اختلت شوارع القاهرة، ارتبكت مناطقها، فقدت مدنها الساحلية توازنها، طافت الظلمة أرجاءها، تبدلت خطواتنا فوق أرضها لتتحول إلى عنف وقسوة، نظرات أعيننا المنكسرة تتصدر وجوه يحتلها الوجوم، القلب عاجز عن الضحك، حالات الاكتئاب هى كل ما يجمعنا، أخاف أن تسكننا فتدفعنا إلى استسلام يجرنا إلى اللامبالاة لنرى كل الألوان أمام أعيننا سواء، هنا تكون نهاية الأشياء. انتبهوا كل واحد منكم سيدلى بشهادة حق، لازم يعمل حسابه ويقوم بشوية إجراءات، يحضر حراسة تحميه، ويجهز كفنًا وسرير مستشفى ويحاول يدور على سراديب تحت الأرض علشان يحمى عياله فإما أن يحتاج صاحب الشهادة لكل هذه الأمور أو بعضاً منها ويمكن ميلحقش يحتاج حاجة، هو وحظه. ■ عندما تتردد نغمة حل جماعة الإخوان يصبنى الضحك الهيستيرى، كأن تغير اسم محل عيده للكشرى المسمم إلى محال عبدالمعطى للكشرى القاتل، وكلاهما غير صالح للاستخدام الآدمى. ■ يمكن أن يتغير اسم حزب الحرية والعدالة بعد الانتخابات البرلمانية إذا فازوا بالأغلبية لأن هذا الاسم لم يعد لتتماشى ضمائر أصحابه مع متطلبات المرحلة القادمة. ■ فى الحادى عشر من فبراير والذى هو تاريخ يوم التنحى، خرج الناس الى الشوارع ربما على استحياء، فكان احساساً باهتًا، عادة ما تكون الاحتفاليات مبهجة ويصاحب الفرح الناس إلى بيوتهم، طب يفرحوا بمناسبة إيه! كل ما حدث كان مشهدًا خارجيًا فقط والجنازة فى القلوب، فخلال ثمانية شهور شيع الأمل، بس احنا بنكبر. ■ صحابنا فين، مخرجوش يحتفلوا ليه، تفتكروا تعاطفًا مع حالتنا وحسرتنا وخيبة أملنا، أم أن الفرحة لم تسعهم بعدما حققوا على أكتافنا ما كانوا ليحلموا به ومش عاوزين يبان على وجوههم، أم لأنهم خربوها وقعدوا على تلها والتل عالى وصعب ينزلوا من عليه ولو نزلوا يمكن ميعرفوش يطلعوا تانى أم أنهم حسبوها كويس تحسبًا لأى طارئ، واجتمعوا جميعهم فى غرفة عمليات خاصة بهم، للقضاء على كل معارضيهم، بتوجيه مجموعة من الاوغاد للتحرر ومجموعات للقتل وأخرى للسحل، ولا يمكن خايفين يتواجدوا فى الشوارع بيننا، متفهمنيش غلط، أقصد خايفين على أنفسهم من عدوى البرد. ■ يا خبر، عفوًا سامحوني، إزاى نسيت فى مثل هذا اليوم وأنا أتكلم عن هذا الحدث أن أذكر سيادة الرئيس، هو فين، بعافية شوية، سلامته، لا تقلق يا ريس، هناك من يسد ويقوم بالواجب النيابة عنك وكأنك موجود وأكثر، عاوزين نشتكيلك أحيانًا كثيرة بيعملوا حاجات بتزعل وبينسبوها ليك وبيمشوها واحنا عارفين إن ده من عندهم. ■ والنبى يا سيادة الريس وصيهم علينا، علشان احنا الستات خفنا على مستقبلنا، لما واحد من طرفكم قال لآخر على الشاشة، روح وانت حالق دقنك زى النسوان، ياريت توصيهم بإطلاق بادرة «ربى دقنك من أجل صالح بنات بلدك» ده لسه فى موضوع لم نخلص منه، لما واحد أيضاً من طرفكم قال هاتوا لى راجل يفسر كلمة لبؤة، متقدمش ولا أحد، هو فى إيه عدد الرجالة بيتضاءل ليه، طب نتجوز إزاى. [email protected] نشر بتاريخ 18/2/2013 العدد 636