قبيل انطلاق فعاليات معرض باريس بأيام قامت لامبورجيني بتقديم بعض الصور والتفاصيل الخاصة بهذا النموذج الجديد الذي يحمل اسم سيستو المينتو وهو نموذج يتمتع بشكل خارجي مبهر وتقنيات متطورة. ففضلا عن هذا الشكل الخارجي الذي تواصل به الشركة ثورتها التصميمية التي بدأت بالفعل منذ سنوات، فإن هيكل السيارة المصنوع من مركبات الكربون يحمل معني أكثر عمقاً ويمثل ثورة في تاريخ صناعة السيارات الرياضية كما تقول الشركة، حيث سينهي حرب الأحصنة ويبدأ حرب جديدة بين شركات السيارات الرياضية محورها نسبة وزن السيارة إلي قوة محركها. فتلك السيارة التي أعتقد البعض بشكل خاطئ أنها ستكون البديل القادم لموديلا مورثيلاجو الحالي تتمتع بنسبة وزن إلي القوة تعادل 3 أرطال ونصف لكل حصان الأمر الذي يجعلها أقرب إلي الدراجات النارية الخاطئة منها إلي السيارات الخارقة. وباستخدام نسخة من محرك موديل جاياردو V10 يمكن لهذا النموذج الانطلاق من السكون وصولاً لسرعة 100 كم / ساعة خلال ثانيتين ونصف فقط. ويرجع السبب وراء ذلك إلي أن كافة مكونات السيارة تقريباً مصنوعة من ألياف الكربون الذي يتميز بخفة وزنه وهو ما يفسر الاسم الذي يعني العنصر السادس (وهو الكربون) باللغة الإيطالية. في الواقع يرجع هذا الأداء الخارق الذي يتمثل في معدل التسارع الرائع والسرعة القصوي التي تزيد عن 360 كيلومتراً في الساعة إلي الوزن المنخفض الذي لا يتعد 999 كيلوجراماً، رغم أن رئيس الشركة قال أن هذا الرقم يبدو متحفظاً للغاية أي أن السيارة التي ستعتمد علي هذا النموذج يمكن أن يقل وزنها كثيراً عن هذا الرقم. ويقول رئيس الشركة أن نسبة الوزن إلي القوة سرعان ما ستكون هي الشغل الشاغل لشركات إنتاج السيارات الرياضية في المستقبل القريب، ولهذا قامت الشركة بتصنيع كافة مكونات السيارة باستثناء المحرك والإطارات وناقل السرعات من ألياف الكربون. فتلك السيارة لم يتم تصنيع شاسيهها الأحادي فقط من ألياف الكربون فحسب، بل تم أيضاً استخدام نفس المادة في تصنيع بنية التصادم الأمامية ونظام التعليق والهيكل الخارجي وحتي نظام إخراج العادم علاوة علي المنطقة الأمامية من السيارة التي صنعت من قطعة واحدة أطلق عليها اسم "كوفانيو" وكذلك الجزء الخلفي من الهيكل وقضبان العجلات. ولا يتوافر لمقاعد هذا النموذج إطارات بهدف خفض الوزن وإضفاء نوع من المرونة علي التصميم الداخلي. وبدلاً من ذلك تم وصل قاعدة المقاعد بالأنبوب المصنوع من الكربون. وفي نفس الوقت أضافت الشركة المزيد من الحماية ومساند للرؤوس. ولتوفير الراحة للسائق، يمكن في هذا النموذج تعديل وضع عجلة القيادة والدواسات. وبدلا من الدعامات المصنوعة من الألومنيوم في التابلوه الأمامي، أضاف المصممون إطاراً رفيعاً من الكربون بينما صنعت الأبواب من قطعتين من ألياف الكربون. وفي الواقع فإن الأجزاء المعدنية الموجودة في السيارة علاوة علي ناقل السرعات والمحرك هي الإطار السفلي الخلفي المصنوع من الألومنيوم وبعض المكونات البسيطة في منظومة التوجيه أمام السائق. ورغم أن تحقيق نسبة الوزن إلي القوة كان الهدف الأساسي للامبورجيني عند تصميم هذا النموذج فإن المدير الفني للشركة يقول أن أداء تلك السيارة عن الطريق سيكون مختلفاً عن أي سيارة رياضية أخري تتواجد في السوق خلال الوقت الحالي. استلهم المصممون بشكل واضح بعض ملامح النموذج الجديد من نموذج ريفينتون الذي اعتمد علي موديل مورثيلاجو الحالي، ولكن تم تعديل بعض الملامح ومنها المقدمة العميقة والتي تم تزويدها بسبويلر مزدوج. وهي مصممة بحيث تسحب المداخل الأمامية الهواء ثم إعادة توجيه هذا الهواء إلي مبرد الماء والفرامل ثم يخرج الهواء بعد ذلك من خلال فتحات ثلاثية الشكل علي غطاء المحرك أو من خلال فتحات أخري خلف العجلات الأمامية. وتبدو المقدمة المصممة بعناية فائقة علي النقيض تماما من المؤخرة التي تبدو بدون رفارف تقريباً والتي يتوافر لها حاجز خلفي للصدمات علاوة علي مصباح خلفي رفيع مثبت علي سبويلر خلفي. وقد تركت مؤخرة كابينة المحرك مفتوحة. ويتم تهوية المحرك V10 من خلال الهواء الذي يدخل له عن طريق فتحتين في السقف. وتبلغ قوة هذا المحرك أكثر من 570 حصاناً وهي قوة تبدو هائلة بالنسبة لوزن السيارة. ورغم أن رئيس للشركة يقر بأن خذا النموذج بمواصفاته التي ظهرت في المعرض يبدو بعيد المنال، غير أنه أصر علي أن الجيل القادم من موديل مورثيلاجو سيتم تزويده بشاسيه مصنوع من ألياف الكربون ونفس الشئ سيحدث في بديل جاياردو الذي سيظهر خلال العامين المقبلين. جدير بالذكر أن لدي لامبورجيني حالياً معملين لتطوير ألياف الكربون الأول في مركزها الرئيسي بسانتا أجاتا بإيطاليا والثاني في سياتل وهو معمل تم إنشاؤه بالتعاون مع شركة بوينج لصناعة الطائرات وجامعة واشنطون. ولدي الشركة مصنع لإنتاج ألياف الكربون تتسارع فيه وتيرة العمل لإنتاج موديل مورثيلاجو المقبل. وقد خرجت السيارة التجريبية الأولي من خط إنتاج هذا المصنع منذ شهر تقريباً.