حينما تستعرض هذه السنة وجزء كبير منها جاء فى عام 2013 هذا العام الدامى.. والذى لم تشهد مصر مثله فى دمويته وقسوته.. فهذه الأيام تعد القنوات التليفزيونية بشاشاتها المتعددة المتباينة تعد القنوات أشرطة وبرامج تستعرض فيها أحداث العام.. وحصاد هذا العام كما هو مثير حيث هو عام النكبات المصبوغ بالدم حيث لا تشاهد فيه غير تجليات الإخوة من تعذيب أمام أسوار الاتحادية وتعذيب أمام الكاميرات.. كذلك الجثث المتراصة فى رابعة وجامع الفتح والنهضة وكنا سابقا نذعر على القتل الجماعى من صدام والقذافى لشعوبهم وما فرقوا عنهم شيئا.. كذلك صور ضحايا قسم كرداسة والأحد عشر شهيدا من ضباط شرطة القسم بداية من المأمور لأصغر رتبة.. بملابسهم الداخلية المغطاة بدمائهم وجلودهم مسلوخة بمياه النار.. ولا ندرى حتى الآن ماذا صنعوا فيمن فعل هذه الفعلة النكراء ومثلهم مثل ما حدث لضباط شرطة أسوان .. ويستمر شريط عام 2013بمسيرات ومظاهرات أيام الجمع وما يصاحبها من تخريب وتدمير وكلام غريب وهتافات أغرب إضافة إلى العبث المحزن والمخزى بكتابات على جدران المنازل والشوارع وأى مكان.. يسبون فيه الجيش والشرطة ورموزهم ويسحب عام 2013 شهوره وأيامه ولياليه القاسية فيمر بنا على اغتيال شباب الأمن المركزى ال«23» وكذلك خطف الجنود السبعة والجنود الصائمون الذين اغتيلوا لحظة افطارهم ونستمر مع هذا الحصاد المر بحثا عن لمحة إنسانية بسيطة نتبلغ بها هذا المر الذى جثم على أنفاسنا ونحن ندعو أن يذهب هذا العام ويتركنا فى حالنا.. فعلى المستوى الشخصى أوراق العمر تساقطت بكثرة من على شجرة الحياة.. من فن وأدب وأهل وخلافه.. فهيا أيها السنة.. مري.. ولكنها أبت واستكبرت.. أو بمعنى أدق.. حيث نجد إخواننا لا سامحهم الله.. شاءوا أن تكون مديرية أمن الدقهلية إحدى نفحاتهم لنهاية سنة 2013 حيث الشهداء بالعشرات والجرحى بالمئات.. ثم القنابل فى كل مكان مدينة نصر.. مصر الجديدة ناهينا عن النيران الدائمة الاشتعال فى الجامعات.. القاهرة وعين شمس وعلى وجه الخصوص جامعة الأزهر.. تطفأ من هنا تشتعل من هناك كأنها لعبة يلعبونها مع الأمن.. والطريف فى الموضوع مازال هناك من يتساءل عن دخول الأمن للجامعات؟.. ألم يثبت لكم يا سادة بعد أن الأمن مهم وهام جدا وجوده داخل الجامعة؟.. وأن خروجه منها كان خطأ كبيرا؟ أمازلتم تتساءلون؟ على أى الأحوال شريط حصاد 2013 مليء بأكثر وأكثر من هذا.. مليء بالأهوال ولكن الحمد الله قانون التظاهر صدر واعتبار الإخوان جماعة إرهابية تم إقراره ووصلتنا هذه القرارات راكبة على ظهر سلحفاء.. المهم أن تفعل ولا تجمد.. ولا يوقفنا من سيصرخون.. التطبيق سيضر بسريحة من الفقراء تحتاج المبالغ البسيطة التى يتلقونها من الجمعيات الخيرية.. وهل هناك أحد فى حالة تغيير الإشراف على الجمعيات منع عنهم شيئا؟ لا تلقوا بالا يا سادة لأى صراخ مفترض يعطل تصحيح المسار.. طبقوا قانون التظاهر.. ونعم الإخوان جماعة إرهابية وإلا هذا الذى يحدث بماذا نسميه؟ هل من إجابة؟ رحيل فارس كان فارسا نبيلا.. ووجها مصريا بارزا فى الحياة السياسية المصرية والخارجية يحظى بتقدير عربى ودولى على المستوى السياسى والانساني.. دبلوماسى محنك .. كان وزيراً للخارجية.. ونائبا لرئيس الوزراء ثم أميناً عاما للجامعة العربية منتخبا بالإجماع.. كان للرجل بصمات هامة فى مناصرة القضية الفلسطينية حتى وصول ياسر عرفات للحضور إلى نيويورك وإلقاء خطابه الرسمية سنة 1975 وأيضا قبول منظمة التحرير عضوا بالجمعية العامة للأمم المتحدة. كما كان له جهد كبير فى اعتماد اللغة العربية.. كلغة سادسة فى الأممالمتحدة بعد حرب 73 وذلك فى عام 74. وأذكر اننى حينما ذهبت إليه يرحمه الله لاجراء حوار معه فى مكتبه فى وزارة الخارجية بميدان التحرير .. وكان مكتبه ومكتب الدكتور بطرس غالى ومكتب الدكتور أسامة الباز يرحمه الله كانت مكاتبهم يتوسطها صالون كبير.. كنت أجلس فيه فبادرنى باسما.. ها يا نجوى هانم مع أى من الدكاترة الثلاث ستلتقين..؟ أجبته مع سيادتكم يا فندم. فابتسم ابتسامته الودودة يرحمه الله.. وكانت له كلمة فى الحوار لا أنساها وهو يصف العمل الدبلوماسى .. على الدبلوماسى أن يعمل وهو يعرف أن كل حرف محسوب عليه فنحن نعمل مثلكم وسيلتنا للوصول للناس.. الهواء كأننا على الهواء.. فلا أبواب ولا جدران تحجب.. من هنا تأتى مسئوليته كلمة الدبلوماسى رحم الله الرجل الكريم الكبير والدبلوماسى العريق الدكتور عصمت عبدالمجيد. نشر بعدد 682 بتاريخ 6/1/2014