الشرطة تتحرَّش بالأهالى مجددًا.. وتقتحم موكب النعوش وتحطّم سيارتَين كتب: يسرى محمد - إبراهيم زكى
وصل إلى مدينة بورسعيد 8 جثامين من مصابى أحداث بورسعيد، قادمين من مستشفيات القوات المسلحة، والذين تم نقلهم إلى القاهرة للعلاج، وكانت حالتهم خطرة، وقد توفوا أمس إثر إطلاق قناصة الداخلية الرصاص الحى عليهم، ومن المقرر إقامة شعائر صلاة الجنازة من مسجد مريم بحى المناخ بمحافظة بورسعيد، فور وصول الجثامين إلى المسجد. جدير بالذكر أن حصيلة الذين لقوا مصرعهم إلى الآن وصلت إلى 45 ضحية «32 فى أحداث اليوم الأول وخمسة أثناء تشييع الجنازة وثمانية جدد».
وفى تصعيد آخر ل«ألتراس جرين إيجلز» على موقع التواصل الاجتماعى، أعلنت فى بيان أنها ستحتفل اليوم بذكرى هروب الرئيس مرسى من السجن، وأن بورسعيد كلها هتخرج تحتفل به الساعة 9 مساءً، والاحتفال سيستمر حتى ساعات الصباح.
وسوف نؤكد أن لقب «أحفاد 56» ليس لقبًا خياليًّا، بل حقيقة ومن الصعب حد يغيّر الحقيقة ويكسر كرامة شعب لديه تاريخ كبير، وتتم إبادته من قبل حاكم ظالم، وقد أعلن أهالى بورسعيد مشاركتهم فى المسيرة المقرر إقامتها الساعة التاسعة مساءً، للرد على ما وصفه بالقرار الفاشل للرئيس مرسى بفرض حظر التجول بدءًا من الساعة التاسعة مساءً حتى السادسة صباحًا.
وتم تشييع جنازة ضحايا جنازة الضحايا بوجوه غاضبة حزينة، وأكف ترفع الأعلام السوداء، وحناجر تهتف بسقوط النظام، إذ شيّع الآلاف من أهالى مدينة بورسعيد، أمس الإثنين، جنازة ضحاياهم الجدد، الذين لقوا مصرعهم على أيدى رجال الشرطة فى أثناء قيامهم بتشييع جنازة عشرات الشهداء الذين سقطوا فى أحداث ذكرى الثورة، فى مشهد ربما لم تشهد الساحة المصرية مثيلًا له، بعدما أصبحت الجنازات وحمل النعوش هى الطقس الثابت فى حياة المدينة الباسلة، وسقوط الضحايا هو الخبر المعتاد الذى لا يثير الدهشة.
فمن أمام مسجد مريم بحى المناخ، ووسط هتاف «لا إله إلا الله.. محمد مرسى عدو الله»، انطلق أهالى المدينة لتوديع 6 من شهدائهم الذين لقوا مصرعهم أول من أمس الأحد، مرددين هتافات تطالب برحيل مرسى وسقوط جماعة الإخوان المسلمين ومرشدهم، حيث تجنبت الجنازة السير من أمام نادى الشرطة الذى تمركزت حوله أكثر من 20 مدرعة، خوفًا من اندلاع الاشتباكات مجددًا، ووقوع مجزرة ثالثة تحصد المزيد من الضحايا، ورغم ذلك أبَت الشرطة إلا أن تترك بصمتها مجددًا على الجنازة، حيث فوجئ المشيعون بقيام مدرعتين باقتحام صفوف الجماهير الحاملة النعوش، وتحطيم سيارتين، فى الوقت الذى تابع فيه القناصة الجنازة بأسلحتهم من فوق أسطح المنازل، بالتزامن مع تحليق طائرة حربية فوق سماء المدينة، وكأنهم يبعثون برسالة رعب إلى الأهالى بأن أيديهم ستبقى على الزناد دائمًا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تواصلت فيه عمليات الاشتباكات وتبادل إطلاق الرصاص بين مسلحين حاولوا اقتحام قسم شرطة العرب وقوات الأمن التى تحصّنت داخل القسم، كما سمعت أصوات إطلاق الرصاص فى عدة مناطق متفرقة ببورسعيد، وفى محيط السجن المركزى، فى الوقت الذى ارتفعت فيه أعداد المصابين نتيجة الاشتباكات الدائرة فى المدينة منذ أيام إلى قرابة ال500 مصاب، بينهم عدد من المصابين بطلقات نارية وخرطوش.
