وصف بافان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وزير شئون السلام في حكومة الجنوب ورشة العمل التي رعتها القيادة المصرية في القاهرة الاسبوع الماضي بأنها كانت ايجابية وقال ان اهم مايميز هذه الورشة ان الاتفاقات التي تمت فيما بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان لم تكن قائمة علي شرط محددة اي في حالة خيار من الخيارين الوحدة والانفصال بل القاهرة اسست لحوار جاد حول المستقبل في الحالتين مع تأكيدها احترامها لخيار مواطني الجنوب واهم ما في ذلك ضرورة العمل المشترك لاستدامة السلام في السودان بعد اجراء الاستفتاء بصرف النظر عن النتيجة التي سيفرزها صندوق الاقتراع وقال بافان ل الاهرام المسائي ان الحكومة المصرية تقوم بدور كبير تجاه الجنوب حيث يدرس عدد كبير من الطلاب الجنوبيين في المدارس السودانية وقدمت مصر ايضا حوالي600 منحة دارسية لابناء الجنوب, وقال ان جنوب السودان في كلتا الحالتين اذا انفصل عن الشمال او بقي السودان موحدا سيتطلع لجذب مزيد من الاستثمارات العربية خاصة ان جنوب السودان يتمتع بامكانيات كبيرة من الثروات والمشروعات التي تحتاج الي استثمار وقال ان قرب جنوب السودان من المنطقة العربية سيؤهله الي تعامل اكبر خاصة في ظل وجود اللغة العربية كعامل مساعد للتفاهم وايضا هذا الواقع يوفر فرصا اكبر وضمانات اكبر. وقال بافان اموم ان لديهم تواصلا كبيرا من الدول العربية خاصة مصر التي تقوم بعمل كبير هناك في مجالات عديدة علي رأس البنية التحتية وبناء المستشفيات وفتح فرع لجامعة الاسكندرية بمدينة جوبا وتتواصل ايضا مع الامارات وقطر والبحرين ونسعي للتعامل مع قضية الدول العربية خاصة الاردن وسوريا ولبنان حيث توجد استثمارات لبنانية كبيرة في الجنوب. ونفي بافان اموم ان يكون قيام مكاتب لحكومة الجنوب بالخارج تمهيدا للانفصال وقال ان هذه المكاتب تعتبر جزءا من اتفاقية السلام الشامل نيفاشا والذي نص علي ان تقوم حكومة الجنوب يبحث مستقبل وان تكون لها سلطات دستورية وقانونية لاقامة علاقات مع كل دول العالم وقال اننا نحتاج الي دعم في مجالات التعليم والاقتصاد والتجارة وغيرها خاصة اننا خرجنا من حرب طويلة ونحتاج الي تعاون الجميع من دول العالم وقال ان لجنوب السودان علاقات كثيرة مع مصر وهي عضو في الجامعة العربية ويوجد لنا تمثيل في مصر والجامعة العربية والجامعة العربية تقوم بجهود كبيرة لجذب الدعم العربي وقال اننا جادون في علاقتنا بالعرب ومايؤكد ذلك ان المؤتمر الاسلامي الثاني سيعقد في المنامة خاصة ان المؤتمر الاول كان في فبراير الماضي في جنوب السودان واثمر تدفقا للاستثمارات العربية حاليا. وقال بافان ان البعض يعتقد ان الجنوبيين لديهم مع المواطنين الشماليين مشكلة وهذا غير صحيح ولكن المشكلة بين الجنوب والانظمة التي حكمت وتحكم السودان وقال لذلك نسعي للقيام بعمليات توعية بين المواطنين لشرح الامر وللتأكيد بان العلاقة بين المواطنين في الشمال والجنوب لاتمثل مشكلة اصلا وقال وحتي علي مستوي الدولتين اذا تم الانفصال نحن نتطلع الي علاقات تقارب مع شمال السودان فهم الاقرب لنا تقوم علي احترام تبادل المنافع والتعاون مع بعضهما وقال في نفس الوقت اذا كان خيار الجنوبيين هوالوحدة سنحترم رأي ابناء الجنوبيين في اختيارهم وسنعمل علي خلق سودان موحد ونعتبر النظرة الدونية للجنوبين جزءا من الماضي وقال ان اهم مافي الاستفتاء ان الوحدة لو جاءت