تفاصيل.. مؤتمر الاتحاد المصري لطلاب الصيدلة في نسخته الرابعة    رئيس شركة شمال القاهرة للكهرباء يفصل موظفين لاستغلال الوظيفة والتلاعب بالبيانات    «الاتصالات» تطلق برنامج التدريب الصيفي لطلاب الجامعات 2025    انقطاع مفاجئ للكهرباء في عدة مناطق بطرابلس    أديب عن انقطاع الكهرباء مع ارتفاع الحرارة: "تخفيف أحمال" أم "حوادث متفرقة"؟    الدولار ب50.45 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء 13-5-2025    فخ أنهى حياة رجل الظل، ماذا حدث في طرابلس وسر الاجتماع الدموي بمقر "اللواء 444"    بعد استلام ألكسندر.. هل تواصل إسرائيل خططها لتصعيد هجومها في غزة؟    ترامب: نصدق كلام الحوثيين بشأن التوقف عن استهدافنا    محمود بسيوني حكما لمباراة سيراميكا كليوباترا والأهلي.. مثل الدور الأول    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    حبس لص الدراجات النارية بالبساتين    وفاة الفنان شريف ليلة.. ونجله يطالب جمهوره بالدعاء له    ما هي أهداف زيارة ترامب إلى الرياض ودول الخليج؟    رعب أمام المدارس في الفيوم.. شاب يهدد الطالبات بصاعق كهربائي.. والأهالي يطالبون بتدخل عاجل    مواعيد أهم مباريات اليوم الثلاثاء في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جولة تفقدية لمدير التأمين الصحي بالقليوبية على المنشآت الصحية ببهتيم    إطلاق مبادرة «دمتم سند» لتوصيل الدواء والكشف المنزلي بالإسماعيلية    بعد مقتله.. من هو غنيوة الككلي؟    بعد اطمئنان السيسي.. من هو صنع الله إبراهيم؟    قناة السويس تجهز مفاجأة لشركات الشحن العالمية (تفاصيل)    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة المنيا للفصل الدراسي الثاني 2025    ثبات سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن الثلاثاء 13 مايو 2025 (بداية التعاملات)    ملف يلا كورة.. عقد ريفيرو.. منتخب الشباب في كأس العالم.. ويد الأهلي تطيح بالزمالك    ميمي عبدالرازق: الأهلي يحتاج لمدرب أجنبي قوي.. وهناك مجاملات للأحمر!    محافظ سوهاج: تشكيل لجنة لفحص أعمال وتعاقدات نادي المحليات    سعر السمك البلطي والجمبري بالأسواق اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025    حريق هائل يلتهم 4 طوابق بعقار في المريوطية    انفجار أسطوانة غاز السبب.. تفاصيل إصابة أم وطفليها في حريق منزل بكرداسة    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    إيقاف الدراسة بجامعة طرابلس الليبية لحين إشعار أخر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    الخارجية الأمريكية: جهود كبيرة لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة    كيف ردت سوريا على تصريحات ترامب بشأن رفع العقوبات؟    الكشف على 490 مواطناً وتوزيع 308 نظارات طبية خلال قافلة طبية بدمنهور    بعت اللي وراي واللي قدامي، صبحي خليل يتحدث عن معاناة ابنته مع مرض السرطان (فيديو)    يلا كورة يكشف.. التفاصيل المالية في عقد ريفيرو مع الأهلي    كشف لغز العثور على جثة بالأراضي الزراعية بالغربية    تحت شعار «اكتشاف المشهد».. «أسبوع القاهرة للصورة» يواصل فعاليات دورته الرابعة بدعم غزة (صور)    5 أبراج «لو قالوا حاجة بتحصل».. عرّافون بالفطرة ويتنبؤون بالمخاطر    محامية بوسى شلبى تعلن مقاضاة كل من يخوض بعرضها أو ينكر علاقتها الزوجية    جدول امتحانات المواد غير المضافة للمجموع للصف الثاني الثانوي ببورسعيد(متى تبدأ؟)    