بينما أكد شهود عيان أن اشتباكات دارت حول مركز للشرطة بين ملثمين من حركة بلاك بلوك والشرطة، استخدمت فيها قنابل المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع.
الشلل التام الذى أصاب بورسعيد، ما زال مستمرًا، خصوصًا بعد إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال، حسبما أكد شهود عيان من أهالى المدينة، بعدما تعطلت كل المصالح الحكومية وأغلقت جميع المحلات التجارية، وباتت شوارع المدينة لا يطرقها سوى المشيعين أو المنخرطون فى اشتباكات عنيفة مع الأمن، فحسب شاهدة عيان تسكن المنطقة القريبة من سجن بورسعيد، فإن إطلاق الرصاص استمر طوال ليلة الإثنين، وإن كان بشكل متقطع حول السجن، بعدما سمعت صوت طائرة ظلت تحلق فوق السجن حتى الفجر. بينما أكد أحد التجار أن المدينة أصبح «حالها واقف»، متوقعا أن يزيد حظر التجوال من الكساد الذى ضرب بورسعيد، فى الوقت الذى يعيش فيه أهالى المدينة على التجارة والبيع والشراء، مؤكدا أن السلاح أصبح فى أيدى الجميع، خوفا من التعرض لعمليات القتل التى باتت شيئا اعتياديا ومتوقعا.
يأتى ذلك بينما توقفت عمليات نقل المواد البترولية إلى بورسعيد لليوم الثالث على التوالى، بسبب مخاوف سائقى شاحنات الوقود من السفر إلى المدينة فى ظل الأوضاع المؤسفة التى تشهدها هذه الأيام من اشتباكات دامية أودت بحياة العشرات وأصابت المئات من المواطنين.
من جانبه، قال الدكتور عبد الرحمن فرج مدير المستشفيات ببورسعيد، إن عدد الذين قتلوا فى اشتباكات المدينة أول من أمس «الأحد» فى أثناء تشييع جثامين الضحايا، بلغ 6 قتلى، بعد وفاة آخر ضحية فى أثناء علاجه بمدينة المنصورة، حيث تم نقل جثمانه إلى مدينة بورسعيد أمس الإثنين، مؤكدًا أن جميع القتلى لقوا حتفهم نتيجة إطلاق الرصاص.
وردًّا منهم على حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال اللذين فرضهما محمد مرسى أول من أمس الأحد، عقدت القوى والأحزاب السياسية ببورسعيد اجتماعا لتحديد الفاعليات التى ستتخذها لمواجهة هذه القرارات، حيث قال صفوت عبد الحميد نقيب محامى بورسعيد، إن مرسى أطلق العنان للشرطة لقتل المواطنين، بعدما هدّد شعب المدينة باستخدام إجراءات أكثر عنفًا، مشيرًا إلى أنه يستخدم أسلوبًا أسوأ مما كان عليه النظام السابق، بينما طالبت نقابة المحامين ببورسعيد بإقالة وزير الداخلية ومحاكمة مدير الأمن، وانتداب قضاة للتحقيق فى وقائع قتل المواطنين.
