التبرعات المشبوهة بدأت تتدفق علي الحزب الوطني خلال الفترة الماضية من رجال الأعمال وأعضاء مجلس الشعب ذوي المواقف المهتزة أمام دوائرهم.. تلك التبرعات بدأت تظهر بعدما أعلنت نتائج الاستقصاء الذي أجراه أحمد عز من خلال الشارع السياسي حول موقف أعضاء مجلس الشعب التابعين للحزب الوطني وأفرزت النتائج رفض الجماهير إعادة ترشيح أكثر من 70% من هؤلاء. أول التحركات التي قام بها أحد النواب هو تقديم تبرعات مشبوهة بالملايين بحجة المشاركة وتدعيم نشاط الحزب الوطني.. وهو النائب أحمد عبدالسلام صديق قورة رئيس مجلس إدارة الشركة الكويتية وعضو مجلس الشعب عن دائرة دار السلام بسوهاج والذي خرج من استطلاع الرأي الذي أجرته الأمانة العامة للحزب الوطني خلال الأشهر الماضية فمن ضمن من لفظهم الشارع السياسي أحمد قورة الذي سجلوا عدم تواجده في الدائرة خلال الأربع سنوات الماضية بالاضافة إلي دخوله في صراع مستديم مع أشقائه وكذلك عدم ظهور خدماته إلا مع قرب الانتخابات.. أحمد قورة وجد نفسه في موضع شديد الاحراج.. فتقدم لأمين الحزب الوطني بسوهاج قدري أبوحسين وأحضر معه شيكا مقبول الدفع قيمة 100 ألف جنيه وسيارتين موديل 2009 وتم ركنهما داخل سور الحزب الوطني الكائن بمدينة الشبان المسلمين بميدان سوهاج كتبرع للحزب الوطني في هذا الوقت لم يكن أمين الحزب الوطني موجوداً.. حتي أتضح له أن هذا التبرع مشبوهاً وليس خالصاً للحزب كما أن هناك معلومات تؤكد اشغال إدارة مكافحة غسيل الأموال بمباحث الأموال العامة للتحري حول الشركة الكويتية ومالكها أحمد عبدالسلام قورة وتمت من مخاطبات رسمية بين اللواء طولسون خيري رئيس الإدارة وبعض الجهات الحكومية التي يتعامل معها أحمد قورة من خلال شركاته وكذلك تورط اسمه في العديد من قضايا الشروع في القتل والاستيلاء علي أراضي المواطنين ولأول مرة يحدث في الحزب الوطني يتم رفض تبرعات فقد قرر قدري أبوحسين أمين الحزب الوطني في سوهاج إعادتها لصاحبها وتم تسليمها لمدير مكتب قورة ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فهناك مبلغ مليون جنيه قدمه أحمد قورة للأمانة العامة للحزب الوطني بالقاهرة كتبرع للمشاركة في إعداد المؤتمر العام للحزب في نهاية أكتوبر الجاري وتم رفضه أيضاً. لم يكن الحزب الوطني وحده الذي رفض التبرعات المشبوهة لأحمد عبدالسلام قورة فشيخ الأزهر نفسه د. محمد سيد طنطاوي رفض تبرعا قيمته 2 مليون جنيه بحجة أنه هذا المبلغ ليس خالصاً لوجه الله ولكنه من أجل الحرب السياسية والثأرية بينه وبين أحدي العائلات السياسية بدار السلام والتي منها الوزير السابق محمد عبدالحميد رضوان فقد تقدم قورة بمذكرة لشيخ الأزهر يفصح من خلالها عن نيته بالتبرع بمبلغ 2 مليون جنيه لبناء معهد فتيات أزهري بجوار معهد البنين.. المشيد مسبقاً منذ عشرات السنين علي أرض تبرع بها عبدالحميد رضوان والد وزير الثقافة الراحل في البداية وافق شيخ الأزهر علي قبول هذا التبرع وبعد أيام تلقي طنطاوي مذكرة رسمية من عائلة رضوان أوضحوا فيها نية قورة من هذا التبرع خاصة أن الأرض المشيد عليها معهد البنين تبلغ مساحتها 5 أفدنة ملك جدهم وتبرع بها للأزهر وقالوا إن هناك خصومة ثأرية وسياسية بينهم وبين قورة فألغي شيخ الأزهر موافقته السابقة ورفض التبرع.