قرر بعض أصدقائي المقربين من الوسط الإعلامي الإحتفال بمناسبة خاصة بي، كانت لفتة جميلة قضينا معها وقتاً أجمل في نادي السيارات المصري وعند انصرافنا وكان الوقت متأخراً قرر الجميع التوجه إلي منطقة المهندسين لاحتساء القهوة لدي إعلامية زميلة وللحق أقول أن عدة مناطق في القاهرة أتحول عند دخولها إلي فلاحة قروية ساذجة وأني السبب المباشر في تعالي أصوات نفير السيارات إذا غضب منْ صادف وجودهم خلف سيارتي، وضمن التوهان المعتاد وعند الزميلة الإعلامية وجدت سفارة كينيا سألت حرس السفارة: كيف أذهب إلي شارع شهاب؟ وفي أدب جم أشاروا إلي الطريق الذي يجب أن أسلكه توجهت فوراً وبيني وفتحة الطريق الذي يجب أن أسلكه أمتار قليلة لا يزيد عددها عن العشرين متراً والحقيقة أني سرت فيها عكس الإتجاه معتمدة علي خلو الشارع من السيارات ولأنها تنتهي بحراسة بنك ! سألت أحدهم عن طريق المحور فأجاب بأدب وبساطة : من هنا شمال وعلي طول، رد مباشر محدد وبسيط، وعند تحرك السيارة إقترب مجند آخر يسألني بلا أدب بينما صوته يرتجف كمن يمثل دوراً أكبر من حجمه : جاية من هنا ليه؟ متوقعاً إصابتي بالرعب ! فأجبته إرضاءً لحماسه المرتعش : والله أنا تايهة ! وكأنه يشير إلي حدث جلل ولم يبقي إلا أن يفصح أن هنا يسكن وزير الداخلية ! إسترسل : جاية من هنا ليه؟ ونظراً إلي الوقت المتأخر جداً وحديثه الذي يبتعد عن الأدب تحركت بالسيارة كأني لا أري شيئاً، إتجهت إلي المحور لأجد وعلي بُعد خطوات إستعدادات لكمين ضخم بعد الإبلاغ عن أكبر تجار مخدرات في مصر والشرق الأوسط ليشير ضباط الكمين إلي السيارات المتلاحقة بالسير بينما أشار لي بالتوقف أيقنت أن المجند أبلغ عن عصابة خطف الرجال التي يبحثون عنها منذ سنوات وتؤرق نوم سكان المهندسين ! أو وجد أحد أعضاء تنظيم القاعدة يقترب خلسة لاختراق منزل وزيرالداخلية وربما مجموعة مسلحة تتخذ أماكنها حول المنطقة لتنفيذ مخطط إرهابي ! مع اقترابي بدأت الحواجز الحديدية تقترب من بعضها، اصطف الضباط وباقي الكمين متخذين أماكنهم ! توقفت مع الضغط علي زر الإنتظار وفتحت جزء من زجاج السيارة : خير؟! الضابط وهو يشير إلي كفه كإني لا أسمعه : الرخص، سألته وقد فتحوا معبر تمر منه السيارات الأخري : ليه خير؟ قال مع شئ من الحدة : الرخص لو سمحتي عاوزينها، سألته بإصرار : لما توقف سيدة في وقت متأخر بينما تشير للسيارات الأخري بالمرور؟ رد : معلهش .. عاوزين الرخص، أخرجت الرخص وسلمته إياها، توجه إلي كشك زجاجي يساراً يقبع فيه رتبة أكبر، انتظرت عودة الرخص، عاد الضابط يطلب البطاقة الشخصية ! سألته ليه؟ قال : معلهش، أخرجت البطاقة : إتفضل، ثم جائني بالرخص والبطاقة الرتبة الأكبر وسألته متعجبة مستاءة : فيه إيه؟ قال : حضرتك عارفة هنا فيه إيه ! قلت : بيت وزير الداخلية طيب وإيه المشكلة؟!! أخبرني أن جائتهم إخبارية وسألني بدوره : هو إيه اللي حصل؟ قلت : أخبرتهم أني تائهة وأسأل عن المحور، قال بأدب شديد إتفضلي حضرتك، سألته : فيه أي مخالفة؟ قال : لا أبداً ! إنطلقت بالسيارة، أود العودة للإستفسار بينما الوقت متأخر جداً : ما الإخبارية التي وصلتهم حرفياً؟ وما هي الأسباب التي تدعو حرس وزير الداخلية إلي تعطيل مواطنة إمرأة في وقت متأخر بدلاً من مساعدتها؟ وهل من المفروض أن أرتعد خوفاً لأي شخص ولو كان في حضرة منزل وزير الداخلية؟ وهل من حق حرس البنك سؤالي : لما تأتين من هنا؟ أتعجب حقاً وقد طفت حول بيت الله الحرام مراراً وليس منزل وزير ولم يحدث هذا الإستفزاز الغير مبرر، والحقيقة أني لا أبغض السيد حبيب العادلي وزير الداخلية ولا أكن له أي ضغينة حتي بعد هذه الواقعة لذلك العبء الأمني الذي يشهده البلد والتصدي لمخاطر كثيرة هددت أمن مصر أهمها العمليات الإرهابية وقد ندرت في عهده، لكن ربما عليه إختيار واجهات بيته، فقد يسيئ الصغار إلي الكبار وهم لا يدركون. حنان خواسك