من جانبه، أشار النائب السابق البدرى فرغلى، إلى أن قرارات مرسى تفرض الحظر ليلا والطوارئ نهارا، وهو ما سيجعل أهل بورسعيد بلا حقوق، حسب قوله، متسائلًا «ماذا يراد بأهل مدن قناة السويس؟»، معبّرًا عن رفضه قرارات مرسى، مضيفًا «إحنا قمنا بالثورة ضد الظلم والاستبداد مش علشان النظام الجديد يجيب لنا حالة طوارئ وحظر تجوال».
فرغلى كشف أن المدينة تشهد ارتفاعًا جنونيًّا لأسعار السلع، خصوصًا الخضراوات، بسبب الظروف التى تشهدها هذه الأيام، وحالة الحصار التى تتعرض لها، مؤكدًا أن مرسى «لا يعرف كيف يتعامل مع المصريين على قدم المساواة».
بينما أعلن اللواء أحمد عبد الله محافظ بورسعيد، أن أمس الإثنين إجازة رسمية بجميع المصالح الحكومية فى المحافظة، عدا الجهات الخدمية كمديريَّتَى الصحة والتموين، وذلك لليوم الثانى على التوالى.
طائرات تحلّق فوق السجن.. وتوقّف نقل البنزين.. والأهالى بدؤوا فى حمل الأسلحة للدفاع عن أنفسهم
كتب: يسري محمد
شيَّع الآلاف من أبناء بورسعيد جثامين 6 قتلى من أبناء المدينة قتلوا فى اشتباكات أمس، وقال شاهد عيان إن المتظاهرين يرددون هتافات «لا إله إلا الله محمد مرسى عدو الله»، و«حا شى مرسى المرشد بيمشيه»، ورشق المشيعون مدرّعتين للشرطة بالحجارة فى أثناء مرورهما من أمام مسجد مريم الذى انطلقت منه الجنازات. وقال الدكتور عبد الرحمن فرج مدير المستشفيات ببورسعيد، إن عدد الذين قتلوا فى اشتباكات بورسعيد، أمس، وصل إلى 5 قتلى، وإن شخصًا آخر توفّى فى أثناء علاجه بمدينة المنصورة، وتم نقل جثمانه إلى مدينة بورسعيد اليوم. وأضاف أن جميع القتلى لقوا حتفهم نتيجة إطلاق الرصاص، وأن عدد المصابين تجاوز 500 مصاب، بينهم عدد من المصابين بطلقات نارية وخرطوش.
وشهد محيط قسم شرطة العرب ببورسعيد تبادل إطلاق الرصاص بين مسلحين يحاولون اقتحام القسم ورجال الشرطة المتحصنين بداخله، كما سمع صوت إطلاق الرصاص فى عدة مناطق متفرقة ببورسعيد وفى محيط السجن المركزى.
وحلّقت طائرة حربية فوق السجن طوال ليل أمس وحتى فجر اليوم لتأمينه، وسمعت أيضًا صوت طائرة ظلّت تحلق فوق السجن حتى فجر اليوم، الحياة فى بورسعيد مشلولة تمامًا، وقالت أحلام سيد موظفة، 52 عامًا، تسكن فى منطقة قريبة من سجن بورسعيد، «إطلاق الرصاص كان متقطعًا طوال الليل حول السجن»، وقال السيد عادل، تاجر، «البلد حالها واقف وحظر التجوال سيزيد من الكساد، ومعظم أهالى المدينة يعيشون على التجارة، والأسلحة بقت فى كل مكان، والناس بدأت تحملها للدفاع عن نفسها»، وقال شهود عيان إن اشتباكات دارت حول مركز للشرطة بين ملثمين من حركة «بلاك بلوك» والشرطة استخدمت فيها قنابل المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع من جانب الشرطة. وتوقفت عمليات نقل المواد البترولية إلى بورسعيد لليوم الثالث على التوالى بسبب مخاوف سائقى شاحنات الوقود من السفر إليها، نظرًا للاشتباكات التى تدور حاليًا هناك.