افتتاح أول مركز للقيادات الطلابية بجامعه المنوفية    اعتماد 24 مدرسة من هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد بالوادي الجديد    جامعة القاهرة تحتفل بيوم المرأة العالمي في الرياضيات وتطلق شبكة المرأة العربية- (صور)    إيمان العاصي في "الجيم" ونانسي عجرم بفستان أنيق.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    قبل عرضه على "MBC".. صلاح عبدالله ينشر صورة من كواليس مسلسل "حرب الجبالي"    نانسى عجرم تنشر صورا من حفلها الأخير المخصص للنساء فقط فى هولندا    منتخب مصر للباراسيكل يكتسح بطولة إفريقيا لمضمار الدراجات ويحصد 29 ميدالية.    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي أم يجوزُ لي تأجيلُه؟| الإفتاء تجيب    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    انتحار شقيقي الشاب ضحية بئر الآثار في بسيون بالغربية    اليوم| محاكمة تشكيل عصابي بتهمة الشروع في قتل شاب ببولاق الدكرور    آس: بعد أول مباراتين ل البرازيل.. نجل أنشيلوتي سيتولى تدريب رينجرز    طفل ينهي حياته داخل منزله بالإسماعيلية    عالم بالأزهر: هذا أجمل دعاء لمواجهة الهموم والأحزان    أهم 60 سؤالاً وإجابة شرعية عن الأضحية.. أصدرتها دار الإفتاء المصرية    موعد وقفة عرفة 2025.. فضل صيامها والأعمال والأدعية المستحبة بها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأديب الكبير بهاء طاهر يتحدث ل"بوابة الوفد":
سأمنح جائزة من جيبى لمن يعرف حقيقة العلاقة بين "العسكرى" و"الإخوان"!! الأداء البرلمانى كان هزيلاً.. وقانون تعويضات أسر الشهداء كان مظهرياً
نشر في الوفد يوم 23 - 06 - 2012

الروائي الكبير بهاء طاهر، يقول عن نفسه إنه أخذ كثيراً من التقدير داخل مصر وخارجها بما لا يطمع في المزيد، فهو كاتب مقروء علي كل المستويات وحاصل علي أرفع الجوائز التي تمنحها مصر لأدبائها، وفي الخارج أيضاً حصل علي جوائز كبري ورفيعة جداً، وفي مايو الماضي استقبل في جنوب أفريقيا استقبالاً حافلاً باعتباره أديباً مصرياً، وحدث ذلك في ألمانيا، وفي كل الدول التي يزورها.
ولا يسعي إلي شيء أو إلي مجد، ولا يشغله قليلاً أو كثيراً اختياره في اللجنة التأسيسية للدستور بل قد يعتذر إذا ما طلب منه الانضمام لأنه سيري مقدماً من هم أعضاء اللجنة التي سيعمل معهم، حيث يري أنهم لم يختاروا علي أساس الكفاءة أو الاختصاص، ويؤكد أن الدولة المدنية في احتياج إلي كفاح شديد جداً، كما كان إنشاؤها قائماً علي كفاح ومعاناة شديدة جداً.
بعد عام ونصف العام علي ثورة يناير تمت الانتخابات الرئاسية فهل ضاعت من تاريخ مصر هذه الفترة؟
- العام ونصف العام الذي مضي كان استمراراً للثورة وهؤلاء الذين قاموا بالثورة وضحوا في 25 يناير استمروا في ثورتهم خلال العام ونصف العام ومنهم من مات أو فقد بصره أو أصيب بعاهات في جسده دفاعاً عن المبادئ نفسها التي استشهد من أجلها شهداء ثورة يناير، ولذلك لا أعتبر العام ونصف ضائعاً بل مرحلة من المراحل الثورية، وكنا نتمني أن تنتهي بانتصار القيم التي قامت من أجلها الثورة، ولكن هذا لم يحدث حتي الآن ولكني واثق من أنها ستتحقق إن عاجلاً أو آجلاً.
