حاوره سمير فراج _ابن الشاطئ "1/2" ..اللواء فؤاد علام: منصور حسن قال لى بعد وصول الإخوان للحكم «البلد راحت يا فؤاد بك»

اللواء «فؤاد علام» رجل أمن من طراز فريد اشتهر بقوته ومصداقيته وأنه الرجل الذى أحكم قبضته على الإخوان المسلمين وألزمهم الجحور التى عاشوا فيها كجماعة محظورة - وهو الوحيد الذى يحمل ملفات هذه الجماعة ويحتفظ بها حتى الآن. خبير أمنى قوى الإرادة، صاحب فكر ثاقب وهو المسئول العملاق فى يوم من الأيام بجهاز مباحث أمن الدولة السابق، تمنيت اللقاء به منذ سمعت عنه لأجرى هذا الحوار الصحفى معه، خاصة بعد أن كنت أرافق القطب الإخوانى الراحل «أحمد رائف عبدالحميد» إلى وزارة الداخلية ليلتقى مع اللواء «فؤاد علام» فيصعد إليه مهموماً ويغادر مكتبه ووزارة الداخلية مبتسماً سعيداً، وكانت علامات الاستفهام تتراقص أمامى بشدة حول هذا الموقف إلى أن أفصح لى أخيراً سيادة اللواء «فؤاد علام» عن الكثير من الأسرار بشأن الإخوان المسلمين وإن تأخر اللقاء سنوات وإلى نص الحوار المسجل مع هذا الرائد الشرطى الكبير اللواء «فؤاد علام» الذى جرى بكل الصراحة والوضوح.. وتناول كل ما يحدث الآن على مسرح الأحداث..
■ قلت للواء فؤاد علام: أنهيت خدمتك فى جهاز الشرطة فى موقع هام كنت فيه مديراً للأمن ببورسعيد التى تشهد اليوم ما نراه جميعاً بورسعيد اليوم إلى أين..؟
- على الفور يقول: ليست بورسعيد فقط، مصر كلها إلى أين؟! أؤكد هنا أن شعب بورسعيد الذى عرفته عن قرب من أرقى الشعوب ليس فى مصر وحدها، وإنما فى العالم كله.
■ لماذا؟
- يقول: وأنا فى طريقى لبورسعيد مديراً للأمن بها، كان زملائى من المقربين منى وأصدقائى يتقدمون لى بالعزاء لأن المفهوم الذى كان سائداً لدى الجميع أن بورسعيد شعبها عنيد وقاس يكره السلطة بصفة عامة والشرطة بصفة خاصة، وأنا والدى عمل فى بورسعيد فى الأربعينيات، وذكرياتى عن بورسعيد وأنا طفل جميلة جداً.. بحر وكرة ولعب ومدرسة وحاجات حلوة وعندما ذهبت إلى المدينة الباسلة بورسعيد وأصبحت أمارس عملى مديراً للأمن بها وأنعم الله علىَّ بأن فتح بصيرتى واستطعت أفهم شعب بورسعيد وبعد أن تعاملت مع هذا الشعب العظيم وعرفت أن من عزونى فى لحظة ذهابى لبورسعيد مديراً للأمن قد جانبهم التوفيق تماماً فى تقييم هذا الشعب البطل وبورسعيد عامة.
مظاهرة حب من بورسعيد إلى القاهرة حتى منزلى يوم وداعى لشعب بورسعيد مديراً للأمن بها بكل الوفاء
ويتذكر اللواء فؤاد علام هذه المظاهرة بكل الوفاء من شعب بورسعيد فيقول: يوم خروجى على المعاش عقب انتهاء مدة خدمتى فى جهاز الشرطة مديراً للأمن ببورسعيد، فوجئت بمظاهرة حب وإعزاز وعرفان ووفاء من أهل بورسعيد تجاهى أوصلتنى إلى حيث منزلى، رغم توسلاتى إليهم بأن يعودوا ولكن اصرارهم كان هو الغالب، وهذا حدث لأنهم أحبونى وأحببتهم والسبب لأننى فهمت شعب بورسعيد وطبيعته وهو شعب عاشق لحاجة هامة جداً فى حياته كلها منذ القدم.
