الانتهاء من استعدادات المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب    قومي المرأة يدعو سيدات مصر للمشاركة بقوة في انتخابات النواب    رئيس الوزراء يشهد بدء التشغيل التجريبي للخط الأول للقطار الكهربائي السريع    مراسل "إكسترا نيوز" يرصد خول المساعدات إلى قطاع غزة    إعصار فونج-وونج يصل مقاطعة أورورا شمال شرقى الفلبين    توافد جماهير الأهلي والزمالك على ملعب محمد بن زايد لحضور نهائي السوبر    مقتل مزارع بطلق نارى فى ظروف غامضة بإحدى قرى مركز قوص بقنا    خالد عبدالغفار يبحث مع ممثلي منظمة الصحة العالمية تعزيز جهود مواجهة الكوارث    وزير الكهرباء يشهد مراسم توقيع اتفاقية مبادلة الديون بين مصر وألمانيا    محافظ بني سويف ورئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة يفتتحان فرع المجلس بديوان عام المحافظة    موفدو الأوقاف بالخارج يبادرون لأداء واجبهم الوطني في انتخابات مجلس النواب بمقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج    ضبط زوجين إيرانيين يحملان جوازي سفر إسرائيليين مزورين بدولة إفريقية    المجلس التشريعي الفلسطيني: إسرائيل تتبع استراتيجية طويلة المدى بالضفة لتهجير شعبنا    تحسين الأسطل : الأوضاع في قطاع غزة ما زالت تشهد خروقات متكررة    زلزال قوي يضرب الساحل الشمالي لليابان وتحذير من تسونامي    محافظ البحيرة تتفقد مدرسة STEM.. أول صرح تعليمي متخصص لدعم المتفوقين    محافظ قنا يترأس اجتماع لجنة استرداد أراضي الدولة لمتابعة جهود التقنين وتوحيد الإجراءات    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو دهس مواطن بالإسكندرية    مصرع سائق وإصابة 5 أشخاص في تصادم بالقناطر الخيرية    من يحضر تنفيذ العقوبة؟.. بعد حكم إعدام قاتلة زوجها وأبنائه ال6.. إنفوجراف    ب«مفيش راجل بيتخطف».. اَيتن عامر تثير الجدل بفيديو على «السوشيال ميديا»    رئيس منتدى مصر للإعلام تستقبل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام    «تنتظره على أحر من الجمر».. 3 أبراج تقع في غرام الشتاء    سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة يشارك في ندوات منتدى مصر للإعلام    مرفت عمر بلجنة تحكيم مهرجان ZIFFA في السنغال    المشاط: ألمانيا من أبرز شركاء التنمية الدوليين لمصر.. وتربط البلدين علاقات تعاون ثنائي تمتد لعقود    علاج مجانى ل1382 مواطنا من أبناء مدينة أبو سمبل السياحية    أحمد سعد يتألق على مسرح "يايلا أرينا" في ألمانيا.. صور    رئيس البورصة: 5 شركات جديدة تستعد للقيد خلال 2026    رسميًا.. موعد صرف معاشات شهر ديسمبر 2025 ل 11 مليون مواطن    رئيس الجامعة الفيوم يستقبل فريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم    توقيع مذكرة تفاهم بين التعليم العالي والتضامن ومستشفى شفاء الأورمان لتعزيز التعاون في صعيد مصر    ضبط تشكيل عصابي لتهريب المخدرات بقيمة 105 مليون جنيه بأسوان    امتحانات الشهادة الإعدادية للترم الأول وموعد تسجيل استمارة البيانات    ما حكم الخروج من الصلاة للذهاب إلى الحمام؟ (الإفتاء تفسر)    أهم 10 معلومات عن حفل The Grand Ball الملكي بعد إقامته في قصر عابدين    القاهرة تحتضن منتدى مصر للإعلام بمشاركة نخبة من الخبراء    «زي كولر».. شوبير يعلق على أسلوب توروب مع الأهلي قبل قمة الزمالك    الداخلية تطلق خدمة VIP إكسبريس لتصاريح العمل.. استلام الكارت المميكن خلال ساعة واحدة    وجبات خفيفة صحية، تمنح الشبع بدون زيادة الوزن    الأوقاف توضح ديانة المصريين القدماء: فيهم أنبياء ومؤمنون وليسوا عبدة أوثان    «كفاية كوباية قهوة وشاي واحدة».. مشروبات ممنوعة لمرضى ضغط الدم    الزمالك كعبه عالي على بيراميدز وعبدالرؤوف نجح في دعم لاعبيه نفسيًا    مواعيد مباريات الأحد 9 نوفمبر - نهائي السوبر المصري.. ومانشستر سيتي ضد ليفربول    تشييع جنازة مصطفى نصر عصر اليوم من مسجد السلطان بالإسكندرية    طولان: محمد عبد الله في قائمة منتخب مصر الأولية لكأس العرب    «لعبت 3 مباريات».. شوبير يوجه رسالة لناصر ماهر بعد استبعاده من منتخب مصر    أمين الفتوى: الصلاة بملابس البيت صحيحة بشرط ستر الجسد وعدم الشفافية    على خطى النبي.. رحلة روحانية تمتد من مكة إلى المدينة لإحياء معاني الهجرة    قافلة «زاد العزة» ال 68 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    جاهزية 56 لجنة ومركز انتخابي موزعة على دائرتين و 375543 لهم حق التوصيت بمطروح    مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والاحتلال يواصل الاعتقالات في الضفة الغربية    التشكيل المتوقع للزمالك أمام الأهلي في نهائي السوبر    معلومات الوزراء : 70.8% من المصريين تابعوا افتتاح المتحف الكبير عبر التليفزيون    قبل بدء التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025.. تعرف على لجنتك الانتخابية بالخطوات    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    اليوم.. نظر محاكمة 213 متهما بخلية النزهة    «الكلام اللي قولته يجهلنا.. هي دي ثقافتك؟».. أحمد بلال يفتح النار على خالد الغندور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهرجان كان.. كثير من السياسة قليل من الفن!
حكايات فنية من كان يكتبها: طارق الشناوي
نشر في صوت الأمة يوم 22 - 05 - 2010

· «رشيد بوشارب» اعتبره اليمين الفرنسي إدانة ضد الممارسات الفرنسية في الجزائر
· «اشتراكية فيلم» يمزج بين ادعاءات إسرائيل التوراتية ودرامية الواقع في فلسطين دون انحياز
يعرض صباح الجمعة - فيلم رشيدبوشارب «خارج عن القانون» يستحوذ هذا الفيلم علي كل مساحات الاهتمام في المهرجان وذلك قبل أن يبدأ بأكثر من اسبوعين.. نترقب اليوم في الصباح وحتي مساء الافتتاح الرسمي للفيلم مظاهرات صاخبة تحوط بقصر المهرجان تطالب بمنع عرض الفيلم.. المظاهرات بالطبع ضد إدارة المهرجان قبل أن تصبح ضد بوشارب أو حتي فيلمه لأن اليمين الفرنسي اعتبر أن أحداث الفيلم والتي تعود إلي منتصف الاربعينيات توجه اتهاما إلي الدولة الفرنسية بانتها كها القانون الدولي بسبب الممارسات ضد الجزائر والمقاومة حيث شهدت تلك السنوات عنفا من قبل الفرنسيين تجاه كل ما هو جزائري يرفع شعار الاستقلال.. لم يشاهد أحد هذا الفيلم حتي الآن كان هذا هو رد المخرج علي هؤلاء المعترضين وهو بالطبع رأي منطقي جدا فكيف يعبر بعض الفرنسيين عن مشاعر غاضبة بدون رؤية العمل الفني..
