بورسعيد ورحلة لمّ الشمل ياسمين خلف «لا لمرسى لا لبديع القنال مش للبيع.. لسه بتسأل عايزين إيه.. 05 واحد ماتوا يابيه.. علشان غشه علشان كذبه يسقط مرسى يسقط حزبه.. طول ما الدم المصرى رخيص يسقط يسقط أى رئيس».. بهذه الكلمات كانت قافلة «لم الشمل» ترددها فى الأوتوبيس طوال الطريق.. وهذا بالإضافة إلى أغنية السمسمية التى تشتهر بها بورسعيد وأغنية بورسعيد ل«شادية». فكان الجو العام داخل الأوتوبيس طوال الطريق حميميا لدرجة أننا لم نشعر بغربة.. بل شعرنا بألفة ومودة ومحبة مع الناس وكانوا يشجعوننا على الانضمام إليهم فى الغناء.. ولأول مرة أشعر وكأننى فى مهمة وطنية ومستعدة أن أضحى بنفسى فى سبيل مؤازرة أهالى بورسعيد.. وكان يوجد فى الأوتوبيس بورسعيدية لتأمين القافلة وكانوا ينسقون مع الناس هناك لتأميننا.. كان الأوتوبيس فيه كل الأعمار السنية.. لكن أكثر ما جذب انتباهى هو أصغر طفلة ثورية فى القافلة.. وجدتها تجلس بجانبى وتنظر لى من حين لآخر و كأنها تريد التعرف على.. فقصرت عليها الطريق وبدأت فى التعرف عليها.. هى «رحاب لؤى» - 41 سنة- طالبة فى الصف الثالث الإعدادى.. أكثر ماجذبنى إليها أننى فوجئت أنها جاءت مع الدكتوره منال عمر للمشاركة فى القافلة ومساعدة أهالى بورسعيد.. فسألتها هل هناك قرابة بينكما؟.. فوجدتها تقول لى «لا، أنا بشتغل مع الدكتورة منال عمر من زمان .. كنت معها فى حملة «الدعم النفسى للأطفال اللاجئين السوريين فى مصر».. والآن نقوم بتحضير الانتخابات البرلمانية.. حتى نستطيع أن نوعى الشعب فى كيفية اختيار المرشح.. وهذه إحدى برامج الملتقى الدولى.. أخذنا الحديث إلى أن وصلنا إلى مدينة بورسعيد.. وبمجرد النزول من الأوتوبيس بدأت الهتافات تعلو وتعلو.. بورسعيد أرض المقاومة.. بورسعيد هما البواسل.. يا مرسى قل لبديع القنال مش للبيع.. وبدأت أصوات السيدات والرجال تعلو وترن فى شوارع المدينة الباسلة.. كنا نسير فى الشوارع وأهالى بورسعيد يقفون على الأرصفة يحيوننا ويلوحون لنا.. وانضم إلينا البعض من أهالى بورسعيد وكانت الفرحة لم تسعهم وكانت هناك سيدة تتحدث معى أثناء المسيرة وقالت لى: «ابن البلد عمره ما يؤذى حد.. كل اللى بيحصلنا ده أيادى خارجية.. ودول عايزين يبيدوا شعب بورسعيد».. ثم قال لى رجل آخر أيضا أثناء المسيرة «مرسى بينتقم مننا بسبب الانتخابات الرئاسية عشان أخذ 03٪ من أصوات بورسعيد ومن ساعة الانتخابات وهو حطنا فى دماغه ودى كانت وصية حسنى مبارك له».. وبعدها وجدت رجلا عجوزا يصرخ فى وجهى قائلا «إحنا هنا ولادنا بتموت برصاص القناصة والرئيس بيخطب لابنه فى طابا طب ده يرضى مين يعنى!!.. كما وجدنا رجلا يتوسل لنا والدموع تغرق وجهه ويقول: «ابنى ذهب شاهد فى قضية راحوا أخذوا وحبسوه ودلوقتى بقاله 11 شهر ومش عارف أشوفه أنا عايز أشوف ابنى عايز أعرف عملوا فيه إيه هو كويس ولا تعبان .. كان الرجل يتحدث وقلبه ينفطر على ابنه وأثناء حديثه صرخ الأستاذ جورج إسحاق «فين الإعلام والتليفزيون بدلا ما بيصور الحاجات التافهة يجى يصور مشكلة الرجل ده» وتضامن معه الأستاذ جورج ووعده بأنه سيساعده فى رؤية ابنه.. وأثناء الرجوع جاء مجموعة من الشباب البورسعيدى وأوقف الأوتوبيس مطالبين أن ننضم معهم فى مسيرة أهالى الشهداء لكن بسبب تأخر الوقت رفض الكثير من الناس..
