تلقيت دعوة كريمة من الأستاذ الدكتور سعيد عبد العزيز عثمان عميد كلية تجارة جامعة الأسكندرية، لحضور المؤتمر التاسع الذي يسعي لاقتراح صياغة جديدة لدور الدولة في الاقتصاد الوطني في ظل الأزمة المالية العالمية وفي البداية لم أكن متحمسة لحضور المؤتمر إذ تصورت أنه مؤتمر يجري في جامعة حكومية فسيكون قلباً وقالباً مع الإجراءات والخطط والتصريحات المعلنة دائما التي تشير إلي تأثر العالم كله بالأزمة عدا مصر ! و إذا بي أمام أمر مختلف تماما كل خبراء المال و الاقتصاد يجتمعون في مكانٍ واحد ،مناقشات جادة وتحليل صادق للأزمة أسبابها وتداعياتها و ما ينبغي أن تقوم به الدولة في المرحلة المقبلة و قد أجمع أساتذة الاقتصاد علي تأثر مصر بالأزمة بلا شك، بينما أكدوا أن تأثيرها علي مصر كان أقل من مثيلاتها نظراً لضعف استثماراتها مقارنةً بالغير مع عرض حلول جذرية ولا أعلم كيف تضم مصر كل هذه النخبة من علماء الاقتصاد المخضرمين ولا تضمهم حتي الآن لجنة عليا تبحث شئون الاقتصاد المصري، خاصة وقت الأزمات، هناك توقعات بتفشي ظاهرة البطالة مع استمرار الأزمة وازدياد الفقر ، يشيرون بأصابع الاتهام نحو مجموعة الدول السبع الكبار وهيمنتها علي العالم و مصر بالطبع ! تكرر الحديث عن تضخم حجم البنوك العقارية والعبث باقتصاديات العالم يمدون يد العون للدولة بحلول وأفكار تستحق الدراسة لكنها تشترط وجود الرقابة و مراعاة أخلاقيات المهنة مع تخطيط محكم، لم يتوقع خبراء الاقتصاد حدوث الأزمة بهذه القوة والقسوة إذ تولدت الأزمة الحقيقية من معلومات متوالية مغلوطة ولكن إذا تشكلت اللجنة العليا المختصة بإدارة الأزمة الاقتصادية هل يمكن حصولها علي معلومات وإحصاءات بصدق وشفافية حتي لا تتحول إلي ترس من تروس الفساد ؟ ربما تحقق هذه النخبة و علي رأسها دكتور محمد عبدالعزيز عجمية و دكتور محمد عبد اللاه ودكتور سلطان أبو علي وزير الاقتصاد الأسبق ودكتور محمد الحناوي و دكتور أحمد نور الذين طالبوا في مظاهرة حب مخلصة لمصر بضرورة وجود استراتيجية محددة بشأن دور الدولة في النشاط الاقتصادي، وخاصة فيما يتعلق بالقطاعين الخاص والعام وزيادة قدرتهما التنافسية، كما طالبوا بوضع سياسات تستهدف التركيز علي زيادة الإنتاج الحقيقي ، إعادة النظر في هيكل وطبيعةالسياسة التجارية، بما يضمن زيادة التبادل مع دول الاقتصاديات الناهضةوبما يحمي السوق المحلي من مخاطر الإغراق التجاري مما يهدد الأنشطة الاقتصادية الوطنية مع ضرورة ترشيد الواردات من السلع الاستهلاكية لتخفيف العجز في الميزان التجاري أعلنوا عن إغلاق 133 بنكا منذ بدء الأزمة و عند نهايتها سيكون عدد البنوك التي أغلقت أبوابها 1000 بنك ذلك الرقم وحده يظهر حجم الأزمة وقد لاحظ الحضور ذلك التأثر الذي طغي علي حديث ضيف شرف المؤتمر الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حين تناول الأزمة المالية وتأثيرها علي دبي، مشيرا إلي الشركات التي تعمل بأكبر من حجمها إلا أنه أضفي حالة من الود الراقي حين أدار الجلسة الختامية كما لو كان شخصية مصرية حقيقية وحين شكره أحد المتحدثين لوجوده ضيفاً علي مصر كان رده عفويا وسريعا : لست ضيفاً وكما قال الشاعر أحمد الغزاوي موجها حديثه إلي الملك عبدالله خادم الحرمين "وأخشي ما أخشاه من مصر" رددها ثلاث مرات ثم أكمل:" أن تشاركك الهوي فنضيعُ..."نجح المؤتمر بجهود تنظيمية أشرف عليها الدكتور عبد السلام أبوقحف دبلوماسي المؤتمر وعاونه جمال حافظ ومجدي فاروق شعلتا نشاط. كنت سعيدة متعجبة لهذه الجرأة التي تميزت بها المناقشات و طرح الأفكار لكنه بررها بتلقائية شديدة دكتور سعيد عبد العزيز قائلاً : منْ يضع هذا البلد في قلبه لا يخشي أحداً ! حنان خواسك