ولا يعلم الكثيرون أن بوشارب يحمل اساسا الجنسية الفرنسية حيث أنه ولد في باريس من أبوين جزائريين مهاجرين وهو يعتبر من الجيل الثاني الذي يمثل الجزائريين من أصول عربية وفيلمه فرنسي الانتاج وشاركت فيه بلجيكا والجزائر وتونس أي أن الجانب الفرنسي هو الذي يسيطر علي ملامح الفيلم والمهرجان اعتبره بمثابة الفيلم الفرنسي الخامس الذي يمثل الدولة الفرنسية في «كان».. وبعيدا عن الفيلم الذي لاأستطيع أن اتناوله قبل مشاهدته فلقد عرض قبل يومين فقط فيلم آخر فرنسي باسم «آلهة وبشر» تجري أحداثه أيضا في الجزائر وتحديدا في مطلع التسعينيات عندما سيطر وجه الإرهاب السافر علي دولة الجزائر وتم قتل ستة من الرهبان، والغريب أن من قتلهم هم رجال الجيش الجزائري النظامي عن طريق الخطأ.. انها بالفعل حقيقة تاريخية لا أتصورها تثير غضب الجزائريين.. مثلما أن الحقيقة هي أن الفرنسيين مارسوا تعنتا ضد الجزائريين والمقاومة الجزائرية والشعب أكمله قدم مليونا ونصف مليون شهيد وهو رقم موثق ذكره الفرنسيون قبل الجزائريين وفي كل الأحوال لا استطيع أن اسبق الأحداث حتي نشاهد الفيلم المأزق الذي وضع المهرجان في تحد قبل أن يبدأ وكانت كل الانظار تترقب «بوشارب» ويظل الحضور العربي والإسلامي هو الأعلي داخل المهرجان من خلال الأفلام التي تناقش قضايانا بعيون أخري إلي حد كبير كانت النظرة حيادية وينبغي عندما نشاهد فيلما اجنبيا عن فلسطين مثلا ألا ننسي أن هناك ثقافة أخري ومعلومات تاريخية تم ترويجها في الغرب لصالح إسرائيل، بينما نحن كعرب ليس لدينا في حقيقة الأمر «لوبي» دعائي يعمل لصالحنا ويحمل أفكارنا، وعلي سبيل المثال نري المخرج الفرنسي الشهير «جان لوك جودار» وهو يقدم فيلمه الذي يحمل عنوان «اشتراكية فيلم» يناقش الصراع العربي الإسرائيلي منذ عام 1917 مع وعد بلفور يمزج علي الشاشة آيات من التوراة تؤازر حق إسرائيل وتقدم ايضا الوجه الآخر المزيف الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين والاعتداءات الاسرائيلية تشكل قيمة درامية إلا أنه في نفس الوقت يترك لك كمشاهد أن تحدد موقفك ويقول في النهاية لاتعليق وأنا أري أن مثل هذه الافلام التي تبدو من الوهلة الأولي غير متعاطفة مع قضايانا علي نحو مطلق فإنها ايضا لانستطيع أن نعتبرها أفلاما ضد حقوقنا.. وسينما جودار هي نوع خاص جدا لايمكن أن تراه في أي فيلم أنا اتحدث عن البناء الفني حيث يبدو المخرج يقدم رؤياه لجمهور تعود علي تلك المفردات حيث أن الحوار علي الشاشة في احيان كثيرة لايتجاوز بضع كلمات.. استخدم المخرج أكثر من لغة فرنسية وإنجليزية واسبانية وعربية والبناء السينمائي قائم علي ابحار سفينة في البحر المتوسط ومن خلال الشخصيات التي نراها علي متنها يبدأ في تفجير القضايا.. وإذا كان جودار قد أمسك العصا من المنتصف في قضية فلسطين في فيلمه «اشتراكية فيلم» فان المخرج البريطاني كين لوتس في فيلمه طريق ايرلندا كان أكثر مباشرة ووضوحا عندما طرح مباشرة أفكاره رافضا الغزو الأمريكي للعراق وتورط قوات بريطانية في الانضمام لقوات التحالف الدولية ووصف ما يحدث بأنه تواجد في مكان خاطئ وزمان خاطئ.. الفيلم يؤكد أن الاغراءات المادية كانت وراء الجنود البريطانيين للانضمام إلي تلك المعركة ويصل الأجر إلي 10 آلاف جنيه استرليني شهريا ويؤكد علي التعذيب الذي تعرض له العراقيون وبالتالي فإن ردود فعلهم تجاه المعتدين تصبح منطقية بل ومطلوبة .. هذا الفيلم لن تعثر عليه في كتالوج المهرجان حيث أنه انضم إلي قائمة الأفلام الرسمية التي تتسابق علي الجوائز قبل ثلاثة أيام فقط من بداية المهرجان وبعد أن اعلنت إدارته عن كل فعالياته ومن المنتظر أن يتكرر الأمر في مهرجاناتنا العربية بحجة أن «كان» قد فعلها ولكن هذه بالطبع قصة أخري.
