· عبدالحليم قنديل: في الإخوان تياران.. سياسي وديني · علاء الأسواني: تحالفوا مع الحكام المستبعدين ثم حدث بينهم صدام هناك من يري أن الشريعة الإسلامية والعمل علي تطبيقها في مجتمعنا هي الحل الصحيح والدواء الناجع لمشاكل مصر، وعلي رأس هؤلاء جماعة الإخوان المسلمين لكن قوي المجتمع المدني لها ملاحظات أساسية علي أداء التيار الإسلامي وعلي رأسهم الإخوان وليكن شهر رمضان المبارك فرصة مناسبة لطرح هذا الموضوع علي مائدة البحث. عبدالغفار شكر أحد أبرز قيادات اليسار التاريخية يري مع غيره إن الإخوان قوة المعارضة الأولي في مصر، حتي ولو لم تعترف بها الحكومة وفي السلوك العام لكبري الجماعات الإسلامية يفرق القيادي اليساري بين أمرين هما القضايا الخارجية والعمل الداخلي. ويقول: في الموضوعات التي تتعلق بالعمل العربي والتضامن مع الذين يرفضون العدوان الصهيوني نري حرص الإخوان علي التعاون مع غيرهم من القوي الوطنية كما حدث من مساندة الشعب الفلسطيني ولبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والتضامن مع شعب العراق ورفض الهيمنة الأمريكية. ويضيف شكر إذا انتقلنا إلي الوضع الداخلي نجد «الإخوان» لهم أجندتهم الخاصة فلا يحرصون علي التنسيق مع بقية القوي الوطنية، كما يحدث في القضايا التي تتعلق بمواجهة الصهاينة والأمريكان بل ينشطون هذه المرة في إطار رؤيتهم، وطبقا لتقديراتهم ووفقا لوجهة نظرهم ومصالحهم. د. علاء الأسواني له وجهة نظر قريبة من المناضل اليساري فيري أن الإخوان في القضايا القومية والعربية علي خط صحيح تماما ومستقيم جدا وكانوا ابطالا في حرب 1948 وكان البطل أحمد عبدالعزيز ينتمي إليهم وكان دورهم كبيرا في التصدي للاحتلال الإنجليزي بمنطقة القناة 1951. وإذا انتقلنا إلي الوضع الداخلي نجد الإخوان علي النقيض وتراهم راسبين ويستحقون تقدير ضعيف. وما يقصده الأسواني من رسوب الإخوان يتعلق بنظرتهم إلي الديقمراطية فهي تحتاج إلي مراجعة وإعادة نظر خاصة في تحالفاتهم ومواقفهم فقد تحالفوا في البداية مع حكام مصر المستبدين قبل أن ينقلبوا عليهم فعلوا ذلك مع آخر ملوك مصر فاروق الأول وعبدالناصر والسادات وحسني مبارك! وإذا انتقلنا إلي فكرهم نجد الفكر الديمقراطي عندهم غائبا وغيرمبلور ويظهر ذلك في برنامجهم السياسي بعد أن حرموا المرأة والأقباط من حق أساسي وقالوا: ممنوع تولي هؤلاء رئاسة الدولة! وغلب علي هذا البرنامج الطابع المحافظ والذي صدر بعقلية الحرس القديم وليس بتفكير الأجيال الوسيطة التي نشطت في الجامعات والنقابات. هاملت بمسرحية شكسبير في «الإخوان»! وقال الكاتب الصحفي د. عبدالحليم قنديل منسق حركة كفاية يوجد في الإخوان تياران واحد سياسي والثاني ديني وهو الغالب وهؤلاء لايفهمون في العمل السياسي بل تراهم إناسا طيبين مخلصين لدعوتهم فحسب منغلقون علي أنفسهم وأدي ذلك إلي تردد الجماعة، وهم يشبهون في ذلك «هاملت» بمسرحية شكسبير! فليس لديهم خطة سياسية واضحة بل تراهم مع الشيء ونقيضه ويلاحظ ذلك في التعامل مع القوي السياسية الأخري لمواجهة الاستبداد السياسي وموضوع التوريث ودخول الإخوان الانتخابات رغم أن وزارة الداخلية قررت أن يكون اقتراع الناخبين حسب مزاجها ومقاسها!! وأعلنت أن الانتخابات ستكون «مشفرة» علي طريقة القنوات التليفزيونية ولذلك لم ينجح أحد من الإخوان في الانتخابات البرلمانية التي حققوا فيها مكاسب ملحوظة ومع ذلك ترفض الجماعة مقاطعة هذه المهزلة رغم أنهم ضحاياها! ويؤكد الدكتور أيمن نور مؤسس حزب الغد أن الإخوان عندهم قدر من الارتباك والتردد والحذر في العديد من القضايا ولعل ذلك يرجع إلي خوفهم علي تنظيمهم الكبير والقديم والذي وضعوه نصب أعينهم في كل تحركاتهم ولذا فهم يرفضون أي رد فعل قوي يتناسب مع حجم البطش والضغوط البوليسية التي يتعرضون لها مما يشجع الحكومة علي التمادي في اضطهادهم وكذا فإن موقفهم من التوريث غامض ومتناقض ويعتقدون أنه يمكن إصلاح النظام الحاكم من داخله وهذا خطأ كبير. ويضيف إنهم يتعاملون مع غيرهم بنوع من التكبر والاستعلاء نظرا لاتساع قاعدتهم الشعبية مقارنة مع القوي الأخري. ويقول، برنامج الإخوان السياسي مازال بعيدا عن الدولة المدنية التي تقوم علي المساواة بين ابناء الوطن الواحد والمواطنة، بغض النظر عن اختلاف الدين، ويؤكد أن ملاحظاته تلك نابعة من احترامه للإخوان وتاريخهم ونضالهم في وجه الاستبداد ولذلك يريد منهم مزيدا من التقارب في أفكارهم وسلوكهم مع القوي الوطنية الأخري في المجتمع. تشكو من مجلس نقابة الأطباء د. مني مينا من أبرز أعضاء جماعة أطباء بلا حقوق سعيت إلي استطلاع رأيها في أداء جماعة الإخوان داخل نقابة الاطباء وقالت إنها تنظر إليهم من خلال أداء مجلس نقابة الأطباء ولهم الأغلبية وأداؤهم من وجهة نظرها مخيب للآمال فهم يرفضون في معظم الأحيان التعاون مع بقية التيارات السايسية وأبواب النقابة مغلقة غالبا أمام إقامة ندوات في مجال الصحة إذا كان الداعي لها من غير الإخوان ! وفي الجمعية العمومية الأخيرة تم منع ثلاثة من رموز «أطباء بلا حقوق» من الحديث ومن السلبيات الكبيرة أن مجلس نقابة الأطباء أجهض أضرابا عن العمل دعت إليه الجمعية العمومية للأطباء للضغط من أجل كادر جديد لهم يهدف إلي تحسين أحوالهم المادية. والخلاصة أن مجلس النقابة الحالي الذي يسيطر عليه الإخوان يتعامل بحذر مع الأطباء الذين لا ينتمون إليهم وعندهم رحابة صدر أوسع في التعامل مع الحكومة!!