«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجان كان.. كثير من السياسة قليل من الفن!
حكايات فنية من كان يكتبها: طارق الشناوي
نشر في صوت الأمة يوم 22 - 05 - 2010

· «رشيد بوشارب» اعتبره اليمين الفرنسي إدانة ضد الممارسات الفرنسية في الجزائر
· «اشتراكية فيلم» يمزج بين ادعاءات إسرائيل التوراتية ودرامية الواقع في فلسطين دون انحياز
يعرض صباح الجمعة - فيلم رشيدبوشارب «خارج عن القانون» يستحوذ هذا الفيلم علي كل مساحات الاهتمام في المهرجان وذلك قبل أن يبدأ بأكثر من اسبوعين.. نترقب اليوم في الصباح وحتي مساء الافتتاح الرسمي للفيلم مظاهرات صاخبة تحوط بقصر المهرجان تطالب بمنع عرض الفيلم.. المظاهرات بالطبع ضد إدارة المهرجان قبل أن تصبح ضد بوشارب أو حتي فيلمه لأن اليمين الفرنسي اعتبر أن أحداث الفيلم والتي تعود إلي منتصف الاربعينيات توجه اتهاما إلي الدولة الفرنسية بانتها كها القانون الدولي بسبب الممارسات ضد الجزائر والمقاومة حيث شهدت تلك السنوات عنفا من قبل الفرنسيين تجاه كل ما هو جزائري يرفع شعار الاستقلال.. لم يشاهد أحد هذا الفيلم حتي الآن كان هذا هو رد المخرج علي هؤلاء المعترضين وهو بالطبع رأي منطقي جدا فكيف يعبر بعض الفرنسيين عن مشاعر غاضبة بدون رؤية العمل الفني..
ولا يعلم الكثيرون أن بوشارب يحمل اساسا الجنسية الفرنسية حيث أنه ولد في باريس من أبوين جزائريين مهاجرين وهو يعتبر من الجيل الثاني الذي يمثل الجزائريين من أصول عربية وفيلمه فرنسي الانتاج وشاركت فيه بلجيكا والجزائر وتونس أي أن الجانب الفرنسي هو الذي يسيطر علي ملامح الفيلم والمهرجان اعتبره بمثابة الفيلم الفرنسي الخامس الذي يمثل الدولة الفرنسية في «كان».. وبعيدا عن الفيلم الذي لاأستطيع أن اتناوله قبل مشاهدته فلقد عرض قبل يومين فقط فيلم آخر فرنسي باسم «آلهة وبشر» تجري أحداثه أيضا في الجزائر وتحديدا في مطلع التسعينيات عندما سيطر وجه الإرهاب السافر علي دولة الجزائر وتم قتل ستة من الرهبان، والغريب أن من قتلهم هم رجال الجيش الجزائري النظامي عن طريق الخطأ.. انها بالفعل حقيقة تاريخية لا أتصورها تثير غضب الجزائريين.. مثلما أن الحقيقة هي أن الفرنسيين مارسوا تعنتا ضد الجزائريين والمقاومة الجزائرية والشعب أكمله قدم مليونا ونصف مليون شهيد وهو رقم موثق ذكره الفرنسيون قبل الجزائريين وفي كل الأحوال لا استطيع أن اسبق الأحداث حتي نشاهد الفيلم المأزق الذي وضع المهرجان في تحد قبل أن يبدأ وكانت كل الانظار تترقب «بوشارب» ويظل الحضور العربي والإسلامي هو الأعلي داخل المهرجان من خلال الأفلام التي تناقش قضايانا بعيون أخري إلي حد كبير كانت النظرة حيادية وينبغي عندما نشاهد فيلما اجنبيا عن فلسطين مثلا ألا ننسي أن هناك ثقافة أخري ومعلومات تاريخية تم ترويجها في الغرب لصالح إسرائيل، بينما نحن كعرب ليس لدينا في حقيقة الأمر «لوبي» دعائي يعمل لصالحنا ويحمل أفكارنا، وعلي سبيل المثال نري المخرج الفرنسي الشهير «جان لوك جودار» وهو يقدم فيلمه الذي يحمل عنوان «اشتراكية فيلم» يناقش الصراع العربي الإسرائيلي منذ عام 1917 مع وعد بلفور يمزج علي الشاشة آيات من التوراة تؤازر حق إسرائيل وتقدم ايضا الوجه الآخر المزيف الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين والاعتداءات الاسرائيلية تشكل قيمة درامية إلا أنه في نفس الوقت يترك لك كمشاهد أن