يري البعض أن الرئيس المصري لابد أن توافق عليه أمريكا وإسرائيل فهل هذا تم في الانتخابات الرئاسية؟
- أنا أقول دائماً إنه يوجد مبدأ ناقص من مبادئ الثورة وهو مبدأ الاستقلال الوطني الذي من المفترض أن يسبق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، فأولاً علينا أن نكون مستقلين ثم نحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
مستقلين عن ماذا؟
- نكون مستقلين عن التبعية لأمريكا والغرب وعن تبعية الفكر الوهابي الوافد من الخليج وبدون تحقيق الاستقلال عن هذين العاملين وهاتين القوتين فلن يتحقق الاستقلال الوطني أو تتحقق مطالب الثورة، وهذا تم ثبوته في قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني، ورأينا الطنطنة الإعلامية للمسئولين المصريين، وكأنهم «جيفارا» ثم فجأة لا صوت ولا همس وهبطت طائرة أمريكية في مصر وحصلت عليهم.. فهل هذا هو الاستقلال الوطني؟ بالطبع لا فمازلنا ينقصنا حرية الإرادة والاختيار الحرة.
متي وكيف يتحقق الاستقلال الوطني؟
- يتحقق باستمرار الكفاح، وعلي النخب المثقفة أن تقول آراءها بحرية كاملة ووضوح تام، وتحاول أن تكسب لها أنصاراً، وعلي الشباب أن يستمر في صموده وتضحياته حتي تتحقق الأهداف التي استشهد من أجلها زملاؤهم، وهم يقولون: يا نجيب حقهم يا نموت زيهم.
هل تم اختطاف الثورة بصعود «شفيق» و«مرسي» لجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية؟
- بالفعل الثورة تم اختطافها، وتم التدبير لها بليل لكي تصل إلي ما وصلت إليه، وبالطبع يوجد أخطاء من الثوريين لأنهم لم يتوحد أنصار الثورة علي مرشح واحد وتوزعوا بين «حمدين» و«أبوالفتوح» و«الحريري» و«بسطاويسي»، والعيب الذي يصيب الحركة الوطنية المصرية منذ بدء النهضة المصرية عندما كنا نقول: الاحتلال علي يد «سعد» خير من الاستقلال علي يد «عدلي»، وهذا هو التشرذم في صفوف القوي الوطنية.
وما سبب هذا التشرذم؟
- سببه فترات الاستعمار الذي حكم مصر بمبدأ فرق تسد، وشق الصف والفتنة بين القوي الوطنية المتراصة لتتحول إلي شراذم، وهذا ما حدث في ثورة 25 يناير، حيث تم تشرذم القوي التي التفت خلال «18» يوماً التفافاً رائعاً حول مبادئ الثورة وكما قلت: الاستقلال الوطني أولاً حتي نتحرر من النفوذ الغربي والخليجي، والأمريكان والخليجيون لابد وأن لهم أذناباً وأعواناً في الداخل يعملون علي هذا التشرذم وشق الصف.
كيف يمارس الرئيس القادم مهامه دون وجود برلمان أو دستور؟
- الرئيس القادم هو رئيس شرفي ومنزوع الصلاحيات والدسم، والقوة الحقيقية والصلاحيات ستبقي في يد المجلس العسكري.
لو فاز د. محمد مرسي فهل سيوافق الإخوان المسلمين علي هذا الطرح؟
- أنا حتي الآن لا أعرف ما حقيقة علاقة الإخوان بالمجلس العسكري منذ بدء الثورة وحتي الآن، وأحياناً نجدهم حبايب وفي أحضان بعض، وأحياناً متخاصمين وواقعين مع بعض، ومرات أخري يسبون ويهاجمون بعض، والذي يعرف حقيقة العلاقة بين المجلس العسكري والإخوان سأعطيه جائزة من حر مالي.