شعب بورسعيد عاشق للعدل ورجال العدل
ويؤكد اللواء فؤاد علام: شعب بورسعيد يعشق العدل وهذا ما لا يعرفه كل الناس، عليك أن تحسسه وتشعره بأنك هذا الإنسان العادل حتى لو أنت فى منتهى القسوة طالما أنت عادل سوف يتقبل منك القسوة لأنها عادلة وهو شعب سياسى بطبعه من أظافر قدميه حتى مؤخرة رأسه، عاشق للسياسة، وذلك بحكم أنه عاش ويعيش فى منطقة تعرضت لحروب ومؤامرات وتعاملوا مع الأجانب فى السفن وغيرها عن طريق قناة السويس وهجراتهم المستمرة فى الحروب التى وقعت منذ عام 1956 من المستعمرين شعب بورسعيد شعب مضياف كريم يقولون دائماً المثل المعروف «اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب»، يعيشون على أرزاقهم اليومية وهذا كله له تأثيره فى نفسية وشخصية الشعب البورسعيدى، وأنه يضحى بأى شئ، ولو نزلت ضيفاً على أى إنسان فى بورسعيد فسوف ترى صدق ما أقول.
علينا أن نفهم أولاً طبيعة هذا الشعب البطل فى بورسعيد
ويقول: لو استطعنا فهم طبيعة شعب بورسعيد عن قرب وكيف نتعامل معه، ستجده لاشك من أعظم الشعوب فى العالم والذين نتعامل معهم من أبناء بورسعيد كرجال أمن. وسأضع هنا هذه الأمثلة على ذلك وأنا عملتهم فى بورسعيد.
أولاً: عندما عرفت أن عشقهم الأول هو فى كرة القدم وأن المضايقات التى تزعجهم هى متمثلة فى الوجود الشرطى فى مباريات الكرة، وهذا ليس على مزاجهم!
يضيف: اتخذت قراراً على الفور بعد دراستى لطباع هذا الشعب بعدم وجود أى رجل شرطة بزيه الرسمى داخل الاستاد الخاص بالمصرى البورسعيدى وأعددت مجموعة من رجال الأمن تم تدريبهم تحت اشرافى شخصياً ويشهد على ذلك أحد الضباط هناك مازلت أذكر اسمه «حلمى العيسوى» وهو حى يرزق فى بورسعيد، كان هؤلاء من الشرطة يرتدون ملابس مدنية ملكية أشبه بالملابس الرياضية ويكونون مثل الجمهور أو كأنهم بالفعل من مشجعى النادى المصرى وعند الضرورة يتم تجميعهم بتدريب معين بمهام مكلفون بها بكل الحب، ولا نجد من بينهم من يحمل عصا يهدد بها الجمهور ولفت هذا نظر الكثيرين وقام البعض بزيارتى فى بورسعيد وتقديم التهانى لى على هذا المظهر الحضارى فى التعامل مع الجمهور وهذا يرجع إلى دراستى وفهمى واستيعابى لسيكولوجية أبناء بورسعيد وهذا الجمهور العاشق لبلده وناديه المصرى والمثل الثانى هو:
فى حى العرب - بمنطقة التجارى - كانت الشوارع تبدو مغلقة، كانوا يربطون الحبال بين العمارتين ويعلقون عليها الملابس وغيرها، والغريب أن هذه المنطقة 70٪ من منازلها خشب وهى تتبع النظام الفرنساوى القديم فأنا كرجل أمن مسئول عندما شاهدت هذا المنظر الذى فوجئت به، أصبت بالرعب لأنه لو قدر الله لو شرارة أو عقب سيجارة حتى ألقى فى هذا المكان، ستحدث حرائق يعلم الله كيف ستكون نتيجتها وحتى سيارات الاطفاء لن تستطيع أن تدخل إلى مثل هذه الأماكن الضيقة جداً، وهنا كان دورى كرجل أمن من الأهمية أن أضع حلاً عاجلاً لهذه المشكلة، وبدأت أعقد مع الناس فى هذه المنطقة اجتماعات متوالية ومستمرة دامت فترة من الوقت من أجل التصدى بالحل لهذه المشكلة الخطيرة حتى توصلنا إلى الحل الأمثل وهو بناء سوق حضارى ننقل فيه من تم حصرهم فى هذا المكان بقواتى وبالتعاون مع مجلس الشعب المحلى، وكان لى الحظ فى العمل مع محافظ بورسعيد أيامها اللواء سامى خضير رحمة الله عليه، وتعاونا جميعاً فى بناء سوق حضارى بجوار محطة الأتوبيس الرئيسية لماذا هذا؟ من أجل الذين يزورون المنطقة الحرة فى بورسعيد للشراء وغيره، ينزلون من المحطة فيجدون السوق أمامهم مباشرة وأذكر بالتحية والتقدير شعب بورسعيد عندما نفذ بنفسه عملية الإخلاء.. وهذا كله سببه فهم نفسية هذا الشعب العظيم والتعامل معه بعد ذلك فى أى شىء سهل جداً.. خاصة أن تستوعب الجوانب النفسية والسياسية لديهم.
