يبدو أن تصريحات الدكتور "مصطفى الفقى" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب فى عهد الحزب الوطنى البائد وأحد أعضاء السلك الدبلوماسى منذ عقود بعيدة ومقدم أحد البرامج على إحدى الفضائيات الخاصة بشأن دير سانت كاترين أثارت حفيظة الأقباط وفى أول ردفعل عليها . حيث أعلن الإتحاد العام لأقباط من أجل الوطن إعتراضة الكامل على تصريحات الدكتور مصطفى الفقى بأن دير سانت كاترين في سيناء مستعمرة يونانية، تصريحات تحريضية واضحة علي الدير ورهبانه والذي ينتمي إلى طائفة الروم الأرثوذكس وهي أحد المذاهب المعتمدة من الدولة المصرية منذ قرون طويلة. فيما إندهش الإتحاد وتعجب من طلب الدكتور الفقي بأن يتبع الدير الكنيسة القبطية المصرية معتبرا ذلك إنما ينم عن جهل بتقسيم الطوائف المسيحية وتاريخها في مصر. وإعتبرة أيضا تحريض للوقيعة بين الطوائف المسحية الشقيقة والتي تحترم بعضها ولا يحق لطائفة التدخل في إدارة أي مكان تابع لطائفة أخري، مع العلم أن كنيسة الروم الأرثوذكس عضو في مجلس كنائس مصر الذي يضم الأقباط والرهبان اليونانين منذ قرون في هذا الدير مع الرهبان المصريين مؤكدا أنه من الواضح أن الدكتور مصطفي الفقي يجهل أيضا تاريخ الدير في محاربة الاحتلال الصهيوني وتكريم الرئيس الراحل محمد أنور السادات لرئيس الدير الحالي ومنحه نجمة سيناء تقديرا لدور الدير ورهبانه ضد الاحتلال الاسرائيلي . أضاف الإتحادأنه يتابع ببالغ القلق محاولات البعض الاستيلاء علي أراضي دير سانت كاترين بسيناء وترويع رهبان الدير الذي يرجع تاريخه إلي أكثر من 1600 عام كان فيها الدير رمز المحبة والسلام. هذا فيما أهاب الإتحاد برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حماية الدير ورهبانه من محاولات إخراجهم والاستيلاء علي أرض الدير ويعتبر الاتحاد أي مساس بالدير ورهبانه هو مساس بجزء هام من تاريخ مصر ومساس بأحد أهم الآثار المسيحية المصرية الموجودة منذ آلاف السنين والتي تعتبر أحد أهم الأماكن التي يقصدها السياح في سيناء كما أن المساس بالدير هو إحياء للمخطط الاسرائيلي الذي حاول إخراج الرهبان أبان الاحتلال الإسرئيلي لسيناء وقد حاول البعض أبان عهد الرئيس السابق تنفيذ هذا المخطط عن طريق بعض الأشخاص وما زالت تلك المحاولات مستمرة علما بأن دير سانت كاترين دير أثري ومسجل في اليونسكو في موسعة التراث العالمي ويمثل جزءا هاما من تاريخ مصر والتاريخ يشهد علي وطنية رهبان الدير ورئيس الدير صاحب القداسة الأنبا دميانوس رئيس أساقفة سيناء حصل علي نجمة سيناء من الرئيس الراحل محمد أنور السادات لدورة و دور الدير في حرب اكتوبر المجيدة والوقوف ضد الاحتلال الاسرائيلي وأشار إلى أن الدير دير مصري مائة فى المائة ووجود رهبان يونانيين بجانب الرهبان المصريين بداخله يؤكد أن مصر تحتضن الجميع علي مر التاريخ ورهبان الدير معروفين باعتدالهم ووطنيتهم ولكن البعض يحاول القول عكس ذلك للاستيلاء علي أراضي الدير. و أن بعض المغرضين ينتقدون رفع علم اليونان فى بعض المناسبات لأنهم يجهلون أن طائفة الروم الأرثوذكس والتي يتبعها الدير أغلب قيادتها الروحية من مطارنة وأساقفة في كل أنحاء العالم هم من أصل يوناني فالانتماء لليونان انتماء روحي ديني وليس سياسي والرهبان اليونانين عاشوا سويا مع الرهبان المصرين في أمان علي مر التاريخ في الأديرة والكنائس في مصر ومثال علي ذلك أن الاقباط في كل أنحاء العالم يخضعون للكنيسة القبطية في مصر ومن الطبيعي أن نجد علم مصر مرفوع علي أي كنيسة قبطية في العالم كما أن أغلب مطارنة وأساقفة الكنيسة في العالم من أصل مصري والكنيسة الكاثوليكية في مصر وأي مكان في العالم تخضع للفاتيكان ويكون القاصد الرسولي الممثل لها في أي دولة في الغالب من أصل ايطالي. وأعلن الإتحاد أن الحفاظ علي دير سانت كاترين هو حفاظ علي تاريخ شعب تميز بالاعتدال وسماحة الدين حيث الدير يعتبر مجمع أديان مصغر فهو الدير الوحيد في العالم الذي يجمع بين الديانات الثلاث على أرضه بجانب الكنائس، وبه أيضا مسجد يمارس المسلمون شعائرهم فيه، إضافة إلى كنيسة ويعد قبلة للسياحة الدينية من كل أنحاء العالم وبه متحف يضم أقدم نسخة من الانجيل في العالم كما يحتوي المتحف علي النسخة الاصلية من العهدة العمرية والتي كتبها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلي أهل إيلياء ليعطيهم الأمان والتي تنص علي أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها. حيث لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم إلى آخره. وأضاف أن الدير الذي حافظ علي المسجد والعهدة العمرية علي ممر الزمان يجب أن نحافظ عليه وعلي رهبانه لأنهم رمز للتسامح والاعتدال ومن يحاول أن يقول عليهم عكس ذلك فهو متآمر فالحفاظ علي الدير وأرضه ورهبانه مطلب كل مصري مسلم قبل المسيحي فنحن بلد الأزهر الشريف رمز الاعتدال ويجب علينا الاقتضاء بسيدنا عمرو بن الخطاب، فهل من المعقول أن يحتوي الدير العهدة العمرية ونحن نفعل بالدير عكس ما جاء بها.