تحدد موقفك ويقول في النهاية لاتعليق وأنا أري أن مثل هذه الافلام التي تبدو من الوهلة الأولي غير متعاطفة مع قضايانا علي نحو مطلق فإنها ايضا لانستطيع أن نعتبرها أفلاما ضد حقوقنا.. وسينما جودار هي نوع خاص جدا لايمكن أن تراه في أي فيلم أنا اتحدث عن البناء الفني حيث يبدو المخرج يقدم رؤياه لجمهور تعود علي تلك المفردات حيث أن الحوار علي الشاشة في احيان كثيرة لايتجاوز بضع كلمات.. استخدم المخرج أكثر من لغة فرنسية وإنجليزية واسبانية وعربية والبناء السينمائي قائم علي ابحار سفينة في البحر المتوسط ومن خلال الشخصيات التي نراها علي متنها يبدأ في تفجير القضايا.. وإذا كان جودار قد أمسك العصا من المنتصف في قضية فلسطين في فيلمه «اشتراكية فيلم» فان المخرج البريطاني كين لوتس في فيلمه طريق ايرلندا كان أكثر مباشرة ووضوحا عندما طرح مباشرة أفكاره رافضا الغزو الأمريكي للعراق وتورط قوات بريطانية في الانضمام لقوات التحالف الدولية ووصف ما يحدث بأنه تواجد في مكان خاطئ وزمان خاطئ.. الفيلم يؤكد أن الاغراءات المادية كانت وراء الجنود البريطانيين للانضمام إلي تلك المعركة ويصل الأجر إلي 10 آلاف جنيه استرليني شهريا ويؤكد علي التعذيب الذي تعرض له العراقيون وبالتالي فإن ردود فعلهم تجاه المعتدين تصبح منطقية بل ومطلوبة .. هذا الفيلم لن تعثر عليه في كتالوج المهرجان حيث أنه انضم إلي قائمة الأفلام الرسمية التي تتسابق علي الجوائز قبل ثلاثة أيام فقط من بداية المهرجان وبعد أن اعلنت إدارته عن كل فعالياته ومن المنتظر أن يتكرر الأمر في مهرجاناتنا العربية بحجة أن «كان» قد فعلها ولكن هذه بالطبع قصة أخري.
من الأفلام التي عاشت التناقض ما بين التصفيق والاعجاب فيلم عباس كيروستامي المخرج الايراني المعروف والفيلم يحمل عنوان «نسخة اصلية» قد تجد في فيلم بنظرة ما تحقيقاً لكل شروط السينما الايرانية وبنظرة أخري تجد فيه كل الشروط الأوروبية والفرنسية تحديدا.. وعباس هو واحد من أهم مخرجي ايران خلال أكثر من أربعين عاما وهو الآن احد اضلاع المعارضة الإيرانية ومن جبهة الاصلاحيين، يقدم كيروستا مي فيلمه الذي يرتكز إلي التأمل حيث أن السؤال الذي يطرحه كعادته ينتقل من المخرج إلي جمهوره وهو الفارق بين النسخة الأصلية والصورة، بطلا الفيلم جوليت بينوش ووليم استيلي لم يلتقيا من قبل والصدفة هي التي صنعت هذا اللقاء في إحدي مدن جنوب إيطاليا.. الكاتب البريطاني الشهير هكذا يلعب ويليام هذا الدور لديه محاضرة يلقيها في إيطاليا عن كتبه بينما المرأة تقيم في إيطاليا ولديها معرض دائم به لوحات وتماثيل ولكنها أعمال منسوخة وليست اصلية تعيش البطلة كما يبدو من سياق الفيلم دائما مع هذه الحالة من الاستنساخ وبذكاء يمهد المخرج لبداية علاقة عندما نري جوليت تحضر لبضع دقائق إلي المحاضرة فهي لديها هدف محدد هو دعوة الكاتب إلي معرضها ويلتقيان معا، هو لديه بضع ساعات قبل السفر ويريد أن يزور عدة أماكن وهي سعيدة باللقاء مع هذا الكاتب، تبدأ المشاعر بمجرد نظرة وتنتقل من النظرة إلي رغبة ملحة في الاقتراب حتي أنها تدعي أنهما تزوجا منذ 15 عاما.. كان كيروستامي حريصا علي ألا يتناقض مع السينما التي تعود عليها وصارت جزءا من فكره وربما لهذا السبب لم نر مشاهد حميمية جمعت بين بطلي الفيلم إلا أنه أيضا لم يخن فكرة الفيلم وهو في الحقيقة لم يكن في احتياج إلي تلك المشاهد لايصال فكرة