حل الأزمة الراهنة فى بورسعيد يستدعى وجود الحكماء فيها وتدخلهم
ويقول اللواء فؤاد علام: حل الأزمة الراهنة فى بورسعيد يستدعى تدخل حكماء الأمة من كل التوجهات مثل ابن بورسعيد محمد مصطفى شردى من الوفد، يأخذ مجموعة معه، وعلي نفس الموضع، يذهب غيره أنا مثلا لو كان الوزير منصور حسن على قيد الحياة لذهبت معه إلى بورسعيد على الفور - حكماء الأمة - من كل الأطياف يذهبون إلى بورسعيد ويجتمعون ويقررون ويتصالح الجميع فى بورسعيد، ويجلسون مع الشخصيات البورسعيدية الفاعلة، والمؤثرة ويدور حوار كامل شفاف وصريح بمعنى أن فيه حاجات وأشياء يجب أن تتحقق لشعب بورسعيد وله الحق فيها وفوراً يجب أن تنفذ، وهناك حاجات أخرى ليس لهم فى بورسعيد الحق فيها فلا يأخذونها وبشفافية كاملة وبنفس الثقة تحل المشاكل جميعها بكل الحب.. وتأتى علاقة شعب بورسعيد بالشرطة ودور الشرطة وما حدث من ناحية، ومن الناحية الأخرى «القضية الرئيسية التى هى الأحكام والمحكوم عليهم»، ولابد أن يذهب حكماء الأمة كما ذكرت سابقاً إلى بورسعيد وهم يتحملون مسئولية التفاهم والتعامل مع شعب بورسعيد بكل توجهاته وبكل أفراده وينتج عن ذلك هذا القصور الكامل الذى يلزم القيادة السياسية بتنفيذه وليس رشوة كما أعلن.
قرارات القيادة السياسية الرئاسية مرفوضة فى بورسعيد
ويشرح اللواء «فؤاد علام» أسباب رفض الشعب البورسعيدى قبول قرارات القيادة السياسية بشأنهم، وعلى سبيل المثال: القرار الذى صدر والخاص باستمرار بورسعيد كمنطقة حرة كان يمثل فى فترة من الفترات الأمل العظيم لبورسعيد، وأصبح مرفوضاً الآن - لماذا؟
لأنه صادر من القيادة السياسية وهم لا يطيقون حتى اسمها!.
لكن لو عملنا هذه القرارات من خلال حكماء الأمة كان الوضع اختلف كثيراً ووضحت سعادة الجميع فى بورسعيد الشعب البورسعيدى عنده عزة نفس وكرامة وكبرياء من النادر وجودها فى أى شعب آخر فى العالم كله.. والخلاصة الآن فى رأيى أنه مطلوب بشكل عاجل منهم التواصل مع شعب بورسعيد لكى يصلوا إلى قرارات وحلول تصبح ملزمة للقيادة السياسية ويتم تنفيذها فوراً، حتى لو كانت الأحكام ذاتها يتخذ فيها بعض الاجراءات السياسية!.