..وطوارئ فى جامعتَى القناة والإسماعيلية.. وإغلاق «بورسعيد» رئيس جامعة بورسعيد: تعليق الامتحانات فى كل الكليات.. وملثّمون يسرقون محتويات كافتيريا الآداب والتربية كتب: إبراهيم الديب
حالة الانفلات الأمنى والطوارئ التى تعيشها مدن القناة الثلاث (بورسعيد والإسماعيلية والسويس) أربكت الحالة الأمنية فى تلك الجامعات، وأوقعت أضرارا بها، مما جعل رؤساء الجامعات يقومون بتكثيف الوجود الأمنى داخل وخارج أسوار الجامعة، وأغلقت جامعات أخرى أبوابها خوفا من تداعيات الأحداث.
الدكتور محمد محمدين، رئيس جامعة قناة السويس، قال ل«الدستور الأصلي» إن الجامعة أعلنت حالة الطوارئ وتمت زيادة أفراد الأمن الإدارى داخل وخارج الحرم الجامعى، لتأمين منشآت ومبانى وأجهزة الجامعة، نافيا تسليحهم بأى نوع من السلاح للدفاع عن منشآت ومبانى الجامعة، كما أنه تم إلغاء الراحات للعاملين، نظرا إلى الظروف الى تمر بها المحافظة، وأن القوات المسلحة أرسلت ثلاث مدرعات أمام الجامعة لتأمينها.
محمدين أوضح أن أعمال تصحيح الامتحانات سارية فى كل كلية، وتم تأمينها بتركيب أبواب حديدية لكل مبنى كنترول وكذلك للكلية نفسها، وأن المدن الجامعية تشهد حالة من الاستقرار لخلوها من الطلاب فى إجازة منتصف العام الدراسى، مضيفا أن مستشفيات جامعة قناة السويس التابعة لكلية طب جامعة قناة السويس، تعانى من حالات تعدٍّ على الأطباء بالضرب والسلاح الأبيض، من قِبل أهالى المصابين، الذين يجبرون الأطباء على ترك الحالات التى يعالجونها لمعالجة ذويهم، كما أن هناك حالة من الاستياء تنتاب العاملين بالجامعة لعدم صرف المنحة الشهرية المقررة لهم، والتى تتراوح بين 100 و200 جنيه، وهو الأمر الذى يجرى السيطرة عليه داخل الجامعة.
من جانب آخر، قال الدكتور عماد خضر رئيس جامعة بورسعيد، ل«الدستور الأصلي» استمرار تعليق جميع الامتحانات بكليات الجامعة، لحالة الانفلات الأمنى التى تشهدها المحافظة، وإغلاق الجامعة إلى أن يستقر الوضع الأمنى، وإعطاء إجازة منتصف العام للطلاب، مشيرا إلى أنه الحل الوحيد لتك الأزمة، مضيفا أن كليتى الآداب والتربية تعرضتا أول من أمس لحالة سرقة لإحدى الكافتيريات الخاصة بهما من قِبل مجموعة من الملثمين الحاملين للسلاح الأبيض، لموقعها المجاور لسجن بورسعيد، والذى تدور حوله الاشتباكات وحالات الكر والفر، وسرقوا محتوياتها جميعا، وأنه أصدر تعليمات للأمن بعدم التعرض لهؤلاء البلطجية خوفا على العاملين من الدخول فى معركة قد تودى بحياتهم، وأنه جارٍ حصر التلفيات.
خضر أوضح أن الاشتباكات التى تحدث فى منطقة سجن بورسعيد وإطلاق عدد من الملثمين المولوتوف والرصاص بصورة عشوائية، وصلت إلى الحرم الجامعى حيث استطاع الأمن الإدارى إخراج زجاجتى مولوتوف قذفت على الجامعة.