الفيلم وظلت الرؤية وهي تحمل خصوصيتها سواء علي مستوي الفكرة أو المعالجة الدرامية.. الفيلم لم يحظ باهتمام نقدي يتوافق مع اسم المخرج ولا اسم النجمة الفرنسية التي تعد الآن هي الاكثر جاذبية بين النجمات الفرنسيات.. وبالطبع لم يمثل هذا الفيلم السينما الايرانية لأنه انتاج فرنسي إلا أنه عبر عن روحها، ورغم ذلك كان حضور إيران اللافت هو في الغياب وليس في التواجد بالافلام.. صار غياب المخرج الإيراني المعروف «جعفريانا هي» عن حضور لجنة التحكيم هو الاقوي تأثيرا وإدارة المهرجان حرصت علي ألا تترك الأمر بدون أن تمنحه حضورا إعلاميا وسياسيا، ولهذا ظل مقعده شاغرا كعضو لجنة في افتتاح المهرجان واتجهت إلي المقعد بالكاميرا ليصفق الجمهور تحية للمخرج الحاضر الغائب وكان كبار المخرجين في العالم كله قد شاركوا في كتابة بيان يقضي بالافراج عنه حيث أنه حاليا رهن السجن في إيران ورغم ذلك فلقد تمكن أحد المخرجين من تصوير شريط له يشكر فيه إدارة مهرجان «كان» وتم عرض هذا الشريط في افتتاح تظاهرة هامة وهي نظرة ما لتشكل هذه المواقف ضغطا علي الحكومة الإيرانية وإن كنت أوشك أن تستجيب إيران لأي ضغوط من هذا القبيل بل أنه ربما يحدث العكس وهو أن تزداد تشبثا بمواقفها الرافضة لأي تسامح أو مرونة مع المعارضة ويبقي السؤال لماذا ثلاثة من أعلام الاخراج الإيراني وكانوا قد لعبوا أدوارا ايجابية في بداية الثورة الإيرانية عام 79.. بل أن بعضهم كان رهن السجون اثناء حكم الشاه، لماذا يقرر هؤلاء أن يقفوا مع المعارضة وهم عباس كيروستامي ومحسن مخلهاف اللذان يقيمان الآن في باريس ولاينتظر لهما العودة القريبة لطهران بينما المخرج جعفر يانا هي لايزال رهن السجون!!
سايينا جوزانتي اسم سوف يتردد كثيرا في العالم بفيلمها «دراكولا» وهو الوصف الذي نعتت به رئيس الوزراء الإيطالي.. عرض الفيلم رسميا ولكن خارج التسابق قدمت سابينا فيلمها التسجيلي الذي تناول زلزال حدث يوم 6 إبريل الزلزال تجاوز العام وايضا لاتزال كل الوعود التي قطعها بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي علي مجرد كلمات جوفاء ليس له أي ظل من الحقيقة كان رئيس الوزراء قد أكد علي إعادة اعمار المدينة وتعويض السكان، انتقلت المخرجة إلي أهالي المدينة وسألتهم عما تحقق أجابوا لا شئ وكانت الكاميرا أقوي بكثير في التعبير من الكلمات لأن الدمار الذي احدثه الزلزال شاهد عيان لايخطئ يؤكد أن رئيس الوزراء استغل احداث الزلزال للحصول علي أصوات الناخبين.. كانت المخرجة تسير علي خطي المخرج الأمريكي الشهير «مايكل مور» وذلك باللجوء إلي السخرية اللاذعة من شخصية بير لسكوني مثلما فعل في افلامه وأشهرها11/9 فهرنهايت حيث كان يسخر من جورج بوش «الابن» ويحقق الفيلم جائزتي السعفة الذهبية في كان وأوسكار افضل فيلم التي تمنحها اكاديمية العلوم والفنون الأمريكية.. رئيس الوزراء الإيطالي أعلن غضبه وهذا الأمر يخصه هو فقط ولاينسحب علي السينما الإيطالية التي عرض لها في المسابقة الرسمية فيلم حياتنا للمخرجة دانيال لوشتي.. وهكذا بعد الغضب الإيراني جاء الغضب الإيطالي ولكن يظل أن المساحة التي يتحرك فيها المهرجان هي الثقافة ولايمكن أن تعزل الثقافة عن السياسة ولايوجد في القانون ما يمنع من عرض مثل هذه الأفلام بينما في مصر علي سبيل المثال من الممكن أن تجد نصا مباشرا وهو منع عرض أي فيلم قد يسئ لعلاقتنا مع أي دولة أخري!
