة نصت علي "أنه ايمانا من دولة قطر برسالة جامعة الدول العربية واهدافها السامية ورغبة منها في أن تكون مساهماتها المستقبلية في أعمال الجامعة بقدر اشمل وبما يتيح لها العمل علي تحقيق أكبر فائدة مرجوة ومستطاعة من اهدافها فإنها تتشرف بترشيح عبدالرحمن العطية لشغل منصب الأمين العام للجامعة بعد انتهاء فترة عمرو موسي الأمين العام الحالي. وطلبت المذكرة من الأمانة العامة طرح الموضوع رسميا علي جدول أعمال مجلس الجامعة علي مستوي القمة في دورته المقبلة في بغداد في شهر مايو المقبل لاتخاذ القرار الرسمي بهذا الشأن. أوضحت مصادرر بالجامعة انه لا يوجد نص في ميثاق الجامعة يقول إن منصب الأمين العام يكون من دولة المقر إلا أنه "عرف سائد" منذ تأسيس الجامعة العربية 1945 وحتي الآن. مضيفا انه لم يتم كسر هذا العرف إلا عندما تم نقل مقر الجامعة العربية من مصر إلي تونس وتجميد عضويتها بها علي خلفية توقيع الرئيس السادات اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وزيارته لها حيث تم تعيين الشاذلي القليبي من تونس أمينا عاما خلال تلك الفترة ما عدا ذلك فقيادة الجامعة دائما تؤول لمصر. ومن المنتظر ان يتم حسم هذا المنصب في قمة بغداد المقررة 11 مايو المقبل خاصة ان التعديلات الاخيرة علي ميثاق الجامعة العربية تنص علي ان تعيين الأمين العام هو من سلطات القمة العربية. يذكر ان قطر عرضت علي اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين الاستثنائي الذي عقد في الرياض في الاسابيع القليلة الماضية.. ترشيح عبدالرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي السابق لخلافة موسي وانها لمست توافقا خليجيا وكان لافتا أن عبدالرحمن العطية حضر ذلك الاجتماع. ضمن الوفد القطري. وجلس مباشرة خلف الشيخ حمد بن جاسم. رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.