من الأفلام التي عاشت التناقض ما بين التصفيق والاعجاب فيلم عباس كيروستامي المخرج الايراني المعروف والفيلم يحمل عنوان «نسخة اصلية» قد تجد في فيلم بنظرة ما تحقيقاً لكل شروط السينما الايرانية وبنظرة أخري تجد فيه كل الشروط الأوروبية والفرنسية تحديدا.. وعباس هو واحد من أهم مخرجي ايران خلال أكثر من أربعين عاما وهو الآن احد اضلاع المعارضة الإيرانية ومن جبهة الاصلاحيين، يقدم كيروستا مي فيلمه الذي يرتكز إلي التأمل حيث أن السؤال الذي يطرحه كعادته ينتقل من المخرج إلي جمهوره وهو الفارق بين النسخة الأصلية والصورة، بطلا الفيلم جوليت بينوش ووليم استيلي لم يلتقيا من قبل والصدفة هي التي صنعت هذا اللقاء في إحدي مدن جنوب إيطاليا.. الكاتب البريطاني الشهير هكذا يلعب ويليام هذا الدور لديه محاضرة يلقيها في إيطاليا عن كتبه بينما المرأة تقيم في إيطاليا ولديها معرض دائم به لوحات وتماثيل ولكنها أعمال منسوخة وليست اصلية تعيش البطلة كما يبدو من سياق الفيلم دائما مع هذه الحالة من الاستنساخ وبذكاء يمهد المخرج لبداية علاقة عندما نري جوليت تحضر لبضع دقائق إلي المحاضرة فهي لديها هدف محدد هو دعوة الكاتب إلي معرضها ويلتقيان معا، هو لديه بضع ساعات قبل السفر ويريد أن يزور عدة أماكن وهي سعيدة باللقاء مع هذا الكاتب، تبدأ المشاعر بمجرد نظرة وتنتقل من النظرة إلي رغبة ملحة في الاقتراب حتي أنها تدعي أنهما تزوجا منذ 15 عاما.. كان كيروستامي حريصا علي ألا يتناقض مع السينما التي تعود عليها وصارت جزءا من فكره وربما لهذا السبب لم نر مشاهد حميمية جمعت بين بطلي الفيلم إلا أنه أيضا لم يخن فكرة الفيلم وهو في الحقيقة لم يكن في احتياج إلي تلك المشاهد لايصال فكرة الفيلم وظلت الرؤية وهي تحمل خصوصيتها سواء علي مستوي الفكرة أو المعالجة الدرامية.. الفيلم لم يحظ باهتمام نقدي يتوافق مع اسم المخرج ولا اسم النجمة الفرنسية التي تعد الآن هي الاكثر جاذبية بين النجمات الفرنسيات.. وبالطبع لم يمثل هذا الفيلم السينما الايرانية لأنه انتاج فرنسي إلا أنه عبر عن روحها، ورغم ذلك كان حضور إيران اللافت هو في الغياب وليس في التواجد بالافلام.. صار غياب المخرج الإيراني المعروف «جعفريانا هي» عن حضور لجنة التحكيم هو الاقوي تأثيرا وإدارة المهرجان حرصت علي ألا تترك الأمر بدون أن تمنحه حضورا إعلاميا وسياسيا، ولهذا ظل مقعده شاغرا كعضو لجنة في افتتاح المهرجان واتجهت إلي المقعد بالكاميرا ليصفق الجمهور تحية للمخرج الحاضر الغائب وكان كبار المخرجين في العالم كله قد شاركوا