بورسعيد بلا محافظ شعب بورسعيد أعاد اللواء عبد الله إلى منصبه بعد أحداث الاستاد فكان رده الاختفاء وتجاهل الأحداث كتبت: رحاب الشاذلي
بالزغاريد والأحضان استقبل أهالى بورسعيد قرار عودة اللواء أحمد عبد الله إلى المحافظة بعد تنحيه عن منصبه عقب أحداث مجزرة بورسعيد فى الأول من فبراير 2011، ورفض الأهالى أى ترشيحات جديدة لتولى منصب المحافظ مصرين على عودة اللواء عبد الله إلى منصبه، مؤكدين أنه «رجل محترم لا ذنب له فى ما حدث» هكذا رأى البورسعيدية محافظهم الذى ناضلوا من أجل عودته إلى منصبه.
فى 15 أبريل 2011 صدر قرار بتعيين اللواء أحمد عبد الله محافظا لبورسعيد، وقدم استقالته فى 2 فبراير 2012 على خلفية أحداث بورسعيد، إلا أنه صدر قرار بإعادته مرة أخرى محافظا لبورسعيد، وحلف اليمين فى 18 أبريل الحالى 2012.
الضغط الشعبى هو الذى أعاد محافظ بورسعيد إلى منصبه بعد 75 يوما من الاستقالة عقب الأحداث، وهو ما أكده اللواء عبد الله فى تصريحاته عقب عودته مرة أخرى، قائلا سعيد بالعودة إلى منصبى مرة أخرى، لأن القرار كان من أهل بورسعيد، وبناء على طلبهم، ومن جانبى سأسعى جاهدا لتلبية مطالبهم وأن أكون عند حسن ظنهم.
كانت تلك هى المرة الأولى التى يطالب فيها مواطنو بورسعيد بمحافظ قدم استقالته فى ظروف خاصة ويصر أعضاء مجلسى الشعب والشورى على عودته ويقوم رئيس الوزراء بتلبية رغباتهم، بل يوافق المجلس العسكرى على عودته.
تمر الأيام والشهور وتقع أحداث لا تختلف كثيرا عن أحداث الاستاد، قتل خلالها نحو 40 مواطنا بورسعيديا وسقط مئات المصابين على خلفية أحداث العنف التى شهدتها المحافظة منذ السبت الماضى، عقب قرار المحكمة بإحالة أوراق 21 شابا من أهالى بورسعيد إلى المفتى واتهامهم بارتكاب مذبحة الاستاد.
الأحداث التى مرت بها المحافظة والتى قتل فيها أهالى بورسعيد خلال الاشتباكات مع قوات الأمن ومحاولاتهم اقتحام السجن، لم تكن كافية لإخراج اللواء عبد الله عن صمته إلا للإعلان فقط أن «الإثنين إجازة رسمية بجميع المصالح الحكومية فى المحافظة، عدا الجهات الخدمية كمدريتى الصحة والتموين»، وذلك لليوم الثانى على التوالى.
بدت بورسعيد خلال الأحداث على مدار الأيام القليلة الماضية أنها محافظة بلا محافظ، بلا رئيس يستحق شعبه الذى جاء به إلى منصبه هذا أن يقول لهم كلمة عزاء أو حتى يطالب بالتحقيق فى ما حدث.
ما زال الجميع ينتظر خروج المحافظ السيد اللواء أحمد عبد الله ليقول كلمته لشعب بورسعيد، إما بتحمله المسؤولية السياسية عما حدث بصفته محافظا للمدينة أو تنحيه عن منصبه لعجزه عن مواجهة الأحداث واستخدام سلطاته وتحمل مسؤوليته التى لا نعلم ماهى أصلا، فإن كان غير قادر على المواجهة يخرج ويصرح بهذا بوضوح وإن كان لديه معلومات تكشف تفاصيل ربما لا يعلمها إلا هو فعليه أن يخرج ويعلنها، لكن هذا الصمت والاختفاء غير المفهوم لا يعنى إلا الهروب من مواجهة جماهير بورسعيد التى استقبلت السيد المحافظ بالأحضان والزغاريد فكان مصيرها القتل حتى فى جنازات تشييع جثامين شهدائهم
«الطوارئ» يفشل فى منع الوفد الشعبى من زيارة بورسعيد لتقديم الأدوية حرارة ومنال عمر وبثينة كامل وباسم كامل وعدد من النشطاء والأطباء النفسيين على رأس الوفد كتبت: رحمة ضياء رغم قرارات محمد مرسى الصادرة مساء أول من أمس (الأحد)، بفرض حالة الطوارئ فى مدن القناة «السويس والإسماعيلية وبورسعيد»، كذلك فرض حظر التجوال، إلا أن وفد الشخصيات العامة أكد استمرار عزمه على السفر إلى المدينة الباسلة اليوم (الثلاثاء)، لتقديم المساعدات والأدوية وقبلها الدعم المعنوى إلى أهلها الذين يشعرون بأنهم يتعرضون لعقاب جماعى.
