استنكر اتحاد اقباط من اجل الوطن ، تصريحات الدكتور مصطفى الفقي ، و التي افادت اعتبار دير سانت كاترين بصحراء سيناء "مستعمرة يونانية" ، مشيرا الى ان تلك التصريحات بها تحريض واضح علي الدير و رهبانه حيث ان الدير ورهبانه ينتمون الى طائفة الروم الارثوذكس والتي تحسب احد مذاهب الديانة المسيحية المعتمدة من الدولة المصرية منذ قرون طويلة. و تعجب الاتحاد ، في بيان رسمي له ، اليوم الاربعاء، من ادعاء "الفقي" بان دير سانت كاترين يتبع الكنيسة القبطية الارثوذكسية ، مؤكداً ان ذلك ان دل على شئ فهو الجهل بتقسيم الطوائف المسيحية و تاريخها في مصر بالاضافة الى محاول الوقيعة و الفتنة بين الطوائف المسيحية الشقيقة ، لافتا الى ان كافة الطوائف تتعامل مع بعضها البعض باحترام تام حيث لا يمكن ان تتدخل طائفة في شؤون طائفة اخرى ، لا سيما وان طائفة الروم الارثوذكس تعتبر احد اعضاء مجلس كنائس مصر.
و قال الاتحاد ان الرهبان الحاملون الجنسية اليونانية ، يعيشون مع الرهبان المصريون منذ قرون عديدة ، مضيفا الى ان تصريحات "الفقي" ، تدل على جهله بدور دير سانت كاترين ورهبانه في محاربة الاحتلال الصهيوني ، و الذي تسبب في تكريم الرئيس الراحل "محمد انور السادات" لرئيس الدير الحالي ومنحه "نجمة سيناء".
واوضح الاتحاد انه يتابع بقلق بالغ ما يحدث من محاولات البعض للاستيلاء على اراضي الدير و ترويع رهبانه في مشهد لا يراعي تاريخ الدير الطويل و البالغ 1600 والذي ظل الدير طواله رمزاً للمحبة والسلام ، مهيبا بالمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية و المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، بحماية الدير ورهبانه من محاولات اخراجهم و الاستلاء علي اراضيهم ، معتبرا اي مساس بالدير و رهبانه هو مساس بجزء هام من تاريخ مصر و مساس باحد اهم الاثار المسيحية المصرية الموجودة منذ الالاف السنين و التي تعتبر احد اهم الاماكن التي يقصدها السياح في سيناء ،و احياء للمخطط الاسرائيلي الذي حاول اخراج الرهبان ابان الاحتلال الاسرئيلي لسيناء ، لافتا الى انه قد حاول البعض مسبقا تنفيذ ذلك المخطط في عهد رئيس مصر المعزول محمد مرسي.
وقال المفكر و الباحث القبطي كريم كمال المنسق العام للاتحاد العام لاقباط من اجل الوطن :"ان دير سانت كاترين دير اثري و مسجل في اليونسكو في موسعة التراث العالمي و يمثل جزاء هام من تاريخ مصر"، مؤكدا انه يشهد علي وطنية رهبان الدير و الانبا دميانوس رئيس اساقفة سيناء ورئيس الدير و الحاصل علي نجمة سيناء من الرئيس الراحل محمد انور السادات لدوره و دور الدير في حرب اكتوبر المجيدة و الوقوف ضد الاحتلال الاسرائيلي لسيناء، مطالبا الدولة بحماية اراضي الدير و رهبانه من محاولة البعض الاستلاء عليها ، و ايقاف اي قرارت صادرة بهذا الشان لان تلك المحاولات وراء اغراض خبيثة تريد النيل من وحدة و تاريخ مصر ، لافتا الى ان الدير يعتبر جزء هام من هذا التاريخ و رمز لوحدة شعبة علي ممر التاريخ ، معربا عن اسفه الشديد من تصريحات المفكر الدكتور مصطفي الفقي معتبرا ان بها اساءة بالغة في حق الدير العريق و رهبانه.
و من جانبه اشار محب شفيق ، الامين العام للاتحاد ، ان الدير دير مصري 100% ، و وجود رهبان يونانين بجانب الرهبان المصريين بداخله يؤكد ان مصر تحتضن الجميع علي مر العصور ، مؤكداً ان رهبان الدير معروفين بإعتدالهم وطنيتهم ، الا ان البعض يحاول تشويه تلك الصورة سعيا للاستيلاء علي اراضي الدير ، معربا عن تعجبه من انتقاد البعض لرفع علم دولة اليونان في بعض المناسبات بالدير مؤكدا ان ذلك يدل عن جهل بالامور ، لان طائفة الروم الارثوذكس و التي يتبعها الدير اغلب قيادتها الروحية من مطارنة و اساقفة في كل انحاء العالم يكونون من اصل يوناني ، مشيرا الى ان الانتماء لليونان هنا انتماء روحي ديني و ليس سياسي".
وتابع شفيق :" اكبر دليل على ان رفع علم اليونان بدير سانت كاترين لا يشكك في وطنية الرهبان هو خضوع الاقباط في جميع انحاء العالم الى الكنيسة المصرية الام ، و من الطبيعي ان نجد علم مصر مرفوع فوق اي كنيسة مصرية ، ونجد ان الامر مكرر بالمسبة للكنيسة الكاثوليكية والتي تخضع في اي مكان بالعالم الى الكنيسة الام بالفاتيكان"، مطالبا الدكتور الفقي بالاعتذار عن تصريحاته المسيئة للدير والرهبان.
كما صرح "محمد مدحت" ، الامين العام المساعد للاتحاد ، بان الحفاظ علي دير سانت كاترين هو حفاظ علي تاريخ شعب تميز بالاعتدال و سماحة الدين ، مضيفاً بان الدير يعتبر مجمع اديان مصغر فا الدير الوحيد في العالم الذي يجمع بين الديانات الثلاث على أرضه ،كما يعد قبلة للسياحة الدينية من كل انحاء العالم و به متحف يضم اقدم نسخة من الانجيل في العالم كما يحتوي المتحف علي النسخة الاصلية من العهدة العمرية و التي كاتبها امير المؤمنين عمر بن الخطاب الي اهل ايلياء ليعطيهم الامان.
واضاف "مدحت" :" الجير الذي حافظ علي المسجد و العهدة العمرية علي مر الزمان يجب ان نحافظ عليه و علي رهبانه لانهم رمز للتسامح و الاعتدال و يدعي عكس ذلك فهو متأمر"، لافتا الى ان الحفاظ علي الدير و ارضه و رهبانه مطلب كل مصري مسلم قبل المسيحي لان مصر هي بلد الازهر الشريف رمز الاعتدال.