«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال مبارك.. الوريث الذي يحكم مصر من الباطن
نشر في صوت الأمة يوم 21 - 09 - 2009

· يسير في موكب رئاسي ويختار الوزراء وينفق من ميزانية الدولة علي الأنشطة الحزبية ويصدر قرارات هامة خاصة بالمشروعات القومية ويمثل مصر في سفريات رسمية
· كل المؤشرات تؤكد أنه رئيس مصر القادم بعد أن تحولت البطانة إلي «حملة مباخر»
عندما سئل جمال مبارك في أحد الحوارات التليفزيونية منتصف 2007 عن رغبته في الترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية رد قائلاً «أنا قلت ليس لدي النية أو الرغبة في الترشيح لانتخابات 2011 ولا بعد ذلك» وهو الرد الذي يعد نفياً قاطعاً لمشروع التوريث ذلك المشروع الذي سار فيه، نجل الرئيس ومؤسسة الرئاسة بخطوات سريعة وثابتة لفرضه علي الشعب الصامت المغلوب علي أمره وهو ما نجحوا فيه فقد تحول جمال مبارك إلي حاكم فعلي للبلاد دون ترشيح أو انتخابات أو تصويت أو تزوير فأمين السياسات يسير في موكب رئاسي ويختار الوزراء ويناقش المشروعات القومية الهامة وينفق من ميزانية الدولة علي الأنشطة الحزبية ويمثل مصر في سفريات رسمية إلي الخارج إنه الرئيس «جمال حسني مبارك».
1 - يسير في موكب رئاسي
7 سيارات تحمل شعار رئاسة الجمهورية يستقلهما طاقم كامل من السكرتارية وكبار الموظفين والمستشارين الذين يتقاضون رواتبهم من خزانة الدولة يتبعون جمال مبارك في رحلاته إلي شتي محافظات مصر، ورغم أن هذه الرحلات تخص أنشطة حزبية إلا أن أمين السياسات يصر علي الخروج في الموكب الرئاسي الضخم وهو ما كشفته رحلته إلي أسيوط في مارس 2008 عندما ذهب لعقد اجتماع مع قيادات الحزب الوطني بالمحافظة، وقبل سفر نجل الرئيس بيومين سبقته سيارات الرئاسة وتطوعت دار ضيافة جامعة أسيوط «خمس نجوم» باستضافة السيارات الرئاسية التي جاءت تمهيداً لزيارة أمين سياسات الوطني وهو تصرف لم ترفضه بالطبع الأجهزة الأمنية التي تعتقل كل من يحاول ممارسة العمل الحزبي داخل أسوار الجامعة، وقبل 24 ساعة من وصول جمال مبارك تم حصار مداخل المحافظة بالكمائن الأمنية وشهد المواطنون يوماً عاصفاً مما دفع نواب المعارضة إلي تقديم بيان عاجل إلي مجلس الشعب تساءلوا فيه عن سلطة جمال مبارك التي تدفعه لإهدار ملايين الجنيهات من ميزانية الدولة كمكافآت ومرتبات لطاقم الرئاسة المرافق له؟!.
ويروي لنا عبدالعزيز خلف نائب الإخوان المسلمين تفاصيل البيان العاجل الذي تقدم به هو ونواب المعارضة والمستقلون إلي فتحي سرور رئيس مجلس الشعب قائلاً: «طلبنا توضيح ما حدث أثناء زيارة نجل الرئيس لأسيوط واصطحابه موكبا رئاسيا ضخما يحصل علي رواتبه من خزانة الدولة، فقد كان أمين السياسات يصطحب ما يزيد علي 40 موظفاً بالاضافة إلي حرسه الشخصي الذي تتحمل الدولة نفقاته أيضاً، وطالبنا - والكلام علي لسان خلف - بالتحقيق فيما حدث فنجل الرئيس مجرد قيادي في حزب وليس مسئولاً بالحكومة ولا يحق للدولة أن تكرس أجهزتها ومواردها لخدمته ولم يرد مجلس الشعب علي النواب كما أنهم لم يعاودوا المساءلة وتكررت زيارات أمين السياسات للمحافظات التي أنفقت من ميزانياتها ملايين الجنيهات لحشد الموظفين لاستقباله ورصف الطرق وتجميلها وتشجيرها فقد قدرت مصادر مسئولة تكاليف زيارة واحدة لنجل الرئيس بالشرقية بأنها وصلت إلي ما يزيد علي 10 ملايين جنيه كانت تكفي لانشاء وحدة صحية مطورة للأهالي بدلا من انفاقها في رسميات الزيارة الرئاسية للوريث الذي يسعي لسحب البساط الرئاسي تدريجياً ضمن خطة الأمر الواقع التي ينتهجها النظام لفرضه علي الشعب.
