اعترف عبدالمنعم النعيم أحمد المستشار الإعلامي بسفارة السودان بالقاهرة بأن انفصال جنوب السودان واقع لامحالة وأن الممارسات الفعلية لحكومة الجنوب قبل الاستفتاء كانت تشير إلي ذلك. مشيرا إلي أن اتفاقية «نيفاشا» منحت الجنوبيين مساحة للتحرك في سودان كبير إلا أن قيادات الحركة الشعبية تحت تأثيرات وإغراءات خارجية اختارت الانفصال، وقال إن الحركة لم تلتزم بتنفيذ بنود الاتفاقية. ما توصيفك لما يحدث الآن بالسودان: هل هو تقسيم أم حق تقرير المصير؟ التوصيف الدقيق «حق تقرير المصير» وهو ما نصت عليه اتفاقية السلام في نيفاشا وكان أحد بنودها منح الجنوب حق تقرير المصير في فترة انتقالية 6 سنوات علي أن يعمل الطرفان الشريكان «المؤتمر الوطني» و«الحركة الشعبية» خلالها من أجل أن تكون وحدة السودان جاذبة والخيار الافضل لأبناء الاقليم الجنوبي الذين لهم حق تقرير المصير. والوحدة الجاذبة كما فسرها أحد قيادات الحركة الشعبية هي الالتزام بتنفيذ جميع بنود الاتفاقية وفي تقديرنا أن إجراء الاستفتاء هو آخر بنود الاتفاقية بمعني أننا نفذنا كل بنودها ويجب أن يصوت أبناء الإقليم الجنوبي علي ما إذا كانوا مع السودان الموحد كما هو الحال عليه الآن أو يقيموا دولة جديدة، ونحن ننتظر نتيجة الاستفتاء ولكن نحن بقراءتنا ومتابعتنا نري أن الانفصال واقع لا محالة وكل الدلائل والممارسات الفعلية لحكومة جنوب السودان قبل الاستفتاء أشارت إلي أنهم يريدون الانفصال. هل نفذ أطراف الاتفاقية بنودها فعليا؟ من الأمور غير المتفقة مع روح الاتفاقية أن الحركة الشعبية لم تسع لترسيخ فكرة الوحدة لدي أبناء الجنوب بل أعدت الرأي العام للانفصال ورسخته بممارساتها في حين أن نص وروح الاتفاقية يلزم الطرفين بالعمل من أجل توحيد السودان وعدم الحديث عن الانفصال وعدم العمل من أجله وترسيخ فكرة الوحدة بمشروعات مشتركة بين الإقليمين والعمل علي حل المشاكل بينهما وهو ما لم تلتزم به الحركة والمؤتمر الوطني نفذ جميع بنود الاتفاقية. هل سيؤثر الانفصال علي العلاقات المصرية السودانية؟ أبدا لأن مصر والسودان مرتبطتان ببعض ارتباطا وثيقا وهناك جهات خارجية تريد إفساد العلاقات بينهما.