مابين فرحة شعب وسعادة جماهيرنا والتأهب للمباراة اليوم السبت المصيرية ورفض الشماتة في القدم الجزائرية وتقديرا لموقف قناة الجزيرة الرياضية بعد أن كشفت قصاري النظر وكدابين الزفة في ماسبيرو.. عاشت جماهير الشارع الرياضي المصري واحدة من أجمل لياليها.. فرحة بفوز منتخب بلادها بثلاثية أفقدت نسور نيجيريا توازنهم ورشدهم في أول المباريات وأولي الخطوات في مونديال افريقي.. تحمل فيه لواء الذود عن اللقب وتواصل رحلة الأمل مع ضرب الرقم القياسي والفوز به لثالث مرة علي التوالي.. ثلاثية جاءت بعد عرض مثير ونتيجة مشرفة وتفوق الجميع علي أنفسهم جهاز فني وإداري خارج الملعب بقيادة معلم الكرة المصرية حسن شحاتة ونجوم كانوا أهلا للمسئولية وأهلا للانتصار ليصبح منتخبنا الوطني هو مصدر سعادة هذا الشعب وابتسامته اليتيمة .. تجمع حوله بالأمس جميع الطبقات وجميع الطوائف حتي في نجع حمادي وحتي الانفصاليين في أنجولا.. تركوا البنادق والمدافع رافعين شعار.. سكت الكلام والكورة اتكلمت.. حلقنا فوق النسور.. وهزمنا الاحباط. ثلاثية لم يفز بها منتخبنا فحسب في مباراة قهر فيها أحلام النسور لتكون أولي الانتصارات لأحفاد الفراعنة منذ 47 عاما بالتمام والكمال آخرها كان عام 1963.. ولكن فاز فيها منتخبنا علي الاحباط وهدم جدار اليأس الذي أصبح كالشبح المخيف في الاعماق لفقدان الأمل في التأهل للمونديال القادم.. ومسح دموع واقعة أم درمان الشهيرة.. وهزم الظروف المعاكسة المتمثلة في غياب النجوم إما بسبب التمرد أو الاصابة اللعينة.. نجوم في حجم أبوتريكة وعمرو زكي وبركات وكذلك ميدو فضلا عن انخفاظ مستوي قائمة أخري.. هزم فيها جميع المؤشرات الداعية إلي الاحباط في الوقت الذي جاء فيه النسور مزينة بكوكبة من المحترفين والمتألقين في الدوريات الأوروبية. سعيدا بالتأهل إلي أول مونديال في التاريخ علي أرض قارتنا السمراء.. فتكون ثلاثية متعب وأحمد حسن وجدوأبلغ الردود وأسمي الاجابات «المعلم .. أهه» تفوق الجهاز الفني علي نفسه بعد مقدرة فائقة علي قراءة المباراة.. فقدم الشوط الثاني علي النقيض من الشوط الأول.. قام باستغلال جميع الاوراق الرابحة في صفوفه واستثمر تغييراته الثلاثة.. فطن إلي نقاط ضعف المنافس وكيفية استغلال مواطن قوية وكيفية الحد منها.. وأيضا مواطن ضعف منتخبنا.. فقام بالدفع بأحمد المحمدي بديلا لحسام غالي وأعاد أحمد فتحي لخط الوسط ليكون أحمد فتحي بمثابة المولود الجديد لمقدرته الفائقة في مقام خط وسط الملعب بجميع مهامه الهجومية ويزيد من تشديد الضغط علي المنافس فضلا عن واجبات دفاعية حالت دون تقدم شيندوا أوباسي وكالوا أوفيي وتاي تايو وتألق أحمد حسن كصانع ألعاب لمنتخبنا وعقله المفكر.. قام بتنويع الهجمات وقاد الهجوم من الخلف.. سجل هدفا وصنع أهدافا.. وعماد متعب الذي كان لهدفه الأول الأثر الأكبر في الحفاظ علي الأمل.. ويحسب له أنه سجل الهدف بفكره ومهارته معا.. أحسن التخلص من المدافع وانتهز فرصة تقدم الحارس وسددها أرضية معلنا عن هدف الأمل.. والأكثر أنه ساهم أيضا في صنع هدف وإن