· نجاح رمضان مبروك أرعبني والتحدي في أمير البحار كان صعبا للغاية · لا أستطيع تقديم فيلم تراجيدي تماما.. وانتظروني في عمل درامي قريبا يتمتع الفنان «محمد هنيدي» بسحر خاص ومذاق فني متميز جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب جماهيره، مكانة لا تتأثر بتقلبات السوق ولا بتغير الأيام. يقدم في كل عمل له جديدا يميزه عن غيره من النجوم وعن أعماله السابقة، في العام الماضي حصد بفيلمه «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» نجاحا كبيرا جعل من مهمة فيلمه القادم صعبة للغاية، لكنه تحدي نفسه ليفاجئنا هذا العام بفيلمه «أمير البحار» والذي عنه دار هذا الحوار: لماذا اخترت قضية شائكة كالقرصنة ليدور حولها فيلمك الجديد؟ - القرصنة قضية فرضت نفسها علي الساحة ومازالت في العالم كله، ومن هنا فكرنا أنه إذا تناولناها بشكل كوميدي ستلقي نجاحا كبيرا لانها قضية هامة، ولابد أن تطرح للجمهور. ومن هنا جاءت فكرة الفيلم ليوسف معاطي. هل جاءت الفكرة قبل اختطاف القراصنة الصوماليين لبحارة مصريين أم بعده؟ - بدأنا في الفيلم بالغردقة وقبل أسبوعين من انتهاء التصوير حدث الاختطاف للبحارة المصريين وهو ماحدث في الفيلم، ثم تم القبض علي القراصنة في الواقع وهو ماكان بالفيلم. هل وضعت النجاح الكبير لفيلمك «رمضان أبو العلمين» في اعتبارك عند اختيار أمير البحار؟ - توقعت نجاح رمضان مبروك ولكن ليس بهذا القدر، وبالفعل وضعته في اعتباري، ولكن لكل عمل مقاييسه الخاصة. وحرصت علي أن تكون الشخصية بعيدة تماما عن الصرامة والجدية التي ظهر بها رمضان، ومن هنا جاء «أمير» علي العكس تماما شاب مدلل وفاشل. وفي كل الأحوال أهم ما أضعه في اعتباري هو أن تكون القضية تهم الناس. إلا أن جرعة الكوميديا في أمير البحار أكثر من رمضان مبروك. في الحقيقة أنت أخ واحد علي 4بنات وهو نفس الأمر في أمير البحار.. فهل هذا مجرد صدفة؟ - لم ألتفت لذلك إلا بعد التصوير بفترة. لكن الفارق أن أمير هو الأخ الأكبر بينما أنا الأخ الصغير، كما أنني في الحقيقة لم أكن «دلوعة» بهذه الدرجة. هل اهتمامك بالوجوه الجديدة جاء عوضا عن النجمات؟ - أنا حريص علي أن أقدم ممثلا أو ممثلة جديدة في أفلامي بشرط أن يكونوا موهوبين ولكن تنقصهم الفرصة. وهذا ليس عوضا عن النجمات، خاصة بعد الفتنة الأخيرة حول أن النجمات لا يردن الظهور في أدوار ثانية وهذا غير حقيقي، فالبطلة أهم عنصر في العمل وبدونها يفشل. كيف جاء اختيار شيري؟ - بصراحة الاختيار كان لوائل إحسان، وأنا باركته لأنها فنانة موهوبة والدور يناسبها وقد أتقنته تماما. وعلاقتك بالفنان الشاب محمد فاروق الذي توفي أثناء التصوير؟ - محمد فاروق فنان جميل عاشرته شهرين فقط ولكني شعرت بأنني أعرفه منذ زمن، وهو شخص طيب جدا، وطوال الفترة التي عرفنا فيها بعضنا لم نفترق. وأعترف بأنني لم أقابل في عمري شخصا بهذه الطيبة رحمه الله. ولا أنسي المشهد الخاص به حيث يطلب القرصان منا أن نختار أحدنا ليموت بعد أن قرروا القضاء علينا، وهنا أقوم بسؤال كل الأبطال: لماذا لا يريد أن يموت؟ - وهنا يجيبني فاروق بأنه لا يريد أن يموت لأن نفسه يتزوج ويصبح لديه أسرة، وعندما شاهدت هذا المشهد لأول مرة لم أتمالك نفسي وبكيت. هل شاهدته في مسرحية قهوة سادة؟ - عندما حضرت العرض خرجت منه مجنونا بمحمد فاروق فاتصلت بيوسف معاطي علي الفور وسألته عنه فقال إنه يفرحه، فطلبت منه أن يكون معنا في الفيلم. هل هناك سر وراء الثلاثي هنيدي ومعاطي وإحسان؟ - هناك بالفعل كيمياء وتفاهم لا حدود لهما، وفي بعض الأحيان «صدفة» فنحن أصدقاء ونجلس كثيرا ونتحدث في أمور عديدة وبهذه الطريقة جاءت فكرة «أمير البحار». لكن في النهاية الوسط كله أصدقاء ونعرف بعضنا جيدا ومن المؤكد سنعمل مع آخرين، لكن عندما تنتهي الكيمياء الخاصة بيننا. تحرص دائما علي الجانب الإنساني في أفلامك بعيدا عن الخط الأساسي؟ - هذا حقيقي، وفي أمير البحار مشهد سيجعل المشاهدين ينفطرون من البكاء، خاصة أن رغد خلف وضع الصوت من سوريا وطالبته بالاستعانة بالمطرب الذي يغني «الآهات» في الموسيقي الخلفية للمسلسل السوري «باب الحارة» والمشهد ظهر في النهاية بشكل مؤثر جدا. هل تخشي القيام بعمل تراجيدي كامل؟ - أري أن الشجن مطلوب خاصة أنه يرضي الممثل بداخلي واستمتع به كثيرا ولكن بقدر، فأنا أحب أنني مثلما أضحك جمهوري أبكيه. لكن فيلما تراجيديا كاملا لم أفكر فيه أبدا. ما شعورك عن استقبال الجمهور للفيلم؟ - جلست في البيت لأنني كنت قلقا بشدة وكل فريق العمل ذهب للسينما، وعندما اتصلوا بي وأسمعوني صوت ضحكات الجمهور ذهبت للسينما علي الفور، وانبهرت بأداء الجميع رغم توقعي لذلك. وزادت ثقتي في المخرج الرائع وائل إحسان، وأيضا إيهاب محمد علي الذي أظهر تفاصيل جديدة في البحر لم يرها أحد من قبل، وضياء الميرغني أدي دور القرصان بصورة متميزة، فمن الصعب تركيب القرصان في شكل كوميدي. وأعجبني جدا الممثل الشاب محمد محمود فهو ممثل مجتهد. حدثنا عن كواليس التصوير في عرض البحر لمدة شهر ونصف الشهر؟ - عشنا في السفينة شهرا ونصف الشهر وكانت فترة رائعة استمتعنا بها كثيرا في الغردقة. وكنا نصطاد كثيرا ووجهتنا الاساسية هي السمك فقط ولم نر الشارع علي الإطلاق. كيف جاءت فكرة أغنية سيلين ديون في تيتانيك؟ - هي نفس الأغنية والألحان، بكلمات وتوزيع جديد كوميدي، وكله في النهاية موظف لخدمة الدراما، فنحن في النهاية نقوم بعمل فيلم كوميدي. ما مصير «رمضان في الشانزليزيه»؟ - لم نؤجل الفيلم، ولكن هي في النهاية مجموعة أفكار يتم طرحها إلي أن تكتمل عناصر أحدها ويلح علينا فنبدأ فيه علي الفور وهذا ما حدث مع أمير البحار. ألم يشجعك دخول عدد كبير من نجوم السينما للدراما ؟ - هذه ظاهرة رائعة، فالفنان من حقه أن يسعد الجمهور في كل مكان، وقريبا سأعلن عن تجربة درامية أستعد لها ولكني أنتظر الموضوع الجيد.