· نجح نجل الرئيس الأكبر و«الغامض» في مسح تاريخ من الشائعات حوله وإحراز هدف الفوز بقلوب المصريين في لحظة غضب واحدة بجرة غضب واحدة.. وضع علاء مبارك نفسه في مقدمة صفوف الثائرين لكرامة مصر وأبنائها.. ومسح تاريخا من الشائعات حول علاقاته برجال أعمال وفنانين وشركات ومراكز نفوذ خلال سنوات التسعينيات. صار الابن الأكبر والأكثر غموضا في عائلة الرئيس مبارك.. أشد ما يكون وضوحا في أقل من ساعة.. حين اختصر نفسه في تعريف واضح محدد طال ارتباك مؤيدي النظام ومعارضيه علي السواء في التوصل إليه ألا وهو «أنا مواطن مصري». لم يكن مستغربا ازاء هذا الاختيار المحدد والشيق إلي قلوب المصريين.. والذي أكسبه في لحظات تعاطفا وحبا، استعصي علي كثير من رجال الرئيس تحصيله عبر سنوات من المشاركة في الحكم والسيطرة علي الإعلام.. أن يلجأ المواطن علاء مبارك إلي التعبير عن غضبه من الهجمة الجزائرية علي كرامة مصر وسلامة ابنائها في الجزائر أولا وفي الخرطوم ثانيا وأخيرا.. باستخدام كلمات يتداولها شباب الجامعة والاسطوات في الورش والمصانع.. «هو هوة» قاصدا رئيس اتحاد الكرة الجزائري محمد روراوة.. و«ياخدوا بالجزمة» قاصدا الذين لم يتوهمون إهانة مصر، أو يحاولون ذلك بالفعل.. و«همج وبلطجية» العصابات الجزائرية التي تم حشدها عن سابق إصرار وترصد لمطاردة المصريين في شوارع الخرطوم.. لقد استطاع علاء مبارك أن يسجل هدف الفوز بقلوب المصريين الذين لم يعلموا كثيرا عن شخصية علاء الدين محمد حسني مبارك سوي أنه رجل أعمال ومتزوج من هايدي مجدي راسخ.. وأنه لا يهوي الظهور الإعلامي.. ويعشق كرة القدم هوايته الأولي والأخيرة. لم يبال «علاء وشقيقه جمال» بالتحذيرات الأمنية من حدة التوتر المتوقعة في مباراة الخرطوم الدامية.. وقرر السفر بصحبة «جمال» رغم علمه بوجود «لبش» - علي حد قوله - هناك لكنه لم يتوقع أن يندلع الحقد الجزائري بهذه الهمجية الدامية التي وصلت - علي حد تعبيره أيضا - لشغل العصابات ورفع السنج والمطاوي.. وللمرة الثانية يرفض علاء مبارك اتباع نصائح الأمن باستقلال أول طائرة للعودة إلي القاهرة قبل ازدحام مطار الخرطوم وتوالي تداعيات يصعب السيطرة عليها خاصة بعد ملاحقة الجزائريين للجماهير المصرية علي أبواب المطار. قرر «علاء» البقاء حتي الاطمئنان علي أعضاء المنتخب والبعثة المصرية وحشد كبير من الجمهور الذي نجحت عناصر مصرية في تنظيم عودتهم علي الطائرات.. كان بإمكان «علاء» الذي عاد سالما الصمت كعادته، تاركا مسئولية النقد السياسي لرجال الدولة وفي مقدمتهم والده وشقيقه لكنه.. وبجموح طالب جامعة أو عامل ضمن مصانع حلوان.. أو سائق تاكسي اختار الغضب وأعلن رفضه لأي اعتداء من أي جزائري ولو كان الرئيس بوتفليقة نفسه، مطالبا شأنه شأن الشباب الغاضب الذي انتفض في حي الزمالك لبث رسالة غضب حول السفارة الجزائرية بطرد السفير الجزائري وأوصي بعدم ارسال منتخب الكرة النسائية المقرر سفره للجزائر في شهر مارس المقبل، تري هل لو صدرت هذه التصريحات النارية من وجوه الحكم في مصر أمثال صفوت الشريف وفتحي سرور وأحمد نظيف وأحمد عز هل كانت لتجد طريقها إلي قلوب المصريين وتحولهم بين ليلة وضحاها إلي فرسان محبوبين، كما فعلت بحق «علاء مبارك» المواطن المصري.