· فوزي الزفزاف: «شنودة ماله ومال الكلام ده.. هو شنودة هيرشح شيخ الأزهر» · لمعي: يجب أن يكون مستنيرا وموضوعيا في التعامل مع الآخر · بسيط: اختيار «جمعة» احتمال ضعيف بسبب انعدام علاقته بالبابا ظل الأزهر الشريف والكنيسة القبطية في عهد البابا شنودة ومحمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل متلاحمتين نظرا للعلاقة الوطيدة والصداقة التي ربطت بينهما لكن جاء رحيل طنطاوي ليطرح سؤالا مهما: هل ستظل علاقة أكبر مؤسستين دينيتين في مصر كما هي أم ستشهد توترات حسب توجهات شيخ الأزهر المقبل تجاه الكنيسة وما هي الشروط التي تريد الكنيسة توفرها في خليفة طنطاوي. «صوت الأمة» سألت ممثلي الكنائس الأرثوذوكسية والكاثوليكية والانجيلية لاستطلاع آرائهم.. بداية أكد الدكتور أكرم لمعي عضو لجنة السنودس الانجيلي أن مشكلة المصريين أنهم شعب عاطفي أكثر منه موضوعي والعلاقات الشخصية تنعكس علي علاقات العمل المؤسسية، وهذا بالطبع له أبعاد سلبية مثل انتشار الواسطة والمحسوبية وايجابية تتمثل في العلاقة الشخصية بين رأس الأزهر والكنيسة ستنعكس علي الشعبين المسيحي والمسلم وعلي قرارات المؤسستين بشأن الأحداث الطائفية ومنع الاحتقانات بين الجانبين. وأشار لمعي إلي الصفات التي يجب أن يتمتع بها شيخ الأزهر المقبل منها أن يكون موضوعيا في التعامل مع الطرف الآخر ومستنيرا فضلا عن إعمال المقاصد النهائية للدين مثل العدل والمساواة والحب وليس الأهداف الصغيرة، وحتي لو لم يتمتع بعلاقات طيبة مسبقة مع الكنيسة فهذه الصفات تؤهل الطرفين لتكوين علاقات متميزة فيما بعد وعلي الدولة أثناء اختيار الشيخ القادم مراعاة تلك الأبعاد حرصا علي العلاقة بين الكنيسة والأزهر. من جانبه أكد القمص عبدالمسيح بسيط أستاذ الدفاع اللاهوتي بالكلية الاكليركية وراعي كنيسة السيدة العذراء بمسطرد أن العلاقة بين قداسة البابا والشيخ طنطاوي كانت حميمية بلاشك، وهو ما انعكس علي العلاقة الطيبة بين الكنيسة والأزهر وأدي إلي تقارب الأفكار والتوجهات بين المؤسستين، وبعد رحيل طنطاوي فإن التكوين الفكري للشيخ القادم هو الذي سيحدد التعامل بين الكنيسة والأزهر خاصة بعد جلوسه علي رأس المشيخة. وقال بسيط إن الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية لم يكن هناك علاقة أو تعاون بينه وبين البابا ولو أصبح هو شيخ الأزهر رغم أنه احتمال ضعيف فلن يكون مثل الشيخ طنطاوي، لذا فالعلاقة ستتحدد بناء علي «طبيعة الشخص» وتفكيره مع ملاحظة أن الدولة ستضع في اعتبارها أن يكون هناك تقارب بين شيخ الأزهر الجديد والبابا.. لأنه لا يعقل أن تكون المؤسستان الدينيتان في الدولة مختلفتين في الرأي، ولو حدث اختلاف بين رأس المؤسستين ستحدث مشاكل من الصعب احتواؤها لذا فطبيعة الظروف بين المسيحيين والمسلمين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تتطلب أن يكون شيخ الأزهر الجديد علي قدر من التسامح لاحتواء هذه المشاكل. وأكد بسيط أنه لو حدث ذلك وجاء شيخ الأزهر معاديا