2 - يختار الوزراء
عقب انشاء واستحداث أمانة السياسات عام 2002 من أجل عيون جمال مبارك بدأ الوريث يعمل داخل الحزب الوطني الحاكم بأسلوب الجماعات السرية للاستيلاء علي السلطة واستطاع أن يجعل الحزب كله يدور في فلك أمانته الجديدة ومرت المرحلة الأولي من مراحل الانقلابات داخل الحزب والدولة وهي مرحلة التمهيد ثم دخل الوريث وشلته إلي المرحلة الثانية مرحلة الاستيلاء علي السلطة وذلك بتثبيت مجموعته التي أطلقت عليها الصحافة الأمريكية اسم مجموعة «ممنوع اللمس» في مناصب قيادية بالحزب عقب معركة التخلص من الحرس القديم التي استطاع فيها نجل الرئيس أن يحقق فوزاً ساحقاً، فلم يبق من الحرس القديم سوي صفوت الشريف الذي بات تواجده بالحزب خلال الفترة القادمة مهدداً.
وقد ظهرت قوة جمال مبارك بوضوح في يوليو 2004 وهو تاريخ تعيين أحمد نظيف رئيساً للوزراء فالكل يعلم أن علاقة وطيدة ربطت بين جمال ونظيف وقت أن كان وزيراً للاتصالات بدأت عند تأسيس جمعية «جيل المستقبل» النواة التي كان يسعي من خلالها جمال مبارك إلي زعامة حزب سياسي جديد، فقد كان نظيف مشغولاً إلي حد كبير بتصميم برامج تدريب شباب جمعية جيل المستقبل علي النسق الأمريكي بالتركيز علي احترام العمل الخاص وتقديس رجال الأعمال وكان المتدربون ينهون دوراتهم بمقابلة مطولة مع أحد رجال الأعمال ويدور بينهم حوار طويل حول اسهامات رأس المال الخاص في النهوض بالبلاد.
هذه البرامج التي صممها نظيف أستاذ الاتصالات لاقت قبولاً كبيراً من جانب نجل الرئيس الذي رشحه لتولي رئاسة الوزراء رغم أن نظيف وقتها لم يكن يتجاوز 50 عاماً فهو يكبر الوريث بعشرة أعوام فقط، ورغم أن تكنولوجيا رئيس الوزراء ليست تكنولوجيا نهوض بالفقراء مثل تكنولوجيا ماليزيا أو الصين أو كوريا أو الهند إنما تكنولوجيا أمريكية احترقت بها أصابع المصريين بأسعارها الباهظة في مجتمع اتسعت فيه مساحة الفقر بشكل كبير إلا أنه ظل رئيساً للوزراء ولم يهتز مقعده من جراء الكوارث التي أحاطت بالمواطنين من الغرق في العبارات وتناول أغذية مسممة إلي الشرب من مياه المجاري والتيفود وانفلونزا الخنازير كل هذه الأزمات لم تهز عرش نظيف الذي يرتكز علي علاقته بالحاكم الفعلي للبلاد وهو الوريث.
ولم يقتصر دور جمال مبارك علي تعيين رئيس الوزراء فقط بل ضم إلي الوزارة مجموعة كبيرة من رجال الأعمال المحيطين به في أمانة السياسات وبعضهم ربطته بهم علاقات صداقة أثناء توليه رئاسة المجلس المصري الأمريكي وهؤلاء عرفوا بوزراء البيزنس وتشمل كلا من رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة وأحمد المغربي وزير السياحة السابق ووزير الاسكان الحالي وحاتم الجبلي وزير الصحة ومحمد منصور وزير النقل وزهير جرانة وزير السياحة ومحمود محيي الدين وزير الاستثمار وجميعهم من كبار رجال الأعمال «باستثناء محيي الدين» الذين يحتكرون استيراد وانتاج سلع بعينها، وليس مصادفة أن تتضاعف رءوس أموال وزراء البيزنس أصدقاء جمال مبارك عقب انضمامهم إلي الوزارة وبوجه عام فإن الوزراء هم أول من فطنوا إلي نفوذ جمال مبارك في اختيارهم فباتوا حريصين علي توطيد علاقاتهم، وهو ما يظهر من خلال رحلاته بالمحافظات.
