حرص البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية علي تأكيد الشراكة الدينية بين الأزهر والكنيسة لدعم القضية الوطنية، وألقي الضوء في مؤتمر صحفي له أمس الأول بعد رحيل الإمام الأكبر د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر علي مدي تنسيق المؤسستين في عدد من القضايا الوطنية وفي مقدمتها نبذ التمييز الديني والاحتقان الطائفي ورفض زيارة القدس في ظل الاحتلال الإسرائيلي. وأكد البابا أن صداقته بشيخ الأزهر كانت صداقة شخصية وليست صداقة مؤسسات وقال: "إن الشيخ الراحل كان رجلاً سمحًا جدًا ومحبًا جدًا ونستطيع أن نقول إنه كان يتميز بالأخلاق الريفية الهادئة بعيدًا عن صخب المدينة، مشيرًا إلي أنه كان لديه علاقات وصداقات بقيادات الكنيسة خاصة الأنبا باخوم أسقف سوهاج الذي كان يزوره. وأشار البابا إلي أن آخر لقاء له مع طنطاوي كان بعد جلسة المؤتمر الإسلامي الأخير خاصة أنه كان دائم الحديث مع شيخ الأزهر في كثير من اللقاءات والمناسبات ويكون رأينا واحدًا ولم نكن نختلف، مشيرًا إلي أنهما بحثا معًا في هذا اللقاء قانون زراعة الأعضاء من الناحية الدينية. وعن دور الشيخ طنطاوي في إخماد الفتن الطائفية قال البابا إنه كان يحزن ويشجب الأحداث الطائفية ولم يكن موافقًا أبدًا علي هذه الأخطاء ولكن الفتن ليست لها علاقة بشيخ الأزهر، ويجب أن نبحث هذه المسائل بعمق شديد ونبحث عن أسبابها لكي نجد الحل مؤكدًا أن هذا الأمر من اختصاص الدولة وليس من اختصاص الأزهر. وأكد البابا أن أهم قرار اتخذه مع شيخ الأزهر الراحل هو قرار عدم الذهاب إلي القدس في حالة استمرار الاحتلال الإسرائيلي وقال هذا الاتفاق كان مع جميع المصريين وأنا قلت مش ممكن أذهب للقدس لوحدي ولازم تكون يدي في يد شيخ الأزهر. وعبر البابا عن تمنياته بأن يكون شيخ الأزهر القادم علي نفس منهج الراحل وقال نحن نصلي من أجل شيخ الأزهر القادم الذي نتمني أن يكون علي نفس أسلوب وروح الشيخ طنطاوي وعلاقاته الطيبة مع كل الناس. وأراد البابا أن يكشف عن موقف جمع بينه وبين الفقيد طنطاوي منذ عامين فطلب من الأنبا يؤانس الأسقف العام وسكرتيره الخاص أن يحكي الموقف قائلاً: ذات مرة حدث اعتداء شديد في إحدي قري العياط من سنتين وفي الوقت نفسه اتصل بي الشيخ طنطاوي وكان متأثرًا جدًا وطلب مني إبلاغ البابا بأنه مستعد لتقديم تعويضات لضحايا الاعتداء لكن البابا رفض. فيما نعت مجموعة من الكنائس والهيئات القبطية شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي الذي وافته المنية أمس الأول، وأصدرت الكنيسة المشيخية بأمريكا والأتحاد الكاثوليكي العالمي والهيئة القبطية الإنجيلية بيانات تؤكد فيها تقديرها لشخصية طنطاوي في نشر صورة الإسلام السمحة، وفيما يخص الشأن القبطي جدد البابا رفضه السماح للأقباط بالزواج من امرأتين في نفس الوقت، وقال هذا الأمر مرفوض تمامًا لأن المسيحية شريعة الزوجة الواحدة، وأكد البابا أن تأسيس مدارس الأحد ليس رداً علي الإرساليات الأجنبية.