ستأتي طواعية ومن هنا يمكن ابناء الثقة بين الشمال والجنوب واشار الي استغرابه من تفكير البعض الذي يري لابد من الوحدة بأي ثمن وقال هذا رأي خاطيء لا الوحدة ولا الانفصال يمكن ان يتما بالقوة لان الاتفاق واضح ان تترك الخيار لاهل الجنوب وقال انا تحدثت كثيرا عن الاحصاءات التي قد رشحت انفصال الجنوب ولكن هذا لايعني ان الامر مسلم به بل ان صناديق الاقتراع هي التي ستحدد وربما تأتي النتيجة عكس التوقعات ونحن لم نتدخل في العملية ولا الحكومة المركزية بل سنترك الحرية كامل للمواطن الجنوبي وطالب المواطن الجنوبي بالتفكير جيدا قبل وضع الورق في صندوق الاقتراع لانها مسئولية كبيرة. وقال اموم اننا نتحدث حاليا عن وضع جدو وعقلية جديدة تتجاوز بها فشل الدول السودانية التي استمر منذ الاستقلال وحتي الان مشيرا الي ان تعريف المؤتمر الدولي لهوية السودان بانه عربي اسلامي صب الزيت علي النار فنحن اذا اردنا ان نعرف انفسنا فنحن سودانيون بكل تنوعاتنا القبلية والاثنية والثقافية واشار الي ان المشكلة الاولي في السودان أننا لم نستطع منذ الاستقلال الوصول الي تعريف محدد لهويتنا وتجاهل النخبة التي ظلت تحكم السودان هذا الجانب المهم. وقال اذا تم الانفصال فلن ندخل حروبا جديدة مع الشمال لاننا حريصون علي التعايش السلمي وحتي اذا تخوف الشعب من ترسيم الحدود فهناك وسائل سلمية يمكن ان نلجأ اليها اوجهات محايدة مثل مصر يمكن ان نحتكم لها قال بافان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وزير شئون السلام في حكومة الجنوب ان جنوب السودان لو اختار الانفصال سيكون حريصا علي خلق علاقات جيدة مع كل دول حوض النيل في المنبع والمصب, مشيرا الي ان موقفهم الجغرافي بالتأكيد سيكون في الوسط بين دول المنبع ودول المصب وقال ان هذا الموقع سيساهم في تقريب وجهات النظر بين كل الاطراف لخدمة اهداف دول المنبع ودول المصب عبر تطور العلاقات لتصب في مصالح مشتركة وقال بافان اموم ان حكومة جنوب السودان لديها دراية كاملة بدولتي المصب مصر والسودان ومعرفة كبيرة بهما وعلاقات مميزة رغم ان وجود الجنوب جغرافيا قريب من دول المنبع وايضا تربطه بها علاقات جيدة. وقال اموم ان الجنوب هو أكثر منطقة واعدة وتحتاج بالفعل الي سدود وهناك كمية كبيرة من المياه تضيع هباء. وقال هناك مناطق كثيرة تحتاج الي حماية ومعالجة لتوفير المياه خاصة الفيضانات والتبخر وغيرهما واشار الي ان هناك اتفاقيات تمت بين حكومة الجنوب والحكومة المصرية لتعميق المجاري ومعالجة كل المشاكل التي تتعلق بذلك, وقال لكن الحكومة في الشمال أخرت وصول الاليات الي تلك المناطق في الجنوب. وشدد اموم علي انه لابد من ان نتعاون لادارة الثروة المائية ادارة مشتركة لنحقق مصالحنا جميعا, وعلينا ان ننظر للزراعة نظرة موضوعية حتي نزرع لانفسنا وللاخرين من خلال تنسيق في تبادل المنافع. وضرب مثالا بمصر قائلا يمكن ان نتفق مع مصرا لانزرع الارز في مصر ونحن لدينا مياه كثيرة لان زراعة الارز تكلف مياه كثيرة ويمكن ان نزرعه نحن وفي مصر تزرع محاصيل نحتاجها نحن ايضا وفي شمال السودان يمكن ان نزرع القمح ونتكامل ونعمل مع بعضنا لتحقيق الهدف. وحذر اموم من ان بعض مناطق النيل تتعرض الي التلوث نتيجة انتاج البترول في المواقع المخصصة ويصل الانتاج فيها الي300 ألف برميل والنيل ليتدفق الي الشمال ويتضرر منها شمال السودان ومصر وليس هناك تحرك من جانب حكومة الخرطوم لمعالجة هذا الامر.