الشخصيات التى أكدت مشاركتها فى زيارة بورسعيد حتى الآن، هم النائب السابق عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى باسم كامل، والدكتورة منال عمر، الإعلامية بثينة كامل، والناشط أحمد حرارة، والقيادى فى التيار الشعبى عادل آدم وعدد آخر من الأطباء النفسيين والنشطاء.
من جانبها، قالت الإعلامية بثينة كامل ل«الدستور الأصلي» إن الوفد يصمم على زيارة محافظة بورسعيد على الرغم من قرارات حظر التجوال التى أصدرها محمد مرسى «وذلك لإدراكنا خطورة المخطط الذى يحاك ضد المدينة منذ أيام المجلس العسكرى لعزلها، ومخطط إحداث الفتنة فى البلد وتقسيم أهلها والذى نصر على مواجهة بكل قوتنا ونستهدف بالأساس من الزيارة تقديم الدعم المعنوى إلى أهل المحافظة، بالإضافة إلى تقديم الإعاشات والأدوية للمصابين».
النائب السابق عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى باسم كامل، قال إن هدفهم من المبادرة بالأساس هو تقديم الدعم المعنوى أكثر من الدعم المادى لأهالى محافظة بورسعيد، «فالحكم على المحافظة ككل ظلم لا نقبله ولا تجب إدانة بورسعيد بأكملها بسبب «مجزرة استاد بورسعيد» التى راح ضحيتها 72 من مشجعى أولتراس أهلاوى»، مؤكدا أنه فى كل مكان هناك الجيد والسىئ، الشريف والبلطجى ولا يجوز النظر إلى أهالى محافظة بورسعيد باعتبارهم مجرمين، «ولكنهم جزء من شعب مصر ومثلما يوجد بلطجية فى بورسعيد يوجد فى القاهرة وفى كل المحافظات».
عضو أمانة المرأة بالحزب المصرى الديمقراطى الدكتورة هنا أبو الغار، قالت من جانبها إنها مسؤولة عن جمع الأدوية التى ستذهب إلى أهالى بورسعيد بينما يتولى المهندس باسم كامل باقى التفاصيل، لافتة إلى أن وفد الشخصيات العامة الذى سيتوجه اليوم إلى بورسعيد يهدف إلى توصيل رسالة إلى أهالى بورسعيد بأنهم جزء من مصر، وأن بورسعيد ليست فصيلا منفصلا عننا ولا يوجد أى عداء لهم أو انفصال عن باقى مصر.
أبو الغار أضافت «نحن مع تطبيق العدالة، لكن ضد أى حرب أو عقاب جماعى لأهالى بورسعيد بسبب جريمة خطط ودبر لها فصيل واحد، فمجزرة بورسعيد جريمة منظمة ومن حكم عليهم يوم 26 يناير هم من نفذوها، لكن من خطط وساعد على التنفيذ لم يقدم إلى المحاكمة حتى الآن وغير معروف».