لكن د.منى مينا أبت أن ترحل و تتركهم وشيئا فى نفسهم.. فطلبت منا الرحيل وهى ستكمل المسيرة التى ستنطلق من جامع مريم الساعة الثامنة مساء.. مع العلم بأننا قمنا بمسيرة مشابهة عندما جئنا إلى المدينة مع الأستاذ جورج إسحاق فى الصباح.. لكن بعد ما قمنا بتوصيل الدكتورة منى مينا للجامع علمنا أن المسيرة اتلغت.. وبعدها وجدنا سيدة بورسعيدية تستقل الأوتوبيس والدموع فى عينيها وبتحلف أن ابنها برىء وبدأت تحكى لنا قصته وهى أنها زوجته وهو عنده 91 سنة خوفا عليه من أن يرتكب شيئا خطأ وأنجب طفلا وتركه لها .. كان يشاهد مباراة لكرة القدم فاتخذ ظلم وبعدها لفق له قضيه قتل.. وأنا لا أقبل أن يكون ابنى قاتلا ولا يأخذ جزاءه!!..
لكنى ذهبت إليه وسألته إذا قتل أحدا أم لا لكنه نفى تماما.. وقالت «أن البورسعيدية مستحيل يموتوا بعض.. واكتشفنا أن هذه السيدة كانت تسير أمامنا بمسيره لتأمين خروجنا من بورسعيد.. وقبل نزولها من الأوتوبيس أعطت لنا كيسا مليئا بالعيش الفينو وبسطرمة وجبنة رومى وكيسا مليئا بالكانز البيبسى ثم قالت «ربنا يسلملكم طريقكم وتركتنا عند البوابات وذهبت.. ولكن لاننكر أن هناك خللا فى نظام القافلة حيث إنه حدث انقسام فقد ذهبت الدكتورة منال عمر إلى بور فؤاد لزيارة أهالى الشهداء والتبرع بالدم.. كما ذهبنا نحن مع الأستاذ جورج إسحاق لزيارة المصابين فى مستشفيات بورسعيد.. وقد أدى ذلك إلى أننا رجعنا إلى القاهره بصناديق الأدوية التى كان من المفترض أن تكون لأهالى بورسعيد وسنأخذ هذه الأدوية فى القافلة التى ستنطلق يوم السبت القادم إلى مدينة السويس البورسعيدية أعلنوا التحدى هايدى فاروق وامانى زيان من بور حزين إلى بور شهيد أسماء لازمت المدينة الباسلة قدس الأقداس صاحبة المقاومة الشعبية بلد الرجال.. يبقى صمودها فى مواجهة العدوان الثلاثى والذى شنته دول بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 6591 ردا على تأميم الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» لقناة السويس رمزا للعزة والكرامة.. وهو ما أهلها لحمل لقب المدينة الباسلة واتخاذ يوم 32 ديسمبر من كل عام عيدا قوميا للمدينة «عيد النصر» وهو اليوم الذى يوافق تاريخ جلاء آخر جندى بريطانى عن المدينة عام 6591. تحولت شوارعها فى عهد الرئيس محمد مرسى لسرادق عزاء كبير، الحزن يكسو ملامح أهلها التحدى واضح فى نبرات صوتهم وغمامة الموت تنشر كآبتها فى الشوارع التى اكتست بلافتات سوداء تدين مرسى وجماعته، تطالب بالقصاص العادل والرحيل وتؤكد أن الثورة لا تزال