* التحريات كشفت أنه رجل محترم كان ثرياً لكن تعدد زيجاته وتراكم ديونه دفعاه للانتحار.. وبوعزيزي المصري فعلها أمام البرلمان المصري عام 1999 وهو يقول عذاب الله أكرم من إذلال العبد عندما تنهار القيم تتمزق كل الاعتبارات وفي لحظة ضعف يضيع كل شيء وتبقي علامة الاستفهام الحائرة.. ما السبب؟ الكل يسأل ولكن بعد فوات الأوان. غالباً ما يكون المال هو السبب وتبدأ الحكاية في ليلة شتاء باردة، حدثت هذه المأساة والساعة تقترب من الواحدة والنصف من منتصف ليل الاثنين 11 يناير 1999 المكان شارع مجلس الوزراء ومجلس الشعب ووزارة الصحة.. حركة السيارات قليلة وجنود الحراسة في يقظة.. الكل يتابع حركة الشارع الهام.. كاميرات التليفزيون علي البوابات وفجأة يشتعل الشارع ببوليس نيابة «طب شرعي».. السبب رجل كان يسير في هدوء وعند بوابة مجلس الوزراء ترك حقيبة كان يحملها علي الأرض ثم سكب شيئاً في حذائه وملابسه ثم أشعل النيران في نفسه.. انتشرت رائحة البنزين بعد أن تحرك مشتعلاً يكمل سيره صارخا «قررت الانتحار أمام باب أعلي سلطة في مصر رمز الفساد.. عذاب الله أكرم من اذلال العبد»، ثم لفظ انفاسه أمام بابي مجلس الشعب ووزارة الصحة.. أصبح جثة محترقة في ثوان.. الكل يقف في ذهول.. تحركت الأجهزة والحراسات أمام هذا الحادث اتصل هاني السكري ضابط الادارة العامة لمجلس الشعب بالادارة العامة لشرطة النجدة ثم ابلاغ كل القيادات.. انتقلت قوة من قسم السيدة زينب بقيادة رئيس المباحث ورئيس النيابة وفتح محضر التحقيق رقم 521 اداري لعام 99 السيدة زينب للتحقيق.. انتقلت أجهزة التحقيق.. وتبين من الفحص ان الجثة لشخص يدعي رمزي محمد عبدالعاطي 57 عاماً صاحب ومدير شركة توكيلات تجارية خاصة، بجوار الجثة حقيبة جلدية متوسطة الحجم تم فتحها وتحريز ما بها.. بطاقة عائلية وخطاب موجه لمن يهمه الأمر يقول فيه: «أنا رمزي محمد اتمتع بكامل قواي العقلية.. اقدمت علي الانتحار برغبتي بعد أن ضاقت بي الحياة، كل الأبواب أغلقت في وجهي حاولت مقابلة محافظ الجيزة رفض .. محافظ القاهرة لم أوفق.. أردت شقة أعيش فيها مع زوجتي.. عذاب الله أكرم من اذلال العبد.. انتحرت حتي أجد حقي عندالله.. فضلت الانتحار أمام أبواب السلطة التي أغلقت في وجهي.. الموت علينا حق» في حالة وفاتي أرجو الاتصال بشقيقي عادل وعنوانه 30 شارع الكرجي الترعة البولاقية شبرا.. أرجو أن يدفني طرفه.. فإن لم يكن ادفن في مقابر الصدقة.. أرجو لو ظهر لي أي مستحقات مالية تسلم لزوجتي التي تقيم في السيدة زينب طرف أسرتها وتسامحني فقد تحملت الكثير، كشفت بطاقته العائلية عن أنه تزوج سبع مرات وهذا ما أكدته التحريات.. فهو رجل مزواج آخر اقامة له كانت في شقة في 3 شارع ابوالمجد النجار بالهرم ثم باعها لتسديد ديونه، تم نقل الجثة تحت اشراف نيابة السيدة زينب «زايد عبدالصادق» رئيس النيابة وباشر التحقيق المستشار صبحي اللبان. الشهود في مسرح الحادث. عبدالمنعم أحمد اسماعيل 54 سنة مساعد شرطة حرس مجلس الوزراء يقول: كنت اقف علي البوابة شاهدت رجلا مقدم ناحيتنا علي قدميه وقف أمام البوابة وترك حقيبة جلدية علي الأرض وفتح «جركن» يحمله وسكب ما بداخله علي جسده وفي ثوان واصل سيره والنار تمسك به، كان يصيح بكلمات غريبة وتوفي أمام بوابة وزارة الصحة يكمل أحمد فتحي أحمد 19 عاما امين شرطة حرس الوزراء الرجل كان «مولع» ويجري ويصرخ معلناً أنه انتحر أمام الحكومة رافضا الظلم وتوفي أمام بوابة مجلس الشعب والصحة منظر غريب شل حركتنا لثوان كتلة نارية متحركة لفظ أنفاسه وهو يقول في صوت واهن عقاب الله أرحم من الدنيا يا عادل ياعادل. من هو المنتحر! اكدت التحريات أنه رجل محترم خريج تجارة القاهرة ثري جداً.. يحب السفر فقد زار أغلب بلاد العالم يطلق عليه «لف الدنيا» كان يمتلك شركة توكيلات تجارية خاصة في مصر الجديدة وعددا من الشقق.. ولكن كثرة الزيجات والطلاق وصلت به إلي الافلاس، مما دفعه إلي بيعه كل شيء حتي الشقة التي تقيم فيها زوجته السابقة.. مما دفعها إلي الاقامة لدي أسرتها وأصبح هو هائما في الشوارع حاملاً حقيبة ملابسه والتردد علي الشقق المفروشة واللوكاندات.. دائماً هارب من الديون.. لم ينجب برغم محاولة العلاج في الخارج.. في الفترة الاخيرة تقدم لمحافظ الجيزة بطلب للحصول علي شقة.. وحاول مقابلته لكن قوبل بالرفض.. وكرر المحاولة في القاهرة.. حاول مقابلة المحافظ فرفض طلبه.. يقال إنه كان مدير العلاقات العامة في مجلة الانباء العربية وكان يحب الحياة ولكن مع تدهور حالته المادية تقوقع ونقم علي الحياة. شقيق المنتحر يقول: قال عادل شقيق المنتحر رئيس مكتب الشكاوي بمجلس الوزراء في حزن عميق: ان شقيقه كان متعبا نفسيا وتصرفاته في الفترة الاخيرة كانت مضطربة وكان يمر بضائقة مالية وظروف عائلية غير مستقرة لزواجه المتكرر والطلاق.. وعدم الانجاب.. تركته زوجته الاخيرة بعد بيع مسكن الزوجية الذي يقع في الهرم وانه كان يتنقل بحقيبة ملابسه ويتردد علينا في المناسبات.. حاولت حل مشاكله لكن فشلت. الحياة صعبة لا ادري لماذا أقدم علي هذا التصرف بعد ان كان مقتدرا مادياً وكل احلامه في الفترة الاخيرة كانت في البحث عن شقة والانجاب.. وفي النهاية انتحر ورفض الحياة!