أضاع هدفا من فرحته لا تضيع. أما بالنسبة لمحمد زيدان فلقد أعاد للأذهان شجاعة ومقدرة أبوتريكة.. شجاعة في التسديد من الخارج.. ومقدرة فائقة في الاختراق وتجاوز منطقة ال 18.. فكان البلسم وقت الشدة خاصة في الشوط الأول أثناء سيطرة النسور علي الملعب وجاء جدو وبعد النزول ليعلن عن موهبة فذة ومقدرة تفوق الوصف في الاستلام والتخلص من المنافس واستغلال أرباع الفرص ويحسب له وقوفه علي الكرة واهدائها لأحمد حسن فيكون ثاني الأهداف بينما خط الظهر عاد إلي رونقه وخطورته من جديد خاصة بعد نزول المحمدي ونجاحه لاقي الحد من خطورة المنافس من جديد ولكن أقدم بسرعة نقل الهجمات إلي نصف ملعب المنافس من الجهة اليمني وسرعته الفائقة واسبرنتاته وكراته العرضية فيكون مصدر الازعاج والتأكد ويشكل مع سيد معوض كطرفي ملعب بخبراتهما الطويلة والعرضية في إرباك المنافس.. إضافة إلي تألق وائل جمعة في دور الليبرو فيكون بمثابة صمام أمن المنتخب وعودة هاني سعيد وفتح اليه إلي ثباتهما وتوازنهما من جديد بعد أخطاء كادت تطيح بالأمل في الشوط الأول. يكون التألق داخل الملعب أداء ولعبا بنتيجة ومقدرة تفوق الطريق علي قراءة المباراة من المعلم حسن شحاتة وتغييراته الموفقة لمحمدي وجدو وعبد الشافي والعمل علي تضييق المساحات بين الصفوف الأثر الأكبر في الفوز وتحقيق أولي الانتصارات علي طريقة الأمل بالعودة باللقب بإذن الله. لذا.. جاء الجهاز الفني بتأجيل الاحتفالات وإغلاق صفحة النسور استعدادا لمباراة اليوم السبت أمام موزمبيق وصعوبتها أشبه من فرحة عارمة وثقة زائدة دبت في صفوف منتخبنا بعد اكتساح نسور نيجيريا قد تؤدي إلي تسرب الغرور في الاعماق وحينذاك سنخسر لاقدر الله الجلد والسقط فضلا عن المنتخب الموزمبيقي تعادل في أولي المباريات مع بنيين بهدفين لكل منهما وسيعمل لاعبوه جاهدين علي تحقيق المفاجأة خصوصا أن المنافسين أحفاد الفراعنة بتاريخهم الكروي العريق وأمجادهم الافريقية يعرفها القاصي والداني وجماهير القارة السمراء.. والفوز يضعنا علي قمة المجموعة ويعلن تأهلنا إلي الدور ا لثاني وهو ما يحرص عليه منتخبنا جيدا لعدم ملاقاة أسود الكاميرون المرشحة لاحتلال قمة المجموعة المناظرة والتي تضم كلا من زامبيا وتونس والجابون. أما الرفض.. فهو للغة الشماتة في القدم الجزائرية بعد عرضها المتواضع لا أقول الهزيل ونتيجتها الثقيلة.. لأن المنافسة معها كانت علي المستطيل الأخضر ولابد فيها من فائز ومهزوم ، أما خسارتها الافريقية فلا شماتة فيها إطلاقا والأمل أن يداوي المنتخب الجزائري الشقيق الجراح ويعود متألقا.. محققا للانتصارات وساعتها سنكون أول المشجعين. وكلمتي الأخيرة لقناة الجزيرة الرياضية يعني فلقد أعطت للجماهير المصرية الانطباع والأثر الحسن بعد انطباع متحفظ عليه لنظيرتها السياسية والاخبارية.. ويحسب للجزيرة الرياضية سعيها وراء الاحداث الرياضية وكشفها لقصور نظر بهوات ماسبيرو والأكثر من ذلك انها الأكثر كرما ووفاء الجماهير الوفية بعيدا عن النظرات في بنود التعاقد التي ما زال ماسبيرو مشغولا بها.