الدكتور جودت الملط قاضي المشروعية الأسبق بمجلس الدولة والرئيس الحالي للجهاز المركزي للمحاسبات رجل صادق وأمين وشيخ وقور وصبور ولايحب المظهرية أو الظهور، لأنه فارس مغوار ضد الفسدة والأشرار ودائما يصر علي عرض الأمور ويختار لغته وباقتدار.. وكعادته ولأنه صريح ويكره التلميح أكد يوم الاثنين الماضي أمام لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب أن «مصر» في حاجة إلي وزراء سياسيين «اتمرمطوا» في الإدارة حتي يشعروا بالمواطنين، بل وأفصح عن ضرورة وقف الخلط بين الحزب الوطني والحكومة للقضاء علي حجة ومقولة «التعليمات الفوقية»!! ما قاله الدكتور «جودت» يؤكد أن غالبية المسئولين لاهم لهم إلا المحاباة والملاغية تحقيقا للنفع والأغراض الشخصية ودون الاهتمام بحسم الأوضاع والمشكلات المجتمعية خصوصا أن البعض يعشق تولي الوظائف القيادية ودون اعتبار للمصالح الشعبية والوطنية وارضاء لما يدور في ذهن القيادات الحزبية وللفوز بمنصب كبير للجلوس علي الكرسي «الوثير»! هذه النوعيات المنافقة لابد من ازاحتها ولو تم الضرب علي رءوسها بالمطرقة لأن رؤاها وأفكارها عقيمة وتفكيرها يتم بطريقة غير مستقيمة وهي تذكرنا بتصرفات الولد «الحيلة» الذي لايتورع في أن يشاكس ويقول «الشتيمة» حتي ولو كانت موجهة لكبير العيلة! ولذلك نحن نفاجأ بالأزمات التي تنزل علينا كالصفعات وتكون كاللعنات، لأن هناك سياسات وتعاملات تؤدي إلي التأوهات والصرخات، بل والاحتجاجات والاعتراضات فيسود الشعور بالرفض وبالغضب ضد ما يصدر من قرارات العجب وبمثل ما ارتكبه وزير المالية «الننوس» الذي لاهم له إلا جمع الجباية وتفريغ الجيوب من النقود أو قل «الفلوس» ليكون حال المواطن متعوس ومنحوس ورغم أن الغالبية من المواطنين ليس لديهم ثمن «الغموس» يصدر القرار «الملحوس»! والدكتور «جودت الملط» لم يكن كاذبا وكان صادقا عندما قال إن الارتفاع الشديد في أسعار السلع والخدمات أدي إلي عدم قدرة المواطنين بل وفشلهم في تدبير احتياجاتهم، وعليه لا تقولوا للمرتشي «اختشي» مادام كل مسئول «لا يستحي» ويعجز عن وضع الحلول لأي أمر نصفه بأنه «مهول» فيصمت المسئول ويكون في صمته كتمثال «أبوالهول»!! والدكتور «جودت الملط» منذ أن تولي مهام مسئولياته كرئيس لجهاز المحاسبات وبعد فترة قصيرة من انتهاء رئاسته لمجلس الدولة يمارس دوره بالامانة والاستقامة وتشربها من عادات وسلوكيات تربي عليها ولم يحد عنها وللآن، فلماذا لاتلتزم الحكومة بما يبديه وبح صوته ومنذ سنوات موضحا ومنبها ومحذراً وناصحاً بل ومطالبا بالقضاء علي الافساد والمفسدين وضرورة الاسراع بإصلاح حال الوطن والمواطنين فلماذا العناد ضد مصلحة المصريين من أهل البلاد؟!