في كتابة بيان يقضي بالافراج عنه حيث أنه حاليا رهن السجن في إيران ورغم ذلك فلقد تمكن أحد المخرجين من تصوير شريط له يشكر فيه إدارة مهرجان «كان» وتم عرض هذا الشريط في افتتاح تظاهرة هامة وهي نظرة ما لتشكل هذه المواقف ضغطا علي الحكومة الإيرانية وإن كنت أوشك أن تستجيب إيران لأي ضغوط من هذا القبيل بل أنه ربما يحدث العكس وهو أن تزداد تشبثا بمواقفها الرافضة لأي تسامح أو مرونة مع المعارضة ويبقي السؤال لماذا ثلاثة من أعلام الاخراج الإيراني وكانوا قد لعبوا أدوارا ايجابية في بداية الثورة الإيرانية عام 79.. بل أن بعضهم كان رهن السجون اثناء حكم الشاه، لماذا يقرر هؤلاء أن يقفوا مع المعارضة وهم عباس كيروستامي ومحسن مخلهاف اللذان يقيمان الآن في باريس ولاينتظر لهما العودة القريبة لطهران بينما المخرج جعفر يانا هي لايزال رهن السجون!!
سايينا جوزانتي اسم سوف يتردد كثيرا في العالم بفيلمها «دراكولا» وهو الوصف الذي نعتت به رئيس الوزراء الإيطالي.. عرض الفيلم رسميا ولكن خارج التسابق قدمت سابينا فيلمها التسجيلي الذي تناول زلزال حدث يوم 6 إبريل الزلزال تجاوز العام وايضا لاتزال كل الوعود التي قطعها بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي علي مجرد كلمات جوفاء ليس له أي ظل من الحقيقة كان رئيس الوزراء قد أكد علي إعادة اعمار المدينة وتعويض السكان، انتقلت المخرجة إلي أهالي المدينة وسألتهم عما تحقق أجابوا لا شئ وكانت الكاميرا أقوي بكثير في التعبير من الكلمات لأن الدمار الذي احدثه الزلزال شاهد عيان لايخطئ يؤكد أن رئيس الوزراء استغل احداث الزلزال للحصول علي أصوات الناخبين.. كانت المخرجة تسير علي خطي المخرج الأمريكي الشهير «مايكل مور» وذلك باللجوء إلي السخرية اللاذعة من شخصية بير لسكوني مثلما فعل في افلامه وأشهرها11/9 فهرنهايت حيث كان يسخر من جورج بوش «الابن» ويحقق الفيلم جائزتي السعفة الذهبية في كان وأوسكار افضل فيلم التي تمنحها اكاديمية العلوم والفنون الأمريكية.. رئيس الوزراء الإيطالي أعلن غضبه وهذا الأمر يخصه هو فقط ولاينسحب علي السينما الإيطالية التي عرض لها في المسابقة الرسمية فيلم حياتنا للمخرجة دانيال لوشتي.. وهكذا بعد الغضب الإيراني جاء الغضب الإيطالي ولكن يظل أن المساحة التي يتحرك فيها المهرجان هي الثقافة ولايمكن أن تعزل الثقافة عن السياسة ولايوجد في القانون ما يمنع من عرض مثل هذه الأفلام بينما في مصر علي سبيل المثال من الممكن أن تجد نصا مباشرا وهو منع عرض أي فيلم قد يسئ لعلاقتنا مع أي دولة أخري!