في ظل هذه المعطيات التي ذكرتها كيف تري بداية الجمهورية الثانية في مصر؟
- الجمهورية الثانية لم ولن تبدأ إلا بعد تحقيق الاستقلال الوطني وهذا ما تسعي إليه القوي الثورية منذ 25 يناير وحتي الآن، وإلي أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
معني هذا أننا في حاجة ماسة إلي مصالحة وطنية؟
- المصالحة الوطنية بين ناس متنافرين في الأهداف لا تصلح لأنها لابد أن تكون مبنية علي ثوابت مشتركة، ولكنهم لم يتفقوا مع بعض في الانتخابات علي مرشح واحد، ولم يتغلبوا علي مؤامرة التشرذم للقوي الوطنية، مع إنني لا أؤمن بنظرية المؤامرة، بل أقول هناك نوع من التدخل الخارجي في الشأن المصري.
كيف تري ظاهرة الشعارات الكثيرة والتهديدات الخطيرة التي نراها في المجتمع؟
- هذه سياسة خطيرة لتشويه الناس، وأذكر أني في برنامج تليفزيوني مع د. نور فرحات، الفقيه الدستوري، بعد تنحي «مبارك»، والناس تكلمت عن التعديلات الدستورية فقلت ل«فرحات» الشعب أصبح خبيراً دستورياً وأنا لا أعلم أن المسائل الفقهية تكون في حوار عام فقال: هذا جيد أن تهتم الناس بتطوير ثقافتها الدستورية والقانونية، وأنا أراه منهجاً خاطئاً قياساً علي العمل الأدبي، فقد يكون الإنسان قارئاً للأدب، ولكنه ليس ناقداً أدبياً، وكذلك الدستور هو عمل الفقهاء الدستوريين، والناس ليسوا حكاماً عدولاً للأمور والكل أصبح يتجاوز وهذه هي البلبلة ولا نخرج بنتيجة، وهذا بسبب الشعارات وأصبح الجمهور يحكم علي القرارات الدستورية بمنتهي الفوضي في تقنيات المسائل الدستورية.
الضبطية القضائية للشرطة العسكرية هل كانت رد فعل لهذه الشعارات والفوضي؟
- سمعت كثيراً من الفقهاء القانونيين والدستوريين الذين قالوا: إن هذا العمل يشبه بطريقة أو بأخري العمل والعودة إلي قانون الطوارئ وأصدق ذلك ولكني لا أستطيع أن أحكم علي مدي قانونيته أو دستوريته، بل أراه نوعاً من الردة علي الحقوق المكتسبة وتعدياً علي الحقوق الشخصية.
الإعلان المكمل للدستور مد الفترة الانتقالية 6 شهور متي يبدأ البناء وتحقيق أهداف الثورة؟
- ويارب ينتهي عند هذا الحد ولكنه قد يمتد 6 سنوات فلن يوجد بناء أو تحقيق أية أهداف.
تأثير استيلاء المجلس العسكري علي السلطة التشريعية في وجود رئيس منتخب؟
- قالوا سيكون هذا إلي أن يتم تشكيل البرلمان الجديد وليس إلي أن يتولي الرئيس الجديد، وهذا الاستئثار بالسلطة التشريعية حتي مدي زمني لا يزيد علي بضعة أشهر، وبعد وضع الدستور ثم انتخاب البرلمان ستؤول السلطة التشريعية إليه، ولا أحد يعرف الاتفاقيات أو الاتفاقات بين المجلس العسكري والإخوان وما نتائجها، فقد يكونون متفقين علي شيء أو غير متفقين، ود. سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، الذي تم حله، صرح بأن البرلمان مازال قائماً والأمور بخير ولا توجد مشاكل!!
