وقفنا جميعاً نبحث عن أسمائنا في الكشف المعلق فوق الجدران الرمادية الحكومية الخشنة يطالبنا وسط فوضي المكان بإقرارات الذمة المالية المعتادة.. بذاكرة كوميدية واحدة «تدحرجنا»، فوق السنين الماضية لنصل الي نفس المشهد الذي وقفنا فيه نكتب اقرارات ذمتنا حينما تسلمنا العمل وباغتنا «الرجل الطيب» بنصيحة العمر يوشوشنا قائلا.. اكتبوا حتة ارض ولا فيلا ولاعربيتين متضمنوش» بكرة فيه إيه.. وبسذاجة الاعوام الأولي مارسنا احلامنا علي الورق وكتب كل منا«بغض النظر عن خطورة الاعتراف» ما تتشدق به نفسه في منامه ولسان حالنا يقول قد نحقق ما كتبناه بسواعدنا مع الأيام بالشرف والضمير والامانة الإعلامية.. واليوم وبعد ما مرت السبع العجاف نقف يامولاي كما خلقتنا.. خلايا الذمم الإ من سيارات التقسيط بالفوائد المركبة ومشاهد السنوات التي تحمل كاعلاميين مشاهد قبل وبعد فعميد الشرطة المنوط بالعمل الإعلامي طويل العمر يزهزه عمره وينصره علي مين يعاديه اصبح بقدرة قادر وبجهده وعرقه واخلاصه في العمل في ثلاث سنوات فقط بعدما كان يركب المواصلات يملك فيلتين متجاورتين في قرية النسايم علي أحدث طراز بالإضافة الي سيارة B.M.W حديثة وقطع اراض متفرقة في مدينة 6 أكتوبر لا يعلم احد عنها شيئاً خوفاً من الحسد وليس خوفاً من اي مساءلة علي وجه الارض.. فرئيسه المباشر ياقلب لا تحزن يرتدي خاتم ماس وساعة الماس وله فيلتان في كل ساحل من السواحل وتمت ترقيته بعد حادث ارهابي كبير وقع في المنطقة التي كان يتولها بعدما اعطي لمسئول كبير فيها اخصب أراضيها.. أما الكاتب المتشدق في حب مصر فحباً وامعاناً في حب الوطن احتل ارضاً كبيرة في هذا الوطن وبني قصراً مشيداً بالرخام والذهب والجرانيت بعدما اعلن امام الجميع أنه بعد كل هذا السنوات من «حب الوطن» لا يملك شيئاً .. وهكذا ندرك ان «حب الوطن» يغني الفقراء ويزهزه احلامهم بالسيارات والقصور .. فبالتأكيد اننا لا نحب الوطن بالقدر الكافي وهذا ما فكرت فيه مليا وأنا أتجول علي شاطئ «فينسيا» فقد رأيت علي الشاطئ الخاص في شارع 86 مأدبة ضخمة وعشرات الشوايات الزاخرة بالبط المسكوفي وعشرات الجرسونات وعلية القوم.. حاجة كدة ولا في الاحلام وقصراًضخمآً يجلس في تراسه السيد رئيس الوزراء .. هو بلحمه وشحمه..ركضت عليه ليس طمعاً في أن اتناول معهم العشاء ولكني ذهبت ليتدخل لحمايتي من مسجل خطر اشتري بامواله الحرام البلد باللي فيها... ودون ان اسأل ..قال لي السيد رئيس الوزراء .. انا معزوم هنا عن جماعة أصحابي فقلت له إنني اعلم يادولة رئيس الوزراء ان هذا القصر هو قصرك وكل ما يحتويه ملكك وأعبر لسيادتك عن اعجابي الجم بالشيزلونجات واللانشات وال jeet sky وزهور البانسيه المتراسة في التراس والتي تعني بالفرنسية «افتكرني» والجميع يعلم انك «ابن ناس» وواصل .. ولا يهمنا الوزراء اللي كانوا مش لاقيين اللضا .. ومش لاقيين يأكلوا .. وتدخل سيادة رئيس الوزراء لحمايتي .. ولم يحدث شيئا.. فالذمم الاستك اكبر وامتن واقوي في هذه البلد من اي تدخل واي سلطة .. وهكذا تأتي الفلل والسيارات والاراضي نخباً ونهباً في حب الوطن..فإذا كان اقرار الذمة المالية المتجدد هو شر لابد منه لكل موظفي الحكومة فهل ينعم به كل الوزراء الطيبين ومديري المديريات واصحاب السلطة والنفوذ ورؤساء تحرير الصحف وكل موظفي الحكومة مهما كانت درجاتهم.. وهل يمكن ان تتحول تلك الورقة علي الحوائط الملساء والخشنة الي واقع ومعانية علي الطبيعة مع بداية العمل واثنائه وفي نهاية لنسأل الجميع من أين لك هذا؟! يكف أمثالنا عن الحلم والكذب والتشدق بالأحلام مع بداية وظائفهم بانهم سوف يحققون بسواعدهم وحب المهنة والوطن مسا جرؤ القلم علي تسجيله كذباً في اقرارات الذمة المالية .. وليعلم الجميع.. ان ناساً لها حب الوطن وناساً لها ان تبقي طوال حياتها تطرق علي بابه.. الدين لله والوطن لك ايضاً.. جيهان سليمان