كان لافريقيا حضور في المسابقة الرسمية وأيضا في قسم نظرة ما.. حقق المخرج التشادي محمد صالح هارون تواجدا عالي الصوت وأيضا الصيت لدولة تشاد وصار اسمه خلال أيام المهرجان يتردد كثيرا بفيلم «صرخة رجل».. الحقيقة أن المخرج حرص طوال احداث الفيلم علي أن يجعل البطل يحتفظ بآلامه ولانسمع له صوتا بالشكوي لكننا كنا نعايش مشاعره منذ أن تم ا لاستغناء عنه في حمام السباحة الذي كان يعمل به في أحد الفنادق الكبري ويبعدونه للعمل أمام البوابة لإدخال وإخراج العربات رغم عشقه للماء فلقد كان قبل أن يحترف مهنة المسئول عن حمام السباحة بطلا في السباحة.. ايضا يتحمل الرجل موت ابنه الوحيد واجباره علي اداء الخدمة العسكرية ويسعي لكي يقدم نفسه بدلا من ابنه ولكنهم يرفضون ذلك ويصاب الابن اصابة قاتلة ويرحل ونري الدموع ولكن لاتعبر عنها عيناه ولايسمح لمشاعره بأن يعلو صوته بالصراخ.. كان كل شئ يهمس في هذا الفيلم حتي الموسيقي التي صاحبتنا في اللقطات الأولي وعادت مرة أخري تودعنا في اللقطات الأخيرة كانت هي أيضا تهمس وهي تدغدغ مشاعرنا.
ومن جنوب إفريقيا جاء فيلم «الحياة» رغم كل شئ عرض في قسم نظرة ما ليؤكد علي خصوصية هذه السينما.. الفيلم ينتقل من مدينة كيب تاون وحي حقيرجدا ونتابع حكاية البطلة الطفلة ذات ال12 عاما الفيلم مأخوذ عن قصة ادبية بعنوان «سرشاندا» هذه الطفلة الذكية التي وجدت نفسها فجأة تتحمل المسئولية عن كل شئ مات ابوها وهي طفلة بينما تموت شقيقتها الصغيرة وهم لايملكون ثمن العيش ويرحل زوج امها الذي كان لايكف عن تعاطي الخمور وتمرض امها وتصبح هي مسئولة عن شقيقيها الصغيرين في غياب الأم ورحيل الأب، أكثر من ذلك فان لها صديقة في عمرها ايضا «12» عاما ولكنها تعمل في البغاء ورغم ذلك تشعر بالمسئولية عن صديقتها لابعادها عن هذا الطريق.. الفيلم اخراج اوليفرشميت.. كانت كل تفاصيل الفيلم تذهب بنا إلي منطقة ملغمة بالبكاء والحزن لكن المخرج كان حريصا علي أن يغلف فيلمه بقدر ملحوظ من الشجن النبيل كما أن الطفلة التي «أدت دورها» كومونسو مانيكا» وكانت تمثل لأول مرة لعبت الدور بقدر ملحوظ من الاتقان والتلقائية.. إنه فيلم يدعونا للمقاومة مهما كانت لدينا من اسلحة صغيرة وغير مؤثرة إلا أنها تستطيع أن تتغلب علي كل المعوقات وتقهر جبال الأحزان.. هكذا نجحت شاندا وهزمت هزيمتها.. لو أن المهرجان يمنح جائزة لافضل ممثل في قسم نظرة ما لكانت علي الفور هذه الممثلة كومونسو مانيكا هي التي تحصل عليها بدون أي تنافس حقيقي مع أي من الممثلات المحترفات!!
وبقي خارج التسابق فيلم ينضح بالكوميديا وهو بعنوان «سوف نقابل غريب أسود طويل» الفيلم الذي يشارك في بطولته أحد عباقرة التمثيل السير «أنتوني هوبكنز» يري من خلاله المخرج أن النزوات العاطفية في أي مرحلة ليست كلها شرور أو حتي لو كانت كذلك فإن بقاء الروتين اليومي هو الأسوأ.. المخرج وودي آلان يقدم حالة أبداعية خاصة استحقت الضحك علي مدي ساعتين زمن الفيلم ثم بعد ذلك كان نصيب المخرج هو التصفيق له بعد انتهاء العرض في قاعة لوميير التي تتسع لحوالي 5 آلاف مشاهد ويبقي الغياب المصري عن الحضور الرسمي للمهرجان هو الحكاية التي تتكرر كل عام وتستحق مقالا آخر.