مستعد للذهاب إلى بورسعيد مع حكماء الأمة
ويؤكد اللواء «فؤاد علام»: أنا مستعد للذهاب إلى بورسعيد مع الحكماء من القوى السياسية وأنا واثق تماماً بأننا سوف نحقق نجاحات كثيرة لصالح مصر بشكل عام وليس فقط بورسعيد أتمنى ذلك، وإذا لم يحدث ما أقوله الآن بشأن ذهاب حكماء الأمة لبورسعيد وفوراً، فشعب بورسعيد قوى وعنيد متمسك بحقوقه لأقصى درجة مهما كانت التضحيات فى ذلك وأنا مدير أمن بورسعيد كنت أحضر فى مكتبى أبطال بورسعيد من الفدائيين أصحاب المواقف الرائعة فى حرب 1956 وما بعدها واستمتع بالاستماع إليهم والتعرف على بطولاتهم عن قرب، كان أحدهم يربط السلاح على بطنه - ويعدى بحيرة المنزلة وهو يسبح لتوصيل السلاح إلى الفدائيين.
لماذا لا يعتذر مرسى للشعب فى بورسعيد؟!
يقول اللواء «فؤاد علام»: استمعت لإحدى السيدات المكلومات وهى تردد بصوت عال: أنا عايزة مرسى يعتذر لى..!
وليكن - لماذا لا يعتذر «مرسى» - أهلاً وسهلاً - سأعتذر، ويعتذر بالفعل هكذا يفعل عائل الأسرة ورب الأسرة، ولاشك أن الاعتذار يعالج أموراً كثيرة وليس عيباً!.
الشرطة أيضاً تعتذر عن أخطاء وقعت فيها
يضيف: بالأمس القريب كنت أجلس مع مجموعة من الأصدقاء فى الشرطة، وقلت لهم بصراحة الشرطة لازم تعتذر للشعب عن أخطاء وقعت فيها.. البعض استنكر ذلك أو لم يعجبه ذلك - فقلت لهم: لا - هذا منطق القوة وازداد قيمة وأصبح كبيراً جداً عندما أعرف أخطائى وأعتذر عنها على الفور ليس عيباً أن يعتذر الرئيس لشعبه. ليس عيباً أن يعتذر رجل الشرطة لنفس الشعب عن أخطاء ارتكبها ليس عيباً أن يفعل ذلك الكبار منا أيضاً - طالما أن هذا فى النهاية سوف يؤدى إلى مصلحة وطنية وسلامة مجتمع.. وأكرر حكماء الأمة عليهم الانتقال إلى بورسعيد، ويستمعون إلى الناس وعلى الرئاسة تنفيذ توصياتهم بقرارات تحل المشكلة تماماً من جذورها.
مخطط ينفذ ويستهدف هيئة الشرطة لعزلها عن الشعب
ويقول اللواء فؤاد علام رداً على سؤال هام حول فقدان الثقة بين الشعب والشرطة فى الفترة الأخيرة: أنا أمامى مخطط ينفذ إما عن قصد وإما عن جهل إما عن عمد وإما عن عدم دراية، وهذا المخطط يستهدف هيئة الشرطة ونتيجته كالآتى: عزل الشرطة عن الشعب، وسيعقب عزل الشرطة عن الشعب وجود حالة من العداء بين الشرطة والشعب، وسبق أن قلت فى فترات سابقة.. الأخطاء التى تقع فيها الشرطة والتجاوزات أيضاً التى تصدر منها يجب أن نتنبه أنها لا تكون الأداة التى توصلنا إلى ضرب وزارة الداخلية وانهيارها..!
نركز على هذه الأخطاء وهذه التجاوزات ونعالجها قبل أن توجد حالة عداء بين الشعب والشرطة، سنعانى منها يوماً ما.. وهنا لن نعثر على العلاج ولن نستطيع تقديم الدواء إلا بصعوبة شديدة جداً..!
