«اللي معاه قرش.....» الجزء الأول لواحد من امثالنا الشعبية المعروفة.. فلو طلبت منكم تكملة الجزء الثاني منه.. فماذا ستقولون؟.. قد يكمل احدكم المثل قائلا «اللي معاه قرش محيره يشتري حمام ويطيره»!.. أو يقول ثان «اللي معاه قرش يساوي قرش»!.. أما اصحاب المزاج فسوف يقولون «اللي معاه قرش يحرقه»!.. أما اذا جاءت سيرة القرش امام اصحاب شركات السياحة وشركات الغوص في شرم فسوف يلعنون اليوم الذي ظهرت فيه القروش علي شواطئ المدينة الجميلة لأنها كانت السبب في وقف حالهم!.. وإذا كانت القروش النقدية قد انقرضت أو اصبحت عديمة القيمة!.. وإذا كانت قروش البحر قد اثارت الذعر لأنها هاجمت الشواطئ والتهمت بعض اجساد البشر.. فإن القروش الأخري تظل الاخطر..لأنها لاتشبع!.. تلتهم بلارحمة!.. الامراض الفتاكة التي تنتشر وتتوغل في اجساد المصريين الغلابة.. تنخر عظامهم وتأكل خلاياهم وتدمر قواهم ..اليست هذه البلاوي أخطر من قروش البحر؟!.. فإذا كان موج البحر قد قذف ببعض قروش البحر علي الشاطئ فوقعت بعض الحوادث.. فانتفضت اجهزة الدولة وسارعت في طلب النجدة واستقدام الخبراء الاجانب للقضاء علي قروش البحر! فمن الأولي أن تسارع هذه الاجهزة لدراسة ومعالجة ظاهرة الامواج المتتالية من المصريين الذين يصابون بالامراض الخبيثة ويتدفقون علي التأمين الصحي وينامون في طرقات المستشفيات الحكومية بحثا عن العلاج!.. وإذا كانت حجة المسئولين في تحركهم السريع لمواجهة خطر هجوم اسماك القروش للحفاظ علي ارواح السائحين حتي لايتأثر الموسم السياحي ويقل الدخل الناتج عنه!.. فإن الامراض الخبيثة التي تضرب اجساد المصريين ستلتهم الدخل العائد من السياحة والدخول الاخري! احكي لكم قصة واحدة من آلاف المبتلين بهذا المرض اللعين.. كنت اراها في ذهابي وعودتي تجلس متكومة تحت شجرة علي ناصية أحد الشوارع الخلفية القريبة من مبني محافظة الجيزة! تضع امامها بعض حزم الجرجير والفجل.. تأثرت بحال هذه السيدة فسألتها عن احوالها المعيشية فقالت العبارة الخالدة التي يقولها كل مصري: الحمد لله علي كل حال..ومن خلال حديثي معها عرفت أنها مصابة بالمرض الخبيث! وأنها اجرت عملية لاستئصال جزء من جسدها وهناك عملية أخري لها تنتظرها!.. اتصلت بالرجل طيب القلب اللواء سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة علي اعتبار انها واحدة من رعاياه وتقيم بالقرب من مكتبه.. وشرحت له ظروف هذه السيدة.وطلبت منه مساعدتها علي طريقة «علمني الصيد ولاتعطني سمكة»! فتأثر الرجل بحكايتها وقال« ربنا يقدرني علي خدمتها.. وبالفعل ارسل إليها لجنة لدراسة حالتها علي الطبيعة! ومر اكثر من شهرين ومازالت اللجنة الموقرة تدرس ودخلت السيدة المستشفي لاجراء العملية الثانية.. واللجنة التي شكلها سيادة المحافظ لم تصل إلي قرار لمساعدتها!.. القصة الثانية لبعض الذين لايشعرون بآلام المرضي أقدمها وأضعها تحت نظر السادة وزير الصحة ووزير التعليم العالي ورئيس جامعة القاهرة وعميد كلية طب قصر العيني.. بطلة هذه القصة وكيلة مدرسة علي المعاش اسمها ذكية أحمد مصطفي.. شعرت بآلام شديدة فذهبت إلي التأمين الصحي بالجيزة فحولها إلي مشتفي 6 أكتوبر بالدقي وبعد أن قام أطباء المستشفي بالكشف عليها طلبوا منها عمل مسح ذري علي عضلة القلب في وحدة الحالات الحرجة بمستشفي قصر العيني وهي الوحدة المعروفة باسم دكتور شريف مختار.. إدارة مستشفي أكتوبر وجهت خطابا بذلك حملته المريضة وذهبت بالتقرير إلي وحدة الحالات الحرجة التي اجرت لها عملية المسح علي يومين في الثاني والعشرين والرابع والعشرين من شهر نوفمبر الماضي. وقالوا لها في خلال اسبوع ستظهر نتيجة التقرير واعطوها عشرة أرقام لمعرفة النتيجة بعد الاسبوع الذي حددوه!. المريضة تشعر بآلام تزداد يوما بعد يوم ولكن الاطباء لايستطيعون فعل شيء إلا بعد ورود التقرير.. مر الاسبوع واتصل ذووها بالوحدة فقالوا لهم التقرير موجود ولكن السيدة رئيسة الوحدة واسمها الدكتور عالية عبدالفتاح لم توقع عليه وعندما سألوهم: ولماذا لم توقع السيدة الرئيس! علي التقرير قالوا لهم انها مسافرة واستمر هذا الحال حتي اواخر الاسبوع الماضي فذهب زوج ابنة المريضة بنفسه للسؤال عن التقرير فقالوا له لحسن الحظ الدكتورة موجودة الحقها قبل أن تغادر! واشاروا اليها وكانت تجلس في سيارتها أمام الوحدة.. لم يكذب صاحبنا خبرا وذهب إليها ونقر علي زجاج السيارة وقال لها من فضلك نريد الحصول علي التقرير الخاص بالمريضة ذكية أحمد مصطفي! قالت له اطمئن سأرسل لاحضار التقرير وأوقعه! كان سائقها الخاص يصلي المغرب وعندما فرغ من الصلاة دخل إلي السيارة وانطلق بها ! وزوج ابنة المريضة يقف مذهولا لاحول له ولا قوة! ولاحول ولا قوة إلا بالله.. ألم أقل لكم أن القروش ليست في البحر فقط! انظروا حولكم واحكموا!! نجاح الصاوي