3 - ينفق من ميزانية الدولة علي الأنشطة الحزبية
هل يجرؤ وزير مهما كان ثقله علي أن يمسك يده علي الانفاق علي زيارة لجمال مبارك إلي أحد المشاريع التي تخص وزارته؟ وهل يصل التهور بأحد المحافظين إلي أن يمنع خروج أموال من خزانة الدولة للانفاق علي زيارة لأمين سياسات الوطني؟ بالطبع لا، فقد خلطت الحكومة بين ما هو تنفيذي وما هو حزبي فأمين السياسات هو قيادي في حزب لا يحق للدولة أن تنفق أموالها لتجميله وذلك وفقاً للقانون والدستور لكن ما يحدث شئ آخر ليس له علاقة بأية ضوابط فأمين سياسات الوطني هو نجل الرئيس الذي يحكم البلاد من الباطن.
في أغسطس 2008 استضاف معسكر أبوقير بالإسكندرية الذي يدار بأموال الشعب جمال مبارك أمين سياسات الوطني وكتيبة كاملة من مرافقيه الذين ضموا قيادات الحزب ومسئولين بالحكومة وكتبت الصحف القومية موضوعات شبه إعلانية لتلميع الوريث خلال لقائه مع الشباب بالمعسكر وهو ما استفز نواب الشعب المستقلين وعلي رأسهم جمال زهران الذي تقدم ببيان عاجل إلي المجلس اتهم فيه الحكومة بارتكاب أفعال فاضحة باستضافة نجل الرئيس في معسكر أبوقير.. وقال زهران في البيان وقتها إن الصحف الحكومية «4 صحف صباحية و3 مسائية» نشرت تقارير وافية عن لقاءات جمال مبارك بالشباب وصلت مساحاتها إلي صفحات كاملة، وهي دعاية سياسية واضحة تستلزم دفع التكلفة الاجمالية التي تبلغ 5 ملايين جنيه - وفقاً لما جاء ببيانه - وأن يتكفل بدفعها الحزب الوطني الحاكم الذي مثله نجل الرئيس في معسكر أبوقير فهو معسكر قومي يجمع بين الشباب من جميع القطاعات والتيارات وليس لفصيل معين من الشباب دون الآخرين، ويمول من ميزانية الدولة وليس من ميزانية الحزب الوطني، وقال زهران في بيانه: «لو أن المعسكر القومي في أبوقير قد خصص اللقاءات بجميع قيادات الأحزاب ربما سجل شكراً للحكومة» ومثلما تجاهلت الحكومة استجوابات وبيانات عديدة قدمت لمساءلتها بمجلس الشعب تم تجاهل بيان زهران حول انفاق الملايين لتجميل أمين السياسات، ولم يسأل المجلس الحكومة وصمت الجميع!.
تلا ذلك زيارة أخري لجمال مبارك إلي بني سويف والغريب أن أمين سياسات الوطني افتتح محطة مياه الشرب بمنشأة عبدالرحمن وهي من أفقر قري المحافظة وكان في استقباله عزت عبدالله محافظ بني سويف وعبدالرحيم سليم أمين الحزب بالمحافظة الذي أكد أن الزيارة حزبية بحتة، ورغم أنها حزبية افتتح أمين سياسات الوطني المحطة التي تكلفت 15 مليون جنيه مستخدماً ذلك للدعاية الحزبية وكان يرافقه في الزيارة وزراء الاسكان والصحة والتنمية المحلية بالاضافة إلي 150 فرداً من الحرس الخاص لجمال مبارك الذين ملأوا استراحة وفنادق المحافظة وهو ما انتقده نواب الشعب وقتها خاصة أن المحافظة أعلنت أنها تحملت زيارة نجل الرئيس من ميزانيتها الخاصة.
تعود جمال مبارك منذ انخراطه في العمل السياسي والخدمي علي الاعتماد علي موارد الدولة وميزانيتها فعندما انشأ جمعية «جيل المستقبل» تكلفت جهات حكومية عديدة برعايتها وتم ضخ أموال ضخمة للانفاق علي نشاطاتها سواء من ميزانية الدولة أو من جيوب رجال أعمال تربطهم مصالح مع الحكومة.
وتطورت عمليات الانفاق لتطويع القيادات الحزبية بالمحافظات والنواب والحصول علي ولائهم التام بتكليف رجال الأعمال المحيطين بنجل الرئيس بصرف 250 ألف جنيه لكل نائب وطني لانفاقها علي أهالي دائرته وهي الأموال التي يستردها رجال الأعمال أضعاف مضاعفة باحتكار السلع أو الاستيلاء علي أراضي الدولة أو عن طريق صفقات يتم عقدها مع الحكومة لصالح أباطرة الوطني وهو ما يؤكد أن هذه الأموال أيضاً مسلوبة من الشعب لتجميل جمال مبارك.