وما تقييمك للفترة الوجيزة لبرلمان الثورة قبل حله؟
- أعضاء البرلمان أنفسهم حكموا بأن أداءه كان هزيلاً جداً، ويكفي أن أبرز قانون أصدروه هو قانون العزل السياسي، تأخر والمفترض أن يصدر قبل هذا بكثير، ومع هذا صدر مليئاً بالثغرات والعيوب الدستورية، وما أصدروه من تشريعات إيجابية كانت مظهرية إلي حد كبير وهي رفع تعويضات الشهداء، وأعتقد أن أسر الشهداء هدفهم الثأر والقصاص من قاتلي أولادهم، ومع هذا النواب صدعوا رؤوسنا بهذا وافتخروا به كثيراً واعتبروه إنجازاً من إنجازات البرلمان، والشيء الجيد هو تثبيت العمالة المؤقتة ويشكروا عليه، لكن هذا حصاد هزيل لفصل تشريعي يكاد يكون كاملاً وعودة الثانوية العامة سنة واحدة، فهذا تلاعب بأولادنا الطلبة وبأولياء الأمور.
البرلمان به أغلبية مطلقة فكيف يكون أداؤه هزيلاً؟
- ربما يكون الصراع بين العسكر والإخوان الذين قالوا إن أيديهم كانت مغلولة، لأن المجلس العسكري لم يكن يعطيهم الحريات الكافية للعمل والحركة.
هل تري بوادر سيناريو 54 في الأفق؟
- لا.. لأن ما يحدث هو هزار(!!) فلا توجد مقارنة بين هذا المجلس وبين تصرفات ثوار يوليو الذين عملوا الإصلاح الزراعي، وتحديد ساعات العمل وقرارات ثورية واتفاقية الجلاء فقد كان لديهم برنامج ونفذوه ومر علينا عام ونصف العام ولم يتم شيء إيجابي خلالها، بل ظهرت كارثة الاستفتاء علي الدستور في 19 مارس وكانت كارثة بكل المقاييس لأنه قدم للشعب علي أن من يقول نعم سيدخل الجنة ومن يقول لا يدخل النار، وكوارث الاستفتاء مستمرة حتي الآن.
شكل العلاقة بين الرئيس القادم والمجلس العسكري؟
- السيناريو بمنتهي البساطة وهو سعي المجلس العسكري لإخضاع الرئيس القادم لإرادته ورد فعل الرئيس إما الخضوع للمجلس العسكري أو محاولة التمرد ولن يحدث شيء أكثر من هذا.
من الذي يتآمر علي ثورة 25 يناير؟
- يتآمر علي ثورة 25 يناير عناصر خارجية مثل أمريكا والخليجيين الوهابيين والعناصر الداخلية من أنصار النظام السابق وبقايا الحزب الوطني والمستفيدين من نظام «مبارك».
رشحت مرتين للجمعية التأسيسية للدستور ومع هذا لم يتم اختيارك في المرتين لماذا؟
- أنا لست باكياً علي عدم عضويتي في الجمعية التأسيسية للدستور ولا تهمني في شيء، وأري أن أهم الأعضاء لابد وأن يكونوا هم فقهاء الدستور، الذين لا يوجد من هو أعظم منهم قدراً مثل د. ثروت بدوي وإبراهيم درويش ود. نور فرحات، ومع هذا هؤلاء غير موجودين في الجمعية التأسيسية.
وكيف تم ترشيحك لعضوية الجمعية التأسيسية؟
- في اللجنة الأولي رشحني اتحاد الكتاب مع عدد من أعضائه، وفي اللجنة الثانية رشحني وزير الثقافة مع عدد من الكتاب ومع هذا في المرتين لم يضموا واحداً من هؤلاء المرشحين مع أن الذي رشحهم جهة الاختصاص سواء كان اتحاد الكتاب أو وزارة الثقافة، مع أن هذا لا يعنيني لأنه لو طلبوني كان يحتمل أن أعتذر لأني كنت سأري من هم أعضاء اللجنة الذين سيشاركونني وهل يمكن أن أعمل معهم أم لا؟ لأن هذا الجمع لم يختر علي أساس الكفاءة أو الاختصاص، وأيضاً لم يختاروا «جمال الغيطاني» و«السيد ياسين»، لأن بالطبع يوجد كبار المثقفين من أبناء الإخوان المسلمين الذين وضعوا في اللجنتين!!