كان لافريقيا حضور في المسابقة الرسمية وأيضا في قسم نظرة ما.. حقق المخرج التشادي محمد صالح هارون تواجدا عالي الصوت وأيضا الصيت لدولة تشاد وصار اسمه خلال أيام المهرجان يتردد كثيرا بفيلم «صرخة رجل».. الحقيقة أن المخرج حرص طوال احداث الفيلم علي أن يجعل البطل يحتفظ بآلامه ولانسمع له صوتا بالشكوي لكننا كنا نعايش مشاعره منذ أن تم ا لاستغناء عنه في حمام السباحة الذي كان يعمل به في أحد الفنادق الكبري ويبعدونه للعمل أمام البوابة لإدخال وإخراج العربات رغم عشقه للماء فلقد كان قبل أن يحترف مهنة المسئول عن حمام السباحة بطلا في السباحة.. ايضا يتحمل الرجل موت ابنه الوحيد واجباره علي اداء الخدمة العسكرية ويسعي لكي يقدم نفسه بدلا من ابنه ولكنهم يرفضون ذلك ويصاب الابن اصابة قاتلة ويرحل ونري الدموع ولكن لاتعبر عنها عيناه ولايسمح لمشاعره بأن يعلو صوته بالصراخ.. كان كل شئ يهمس في هذا الفيلم حتي الموسيقي التي صاحبتنا في اللقطات الأولي وعادت مرة أخري تودعنا في اللقطات الأخيرة كانت هي أيضا تهمس وهي تدغدغ مشاعرنا.
ومن جنوب إفريقيا جاء فيلم «الحياة» رغم كل شئ عرض في قسم نظرة ما ليؤكد علي خصوصية هذه السينما.. الفيلم ينتقل من مدينة كيب تاون وحي حقيرجدا ونتابع حكاية البطلة الطفلة ذات ال12 عاما الفيلم مأخوذ عن قصة ادبية بعنوان «سرشاندا» هذه الطفلة الذكية التي وجدت نفسها فجأة تتحمل المسئولية عن كل شئ مات ابوها وهي طفلة بينما تموت شقيقتها الصغيرة وهم لايملكون ثمن العيش ويرحل زوج امها الذي كان لايكف عن تعاطي الخمور وتمرض امها وتصبح هي مسئولة عن شقيقيها الصغيرين في غياب الأم ورحيل الأب، أكثر من ذلك فان لها صديقة في عمرها ايضا «12» عاما ولكنها تعمل في البغاء ورغم ذلك تشعر بالمسئولية عن صديقتها لابعادها عن هذا الطريق.. الفيلم اخراج اوليفرشميت.. كانت كل تفاصيل الفيلم تذهب بنا إلي منطقة ملغمة بالبكاء والحزن لكن المخرج كان حريصا علي أن يغلف فيلمه بقدر ملحوظ من الشجن النبيل كما أن الطفلة التي «أدت دورها» كومونسو مانيكا» وكانت تمثل لأول مرة لعبت الدور بقدر ملحوظ من الاتقان والتلقائية.. إنه فيلم يدعونا للمقاومة مهما كانت لدينا من اسلحة صغيرة وغير مؤثرة إلا أنها تستطيع أن تتغلب علي كل المعوقات وتقهر جبال الأحزان.. هكذا نجحت شاندا وهزمت هزيمتها.. لو أن المهرجان يمنح جائزة لافضل ممثل في قسم نظرة ما لكانت علي الفور هذه الممثلة كومونسو مانيكا هي التي تحصل عليها بدون أي تنافس حقيقي مع أي من الممثلات المحترفات!!