للكنيسة وحدث انشقاق بين الكنيسة والأزهر فإن ذلك سيدعم التيارات المتشددة والمتطرفة ضد الأقباط. ومن جهة أخري أضاف القمص صليب متي ساويرس راعي كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا أن الكنيسة تتمني أن يسير شيخ الأزهر القادم علي نفس خطا الشيخ طنطاوي، وأرجع ساويرس حالة التواؤم بين الكنيسة والأزهر في عهد البابا شنودة والشيخ طنطاوي لعدة أسباب.. الأول الصداقة الشخصية بين الطرفين، الثاني هو الروح المتسامحة التي كان يتمتع بها شيخ الأزهر، الأمر الذي أدي إلي تفاهمهما حول القضايا الوطنية والقومية والدينية، والثالث نظرة شيخ الأزهر للآخر نظرة طيبة تتبني مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان والتعاليم الدينية السمحة سواء في المسيحية أو الإسلام. وأكد ساويرس أنه لا يستطيع الجزم بهوية شيخ الأزهر المقبل مضيفا: قد يأتي شخص علاقته غير جيدة بالكنيسة فيسبب مشاكل معها لكن الله سيختار الصالح، وأعرب ساويرس عن أمنياته بأن يسير شيخ الأزهر المقبل علي نهج الاعتدال والوسطية وقبول الآخر والمحبة للجميع وتفعيل مبدأ المواطنة.. حتي لا تحدث احتقانات. من جهة أخري أعلن عدد من الدعاة وشيوخ الازهر رفضهم للتدخل المسيحي في اختيار خليفة «طنطاوي» وقال الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الاسلامية وعميد كلية أصول الدين سابقا ليس من حق الأخوة المسيحيين ابداء تحفظات علي اسم شيخ الأزهر القادم ولا ممارسة أي ضغوط علي الدولة لاختيار شخص بعينه، مؤكدا علي أنهم يجب أن يطمئنوا الي أن أي شخص سيتولي مشيخة الأزهر سوف يقيم الجسور مع كل المواطنين بحكم طبيعة دينه وإسلامه وخاصة الاقباط لأنهم بنص القرآن الكريم «أقربهم مودة للذين آمنوا» فكيف تكون هناك جفوة بين أي عالم أزهري وبين المسيحيين تحديداً، وأضاف لو لم تكن هناك علاقة مسبقة بين الشيخ القادم والكنيسة فإنها ستوجد بعد توليه المنصب بطبيعة الحالي لأن الدولة تراعي وجود علاقة طيبة بين المؤسستين وهذه رغبة مشروعة ويجب أن نعمل لها جميعا دون أن يمارس الاخوة الاقباط ضغوطا علي الدولة. وشدد بيومي علي وجود صداقات مسبقة بين كبار رجال الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية والأزهر لذا فلو تولي أي أحد من أعضاء مجمع البحوث المشيخة ستكون علاقته قوية مع كل المسحيين «أرثوذكس وكاثوليك وانجيليين» في حين رفض الشيخ فوزي الزفزاف وكيل الأزهر أي دور للكنيسة أو البابا شنودة شخصيا في اختيار شيخ الأزهر القادم قائلا: لا أحد منا يستطيع أن يتكهن بمن هو الشيخ القادم لا في الأزهر ولا رجال الدولة خارج نطاق من بيده القرار في اختياره وتعيينه، وقال الزفزاف بلهجة غاضبة: «هو شنودة هيرشح شيخ الأزهر.. ايه الكلام الفارغ ده.. شنودة ماله.. ومال الكلام ده»، واستطرد قائلا: ديننا الاسلامي يأمرنا باقامة علاقة طيبة مع أصحاب الاديان الأخري فما بالك بأهل الكتاب، وحديث سيدنا رسول الله يؤكد المواطنة حيث قال: «لهم ما لنا وعليهم ما علينا».