تفسيرك لظاهرة تغلغل الواعظ الديني وتراجع دور المثقف في المجتمع؟
- بعد أن كان للمثقف دور كبير في المجتمع وبجوار الحاكم بداية من رفاعة الطهطاوي بجانب محمد علي وفي تاريخ مصر يوجد تناغم بين الحاكم الوطني والمثقف الوطني، وسعد زغلول أدرك هذا في تعامله مع عباس العقاد باعتباره ركناً أساسياً في الحركة الوطنية، وأيضاً أحمد عرابي جعل عبدالله النديم ومحمود سامي البارودي في مجلس قيادة الثورة، فدائماً توجد ندية بين المثقف والحاكم وبدونها لا يمكن أن تتحقق أية نهضة أو تطور، إلي أن جاءت نكسة يونيو 67 فبدأ المجتمع المصري يلجأ إلي الواعظ الديني علي حساب المثقف، وهذا كان بدعم قوي من الحاكم خاصة بعد تولي السادات السلطة، وأيضاً عبدالناصر كان مضطراً لهذا في محاولة منه لكي يبعث في الناس نوعاً من الأمل والإيمان بالقضية الوطنية التي لا يختلف عليها أحد، وبهذا أصبحت القضية الوطنية مغلفة ببعد ديني إلي يومنا هذا، مما أدي إلي نقل الغلبة إلي الواعظ.. وهذا ما وصفه جمال حمدان عندما رجع المجتمع إلي مفاهيم الخلافة العثمانية والتي يراها استعماراً دينياً من نوع غريب، ولو لم يكن لهذا الغزو قشرة دينية لحاربه المصريون كما حاربوا التتار.
هل النخب المثقفة ارتاحت لهذه النتيجة ولم تقاتل لاستعادة دورها؟
- السلطة المصرية في مصر تعاملت مع النخب بأفكار شيطانية وارتكبت جرماً في حق الثقافة، حين تعاملت معها بلا مبالاة شديدة، وكان من حق المثقف أن يتحدث ويكتب كما يشاء ولكن في المقابل لم يكن لما نقوله أية أهمية، لدرجة أنني كتبت ذات مرة أنني أشتاق إلي عصر الرقابة، لأن وجود الرقابة معنا يوجد لكلامنا أهمية وتزعج الحاكم، ولكن اللامبالاة في عصر مبارك تجاه ما كنا نكتبه جعلت كلامنا مجرد طق حنك، بل ما يؤسف له أن مشروع جمال حمدان في شخصية مصر لم يلتفت إليه أي حاكم لأنه لم يدرك أهميته.
لكن بعد 25 يناير ما دور النخب المثقفة تجاه المجتمع؟
- النخب المثقفة اشتركت في ثورة 25 يناير وهذه بداية لعودة المثقف إلي دوره الطبيعي كقيادة في المجتمع، بعد أن تم قتلها فعلاً ومع سبق الإصرار علي مدي أربعين عاماً، ولكن مازال فيها الروح والأمل أن تستعيد روحها من جديد، ولكن حالياً ليس لها دور وكلما سعت لهذا الدور نجد من يحاربها بشدة ويرفض دورها.
وهذا نتيجة طبيعية لصعود الإخوان المسلمين؟
- أولاً الإخوان المسلمين أسسها حسن البنا تأسيساً متيناً واستطاع أن يقوم بما لم يستطع القيام به هتلر وموسوليني لأنه أضاف إلي تنظيمه البعد الروحي الموجود في فكر البنا الذي اعتبره من أهم الشخصيات المصرية في القرن العشرين مع سعد زغلول وعبدالناصر، ثم بدأ التصدع التدريجي والتحطم الممنهج لمقومات الدولة المدنية والصعود المنتظم لتيار الإسلام السياسي والذي كان لابد ان ينتهي الي ما انتهينا إليه، بعد تآكل الدولة المدنية بفعل فاعل أو فاعلين خلال النصف قرن الأخيرة. ولم يكن الإخوان بعيدين عن هذا الانقلاب علي الدولة المدنية بل ظلوا يعملون بدأب علي مدي تاريخهم بوسائل مختلفة لم تخل في بعض مراحلها من استخدام السلاح والعنف للوصول إلي الحكم وتطبيق حلمهم في إقامة الدولة الدينية.
