صدق شاعرنا وكاتبنا الكبير فاروق جويدة في مقالة رائعة سطرها تحت عنوان «غياب النخبة المصرية» مسئولية من؟» في مقالته التي خص بها الزميلة «الشروق» وأشار أنه أمام اختلال منظومة القيم تحولت الرموز العظيمة في حياتنا إلي صور مشوهة بعد أن استباح الصغار حرمة «الكبار». فكان الاعتداء الوحشي علي كل رمز يحاول أن يعيد لهذا الواقع المجنون شيئا من العقل والحكمة واندفع قطيع من الذئاب يأكل ما بقي من قيم هذا الوطن ويستبيح ما تبقي من ذاكرته ورموزه.. وللأسف الشديد ابتلي الواقع والحفل الصحفي خلال السنوات الأخيرة بقطعان عديدة ليست من الذئاب والثعالب فقط ولكن من الحيتان والأفاعي تستطعم اللدغ وبث السموم بهدف قبص المعلوم لأن هناك ضعاف النفوس الذين يتفننون في حبك الألاعيب من خلال بعض المفاعيص ونشر الأخبار والأوراق المضروبة وعلي غرار ما يفعله أي طفل قد يقذف بأي «طوبة»! ودافعي لما أقول هو ما أبلغني به أحد زملاء المهنة بأن إحدي الصحف الخاصة وتنتحل صفة الدولية مع أن كل أخبارها وموضوعاتها لاتخرج عن المحلية وتتناول موضوعات الزجر والملاغية، بل وسبق رفض قبول من يترأس مجلس إدارتها بجداول نقابة الصحفيين مؤخراً ولاسباب عديدة ولاحصر لها وعلي الفور قلت لزميلي أنا أحتفظ بملف لهذا الأخ أرسله لي من قبل أحد الأصدقاء ورفضت أن أتناوله حتي لا أزجره وكشف لي هذا الزميل بأن هذه الصحيفة تريد أن تبتز أحد الوزراء المحترمين ممن حققوا الانجازات العديدة وعلي أرض الواقع فنشرت حدوتة قميئة هدفها تلطيخ السمعة والحط من قدر هذه الشخصية التي ترفض المداعبة والملاغية رغم ما تحوزه هذه الشخصية من التقدير والاحترام وثقة رئيس الجمهورية.. للأسف الشديد قالوا عن هذا الرجل إنه سكير ويرتاد المواخير ويستغل المال الوفير ودللوا علي ذلك بنشر ورقة معطوبة ومضروبة أرسلها أحد الخبثاء أو قل البلهاء لرغبة دفينة في توجيه السب والقذف والشتيمة وكان من الأولي علي هذه الصحيفة التي يقال إنها دولية والتي حصلت علي هذه الورقة من مصدر مضروب ولو من خلال رسالة مجهولة أن تواجه بها المسئول وبدون أن تلف أو تدور، بل وكان من الأجدي علي من أرسل هذه الورقة أن يتقدم ببلاغ لأي جهة مسئولة مادام يتذوق طعم الفولة! وماذا كان سيضير إذا ما كتبت الحقيقة كاملة مادامت توجد المستندات السليمة بدلا من نشر خبر أو موضوع للاثارة وعلي غرار ما يفعله ضارب أي «دف» ولو من خلال «الرق» أو التارة!! والمتصور الآن وبعد الانتهاء من انتخابات نقابة الصحفيين بانتخاب النقيب أن يكون للنقابة دور فاعل لوقف مساخر ومهاترات الكتابة غير الواعية ذات الاغراض الشخصية والنفعية والتي تسيئ للسمعة من خلال أخبار وموضوعات السخافة التي لاتنتمي لأسلوب الصحافة وتتميز بالصفاقة، وليس معني أننا نقدس حرية الصحافة أن نسمح لكل من هب ودب بأن يكتب ما يشاء ودون الالتزام بحقائق الامانة والاستقامة والاصرار علي التشهير والإهانة وضد من أثبتوا الشطارة والمهارة في تولي أي وزارة، بل وأثبتوا الجدارة ولاتعنيهم أفاعيل «الهجامة» ولو تطاولوا عليهم بكتابات وموضوعات السفالة!