ومن المنتظر أن تتحرك القافلة المتجهة إلى بورسعيد صباح اليوم (الثلاثاء) من ميدان لبنان، بمشاركة عشرات النشطاء والسياسيين
الجيش يعزز قواته فى القناة السيسى يطمئن أهالى القنال بعد الخطاب الترويعى للرئيس الجيش الثالث ينقل مساجين عتاقة.. وبورسعيد تتحدى الحظر والجيش الثانى يؤمِّن بنوكها كتبت- أميرة إبراهيم
باتت قناة السويس ليلة دامية فى أحضان مدنها وأهليهم الذين استعادوا أجواء مدافع الإنجليز والإسرائيليين تقصف بيوتهم وتهدمها على رؤوس أصحابها. ولأول مرة تتعرض آليات ومنشآت وعناصر الجيشين الثانى والثالث لهجوم وإطلاق نيران بعد أن حظيت العلاقة بين هذين الجيشين ومدن خط القنال بخصوصية شديدة وتميز نادر وضع منطقة قناة السويس بين شقى الرحى، التكفيريين والجهاديين فى سيناء شرقها وأصحاب الشهرة فى النضال المسلح فى السويس والإسماعيلية وبورسعيد الغاضبين من النظام والرافضين لفرض سطوته عليهم بعصا الجيش غربها، وبينهما يواجه الجيش الثانى نقطة تحول فاصلة فى وضعه بالمنطقة. ورغم اعتراف القوات المسلحة بتعرض بعض منشآتها للهجوم المسلح فى بورسعيد وإحراق جزء من نادى الجميل فإن قائد الجيش الثانى رفض الاعتراف بتلك الحقيقة فى محاولة للتقليل من حجم الغضب فى الشارع البورسعيدى، متجاهلا تأثير إنكاره على تدهور العلاقة بين قواته وأهالى المدينة، وهو ما يبرر خروج اللواء وصفى أكثر من مرة على مدار الأحد والإثنين فى جولات لتفقد القوات فى محاولة لبث شحنة معنوية بين الجنود. اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث قام بتفقد مكتب مبنى الإرشاد للقناة بمنطقة بورتوفيق والوقوف على آخر التطورات فى منطقة المجرى الملاحى للقناة، وتأكيد رسالة سيطرة الدولة على الممر الملاحى، كما زار القوات بطول شارع الجيش ليحث جنوده على أقصى درجات ضبط النفس. المتحدث العسكرى العقيد ا.ح. أحمد محمد على، أصدر بيانا الإثنين حرص فيه على أن يحمل معانى إيجابية عن تعاون أهالى السويس وبورسعيد مع قوات الجيشين الثانى والثالث فى محاولة منه للقفز على نقطة التدهور التى وصل إليها فى هاتين المحافظتين الحيويتين، ووجه الشكر إلى أهالى مدن القناة الباسلة لمساندتهم الصادقة لجهود القوات المسلحة لاستعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة. ثم عاد ليضمِّن الرسالةَ الحقيقيةَ من البيان شكرَه، مؤكدا أن انتشار عناصر القوات المسلحة بمدن القناة الثلاث يستهدف فقط حماية المواطنين المصريين وتأمينهم، وذلك انطلاقا من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها لتأمين الوطن وحماية شعبه. من جهته فند قائد الجيش الثالث مطالبات بفصل مدن القناة وإعلان استقلالها، ردا على تعسف الدولة المركزية فى القاهرة، وقال إن سلطات الحكم المحلى تستطيع استئناف أعمالها، بعد أن تم تأمين المقرات من خلال ثلاث كتائب من الجيش، قامت بتأمين الممتلكات الخاصة والمنشآت العامة ووصف عسكر الحالة المتردية لجهاز الشرطة بأنها فى إجازة حتى تتعافى، منوها بالحالة السيئة لبعض تشكيلات الأمن المركزى.
ومقابل غضب أهالى السويس برر عسكر نزول القوات المسلحة متأخرة بأن الجيش غير منوط به تأمين المحافظة من الداخل، ولكن القوات اضطرت إلى الانتشار، بناء على طلب من مديرية أمن السويس التى أعلنت عدم مقدرتها على التصدى للهجوم عليها