خطورة التحول إلي الدولة الدينية؟
- من الصعب ان تتحول مصر إلي دولة دينية لان تدين المجتمع المصري وسطي معتدل، والدولة الفاطمية أنشأت الجامع الأزهر ليكون منبراً للمذهب الشيعي، ولكنه أصبح أكبر منبر للمذهب السني في العالم، والمصريون لا يحبون التطرف ولم يأخذوا من الفاطميين بعد حكمهم لمصر (3) قرون إلا بعض العادات في شهر «رمضان» من صناعة الحلوي لكن استمرت العقيدة لأهل السنة والجماعة.
لكن المجتمع المصري يعيش أزمة وصراعاً وتخوفاً علي مدنية الدولة أو ما سمي بالدولة الدينية؟
- الإخوان المسلمين هي التي تعيش في أزمة «سيد قطب» لان الإخوان المسلمين عرفت قيادتين ولهما مرجعية لدي الإخوان «حسن البنا» أسس الجماعة وكانت استجابة للتغيرات في الحركة الوطنية ثم «سيد قطب» الذي أدخل مفاهيم الجهاد والتغيير بالقوة الذي أدي إلي نوع من التشرذم، والمجموعة التي تدير الجماعة الآن هي من قبض عليهم في الستينيات وقضوا في السجون عشر سنين وبسببها خرج العديد من قيادات الجماعة مثل د. «كمال الهلباوي، محمد حبيب، وعبدالمنعم أبوالفتوح» واستمرار هذه المجموعة في قيادة الجماعة سيؤدي إلي فقدان الجماعة لمميزاتها، وأري أنها تحتاج إلي مفكر من نوع خاص يجدد أفكارها ويقودها إلي مرحلة ما بعد الحداثة، ولكنهم ليس لديهم هذه القيادة.
لكن في ظل هذه القيادة حصلت الإخوان علي أغلبية البرلمان وأصبح لها مرشح رئاسي؟
- هذا نتيجة لما سبق من تحالف مع «السادات» فقد ركزوا جهدهم علي التغيير الاجتماعي البطئ بنشر رسالتهم وقيمهم المحافظة وسط الجماهير تدريجياً وفي المدارس والجامعات والنقابات المهنية والريف والأحياء الشعبية وتم ذلك استناداً إلي موارد مالية هائلة.. ونجحت هذه الخطة في بسط سيطرة إخوانية شبه كاملة علي قطاعات المجتمع الذي تغيرت قيمه ومفاهيمه لتتطابق مع مرجعيتهم وأيديولوجيتهم.. وأيضا مما ساعدهم علي هذا التمكين ما تم من محاربة للفكر الليبرالي والوسطي واليساري بكفاءة عالية فانفردت الإخوان المسلمين بالساحة السياسية والاجتماعية.
هل تتوقع انفلاتاً عسكرياً وشيك الحدوث؟
- لا أتوقع انقلاباً عسكرياً أكثر من الانقلاب الموجود حالياً.. ولكن ألاحظ علي مدي العصور ان الزعماء المصريين لم يتعظوا من التاريخ نهائياً ولم يتعلموا شيئاً خاصة عن توقع انقلاب أو حدوثه.