4 - يصدر قرارات خاصة بالمشروعات القومية الهامة
أكثر من 40 عاماً عاشها الجميع علي أمل أن يتم تنفيذ المشروع النووي المصري الذي يضمن للبلاد امدادها بالكهرباء كما يمكنها من استخدام الطاقة النووية في المجالات السلمية وغيرها، وشهدت فترة الثمانينيات اجراء الأبحاث لاختيار موقع لانشاء البرنامج النووي إلي أن تم العثور علي منطقة الضبعة ثم توقف المشروع تماماً إلي أن خرج جمال مبارك في أكتوبر 2006 وهو موعد انعقاد مؤتمر الحزب الوطني وأعلن أمام الجميع أن مصر ستبدأ عصرها النووي وأنه سيجري تنفيذ المشروع قريباً وهلل الجميع للخبر وبالفعل بدأت الدولة في اعتماد الميزانيات المطلوبة لاقامة المحطة النووية وهو ما يدعو إلي التساؤل كيف علم جمال مبارك أن الحكومة تنوي اقامة المشروع؟ وما هي صفته لإعلان الخبر ولماذا لم يقم رئيس الوزراء بالتصريح بذلك؟
لقد استخدم الحزب الحاكم ومؤسسة الرئاسة كل الوسائل الممكنة لتلميع الوريث دون خجل وخرجوا به عن نطاق تخصصه وموقعه الحزبي ولم يكن الإعلان عن البدء في اقامة المشروع النووي هو القرار الوحيد الذي اتخذه جمال مبارك بل هناك قرارات أخري ناقشها الوريث تمهيداً لاصدار قرار بشأنها رغم أنها تخضع للرئاسة وآخر هذه القرارات عدم حل مجلس الشعب.
فقد عقدت أمانة السياسات عدة اجتماعات برئاسة جمال مبارك في مايو الماضي لمناقشة موضوع حل مجلس الشعب وهو الموضوع الذي شغل النواب والسياسيين خلال تلك الفترة ورغم أن قرار حل المجلس هو قرار رئاسي يصدره رئيس الجمهورية وفقاً لما صرح به إلينا وقتها د. مفيد شهاب وزير شئون مجلس الشعب، برغم ذلك إلا أن اجتماعات الوريث ظلت منعقدة إلي أن صدر القرار بعدم حل المجلس وهو القرار الذي تأثر كثيراً برؤية جمال مبارك ومجموعته.
5 - يمثل مصر في سفريات رسمية إلي الخارج
تساءل الكثيرون عندما شاهدوا جمال مبارك جنباً إلي جنب بجوار عبدالله ابن الحسين ملك الأردن أثناء افتتاح معرض دولي للأسلحة في نوفمبر 2008 بالعاصمة الأردنية «عمان» - السؤال كان - ما هي صفة جمال مبارك للسفر بشكل رسمي وحضور مثل هذا المعرض؟ وخرجت الإجابات عديدة وانصبت كلها حول أنه نجل الرئيس ونائبه فهو الرئيس المنتظر لذلك يجب أن يرتبط بعلاقات صداقة مع الملوك والرؤساء العرب وعزز ذلك مشاهد الحفاوة والود التي ظهرت خلال تفقد جمال والملك عبدالله للمعرض وكأن الوريث يحمل رسالة إلي الملك من نوعية «أبويا بيسلم عليك».
وانهالت البيانات وطلبات الاحاطة بمجلس الشعب لتفسير هذه الزيارة الرسمية التي قام بها أمين سياسات الوطني إلي الأردن، لم تكن زيارة جمال مبارك إلي الأردن هي الزيارة الرسمية الوحيدة بل سبقها زيارة هامة قام بها نجل الرئيس في مارس 2006 إلي العاصمة الأمريكية واشنطن وهي زيارة سرية قام فيها جمال مبارك بمقابلة الرئيس الأمريكي جورج بوش وكلا من وزيرة الخارجية ومدير المخابرات الأمريكية ورغم أن الإدارة الأمريكية أعلنت عن الزيارة لوسائل الإعلام إلا أنها لم تعلن عن تفاصيلها أو ما انتهت إليه المباحثات.
في هذا التوقيت كانت الحكومة وأجهزة الأمن تشن هجوماً عنيفاً علي الإخوان المسلمين بتهمة لقاء وفود من واشنطن واعتبرت الحكومة هذا التصرف نوعا من الاستقواء بالخارج، وفور إعلان الإدارة الأمريكية عن لقاء جمال مبارك ومسئولين بالبيت الأبيض تساءل النواب والسياسيون عن طبيعة اللقاء ومن كان يمثل جمال مبارك في هذه الزيارة؟ ومن أين جاءت تكلفتها؟ ولماذا استخدم نجل الرئيس طائرة الرئيس وطاقمها الخاص؟ وكالعادة لم يرد مجلس الشعب ولا الحكومة علي هذه التساؤلات!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.