تطورت صناعة السيارات في مصر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة وإن كان من الممكن توسيع قاعدة تلك الصناعة رغم المعوقات وفي الواقع لا يمكن توجيه اللوم للصناعات التجميعية لعدم وجود إمكانيات تساعد علي تنفيذ هذه الصناعة داخليا بقدر كبير وعدم الاعتماد علي الاستيراد من الخارج أو الدخول في شراكة سوق عربية لزيادة حجم الانتاج من السيارات وبالتالي الصرف علي الابحاث والنهوض بصناعة السيارات. يقول د.محمود فؤاد رئيس قسم القوي الميكانيكية بكلية الهندسة جامعة القاهرة المشكلة في صناعة السيارات إننا ابتدأنا بصناعة تجميع واستمررنا فيها ولكي نخرج من هذه المنظومة نعمل علي تنمية الصناعات المغذية محليا وتتم داخل إطار تخطيط لمواكبة التطورات التي تحدث مع تزويد نسبة التصنيع المحلي، ولابد من تنمية البحث العلمي في المجال بشكل قوي ولابد من تنمية الصناعات الاليكترونية المتصلة بالسيارات والتقدم في صناعة تكييف السيارات لانها لم تعد رفاهية وأصبحت جزءا من المنظومة الانتاجية وتؤدي إلي إقبال المستهلك بشكل أكبر، والاهتمام بصناعة محركات لانها تعمل علي نقلة نوعية للسيارة مع الاهتمام بعناصر المحرك من بنزين وحجمه وقوته وكذلك العناصر المكملة للمحرك وتكثر من قوته ومرونته لمواجهة مواقف الطريق من سرعة وبطء والاهتمام بنظم الآمان من فرامل وموتور، كذلك عدم الاهتمام بالسيارات النقل الكبيرة «الاتوبيسات» وعدم التركيز علي سيارات الركاب بشكل أكبر من السيارات نصف نقل والميكروباصات، ويؤكد فؤاد علي أهمية مواجهة معوقات تطوير صناعة السيارات عن طريق وجود فكر في الجمارك هدفه تنمية هذه الصناعة بمعني تخفيض الجمارك علي تكلفة الانتاج أكثر من تخفيضها علي السيارات المستوردة مع تحسين الطرق واستمرار العلاقة بين المنتج والمصنع المحلي والمستهلك وتنمية الإداريات المتعلقة بها بعد الصناعة والاهتمام الحقيقي بالابحاث وبعث الدارسين للخارج لزيادة المعرفة والخبرة. يضيف د.محمد مجاهد أستاذ تصميم ميكانيكي بكلية هندسة القاهرة صناعة السيارات غير مجزية إقتصاديا ولابد من زيادة حجم الانتاج عن ربع مليون سيارة سنويا للصرف علي تكنولوجيا وشكل السيارة من عام إلي آخر، وهو الاساس في تطوير الصناعة وذلك موجود في تركيا وتايلاند وماليزيا، ولكن هناك عمليات تجميع «صناعة المفكات» وهذه الصناعة لا يجد لها قيمة مضافة ولا يوجد صناعة في مصر وذلك لدفع جمارك أقل مثل صناعة «التوك توك» أي صناعة سيارات معتمدة علي حجم الانتاج والصرف علي الابحاث، مصر لا يوجد فيها سوق ونحتاج إلي شراكة سوق عربية أو أسواق افريقيا، تقوم الشركات بتجميع 10 -20 ألف سيارة ولكن إذا صدرنا للخارج نحتاج إلي شراكة أسواق ونحتاج إلي مئات الآلاف لفتح هذه الاسواق لأنه يحتاج إلي حجم اقتصادي كبير. ويري د.محمد جلال خلف الله أستاذ الآلات الالكترونية بكلية هندسة. يجب الاهتمام بالصناعات المغذية للسيارات ويجب أن يكون هناك تخطيط علي مجال واسع علي كثير من الصناعات المغذية ورفع مستواها وهناك مكونات أساسية ومهمة مثل المحرك ومكونات نقل الحركة، ويجب في الاساس إيجاد أماكن لتصنيعها علي مستوي جيد وكفء، ومع عدم وجود هذا التخطيط اندثرت المصانع المنتجة للسيارات ولذلك يجب أن ننتج 70% من مكونات السيارات مع وجود رغبة أكيدة لعمل هذا الشيء وتسعي وراءه الدولة مع دعم المشاريع الكبيرة مع التطور لكننا لم نصل لمستوي تصنيع السيارات.