كيف؟
- مثلاً.. لو نظرنا إلي تجربة «عبدالناصر» وأنا ناصري حتي لا يساء فهمي أي مؤمن بمبادئ الثورة الناصرية ولكني ضد الممارسات التي تمت من رجالها لانه كان بها أخطاء كثيرة.. و«عبدالناصر» ركز جهده وخوفه في الحكم، حيث كان يخاف الإخوان المسلمين والشيوعيين ووضعهم في السجون، وأيضا من الرجعية العربية فحارب في اليمن، ولكن جاءت الضربة لنظامه بعيدة عن كل هذا لانها كانت من أمريكا وإسرائيل في يونيو 67 وقضت علي نظامه.. ثم جاء «السادات» وخاف جداً من أمريكا وإسرائيل وأقام معهماً معاهدة سلام لانهم قضوا علي «عبدالناصر» فجاءت الضربة من التيار الإسلامي باغتياله في المنصة.. واعتقد «مبارك» أن الأمن أهم شيء للاستمرار في السلطة، و«صلاح منتصر» ذكر في كتابه أشياء ساخرة جداً في هذا الشأن، بأن «مبارك» أمر بهدم جراج رمسيس خوفاً من وجود قناص به بعدما كلف مصر خمسة وثلاثين مليون جنيه.. وأيضا وهو في مكتبه بقصر العروبة فوجئ بعمارة عالية فخاف وأمر بإفراغها من السكان، فقد كان يخاف علي نفسه جداً من الاغتيال، ولكن نهايته لم يكن لها علاقة نهائية بالاغتيال ومع هذا مات حياً.
إذا.. كيف ينتهي هذا الاحتقان؟
- الدرس يقول شيء واحد.. عندما يصل الاحتقان في الحياة السياسية إلي مدي غير مقبول، لابد أن يحدث تغيير ولكن بطريقة لا يتوقعها أحد.. وهذا ما أتوقعه إذا استمر الاحتقان الحالي، ولكن لا أعرف بأي شيء يكون هل بالاغتيال أو الثورة مرة أخري؟!!
الكل في مصر كن ينتظر الانتخابات الرئاسية لحل المشاكل ولكنها تمت وزادت مشاكلنا؟
- الانتخابات ليس لها علاقة بأي شيء بل هي نهاية طريق وليست بدايته. بمعني لكي نصل إلي الانتخابات لابد أن نكون حققنا أهدافاً وأنجزنا خطوات علي طريق الديمقراطية ونحن لم نفعل هذا، لأن الديمقراطية ليست الانتخابات نهائياً.
لكن نصف الشعب يرفض أيا من المرشح الرئاسي؟
- لان النصف يخشي ان يكون د. «محمد مرسي» رأس حربة لفاشية دينية.. والنصف الآخر يخشي أن يكون الفريق «أحمد شفيق» رأس حربة لفاشية عسكرية.
وماذا لو تحالفت الفاشيتان علي الشعب المصري؟
- سيكون نهاره أسود، وأخشي من هذا التحالف لانه سيكون مصيبة كبيرة علي الشعب المصري، وستضيع مكاسبه ومبادئ ثورة يناير التي دفع فيها الشعب المصري أذكي دمائه.
أهم الملفات التي يجب أن يتعامل معها الرئيس القادم؟
- لو جاء «مرسي» رئيساً فأقصي ما نطالبه بتحقيقه ان يطبق برنامجه الذي أعلنه وليس أكثر من ذلك، حيث قال: أتعهد أمام الله والشعب بكذا وكذا وأطالبه بما تعهد به أمام الله والشعب، وإذا جاء «شفيق» رئيساً نطالبه أيضا بتحقيق تعهداته.. مع أني لست مع «مرسي» أو «شفيق» هذا إذا كان لديهما ما يسمح بتحقيق شيء مما قالاه.
روبرت فيسك المحلل السياسي والكاتب البريطاني قال مؤخرا: مصر تدخل في التجربة الجزائرية 1991 هل تعتقد ذلك؟
-للأسف أنا قرأت هذا الكلام وكان أسوأ تحليل قرأته.. وأأسف لاني أثق في قدرة «فيسك» علي التحليل والرؤية.. وإذا كان لديه من المعلومات والأنباء والتقارير ما يؤكد أن سيناريو الجزائر سيطبق في مصر.. فهذا أسوأ شيء يمكن أن يحدث في مصر، ولكن عزائي أن المصريين ليسوا شعباً يميل إلي العنف والتطرف ولا يتحمله حتي إننا رددنا علي عنف نظام «مبارك» بسلمية سلمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.