مستمرة رافضة الاستسلام. منذ نزولنا لشارع سعد زغلول وسيرنا فى مسيرات لنعلن تضامننا مع الشعب البورسعيدى والوجوه من حولنا ترحب بنا تؤكد لنا أنهم ليسوا بلطجية، وأن دماء الشهداء التى أغرقت شوارع البلدة المتسبب فيها هم قناصة الداخلية وبلطجية من خارج البلد لأنه لا يوجد بورسعيدى يجرؤ على إطلاق طوبة صغيرة على شقيقه وابن بلده البورسعيدى فلا يمكن إطلاق النار. وصلنا لقسم شرطة العرب.. القسم الذى حدثت أمامه المجزرة كانت آثار طلقات الخرطوش فى كل مكان حول القسم والشوارع الجانبية له.. الأهالى لا يزالون فى حالة من الذعر ومعظم المحلات حول القسم قد أغلقت أبوابها. اصطحبنى أحمد المغربى صاحب محلات بصريات فى مواجهة القسم إلى محله المغلق ليرينى آثار المعركة الدامية على محله حيث حطمت طلقات النيران واجهة المحل ودخلت الطلقات لتترك آثارها على جدران المحل مؤكدا الخسائر التى تكبدها طيلة الأسبوع وحكى لحظات الرعب التى عاشتها المنطقة وفزع السكان وتركهم لبيوتهم فرارا من طلقات النيران التى كانت تحاصرهم، مؤكدا أن البلد أصبحت بلا مؤسسات، فهم يريدون عزل مدن قناه السويس عن باقى محافظات مصر لتمرير مخططهم وبيع القناة لقطر. أحمد نصر يعمل فى مستشفى «آل سليمان» يقول: منذ 03 عاما ونحن نعيش فى ضنك فقد عاقبنا نظام مبارك، واليوم مرسى يستكمل المسيرة مؤكدا أن أيام مبارك كانت أهون، فعلى الرغم من الظلم والضنك الذى كنا نعيش فيه لكن كان يوجد أمان، الآن نحن أصبحنا بلدا عليه العوض فلا يوجد أمان ولا تجارة والحياة متوقفة والأحداث فى تزايد يوما عن يوم. ويوضح نصر أن الأمطار التى تساقطت الأسبوع الماضى ما هى إلا دموع السماء على ما يحدث فى المدينة الباسلة التى عرفت بتاريخها المشرف فى مواجهة الأعداء. الدكتورة منى عبد العزيز الأستاذة بكلية التربية جامعة حلوان تقول إن أهالى بورسعيد هم تجار وما يحدث يضربهم فى مقتل فمنذ اندلاع ثورة 52 يناير والأوضاع تزداد سوءا، مؤكدة أن مباراة العام الماضى كان مخططا لها لاستفزاز أهالى بورسعيد واستغلال حماسهم وعصبيتهم، وهى الصفة السائدة فى أهالى بلدان السواحل فالإخوان هم من دبروا لذلك لتقسيم مصر وفرقة محافظتها فتاريخ النطق بالحكم دليل على ذلك. وفاء الوفائى مدرسة بمدرسة عبدالناصر الثانوية بنين تقول «إحنا عايشين ميتين لم نعد نخاف» مبارك لم يستطيع كسر بورسعيد فجاء مرسى ليكمل المشوار والداخلية مدانة، هى من قتلت أولادنا برصاصها لم تؤمن البلد لم تحافظ على أولادنا، فدماء أولادنا فى رقبة مرسى وحكومته ولن نهدأ إلا بالقصاص، فنحن نريد محاكمة مرسى جنائيا فهو مجرم حرب فقد اعترف بأنه هو من أعطى الأوامر بالضرب، لا فرق بين مرسى ولا بشار فكلاهما يقتل شعبه وقد سقطت شرعيته بما فعله. قاسم مسعد عليوة روائى بورسعيدى يقول: سيظل اسم بورسعيد هو بورسعيد سيظل اسمها عاليا متحديا، مشيرا إلى أن بورسعيد لم تقاوم عسكريا فقط بل قاومت ثقافيا. لم