وبقي خارج التسابق فيلم ينضح بالكوميديا وهو بعنوان «سوف نقابل غريب أسود طويل» الفيلم الذي يشارك في بطولته أحد عباقرة التمثيل السير «أنتوني هوبكنز» يري من خلاله المخرج أن النزوات العاطفية في أي مرحلة ليست كلها شرور أو حتي لو كانت كذلك فإن بقاء الروتين اليومي هو الأسوأ.. المخرج وودي آلان يقدم حالة أبداعية خاصة استحقت الضحك علي مدي ساعتين زمن الفيلم ثم بعد ذلك كان نصيب المخرج هو التصفيق له بعد انتهاء العرض في قاعة لوميير التي تتسع لحوالي 5 آلاف مشاهد ويبقي الغياب المصري عن الحضور الرسمي للمهرجان هو الحكاية التي تتكرر كل عام وتستحق مقالا آخر.
***********
قبل الفاصل
عرض في إطار السوق فيلما رسائل بحر وبنتين من مصر ولم يحضر العرض أحد الابطال ولم يأت من نجوم السينما المصرية للمهرجان إلا خالد النبوي الذي يشارك في الفيلم الأمريكي لعبة عادلة بينما تواجد كعادته الفنان محمود عبدالعزيز والذي يحرص علي حضور المهرجان كل عام.. كما جاءت ايضا منة شلبي وأيضا حضرت لبلبة للمرة رقم ثلاثين!!
المخرج عباس كيروستامي في المؤتمر الصحفي الذي اعقب عرض فيلمه نسخة اصلية كان يجيب علي الأسئلة باللغة الفارسية وقال عن تعامله مع النجمة الفرنسية جولييت بينوشي أنه يفضل العمل مع الفنانين غير المحترفين ولكن جولييت تتمتع بتلقائية مثل تلك التي يمارسها الفنانون الهواة ولهذا قدمت له ما تمناه في الفيلم.. بينما قالت جوليت أن كيروستا مي حكي لها قصة الفيلم في جلسة خاصة وعلي الفور تحمست للدور ومن هنا كان المشروع.
تم توقيع اتفاقية للتعاون المشترك بين مصر وفرنسا في المجال السينمائي من الجانب الفرنسي السيدة فيرونيك رئيسة المركز القومي للسينما الفرنسية ومن الجانب المصري خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما المصرية وسوف يتم بمقتضي هذا الاتفاق دعم الانتاج المشترك وتسهيل التصوير بين البلدين وتبادل الخبرات وتحديث الأرشيف المصري ومن المنتظر أن تصبح السينما الفرنسية هي ضيف شرف مهرجان الاسكندرية الدولي السينمائي في دورته القادمة. لاقي فيلم الفلاح الفصيح لشادي عبدالسلام حفاوة بالغة بعد عرض النسخة التي تم ترميمها.. الفيلم عرض في إطار قسم كلاسيكيات السينما العالمية وهكذا يحفظ شادي عبدالسلام وجة السينما المصرية مرتين.
الشقيقان ماريان وجابي خوري نجحا في التخطيط اثناء تواجدهما في كان لعدد من مشروعات الانتاج وحددت ماريان موعد عقد اسبوع السينما الأوروبية بالقاهرة يوم 3 نوفمبر القادم وسوف تعرض خلاله العديد من الأفلام الأوروبية التي عرضت بمهرجان كان.
المذيعة «هالة سرحان» تابعت ايضا هذه الدورة من المهرجان فقط لمدة أربعة أيام.
المخرج البرتغالي مانويل أوليفير قال أن فيلمه حالة انجليكا الغريبة كتبه منذ 60 عاما ولم تتح له فرصة سوي هذا العام وأكد علي أن افلامه لاتحظي في البرتغال عادة باقبال جماهيري إلا أنه سعيد بما يحققه من تراكم عند الجمهور مع مرور السنوات .. مانويل يحتفل يوم 11 ديسمبر القادم بعيد ميلاده رقم «102»!!
مهرجان قرطاج والذي يعقد في شهر أكتوبر سوف يقدم احتفالية خاصة بالسينما العربية والأفريقية هذه الدورة.
المخرج الايطالي ماركوبير تلوتشي قال في المحاضرة التي القاها عن السينما في مهرجان «كان» أن منهجه في الاخراج هو أن المتفرج عندما يشاهد الفيلم ينبغي أن يجد نفسه وقد اصبح في حالة حب!!
بعد انتشار تعبير بوليود والمقصود به السينما الهندية التي صارت تنافس أفلام هوليود بات الآن يستخدم بكثرة تعبير نوليود ومقصود به السينما النيجيرية حيث تنتج نيجيريا حوالي 70 فيلما في العام، الغريب أن أكثر من 60% من السكان يعيشون تحت خط الفقر حيث أن دخلهم لايتجاوز دولارا واحدا في اليوم!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.