في يوميات كل وكيل نيابة جريمة تركت في نفسه أثراً ومن واقع هذه اليوميات يسرد لنا «أحمد مجدي البسيوني» وكيل النائب العام هذه الواقعه أغرب بلاغ تلقاه أثناء عمله من مستشفي الحسين عن وصول شاب في الثلاثين من عمره مصاباً بجرح نافذ في البطن وجروح كثيرة في مختلف جسده فاقد النطق وترافقه فتاة في العشرين من عمرها تكاد تكون في حالة انهيار وعندما سئلت عن سبب إصابة الشاب قالت إنها كانت تسير مع خطيبها لشراء لوازم الفرح وفجأة اعترض طريقهما مجهولون اعتدوا عليه ولا تعرف أحداً منهم ولسوء حالة المصاب لم يأخذ البوليس أقواله وبعد ساعات أبلغت الفتاة أنها أثناء عودتها إلي بيتها تعرضت لهجوم من المجهولين أنفسهم وقد استولوا علي شبكتها وما ترتديه من مجوهرات أصبح البلاغ بلاغين اعتداء وسرقة مجوهرات وأصبحت الجريمة لغزاً فالمجني عليه مهندس ومحبوب من الجميع ومعروف حبه الشديد ل«هيفاء» خطيبته وغيرته الشديدة عليها ويوم الحادث طلبت منه شراء لوازم الفرح وحجز الفندق للفرح والعريس كان يحمل في جيبه مبلغ 25 ألف جنيه وهذا المبلغ لم تذكره هيفاء في المحضر.. شك رجال الأمن في الخطيبة وأنها مفتاح السر ولهذا وضعت خطة لفحص سلوكها وجمع معلومات عن علاقتها بالخطيب وبعد التحريات اكتشف أن «هيفاء» هي العقل المدبر للجريمة وفي ذهول تابع وكيل النيابة خطوات تدبير كل هذا من فتاة لم تتعد السابعة عشرة وضعت أمامه المعلومات التي أكدت أن «هيفاء» علي علاقة بشاب آخر طالب في الثانوية العامة منذ عام وأن هذه العلاقة تطورت إلي «زواج عرفي» وحتي لا ينكشف أمر هذا الزواج حاولت التخلص من خطيبها بعد أن فشلت في رفضه أمام أسرتها ولما اقترب موعد الزواج رسمت خطة للخلاص منه بقتله ولأن خطيبها يحبها، وافق علي الخروج معها وهو يحمل مبلغاً كبيراً لحجز الفندق وفي ساعة متأخرة وأثناء السير في الطريق ظهر «الزوج السري» ومعه بعض الأصدقاء واعتدوا عليه بحجة أنه يعاكس شقيقته وقامت هيفاء بتسليم «الزوج السري» كل مجوهراتها والمبلغ النقدي وقد اعترف الطالب وزوج هيفاء علي مدي تسع ساعات لوكيل النيابة أنه يسكن في عمارة زوجته وأنه يحبها وهددها بإعلان زواجهما لو تزوجت من المهندس الخطيب ولكن كان يتراجع أمام حبه وخوفه من أهلها وأنه اقتنع بفكرة القتل وأنها ستقيد ضد مجهول لحدوثها ليلاً وأنه حكي لزملائه في المدرسة قصة وهمية مؤداها أن هذا الشاب يعاكس شقيقته ويريد أن يعلمه الأدب وأنهم شاركوه في الاعتداء دون أن يعلموا بحقيقة الموضوع والغريب أن هيفاء كانت تعلمه بتفاصيل التحقيق وأنه في أمان ولن يصل إليه البوليس وفي التحقيق بكي الطالب الصغير والزوج السري للفتاة وأنه نادم علي ما فعله وقال إنه لا يدري كيف تزوج منها وأنها هي التي دبرت الجريمة وأنه بسبب حبه قام بالتنفيذ وكما يقول «أحمد مجدي البسيوني» وكيل النائب العام أن المجني عليه المهندس بعد أن تماثل للشفاء رفض تصديق ما جاء في التحقيق وأن خطيبته هيفاء هي الرأس المدبرة لقتله وقام بتوكيل محام مشهور للدفاع عنها وظل يتردد عليها بعد أن قررت حبسها هي وزوجها وزملاءه 45 يوماً علي ذمة التحقيق بل إنه حاول خداعي بأنه هو الذي أصاب نفسه عندما سقط فوق سور حديدي وحاول بكل الطرق تبرئة «هيفاء» من القضية ولكن العدل كان له رأي آخر.