***********
قبل الفاصل
عرض في إطار السوق فيلما رسائل بحر وبنتين من مصر ولم يحضر العرض أحد الابطال ولم يأت من نجوم السينما المصرية للمهرجان إلا خالد النبوي الذي يشارك في الفيلم الأمريكي لعبة عادلة بينما تواجد كعادته الفنان محمود عبدالعزيز والذي يحرص علي حضور المهرجان كل عام.. كما جاءت ايضا منة شلبي وأيضا حضرت لبلبة للمرة رقم ثلاثين!!
المخرج عباس كيروستامي في المؤتمر الصحفي الذي اعقب عرض فيلمه نسخة اصلية كان يجيب علي الأسئلة باللغة الفارسية وقال عن تعامله مع النجمة الفرنسية جولييت بينوشي أنه يفضل العمل مع الفنانين غير المحترفين ولكن جولييت تتمتع بتلقائية مثل تلك التي يمارسها الفنانون الهواة ولهذا قدمت له ما تمناه في الفيلم.. بينما قالت جوليت أن كيروستا مي حكي لها قصة الفيلم في جلسة خاصة وعلي الفور تحمست للدور ومن هنا كان المشروع.
تم توقيع اتفاقية للتعاون المشترك بين مصر وفرنسا في المجال السينمائي من الجانب الفرنسي السيدة فيرونيك رئيسة المركز القومي للسينما الفرنسية ومن الجانب المصري خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما المصرية وسوف يتم بمقتضي هذا الاتفاق دعم الانتاج المشترك وتسهيل التصوير بين البلدين وتبادل الخبرات وتحديث الأرشيف المصري ومن المنتظر أن تصبح السينما الفرنسية هي ضيف شرف مهرجان الاسكندرية الدولي السينمائي في دورته القادمة. لاقي فيلم الفلاح الفصيح لشادي عبدالسلام حفاوة بالغة بعد عرض النسخة التي تم ترميمها.. الفيلم عرض في إطار قسم كلاسيكيات السينما العالمية وهكذا يحفظ شادي عبدالسلام وجة السينما المصرية مرتين.
الشقيقان ماريان وجابي خوري نجحا في التخطيط اثناء تواجدهما في كان لعدد من مشروعات الانتاج وحددت ماريان موعد عقد اسبوع السينما الأوروبية بالقاهرة يوم 3 نوفمبر القادم وسوف تعرض خلاله العديد من الأفلام الأوروبية التي عرضت بمهرجان كان.
المذيعة «هالة سرحان» تابعت ايضا هذه الدورة من المهرجان فقط لمدة أربعة أيام.
المخرج البرتغالي مانويل أوليفير قال أن فيلمه حالة انجليكا الغريبة كتبه منذ 60 عاما ولم تتح له فرصة سوي هذا العام وأكد علي أن افلامه لاتحظي في البرتغال عادة باقبال جماهيري إلا أنه سعيد بما يحققه من تراكم عند الجمهور مع مرور السنوات .. مانويل يحتفل يوم 11 ديسمبر القادم بعيد ميلاده رقم «102»!!
مهرجان قرطاج والذي يعقد في شهر أكتوبر سوف يقدم احتفالية خاصة بالسينما العربية والأفريقية هذه الدورة.
المخرج الايطالي ماركوبير تلوتشي قال في المحاضرة التي القاها عن السينما في مهرجان «كان» أن منهجه في الاخراج هو أن المتفرج عندما يشاهد الفيلم ينبغي أن يجد نفسه وقد اصبح في حالة حب!!
بعد انتشار تعبير بوليود والمقصود به السينما الهندية التي صارت تنافس أفلام هوليود بات الآن يستخدم بكثرة تعبير نوليود ومقصود به السينما النيجيرية حيث تنتج نيجيريا حوالي 70 فيلما في العام، الغريب أن أكثر من 60% من السكان يعيشون تحت خط الفقر حيث أن دخلهم لايتجاوز دولارا واحدا في اليوم!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.