نفت الدكتورة منى محرز، وكيل مركز البحوث ونائب وزير الزراعة السابق، شائعات وجود فيروسات جديدة تصيب الدواجن في مصر كما يشاع، مشيرة إلى أن المعامل المرجعية المصرية تُعد من بين الأقوى في المنطقة من حيث الكفاءة التشخيصية والرقابة العلمية . وقالت خلال مشاركتها في جلسة "الصحة الواحدة الرؤية والمنهجية" ضمن فعاليات إطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية، بحضور عدد من القيادات الصحية والبيطرية، وخبراء من منظمة الصحة العالمية والمجلس الصحي المصري، أن مصر تتمتع بمنظومة رقابية قوية على الأمراض الحيوانية، مشيرة إلى أن المعامل المرجعية المصرية قادرة على رصد أي تغيرات فيروسية أو طفرات وبائية في وقت مبكر، ما يضع البلاد في موقع متقدم من حيث الجاهزية والاستجابة السريعة.
وشددت على خطورة استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الأطباء البيطريين، معتبرة ذلك من أبرز التحديات التي تؤثر على كفاءة علاج الأمراض الحيوانية، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بظهور مقاومة مضادات الميكروبات، وهي قضية تضعها منظمة الصحة العالمية على رأس أولوياتها الصحية للسنوات القادمة ،موضحتا جهود مصر في هذا المجال منذ عام 2015، حيث بدأت خطة وطنية لتفعيل منظومة "الصحة الواحدة"، التي تدمج بين الصحة البيطرية والإنسانية والبيئية، انسجامًا مع توصيات أحدث أبحاث منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) التي تؤكد أن 60% من مسببات الأمراض البشرية مصدرها الحيوان.
واكدت ان الدراسات الحديثة، بما فيها تقرير نشر في مجلة The Lancet Planetary Health عام 2023، أن دمج المعلومات الصحية من القطاعات البيطرية والبشرية والبيئية هو السبيل الوحيد للتنبؤ بالأوبئة ومنعها قبل أن تصبح أزمة صحية عامة.
ومن جانبه أشاد الدكتور نعمة سعيد عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بإطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية، مؤكداً أن هذا الإنجاز يمثل تقدما كبيرا في التزام البلاد بصحة الحيوان والثروة الحيوانية وبالأمن الصحي والوقاية من الأمراض.
وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية، خلال كلمته باحتفالية إطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية، أن إطلاق اليوم ليس إنجازاً وطنياً فحسب، بل هو نموذج يُحتذى به للدول الأخرى في المنطقة، كما عبرت عنه مصر على ذلك في عديد المجالات،مشيرا إلى دور منظمة الصحة العالمية في دعم تطوير المبادئ التوجيهية، موضحا أن منظمة الصحة العالمية بمستوياتها الثلاث النظري والإقليمي والعالمي بالشراكة والتعاون الوثيق مع المجلس الطبي المصري في تطوير المبادئ التوجيهية السريرية التغذية والبيطرية.
وأوضح أن المبادئ التوجيهية البيطرية ليست مجرد وثائق فنية، بل هي أدوات أساسية تضمن الاتساق والجودة والتنسيق في جهود الإنتاجية والوقاية في مجال صحة الحيوان في مصر ،مشيرا إلى أن المبادئ التوجيهية البيطرية تأتي كجزء من استراتيجية الصحة الواحدة، مؤكداً أن الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 بينت بما لا يقبل الشك بأن صحة الإنسان والحيوان والبيئة مترابطة ولا يمكن تعزيزها منفصلة.
وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 60% من الأمراض المعدية الناشئة لدى البشر تنشأ من الحيوانات، مما يؤكد هذا الواقع على أهمية عدم جدوى النهج المنعزل ،مشيدا بالتزام مصر بتطبيق نهج الصحة الواحدة في السياسات والممارسات، مع انطلاقها اليوم وتواصل مصر ترسيخ نموذج لتحسين مراقبة الأمراض الحيوانية والعابرة للحدود وتنسيق الاستخدام المسؤول للمضادات الميكروبية لمكافحة الفطار مقاوم تعزيز الكوادر البيطرية لتكون في الخطوط الأمامية لمواجهة التهديدات الصحية الناشئة.
وأكد على التزام منظمة الصحة العالمية بدعم جهود الحكومة المصرية في إطار الصحة الواحدة، معرباً عن تطلعه لاستمرار هذا التعاون المثمر لثلاث سنوات متواصلة.