والعالم كله مشغول بالجينات والفضاء.. يخرج علينا أحد المشايخ ويعلن أن التماثيل الفرعونية مجرد أصنام ولابد من تحطيمها ومع ذلك.. لم تقم الدنيا ولم تقعد هذه المرة و ربما لأنه جالها شلل نصفي عندما أعلن الرئيس الراحل أنور السادات، وهو يرتدي الجلباب البلدي، ويمسك الشومه في يده، أنه ينوي بعد الاتكال علي الله، إعادة دفن المومياوات الفرعونية مرة أخري، لأن أخلاق القرية، تحرم فرجة الخواجات الكفرة الملاعين علي جتت الميتين، واكرام الميت دفنه، خاصة الحاج رمسيس اللي اتبهدل آخر بهدلة، والعيال الكفرة قعدوا يبهدلوا في جتته، لحد ما بقت زي البسطرمة، عندما أعلن سيادته ذلك، ضحكت الدنيا كلها، علي اعتبار أن سيادته بيهرج، في ساعة رواقة، وفسر البعض تلك الخطوة، بأن سيادته.. سيرصد مكافأة مالية ضخمة، لمن يعيد اكتشاف أموات الفراعنة الملاحدة. بعدها بعدة سنوات، أعلن الأخوة المناضلون بتوع طالبان، أنهم سوف يحطمون تماثيل الكافر ابن الكافر، المخفي علي عينه عبده بوذا، وقاموا قومة رجل واحد وهم يهللون وينشدون ظهر الحق وزهق الباطل.. الواد بوذا ده كان ابن حرام لا مؤاخذة، وكان يتعاطي المنكر والعياذ بالله، وهاجت الدنيا وماجت، وراح المشايخ العرب للراجل الأعور الملا عمر، ويهديك يا ملا بلاش حكاية التماثيل دي، لكن راسه وألف جزمه قديمة يكسرها، ورجع المشايخ وكل واحد كابس العمة علي نافوخه. واليوم.. والعالم كله مشغول بالجينات والفضاء، يخرج علينا أحد المشايخ، ويعلن أن التماثيل الفرعونية مجرد أصنام ولابد من تحطيمها، ومع ذلك.. لم تقم الدنيا ولم تقعد هذه المرة، ربما لأنه جالها شلل نصفي، وربما لأننا البلد الوحيد في العالم اللي ماشي بضهره لورا لحد ما ينزل في البلاعة، البلد الوحيد الذي مازالت تشغله مسألة الحرام والحلال، والنظرة الأولي لك، وإن اشترط بعض المشايخ تحديد مدة النظرة الأولي، بحيث لا تزيد علي نصف ساعة، وإلا أصبحت عليك ، وأن المرأة التي تتعري أمام زوجها زانية، لكن ممكن تتعري قدام الجيران، خاصة إذا كانت مثل زكيبة البطاطس، وآهي تقطع خلفهم بالمرة. لقد راح الوطن في الوبا زي هنادي، وابقوا قابلوني لو فلحنا في أي حاجة، ما دام مشايخ الفتة والممبار، هما اللي سايقين ميكروباص الوطن. محمد الرفاعي