بينما كنت واقفة أسفل حزب التجمع انتظارا لإخواني المعتقلين بعد أن اتفقنا على عمل رابطة للمعتقلين الذين تعذبوا في سجون طنطاوي ليكمل تعذيبهم, ويهين كرامتهم وإنسانيتهم مرسي بجهاز الداخلية ومخابراته الذي لا يفرق في أي شئ عن السفاح حبيب العادلي, والمعتقلين الخارجين من السجون خير شاهد . مر أمامي مسيرة الإخوان والسلفيين المطالبين بتطبيق الشريعة وكلهم ثقة في أنفسهم ومعهم نسائهم المنتقبات مع أن "صوت المرأة عورة !"مع انه ليس كذلك في كل أحوال الميكيافليين الإخوان .ضحكت بصوت عال لأنني تذكرت أن هؤلاء هم من منحهم مرسي نفحاته كي ينتخبوه مع أن الشريعة تلعن الراشي والمرتشي !" وتعجبت وحزنت لحال الدنيا .خرج الإخوان ومن شابههم لكي يعطونا درسا نحن الليبراليين والعلمانيين الكافرين كما يروننا في أنهم هم الذين يعرفون الله حق قدره وأنهم سوف يقومون بتطبيق الشريعة .قارنت بين مايطالبون به وبين ماجئت من اجله أنا وإخواني المعتقلين لأجد سخرية القدر تتحدث عن نفسها دونما أي تدخل من أحد .الصورة واضحة جلية كل معتقل عاني اللانسانية وعلى أياد كافرة لاتعرف ماهو الدين في الأساس خرجت لتصرخ بأعلى صوت "مرسي لايعرف طريق الشريعة الإسلامية. "هل تنقمون على مرسي ومن اجل هذا قمتم بمسيرتكم ؟!هل تشعرون بآلام الآخرين ومن أجل هذا قمتم بمسيرتكم ؟!هل من الشريعة أن يترك مرسي سيناء تغتصب ويشارك في اغتصابها بكل قوته من تحالفات مع حماس التي تعشش الإرهاب بسيناء الغالية أو بإخراج الإرهابيين من السجون ؟!الشريعة هو عندما يرى عمر دابة تلهث يبكي من أجلها ,بينما مرسي يرى المصريون يأكلون من القمامة ولايدري شيئا عن أحوال الفقراء ,ولا أرصفة الشوارع الغارقة بالشحاذين حتى أنه يستحيل على المارة المشي على الأرصفة في المساء ,فالأجساد المريضة الجائعة الهزيلة تتكدس بأسمالها البالية متراصة على جانب الطريق وتذكرني ,ولا يدري شيئا عن أحوال الفقراء، ، أرصفة الشوارع غارقة بالشحاذين حتى إنه يستحيل على المارة المشي على الأرصفة في المساء، فالأجساد الهزيلة المريضة الجائعة تتكدس بأسمالها البالية متراصة على جوانب الطريق. وكلما استعدتُ هذه المشاهد المؤلمة في ذاكرتي تداعت معها بالمقابل كلمات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( ليس مني من بات شبعان وجاره جائع، وهو يدري )، ( أيما أهل عرضة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله )، ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) .. فأين التكافل الإسلامي واين الشريعة يامدعي التقوى ؟! ويسكنون الكرتون والصفيح ويرسل الطعام الساخن لأهله وعشيرته في غزة ليتغذى الإرهابيون ويترعرعوا ويقتلوا أهالينا في سيناء "مرسي يطبق الشريعة!! ". وصل البعض من إخواني المعتقلين وأخذت أتحدث معهم عن المعاملة التي لاقوها في سجون طنطاوي الذي أذله المرشد ومرسي وسوف تدور الأيام وتلف ويجد نفس الكأس مرسي ومرشده "إن ربك لبالمرصاد ويمهل ولايهمل. " وسوف ينال الاثنان نفس جرعات السم ,والذل ,والهوان , والموتة البشعة التي يستحقانها إزاء كل مايرتكبونه في حق أرقى الشباب الذي خرج ينادي بالكرامة , بالحرية ,والعدالة الاجتماعية.هل يطبق مرسي الشريعة أو هل هو أهل لها عندما يترك الحبل على غاربه لأربعة قتلة إرهابيين من حماس اغتالوا جبنا, وخيانة شهداء رفح الستة عشر ؟! روى لي واحدا من المعتقلين أن واحدة من بنات مصر طبيبة صيدلية كنت أقابلها في الميدان أثناء الثورة تلقت ضربات بالحديد الثقيل على رأسها وكيف أنهم اغتصبوها وكشفوا عذريتها لتخرج كائنا آخرا "مرسي يطبق الشريعة "وأضاف الأستاذ محسن ويعمل بالالكترونيات انه تلقى ضربات شديدة على دماغه وأخذ على أثرها خمسة وعشرين غرزة وذكر لي كيف أن هذه الضربات قد أثرت على ذاكرته فلم يعد يتذكر الأشياء ,كما روى لي كيف كانوا يعاملونهم عندما يطلبون جرعة ماء بأن يسكبون الماء على أجسادهم فيلحسونه أو ينهالون عليهم بالشتائم القذرة ,كيف أن مائة وستون سجينا اقتسموا فيما يبنهم طبق الكشري.ليكون نصيب كل واحد لحسة صلصة ,أو حبة من المكرونة ,أو حبة من الشعرية أو الأرز!وغيرها من البشاعة كثير هل من الشريعة أن يكافأ سفاك الدماء بالقلادات والنياشين ويطلق على الشوارع والميادين اسمه !الإسلام لايعرف معنى الرياء ولا النفاق ولا الانتهازية ولا حب الذات ولا انتهاك الأعراض أم مازال الشعب يريد تطبيق الشريعة التي لايعرف عنها مرسي شيئا ؟!