وهذا المخطط ينفذ كما ذكرت منذ عدة سنوات وليس وليد اليوم أو الأمس القريب، النهاردة الموقف خطير، الناس لا تدرك ما هى رسالة رجل الشرطة، الشرطة ذاتها معظمها لا يعرفون ما هو العمل فى مواجهة هذا الموقف!
المشكلة بالدرجة الأولى ليست مشكلة أمن وعداء شرطة مع الشعب فقط - لا - المشكلة أعقد من هذا بكثير جداً، لأن يؤثر فى حالة الأمن محاور هامة جداً جداً لا نأخذ بالنا تماماً منها ولا أحد يتكلم بشأنها..!
البعض يقول تطهير الداخلية، تأهيل الداخلية، اعادة هيكلة الداخلية.
أولاً: المحور الاقتصادى، إذا لم يكن معروفاً علمياً أنه كلما ساءت الأوضاع الاقتصادية كلما سادت الفوضى وانتشرت الجرائم وازدادت الاضطرابات الأمنية كلما تراجع الأداء الأمنى وعجز عن القيام بواجبه.
ثورة 23 يوليو 1952 لم تتعرض لما نحن فيه اليوم
مازال اللواء «فؤاد علام» يشرح وهو يغوص فى المشكلة الأمنية بصراحته المعهودة - يقول: أهم شئ يلفت نظرى أنا شخصياً فى الثورات هو البعد الاجتماعى - نجاح جمال عبدالناصر وثورة 23 يوليو 1952 لم تتعرض لما نحن فيه اليوم لأنها منذ اللحظة الأولى سعت إلى استيعاب وفهم البعد الاجتماعى، مثل الاصلاح الزراعى، وإذابة الفوارق بين الطبقات والاهتمام بالشعب، برنامج 30 مارس فى عهد عبدالناصر - أهم ما فيه:
أولاً: التطبيق الديمقراطى والبعد الاجتماعى كيف يعمق ويفعل بقدر أكبر مما كان عليه طوال ثورة 23 يوليو.
الاهتمام بالشعب والبعد الاجتماعى الصالح ضرورة ملحة الآن.
يجب أن تتخذ مجموعة من الاجراءات التى يمكن أن تتخذ فوراً والآن.. يمكن موضوع البعثات الدبلوماسية الذى تطرقنا إليه فى الفاتيكان وغيره، المثال على ذلك، لعلنا نرى أن تقليص مثل هذه البعثات يؤدى إلى فتح العديد من المصانع وتشغيل العاطلين، وهذا فى صميم البعد الاجتماعى واصلاح حال الشعب ربنا يلهم الجميع الصواب إلى العمل من أجل مصر بضمير يقظ.
نجاح ثورة 1919 ومليون توكيل للقوات المسلحة
أسباب نجاح ثورة 1919 وسعد زغلول، أن الشعب المصرى من تلقاء نفسه حينما قالوا له أنت جاى تتكلم عمن، قام هذا الشعب بعمل مليون توكيل وكان الشعب حوالى سبعة أو ثمانية ملايين أتمنى أن نفعل ذلك الآن من أجل أن يفهم الجميع أن الشعب أصبح يدرك أن هذه هى قواته المسلحة التى تستطيع فى الوقت المناسب أن تحمى البلاد من كل شر فى الداخل والخارج.
كنت متوقعاً نهاية مبارك فى مايو 2011
كنت متوقعاً نهاية مبارك فى شهر مايو 2011 وذلك لأن الموعد الذى كان سيعلن فيه رئاسة جمال مبارك لجمهورية مصر العربية وتولى زمام الحكم وكنت واثق ومتأكد أن أكثر من 70٪ من القطاعات الشعبية ترفض هذا الأمر تماماً والأهم من ذلك أن القوات المسلحة من وجهة نظرى لم تكن لتقبل أيضاً هذا الأمر فكان تصورى أن شهر مايو 2011 سيحدث فيه ما جاء فى شهر أكتوبر.
