استطاعت القوات المسلحة المصرية تطهير حوالي 33 ألف فدان من الألغام بمنطقة العلمين..وهي المنطقة المزمع إقامة المدينة المليونية عليها.. ولن يحل مشاكل الزحام والتلوث والضوضاء في المدن الكبري إلا الاتجاه إلي الصحراء غربا أو شرقا! بشرط أن تكون هذه الصحراء بعيدة عن القاهرة الكبري والاسكندرية بأكثر من مائة كيلو متر المجتمعات العمرانية التي أقيمت في المناطق الصحراوية القريبة من القاهرة لم تحل المشكلة وربما ساهمت في زيادتها! ولن يحل مشاكل العاصمة الا نقل الوزارات والمصالح الحكومية منها!.. في عهد الرئيس الراحل أنور السادات كان هناك اقتراح بنقل عدد من الوزارات إلي مدنية السادات .. ولكن أصحاب المصالح استطاعوا دفن هذا الاقتراح وبقيت الوزارات في القاهرة ولهف أصحاب المصالح الأراضي! تخيلوا لو أن وزارات الصحة والنقل والزراعة والري والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي انتقلت من أكثر المناطق ازدحاما في القاهرة والجيزة إلي مدينة السادات بالطبع كانت جيوش العاملين في هذه الوزارات والمترددين عليها ستذهب إلي المقار الجديدة وستخفف من وطأة الزحام الخانقة في العاصمة! ولكن من يهمه الزحام أو التلوث ! وعلي رأي المثل الراحل نجاح الموجي ياكش تولع!.. فماذا كانت النتيجة بعد أكثر من ثلاثين عاما من الاقتراح.. زيادة رهيبة في عدد السكان والشوارع كما هي لم تتغير.. ولم تحل الكباري المعلقة المشكلة وتحولت المسافة الممتدة من بوابة الرسوم وحتي منطقة السادات إلي منتجعات فلا نحن زرعناها ولا بنينا عليها وزارات ولا أقمنا عليها مشروعات سكانية أو مصانع! وعندما أوشكت أراضي الدولة علي النفاد وهدد الخطر خزان المياه الجوفية في هذه المنطقة! تحركت الدولة وبالطبع لم تتحرك ويدب في جسدها النشاط إلاعندما أشار السيد الرئيس وقرر السيد الرئيس! فكل المسئولين في الدولة لايلتفقون إلي اقتراحات أو تعنيهم كتابات حتي لو كانت في مصلحة هذا البلد! أنا شخصيا كتبت أكثر من مرة في صوت الأمة منبها إلي خطورة ما يحدث في طريق مصر الاسكندرية الصحراوي وما يفعله اصحاب المنتجعات وما يسببونه من أضرار بخزان المياه الجوفية في هذه المنطقة! وكانت قيادات وزارة الري تخرج علينا بين فترة وأخري بتصريحات بأنها سوف تتصدي لكل من يتعدي علي مخزون المياه الجوفية وإهداره في إقامة البحيرات الصناعية والنافورات! ولم تغير هذه التصريحات ولا تهديدات المسئولين في وزارة الري من الأمر! فقد استمر أصحاب المنتجعات في سحب المزيد من مياه الخزان الجوفي بإقامة أكبر عدد من البحيرات الصناعية والنافورات وسط القصور والفيلات التي لايقل ثمن الواحدة منها عن بضعة ملايين! بينما اشتروا الفدان بخمسين جنيها! وبناء عليه فإنني أطلب من السيد الرئيس أن يصدر القرار الخاص بالمدينة المليونية اليوم وليس غدا! ولماذا أقول هذا الكلام وأطلب من السيد الرئيس هذا.. لأنني أوجس في نفسي خيفة.. أو بالبلدي الفار بدأ يلعب في عبي ! لأنني أتابع هذا الموضوع وأعرف أن القوات المسلحة سلمت ال33 ألف فدان خالية من الألغام إلي المسئولين في وزارتي الإسكان والزراعة! وكلما سألت عن مصير هذه المساحة أسمع التصريح المعتاد «نحن في انتظار صدور القرار الوزاري بالتصرف في هذه المساحة! وأخشي أن تكون هذه المساحة من نصيب واحد أو أكثر من المحظوظين! وساعتها سنسمع من التصريحات والتبريرات ما يفيد أن العين بصيرة واليد قصيرة! وأمام العجز في الموازنة بعنا هذه المساحة لتستفيد الدولة من ثمنها ياعالم .. ياهوو.. مستقبل مصركلها ومستقبل الأجيال القادمة في هذه المنطقة المحصورة بين العلمين وهضبة السلوم! هذه المنطقة كانت يوما ما سلة غذاء الامبراطورية الرومانية! وكان قمحها وشعيرها يغذي أوروبا كلها! صحيح أن قوات الحلفاء في حربهم ضد قوات المحور قد زرعت حوالي 18 مليون لغم موجودة في أرضنا منذ الحرب العالمية الثانية فلماذا لانجل من هذه المنطقة الهدف القومي المصري خلال الفترة المقبلة! هذه المنطقة بها أكثر من ستمائة ألف فدان صالحة للزراعة وتعوم علي بحيرات من الثروات المعدنية المختلفة ! فلماذا نجعل أمر هذه المنطقة وإذا كانت القوات المسلحة المصرية استطاعت تطهير آلاف الافدنة من الألغام فلماذا لاتستمر علي هذا المنوال وتنظف آلاف أخري .. الشمس تشرق من الشرق هذه حقيقة كونية لانقاش فيها ولكن مستقبل ابنائنا يمكن أن يشرق من المنطقة الغربية فهل يحدث ذلك.. أتمني. نجاح الصاوي