تقتصر مقومات بورسعيد كمدينة عالمية منذ نشأتها على ما تمتعت به من وسائل مدنية وحضارية فحسب، بل امتدت أيضا لتشمل الطابع الثقافى للمدينة حيث اتسم مجتمع بورسعيد بطابع (متعدد الثقافات) حيث سكنها العديد من الجنسيات والأديان خصوصا من دول البحر المتوسط وأغلبهم من اليونانيين والفرنسيين بجانب المصريين فى تعايش وتسامح، وكان يسكن الأجانب حى الإفرنج (حى الشرق حاليا) بينما كان يتركز المصريون فى حى العرب. ويشير عليوة إلى أن الوضع الآن ملتهب فى بورسعيد والحياة متوقفة ولكن البورسعيدى لن يستسلم فأهم صفاته أنه متحد دائما حماسى يجيد الجرأة فى التعامل لن يرهبه مسئول ولن يردعه رصاص فحتى مع تدهور الأوضاع داخل المدينه نجد أن المواطنين يمارسون حياتهم بنفس الطريقة التى تناسبهم فلا أحد يستطيع أن يزايد على وطنية البورسعيدى. ويؤكد أن أهم مطالب الشعب البورسعيدى هو القصاص وإعادة النظر فى الحكم لأنه حكم جائر وسياسى فهناك أطفال حكم عليهم وأحدهم من الألتراس الأهلى والآخر قد تم الإفراج عنه ونطالب بعزل وزير الداخلية فهو رجل دموى. ويرى عليوة أن بورسعيد قبل الثورة كبعدها فهى فى حال عقاب وضيم شديد، وتتعرض لمؤامرة من وجهة النظر الشعبية هى أن الإخوان يريدون تقسيم جمهورية مصر فإذا كانوا فشلوا فى تقسيمها على أساس دينى فإنهم يريدون تقسيمها على أساس جغرافى لتعطيل مسار الثورة وتشويه صورة المدينة الباسلة وهو مخطط من نتاج الفلول استثمره الإخوان. عبد الفتاح البيه سيناريست بورسعيدى وشاعر يرى أن المشهد البورسعيدى لا ينفصل عن المشهد المصرى، فما يحدث فى بورسعيد هو استكمال للمجازر التى قام بها المخلوع واستكملها بشراسة النظام الحالى فهو تكملة لمذابح ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والاتحادية. ويرى البيه أن شباب الألتراس كان مشاركا بشكل كامل فى حماية الثورة وكان لهم هتافات ضد النظام وكان لابد من عقابه وسهل ذلك تخلى الأمن عن مسئولياته فالجيش لم يشارك بالحماية الواجبة لضيوف المباراة فى العام الماضى وفى يوم 62-1-3102 كان ويؤكد البيه أن الإخوان من وقت المذبحة وقد اختفوا من شوارع بورسعيد فهم يعرفون جيدا حجمهم الحقيقى فى الشارع ويعرفون أن البورسعيدية فى حالة شحن كبير وكره لهم.∎ بورسعيد.. لن تسمح بالاصطياد فى الماء العكر أمانى الزيان جاء رجل للدكتورة منال عمر ونحن ننتظر الباص قائلا: أنا خائف عليكم من الطرف الثالث لذا سوف أسافر معكم!! وكأنه قادر وحده على حماية المائة شخص المسافرين لبورسعيد.. وعندما ذهبنا للمستشفى العسكرى مع جورج إسحق علمنا أن المستشفى رفض علاج كل المصابين وأن بعضهم فقط من يتلقى العلاج لماذا؟ لا نعرف السبب.. وكان يقف خارج المستشفى رجل يبكى فى صمت.. يبحث عن يد تمتد له ولابنه بالمساعدة.. فقد أصيب ولده ولا يجد المال لعلاجه.. ويريد دواء وتغيير للجرح وأشياء من هذا القبيل وليس فى جيبه جنيه واحد لعلاجه كما أنه لا يستطيع تحريك ابنه فيحتاج لمن ينقله للمستشفى ولا يجد ثمن المواصلة التى تنقله. والمستشفى العسكرى يرفض علاجه والميرى بلا إمكانيات ويحتاج من يدخله أن يملك ثمن الدواء وباقى الاحتياجات.. فوقف الرجل يبكى أمام المستشفى بلا كلام .. إلى أن اقترب منه النائب السابق من حزب النور سابقا.. على فودة.. وأخذ يسأله عما يحتاجه وبدأ الرجل يشرح مشكلته باستحياء وفجأة جاءت الأستاذة أميرة ويلقبونها ماما أميرة «أم المصابين» وطلبت من على فودة الرحيل وقالت له لا نحتاج منك شيئا.. أين كنتم عندما كان أولادنا يقتلون .. أين كنتم عندما سقطت جثامين الشباب أرضا.. أين كنتم ونحن نبحث عن الدم؟ اذهب لا نريد مزايدة الآن ولا نريد استغلالا لقضية أو بالأصح لمصيبة جديدة لمصلحتكم الشخصية، أخذ الرجل يحاول إقناعها أنه ترك حزب النور ولم يعد عضوا به .. إلا أنها رفضت أى حوار معه وأخذت الرجل والد الشاب من يده وقالت له لا تستجدى عطفا من هؤلاء فهم كاذبون .. أنهار الرجل بعد متابعته لمناقشتهم ومشاداتهم وصرخ .. ارحموووونى.. أنا لا يهمنى أيا منكم ولا يهمنى من الصادق ومن الكاذب.. أنا كل ما يعنينى الآن هو ابنى الملقى فى البيت لا حول له ولا قوة .. وأخذ يبكى بانهيار.. ترك على فودة الموقف ساخنا وابتعد وقال للسيدة إن كنت لا تريديننى أساعد الناس .. فليكن .. ووقف مبتعدا.. وهنا تدخلت أخرى من أهالى بورسعيد منفعلة موجهة حديثها لفودة .. ابتعدوا عنا .. ألا يكفيكم ما حدث من تحت رأسكم.. أرجوك.. فحاول البعض تهدئتها إلا أنها قالت له.. ربما تكون كما تقول لم تعد منهم رغم علمى أنك صديق شخصى لأكرم الشاعر .. إلا أننى لم أعد أثق بأى من يربى لحيته.. وهنا ثار فودة لأول مرة.. وقال لها صارخا.. احترمى نفسك والزمى حدودك!! الغريب أنه حزن لإهانة ذقنه أكثر من إهانته هو شخصيا!! أخذت ماما أميرة المصابين مستشفى آخر ومن ضمنهم الرجل والد المصاب الذى كان يبكى رغم أن على فودة قد ذهب له وأعطاه رقم هاتفه وقال له اتصل بى وأنا سأساعدك .. العجيب أنه لم يعطه نقودا فوريه بيده أو يحاول أخذه فورا لنقل ابنه المستشفى مثلا مثلما فعلت السيدة !! مشهد آخر أيضا أمام المستشفى لشاب ضمن الشباب المصابين ووالده .. هذا الشاب «أحمد محمد السيد» 32 سنة .. قطعت صوابع يده اليمنى .. وأصبح عاجزا دون ذنب إلا أنه كان يحاول إنقاذ صديق عمره من القناصة الذى لم يحدد إن كانوا من الشرطة أو غيرهم.. وتساءل أحمد سؤالا واحدا.. إن كان هناك بلطجية هاجموا القسم.. لماذا يضرب القسم الرصاص بصورة عشوائية على الجمهور؟! أما عن أمهات الشهداء الذين توفوا فى الجنازة يوم الأحد فقالوا لن نطالب بتعويضات.. لن نطلب إلا الثأر لأولادنا.. القصاص لا غير.. وقد أوضح كل من أهالى الشهداء والمصابين أن الحكومة قد أهملتهم وظلمتهم وأن شعب بورسعيد سيقفون ضد الظلم ويقاومونه ولن توقفهم أعداد الشهداء فبورسعيد بلد الشهيد منذ الأزل زند؟!