توقعت تحرك الجيش لإقصاء مبارك عن الحكم وتأييد الشعب لذلك
كنت متأكداً أنه فى شهر مايو الجيش سوف يتحرك أو الشعب سوف يؤيده والشواهد كلها كانت تؤكد ذلك، لقد طفح الكيل وفاض.. والناس والقوى المختلفة وعلى قمتها القوات المسلحة بالطبع فى حالة غليان.. والأمر أصبح واضحاً أن هناك من يضحك على الشعب وأن مشروع التوريث يقترب من نهايته بتولى جمال مبارك زمام الحكم فى مصر للأسف الشديد.
ثورة دموية قادمة لا محال..!
بكل التأكيد أيضاً يقول: إن القادم فى مصر وفق ما نشاهده الآن على الساحة من أحداث هو ثورة خطيرة وأبسط وصف لها أنها ستكون دموية..!
ولابد من الخروج من كل ذلك بأن نتجرد من أطماعنا ونجلس معاً ونضع تصوراً عاجلاً للخروج مما نحن فيه من كوارث حتى لا نحقق أطماع الآخرين الواضحة.
يا سيادة الرئيس مرسى اتق الله فى وطنك وشعبك
وأنا هنا انتهز الفرصة لأقول للرئيس محمد مرسى بصراحة تامة اتق الله فى وطنك واتق الله فى شعبك، واحسن اختيار مستشاريك ومعاونيك، أرجوك أنا لو فى موقعك لأرسلت للدكتور محمد العريان الذى تكلمت عنه فيما سبق وفداً رفيع المستوى وليكن رئيس الحكومة ومعه وزير الخارجية والمجموعة الاقتصادية يستمعون إليه ويقنعوه ويستعينون كما استعان به رئيس أكبر دولة فى العالم.. لانقاذ الاقتصاد الأمريكى.. أرجوك يا رئيس مصر هناك من رجالات مصر فى الخارج عظماء أوفياء يستطيعون القيام بأدوارهم الهامة داخل وطنهم الغالى مصر.. أنا التقيت من قبل عدة شهور بالدكتور محمود عمارة رئيس الجالية المصرية فى باريس، وله فى مصر مجموعة من المشروعات تقدر بملايين أو مليارات اليوروهات، ولديه رؤى ومقترحات ويمكن عند الاستعانة به وتنفيذ بعض هذه المشروعات يكون عملاً كبيراً لصالح مصر والمصريين.
فؤاد علام العدو الأول للجماعات الإسلامية فى العالم
قلت للواء فؤاد علام أنت كنت تعتبر العدو الأول للجماعات الإسلامية وأنت نائب رئيس أمن الدولة السابق وكنت مسئولاً أساسياً عن ملف الإخوان المسلمين منذ عام 1967 وحتى عام 1984، وأنت تملك من المعلومات ما لا يملكه أى إنسان آخر فى عالمنا العربى، كذلك أنت لديك الصندوق الأسود وبه كل أسرار الإخوان المسلمين، هل نفتح بعض هذه الملفات على الأقل للتاريخ؟
أنا عاصرت ثلاثة عهود فى تاريخ مصر عبدالناصر والسادات ومبارك الذى تم خلعه أخيرا.. وكان هذا طوال ثلاثة وثلاثين عاما هى سنوات خدمتى فى أمن الدولة، بدأت عام 1957 ثم انتهيت منها فى عام 1985 تقريبا.
حسن الهضيبى وحسن البنا كانا على علاقة بالمخابرات الأمريكية والإنجليزية
أؤكد هنا أن قيادات الإخوان مثل حسن الهضيبى وحسن البنا كانا على علاقة بأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية من خلال وثائق عندى حصلت عليها، وعندى اعترافات «على أحمد عبده عشماوى» الرجل الثانى فى تنظيم «سيد قطب» والتى قال فيها: إن الإخوان كانوا يحصلون على تمويل من رجال أعمال يهود ولديه القرائن التى حصل عليها والتى تثير الشك والريبة حول علاقة الإخوان المسلمين باليهود وبالمنظمات الصهيونية، وقد حصلت على صور للشيكات التى تثبت هذا التمويل قدمها لى على عشماوى
نشر بتاريخ 18/3/2013 العدد 640